طوبى للأمهات اللواتي أرضعن رجال الحق من أبناء المخابرات


 كثيرون هم الذين ينتظرون تلك الساعة التي يطالعون بها صباحهم ولا يرون دائرة المخابرات واقفة على أقدامها, لإدراكهم بأنها تمثل حجرا رئيسا وعمدا ثابتا ولاعب ارتكاز في أساس البيت الأردني.
بالأمس تابع الملايين عبر الشاشات بكل افتخار وتقدير قيام فريق متخصص من رجال الحق في دائرة المخابرات اصطياد زمرة عفنة كانت تخطط لإباحة الدم الأردني دونما ذنب, لإحداث بلبلة في الساحة الأردنية تمكن المارقين من استغلالها لإلحاق الأذى بالأردن كما حصل في الدول العربية التي تشكو هذه الأيام فقدان الأمن والحنين إلى ماض عاشوه رغم فساوته.

الغريب في الأردن والعجيب في الأمر ليس ما جرى رغم أهميته, لأننا تعودنا من رجال الحق على إحباط مؤامرات اخطر من تلك التي حدثت بعشرات المرات , بل الغريب والمستهجن هو وجود زمرة من بيننا تشكك بصحة ما جرى, لان عقله وفكره لا يرغب بسماع أخبار مفرحة سارة وسط الأحداث المؤلمة التي تعصف بإخوة لنا على مقربة من حدودنا.

فما أن ظهرت المعلومات الأولية عن قيام رجال الحق بتفكيك تلك العصابة العفنة , حتى قابلتها مظاهر التشكيك من رواد منابر التشكيك والرقص على الحبال في الليالي المظلمة , دون أن يفكر أصحاب هذه الرؤى الضيقة وتلك العقول المشككة , بأن احد أبنائها أو اخوانها أو هو شخصيا كان من الممكن أن يكون احد ضحايا التفجيرات التي كان من المزمع أن تنفذها هذه الزمرة العفنة, التي أحبطها نخبة من رجال الحق باقتدار مهني عالٍ فَرَدوا صدورهم لتلقي سهام الغدر عوضاً عن المشككين وأصحاب الشعارات, ليناموا وأطفالهم قريرو العين , فتصوروا معي لو أن هذه الزمرة العفنة قد نفذت مخططها بإحدى مسيرات هولاء المشككين, ماذا سينتج يا ترى ؟, وماذا سيقول من كُتبت له النجاة والسلامة؟ .

نعود لنقول لأصحاب نظريات التشكيك :هل كنتم تنتظرون لتصدقوا الرواية إبادة الآلاف ؟.
عجباً ما يحدث على ساحتنا الأردنية, فرجال الحق لم يقّدموا خدمة للشعب الأردني فحسب , بل قدموا خدمة جليلة لأولئك المشككين وأصحاب مهنة المعارضة للمعارضة فقط, لأنه لا قدر الله لو نفذ هولاء المجرمين مشروعهم التدميري لتَحول أهل الضحايا الى سيوف ستبتر رؤوس من كانوا السبب في الهاء رجال الأمن عن المهمة التي يجب عليهم القيام بها , للتفرغ لحمايتهم في المسيرات التي لا طائل منا على الإطلاق .

إنها الحقيقة الدامغة التي يجب أن نعيها بعد اكتشاف أمر هذا المخطط, وهي الكف الفوري عن الاعتصامات والمسيرات ,وأن نترك رجال الأمن لمتابعة بناء تحقيق الأمن الذي لطالما حلمنا به وتباهينا بانجازاته على العالم بأسره , فالأردن أفضل بكثير من غيره وهو مطمع وملاذ آمن لمن فقد بريق الحرية والأجواء الأمنية.

نقف جميعا باعتزاز لرجال الحق ومن يدور بفلكهم من رجال الأمن العام وقوات الدرك والاستخبارات العسكرية والدفاع المدني والمرابطين على الحدود من نشامى القوات المسلحة موقف الداعم والمبتهج والمفتخر.

فطوبى للأمهات اللواتي ارضعن رجال الحق من أبناء المخابرات,والذين ورد ذكرهم في لحن القول الالهي :" انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى".

صدق الله العظيم

وقفة للتأمل :" قال الإمام علي كرم الله وجهه لقوم نشدوا الحق يوما : إن الحق الذي يصاحبه قوة يبقى ناقصاً , وقد يؤخذ من أصحابه مرة أخرى, فالأردن القوي يحتاج الى رجال حق أقوياء يفرضون هيبة الدولة ووقارها ليمضي قارب الوطن الى بر الأمان بأمان".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات