أليونانيون يطردون ميركل , ماذا بعد ؟


ليس مُستبعداً أن يعلن الإتحاد الأوروبي انهياره مُبكراً بعد إفلاس العديد من بلدانه , كما أنه ليس من المستبعد كذلك وقوع حرب عسكرية بين أعضائه الآخذين في التشرذم , فالإتحاد الزائف والمُصطنع لا يزال يحتاج لحلّ نزاعات حدودية وأقاليم إنفصالية قد تعصف به . فالتململ المتزايد في صفوفه آخذ في الإتساع وبتسارع .
لقد سكب اليونانيون الذين تدفق عشرات الآلاف منهم جُلّ غضبهم على المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل وصاحوا في وجهها } ) ميركل , إنصرفي , أليونان ليست موضع انتدابك { ( وعلت هتافاتهم ( ميركل إبنة هتلر ) و ( هذا ليس إتحاد , إنه الرق ) . وأما الشرطة اليونانية فقد واجهتهم بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع وقنابل الصدمة ومسحوق الفلفل الحار .
المستشارة فقط حصلت على سجادة حمراء وترحيبا حاراً من قبل القادة السياسيين اليونانيين.
منذ زيارتها الأولى التي تمت في تموز عام 2007 , جاءت زيارتها هذه قبل عام من موعد الإنتخابات الألمانية لتلتقي بالسيد أنطونيوس ساماراس رئيس الوزراء اليوناني في مقر إقامته ومع الرئيس كارلوس بابولياس في قصره .
ميركل لم تلتق بالشريكين في الإئتلاف الحكومي إيفنجيلوس فينيزيلوس ( باسوك ) وفوتيس كوفيليس ( أليسار الديموقراطي ) ولا حتى بزعيم المعارضة أليكسيس تسيبراس ( سيريزا ) الذي قرر الإنضمام للمتظاهرين .
ميركل , هدفت من زيارتها التي تمت قبل أسبوع , كما قالت , إعلان التأييد لسياسة ساماراس التقشفية لأنها تريد حسب قولها الحفاظ على اليونان ضمن منطقة اليورو عكس حلفائها الآخرين في الإتحاد الذين يطالبون بفصل اليونان من عضويته , لأن اليونان دخلت المنطقة بعد أن ضلّلت شركائها بتقارير وأرقام مزورة .
ألزيارة , والحالة الأمنية التي عمّت العاصمة أثينا شبيهة بزيارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون لليونان عام 1999 بعد قصف الناتو للحليفة الأرثوذكسية صربيا عندما صاح اليونانيون في وجهه ( إنصرف أيها القاتل الفاشي ) , وقد سبقت زيارته هجمات عديدة على أهداف أمريكية في عموم اليونان .
ألزيارتان , زيارة كلينتون وزيارة ميركل , جعلت اليونان تستقدم سبعة آلاف من الضباط والشرطة والقناصة والقوات الخاصة متخذة إجراءات أمنية مشددة .
ألمواقع الإليكترونية الحكومية اختُرٍقت من قبل مجهولين قبيل الزيارة وكذلك موقع الشرطة ومكتب الرئيس . ونشر القراصنة عليها عبارة } ألتضامن مع اليونان { يستوجبنا منع إعادة الحكم العسكري الذي حكم اليونان في الفترة بين ( 1967 ولغاية 1974 ) .
إحتج عشرات الآلاف في عاصمتهم أثينا ضد إجراءات التقشف وطالبوا باعتقال ميركل المسؤولة عن قتل ( 3500 ) من الإغريق في إشارة إلى الصراع التاريخي مع الألمان الكاثوليك , وفيما رفعوا يافطات كتبوا عليها ( لا تبكي يا أنجيلا , فلم يتبقّ طعام تتناولينه من مخازننا ) وكثير منهم أحرق أعلام الإتحاد الأوروبي .

آنجيلا ميركل : جئت لرؤية الأوضاع على الأرض , فالإحتكاك المباشر يقود لفهم أفضل . لا أعرف ما الذي تعنيه زيارتي لليونان , فأنا لم آتِ هنا كأستاذة تمنح علامات . لقد اجتازت اليونان فترة صعبة للغاية . وقطعت شوطاً كبيراً في طريق الإصلاح وعليها أن تكمل المشوار , وإلا فستكون على أبواب مرحلة أشدّ وأكثر صعوبة . إن هذا الذي نفعله إنما هو من أجل أولادنا وأحفادنا لينعموا بعالم أفضل .لدينا عملة موحدة فإن أصاب أحدنا سوء فقد أصابنا جميعاً . صحيح , أن خطوات هامة قد تم اتخاذها , ولكن الأمور لم تنته , بيد أن الضوء في نهاية النفق .

أنطونيوس ساماراس : إن زيارة ميركل , تعني وضع حد للعزلة التي تعيشها اليونان لغاية اللحظة . فأوروبا بيت مشترك للجميع . سنتخذ التدابير التي كان علينا اتخاذها منذ زمن . قلت لميركل إن الشعب اليوناني يدمي , لكننا سنمضي للنهاية . لا نطلب خدمات . ميركل أبدت احترامها لما قدمناه وطالبتنا بالصبر . لقد طوت اليونان صفحتها الماضية وأصبحت صورتها ناصعة وتحسنت في وسائل الإعلام العالمية . لقد عززنا كرامتنا وزيارة ميركل برهنت على ذلك . سنخرج من الأزمة أكثر منعة .

أليكسيس تسيبراس : جاءت ميركل لدعم الميركليين في اليونان , ساماراس وكوفيليس وفينيزيلوس . كان على أوروبا الديموقراطية أن لا تسمح بأن يكون الشعب اليوناني حقل تجارب كخنازير غينيا وأن تتحول بلاده لمقبرة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات