وعد البيتي فور


منذ خمسة وتسعون عاما خرج على العالم مجرم بريطاني يُدعى ارثر بلفور وكان يعمل حينها وزيرا لخارجية المملكة المتّحدة بريطانيا التي لم تكن الشمس تغيب عنها لاتساع مساحة مستعمراتها وكان يعتبر بلفور هذا رحيما بشعب اليهود الذي لا يجد ارضا له ليعيش عليها واستغل ان الدول العربية آنذاك انها تريد التحرر من استعمار الدولة العثمانية واعتقد العرب حينها ان بريطانيا صادقة وانها ستعمل على اقامة الدولة العربية الموحدة والتي قام الشريف الحسين بن علي الثورة العربية الكبرى لتحقيقها ووقف الى جانب الحلفاء في قتالهم دول المحور وذرف الدموع بلفور نيابة عن برطانيا بعين كلها عطف وكان كدجّال يهب شيئا ليس حقّه لوغد ليس من حقّه وهكذا كان !!!!!
وكان وعدا تحوّل عند اليهود حلما وبدأوا يجمعوا المال لذلك الخلم واستغلوا نيام العرب والفلسطينيون وسذاجتهم وفي بعض الاحيان خيانتهم لقصر نظرهم وحتّى بعد صدور الوعد وخنوث بريطانيا بوعودها وكشفها عن نواياها المبيّتة لم يكن عند العرب بدائل واضحة للمقاومة وإسقاط ذلك الوعد والانتباه الى الواقع على الارض من حيث الهجرات اليهودية الى فلسطين بحجج مختلفة وبتسهيلات من بريطانيا دولة الانتداب من عصبة الامم المؤتمنة على فلسطين .وكان التصريح على الشكل التالي :
وزارة الخارجية
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص آرثر جيمس بلفور
وقد علّل البعض قعلة بريطانيا بانها تعويضا لليهود عن معاناتهم في اوروبا والبعض عللها بانها مكافأة لوايزمان على اختراعه مادة الاسيتون المحرقة التي استعملت بعدئذ في الحرب العالمية الاولى وعندما قابل وايزمن هربرت صموئيل كان متشددا في طلباته حتى ان وايزمان دوّن بعد ذلك العبارة التالية: "لو كنت يهودياً متديناً لظننت أن عودة المسيح قد دنت".
وكل ما قيل عن السبب هو كذب حتى ان بلفور كشخص ورئيس حكومته انذاك لم يكونا على ود مع اليهود وانما هي السياسة البريطانية المتغطرسة التي عاشت على استعباد سكان مستعمراتها.
ولم يستطع العرب حينها ايجاد البدائل التي من شأنها تبعد الخطر اليهودي في حينها بالرغم من ان عدد اليهود في فلسطين حينها لم يكن يتجاوز 5% من عدد سكان فلسطين التاريخية .
وبنت الصهيونية على المحادثات البريطانية العربية الكثير من المصالح الإسرائيلية الصهيونية التي تخدم دولتهم الحلم حيث خدع البريطاميون العرب ونكثوا بكل الوعود التي قطعوها للعرب مقابل الوفاء بوعد بلفور لليهود فكان لليهود ما ارادوه حيث اوقعوا المجازر بالفلسطينيين في بلدات كثيرة منها دير ياسين وغيرها كما نكّلت بهم العصابات الصهيونية المسلّحة مثل شتيرن والهاجانا والاورغون .
وناضل الفلسطينيون البسطاء الشرفاء بما استطاعوا ان يحصلوا عليه من سلاح بينما لم يلتق الزعماء والقادة العرب والفلسطينيون على القيام بحرب موحدة وباسلحة جيدة فكانت معركة خاسرة اداريا وفنيا ونتائجها كارثيّة وهي ضياع فلسطين وتشريد اهلها .
وتلك الجريمة الدولية اكتملت عناصرها لتكون عن عمد وقصد وبنيّة مبيّتة من الحكومة البريطانيّة والصهاينة وعن غبر قصد من المتعاونين معها ويتحمل العرب والفلسطينيون جزء من تلك المسؤوليّة وما زالوا والمستفيد الوحيد بشكل رئيسي هم الصهاينة واليهود بشكل عام وقديكون بشكل غير مباشر الفتات من المال والمكاسب التي حصل عليها بعض المتعاونون الذين باعوا ضمائرهم للشيطان واسرائيل ربيب تلك الجريمة تستفيد من كل ما بني لهم حتّ الان وهي تحاول تحقيق اهداف الصهيونية الكبرى وهي تحقيق الامبراطوريّة اليهودية الكبرى من الفرات الى النيل واقامة الهيكل السليماني المزعوم وتأكيد يهودية الدولة وعند تحقيق تلك الاهداف الصهيونية سيكون هناك خطرا حقيقيا على الدين الاسلامي وديار الإسلام والمسلمين ومعتقداتهم خاصة في هذه الازمان التي تطغى عليها الحياة المدنية والتي ابتدأت بها اتباع الديانة المسيحية حين فصلوا الدين والكنيسة عن الحياة المدنيّة بعكس الصهاينة الذين يريدون الدين والدنيا وتحقيق حميع ما يعتقدون به من اطماع بعيدا عن الدين اليهودي الحقيقي الذي بالتاكيد هو ديانة سماويّة تحقق العدالة ولا تقبل بالظلم على الاخرين .
لذلك فان الوعد الذي اعطته بريطانيا عن طريق وزير خارجيتها بلفور للصهاينة لم يكن وعدا من بريطانيا المسيحية وانما كان من بريطانيا الإستعمارية واصحاب مصالح فيها الى مجموعة صهيونية اصحاب مصالح اقتصادية على حساب سكان بسطاء يعيشون على ارض هي مهبط الانبياء يسكنها مسلمون بسطاء متعايشون مع غيرهم من اصحاب الديانات الاخرى .
وها هو بعد خمسة وتسعون عاما ياتي فلسطيني هو محمود عباس من صفد العربية الفلسطينية بعطي وعدا لاسرائيل كحلوان لوعد بلفور فجاء بمثابة البيتي فور وذلك بعدم الرغبة بالعودة لصفد ويتنازل عن حق العودة وبالرغم من ذلك ما زال يعتبر نفسه ممثلا لجميع الفلسطينيين في داخل وخارج فلسطين .
فهل ستتحمل الاجيال القادمة ما هو قادم من وعود اسوأ لا سمح الله!!!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات