فك الارتباط خيانة وتسهيل منح الجنسية الاردنية عمالة


لا زال قرار فك الارتباط عام 1988 بمثابة السهم السام والقاتل الذي صُوب عن قصد وعمد وإصرار باتجاه الشعب الأردني لقتله, تمهيداً لبيع ارض فلسطين بالكامل ودونما ثمن لليهود, هذا القرار الجائر الذي كلما ابتعد شبحه عن الأردن وشعبه وانخفضت مساؤى تبعاته, عاد بفضل أولئك الذي يتابعون مشهد التخريب للأردن والضياع لأهله للواجهة من جديد.

فقرار فك الارتباط هو قرار صهيوني بامتياز, كان الهدف منه إجبار الأردن للموافقة عليه, ليس حبا وعشقا بفلسطين , بل لتحقيق طموحات ورؤى بني صهيون في رؤية الوطن البديل جاثم على صدور الأردنيين, ذلك القرار الذي أقيمت له الليالي المِلاح من غالبية الشعب الفلسطيني وقادتهم لتخلصهم من براثن التبعية الأردنية كما يتصورون في سرهم .

فالمتفحص لقرار فك الارتباط يجد بأنه قرار في الأصل غير دستوري ولا قانوني, مما ترتب عليه بطلان حق الجنسية الأردنية الممنوحة لأهلنا الفلسطينيين في الداخل وفي الشتات, فكلنا يعلم أن قرار الجنسية الأردنية هو قرار تم اتخاذه بموجب قانون برلماني وليس دستوري, ليقدم خدمة مجانية لليهود عمق بها جراح الأردنيين , وهنا أجد بأنه ليس من العيب أن يتم الان سحبها بقرار برلماني كما اعطيت لتعميق جراح اليهود والمحافظة على فلسطين والهوية الفلسطينية إذا كنا صادقين بالخوف والحرص على الاردن وفلسطين معا.

فالوحدة بين الأردن وفلسطين باطلة في الأصل وغير قانونية , وكل ما ترتب عليها يعتبر باطلا وغير قانوني كذلك, فهذه هي الحقيقة المرة التي لا يرغب غالبيتنا سماعها , ولكننا سنبقى نذكر بها حرصاً على الاردن, فالتاريخ يذكر في سطوره أن جامعة الدول العربية قاومت ورفضت تلك الوحدة في بواكير عمرها, وذهبت الى ابعد من الرفض حين جمدت عضوية الأردن آنذاك بحجة انه لا يجوز ضم حكومة عموم فلسطين إلى الأردن , واعتبرتها وديعة بيد الأردنيين, والوديعة لا تمثل وحدة بل أمانة , وقد تم استردادها عام 1974 بقرار قمة الرباط وبالإجماع, وهذا القرار يترتب عليه إسقاط الجنسية الأردنية عن كل فلسطيني حصل عليها بعد عام 1974,وليس كما ينظر البعض قبل عام 1988.

ففك الارتباط كما يعلم الجميع كان قراراً فلسطينيا عربياً غير مدروس , افقد ملف القضية الفلسطينية هيبتها بمنع الأردن من التفاوض عليها على اعتبار أنها ارض محتلة, فلا يجوز أن يبقى الأردن لوحده يتحمل تبعات ضياع الضفة الغربية في حرب عام 1967 والتي ساهمت بضياعها جميع الدول العربية بما فيها الفصائل الفلسطينية التي شاركت بهذه الحرب التي فرضت على الأردن باسم القومية الزائفة .

فقرار فك الارتباط هو قرار صهيوني الباطن فلسطيني الظاهر, أراد من روج له الخلاص من الأردن وتبعاته السياسية, لإصابة فلسطين بمقتل تحت اسم إنشاء دولة فلسطينية قد لا تقوم إلى نهاية الساعة, بدليل أن استقلال فلسطين أعلن بعد اقل من شهرين من فك الارتباط عام 1988, ليقدم لإسرائيل خدمة مجانية عجزت عن تحقيقها قوة السلاح والحرب, حين اعتبرت الأمم المتحدة أن فلسطين ليست أرضا محتلة ,ولا يجوز للأردن أن يطالب بها في مفاوضات عملية السلام, فتلاشت الضفة الغربية " بنظري" الى الأبد بفضل ذلك القرار الجائر.

وفي هذا الأيام ترتفع وتيرة بعض الأصوات المنادية بإعادة إحياء الوحدة بين الأردن وفلسطين , كلما تفاقم الخطر بين السلطة الوطنية وحماس , ليس محبة بالأردن ولا خوفا على فلسطين , بل لتشديد الخناق مرة أخرى على القرار السياسي الأردني مستغلين الظروف الاقتصادية القاهرة التي يمر بها الأردن , وذلك للمطالبة بالمزيد من الأرقام الوطنية, بدلا من سحبها من الذين يشملهم قرار فك الارتباط الأول عام 1974 وليس الثاني عام 1988 , خدمة لفلسطين المتباكى عليها.

فلقد بحثنا في بنود الدستور الأردني ولم نجد تعريفا محدداً بين سطوره لحدود الأردن , أي أن الدستور الأردني لم يفّصل حدود الأردن في نصوصه ,مما يجعل انفصال الضفة الغربية لا علاقة له بالدستور ,لأنه تم بقرار برلماني يحمل في طياته علامات استفهام خطيرة يجب على الأردنيين العودة إليها لمناقشتها تمهيداً للوصول لصيغة تحفظ الأردن من الضياع , وتبقي على فلسطين قضية حية.

دعونا نخوض في مسألة سهولة منح الجنسية الأردنية , لنقول بمصداقية عالية ودون مواربة أن الهدف الأول منها هو حرمان فلسطينيو الأردن من حق العودة لأرضهم في فلسطين, وذلك بجعل الأردن وطناً بديلاً لهم يتمتعون به بكافة الامتيازات , والثاني هو إراحة إسرائيل من اكبر هّمٍ كان سيشغلهم ويقف في طريقهم لو أن الفلسطينيين رفضوا مجتمعين فكرة التجنيس الأردني والهرولة نحوها بتهافت قلّ نظيره بين الأمم .

فحكومة توفيق أبو الهدى عام 1949 خالفت الدستور الأردني الذي حدد حينها من هو "الأردني" في بنوده , والتي جاء فيها أن "الأردني" هو كل من اثبت انه من أبوين عثمانيين كانا يقيمان بصفة دائمة بإمارة شرق الأردن عام 1921 , وهذا هو الفيصل لوأد فكرة الوطن البديل , وإقلاق راحة إسرائيل.
وقفة للتأمل: " أما وقد عادت الوديعة لأهلها بالخاطر وبإلحاح شديد منهم, فلنتذكر الحكمة القائلة: حُب الدنيا رأس كل خطيئة".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات