من أين لكم هذا


يبدوا بأن الحُكومات الشريفة التي تقف بصف الشعب الأردني لا تستمر طويلاً ، أمثال حُكومة أحمد عبيدات الذي طالب بمحاكمة القطين السمينين ، وعون الخصاونة الذي طالب بالولاية العامة وتطبيق مبدأ من أين لك هذا لتحقيق العدالة الإجتماعية الشاملة وتنظيف البيت الأردني من الداخل، لم تستمر هذه الحُكومات بسبب هوامير الفساد والمتسلطين المتنفذين في أمور الدولة والذين يدعون بأنهم مجلس الشيوخ أو الحكماء للدولة الأردنية .
وهم أصلاً أساس مصائب الدولة الأردنية وما وصلنا إليه من تردي الأحوال وإنتاج الفساد وتصديره لم يكن لولا هؤلاء الذين يدعون أنفسهم بالعقلانية والحكمة ، وهنالك أسئلة مثيرة تدعونا جميعاً إلى التفكر والتدبر ، ما سبب إقالة محافظ البنك المركزي عصام عبد الحميد شرف، ما سر بأن معظم مجلس الشيوخ يمتلك الأموال الداخلية والخارجية وعامة الشعب الأردني فقير .
ما أصل قضيا الفساد العملاقة ومن العقول المدبرة لها ، وما هو الهدف الحقيقي إلى استصدار قانون المطبوعات والنشر وتكميم الأفواه ، وما السبب الرئيس لبقاء القضاء الأردني عاجزاً في حسم الأمور المفصلية لتاريخ الأمة الأردنية ، وهل الشعب الأردني مستفيد من قضية السلام وإتفاقية وادي عربة التي دعت المواطنين الشرفاء لحرق الإطارات لشح الموارد المائية التي استحوذ عليها الكيان الصهيوني الغاصب جراء المؤامرة أو الإتفاقية من نهر اليرموك .
أما السؤال الأخر هل ولد الشيوخ شيوخاً ويمتلكون هذه المبالغ الخيالية والقصور وديباج والنعم ، أم باعوا مقدرتنا وممتلكنا من أجل أحواض السباحة في قصورهم ، إن المديونية الخارجية للوطن سببها مارد الفساد الذي عاث في الوطن خراباً ، وإن أسباب الجوع والبطالة المقنعة هي لمصلحة المتنفذين الفراعنة .
لو تم تطبيق مبدأ من أين لك هذا لتقدمنا إلى الأمام خطوات عديدة وعشنا عيشة كريمة ، ولكننا اليوم لا يسمع لنا صاحب الكلمة الجريئة الشجاعة يتراجع ويقول إما رفع الأسعار أو انهيار الدينار ويوافق على المبادء التي رفضها في البرلمان ،رئيس الوزراء الأردني وصفي التل رفض عرض السفير الأمريكي وأحضر القمح من سوريا والعراق وزرع الأراضي الشاسعة الفارغة وبعد عامين فقط كان الإكتفاء الذاتي ثم أصبح الأردن مصدراً للقمح ، أما اليوم فنحن نستجدي دول العالم ونحن ونسبح على بحر من النفط ؛
إن ما يتحقق على ارض الواقع من الإنجازات الحقيقة الجادة الهادفة إلى البناء ليست بالأحلام ولا بالكلام إنما بالفعل والعمل ، وذلك بمحاكمة اللصوص محاكمة عادلة جادة بدون تسويف، كما أعتقد بأنه أن الأون للقضاء الأردني قول كلمته واستقلاليته الحقيقية لا الكلامية ، فما عاد الشعب قادر على رفع الأسعار او انهيار الدينار ، فإن كثرة الضغط تولد الإنفجار وهذا الشعب الأردني العظيم لن يسجد إلا لرب العالمين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات