كوستاس فاكسيفانيس ( أسانغ اليوناني ) .. طليقاً


وصف نيكوس كونسطانطوبولوس وكيل الدفاع عن الصحفي اليوناني كوستاس فاكسيفانيس الذي بات يُعرف في وسائل الإعلام العالمية باسم ( وليام أسانغ اليوناني ) بعيد الإفراج عن موكله , ليلة أمس , بأن بلاده تعاني من فصام مؤسسي . وكان فاكسيفانيس قد اعتُقل يوم الأحد الماضي عقب نشره القائمة السوداء .

تلك القائمة , التي حملت ألفي إسم من المتورطين والفاسدين اليونانيين , الذين يملكون حسابات مالية ضخمة مُخبّئة في البنوك السويسرية . وقد أرفق معها , الوثائق التي قام وزير المالية اليوناني الأسبق ( جورغوس باباكونسطانطينو ) في فترة حكم التكنوقراطي ( لوكاس باباديماس ) بتسليمها إلى نظيرته الفرنسية ( كريستين لاغارد ) , والتي يُطلق عليها إسم الوثائق الكاذبة التي بموجبها تم ضم اليونان لمنطقة اليورو . ومنذ تلك اللحظة الملعونة حسب الشعب اليوناني ولغاية اللحظة التي يقود فيها الإئتلاف بزعامة ( أنطونيس ساماراس ) الحكم في البلاد , وربع السكان يعانون من البطالة نصفهم من الشبان . في حين وصل العجز في الميزانية خمسمائة وخمسون مليار يورو مما يعني أنه يزيد عن الدخل الإجمالي للبلاد بضعفين ونصف الضِّعف .
ألقائمة , كشفت أن هؤلاء الذين وردت أسمائهم فيها , تهربوا من دفع استحقاقاتهم للدولة على حساب الشعب المسكين , الذي أضحى برمته محتاجاً للقمة الخبز . ولذا , فقد رافقت عملية اعتقاله اضطرابات عارمة شهدتها العاصمة أثينا . وجاء إطلاق سراحه , بعد أن تعهدت وسائل إعلام محلية أخرى بإعادة نشر القائمة مُتحدية القانون الذي اعتقل فاكسيفانيس على أساسه وهو المسّ بشخصيات والقدح بها , باعتباره لا ينطبق على مثل هذه الحالة . ومتهمة الحكومة بالتواطؤ مع الفاسدين بعد افتضاح نيّتها بالإحتفاظ بهذه القائمة ودفنها تحت السجاد , بدل أن تودعهم السجن . بل وارتكبت جريمة حمقاء باعتقالها لناشر صحيفة ( هوت دوك ) الذي كشف الحقيقة .
زُوي كونسطانطوبولو عضوة البرلمان اليوناني , طالبت بإخضاع القائمة للتحقيق واتخاذ الإجراءات الحازمة بحق المتورطين وأما جيم بوميلا نقيب منظمة الصحفيين العالمية وديميتريس تريميس نقيب الصحفيين اليونانيين فقد نددا بالإعتقال وطالبا بإخلاء سبيله فوراً .
فاكسيفانيس , عانق الجمهور الذي رافقه في مسير خروجه من السجن , وكتب على حسابه الشخصي على تويتر شاكراً الشعب اليوناني ومتعهداً بمواصلة كشف كل ما يتعلق ببلاده قبل وقوعها في قبضة استعمار قادم . وأما المراقبون فقد تسائلوا عما إذا كانت اليونان بلد ديموقراطي أم أنه يسير على خطى ديموقراطية جديدة ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات