الأمة التركية .. وميراث الخازوق .. ؟


هناك مصطلح يقوم السلطان أوردوغان بترديده في جميع خطاباته للداخل التركي وبالذات في مؤتمرات الحزب وهو مصطلح الأمة التركية ، وهو يعطي دلالة كبيرة على أن النظرة السلطانية التركية العثمانية ما زالت هي المسيطرة على علاقة الأمة التركية مع العالم العربي .
فحديثه الأخير أن " الشعب السوري أمانة أجدادنا في أعناقنا " يعطي مجموعة من المؤشرات إذا ما تم ربطها بصيغة مصطلح الأمة التركية في خطابات السلطان أوردوغان ، وفي بداية الأزمة السورية وبروز لغة الخطاب التركي الذي كان أو المنقلبين على النظام السوري قلنا أن ذكر الخازوق التركي في مسلسل إخوة التراب هو المحرك للموقف التركي من أمة سوريا .
ومع الوقت ظهر صحة هذا القول لأن تركيا لاتنسى وهنا تركيا السلطان وليس تركيا العلمانية التي كانت عين لها على شمال مضيق البسفور والأخرى على الحنوب العربي لتركيا ، فتركيا السلطان اوردوغان الأول ألقت من وراء ظهرها شمال المضيق بعد أن ملكت من القوة العسكرية والاقتصادية والعديد من الاتفاقيات أيام علمانية تركيا الشيء الكثير مما يجعلها تحمي ظهرها من أي إنقلاب في ظهر مجن الغرب عليها ، وهي الأن تعطي نفسها الحق بلعب دورا رئيسيا في الربيع العربي وتقاتل من أجل قيادة هذا الدور مع دولة قطر وفي الاعلان عن تحالف المعارضة السورية من الدوحة أو إسطنبول وحجم الكولسات التي تمت خلاله لأكبر دليل على تركيا السلطان أوردوغان ترفض أن تخرج من دور القيادة إلى دور المتفرج .
وهذه المعركة في تولي القيادة لعبتها تركيا منذ سنوات وقبل الربيع العربي مستخدمة مال الخيلج وإعلامه أداة لها ومن خلال المسلسل التركي الأول ( نور ) وما تلاه من مسلسلات تركية بتمويل إعلامي خليجي كان بعيدا جدا عن يد الحكم العثماني لسنوات طويلة جعلت الذاكرة الخليجية تفتقد لما يسمى بحكم اسطنبول وسلاطينها ، وهي بهذه الطريقة إستطاعت أن تصنع لها موقع قدم في ثقافة العرب والخليج بالذات ومن مال الخليج نفسه وبأدواته الاعلامية ، وأصبحت تركيا بالنسبة للعربي متنفسا سياحيا قريب من القلب والعقل وكانت حصة الخليج العربي من أكبر الحصص للزوار والسياحة في تركيا .
وفي العودة لأخر ما ذكره السلطان الأول أوردوغان بأن الشعب السوري أمانة أجداده بعنقه نجده يعيد التاريخ للخلف ويفتح باب الألم العربي من الحكم التركي العثماني ويرجعنا لزمن السفر برلك وقانون الاستبدال في العسكرية بليرات الذهب أو بالمتزوج من خارج قريته وفي النهاية إلى خازوق الأتراك في جسد الأمة العربية والخمسمائة عام من الظلام وحكم حريم السلاطين في الاستانة للعالم العربي أجمع بإستثناء الخيلج، ولعل المفارقة هذه الايام عن ايام جدوده للسلطان اردوغان أنه يحتمي خلف حلف شمال الاطلسي وهو نفس الحلف الذي قضى على ما تبقى من جدوده السلاطين كمحاولة للخروج من ألم الخاصرة الذي لن يبقيه بعيدا عن معركة الربيع العربي بل سيكون جزءاً منها رغب بذلك أم لم يرغب ، وفي خضم هذه الأزمة علينا كعرب بلاد الشام أن لاننسى أن جدودنا هم من دفعوا ثمن عنجهية الأمة التركية وهم من دخل الخازوق بأجسادهم..؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات