"الجبهة الموحدة" .. مشروع طموح لحكومة برلمانية !!


جراسا -

خاص - كتب محرر الشؤرون الحزبية - على الرغم من حداثة عهده, استطاع حزب الجبهة الاردنية الموحدة ان يملأ الفراغ الحزبي اثر احتكار الاسلام السياسي للمشهد الحزبي في الاردن على مدار العقدين الاخيرين, حتى اصبح رقما صعبا في المعادلة الوطنية .

وفي محاولة لكسر ثنائية الحكومة والاخوان المسلمين والتي اصبحت السمة الغالبة على الحياة السياسية في مختلف الدول العربية ومنها الاردن, " تداعى عدد من المواطنين المؤمنين بوطنهم الأردن، وأمتهم العربية للتصدي لتحديات هذه المرحلة وفق الثوابت والأسس والمرتكزات الأردنية", بحسب ما ورد في ميثاق الحزب.

ولم يرتض مؤسسو الحزب ان تكون جبهتهم الوطنية على هامش اللوحة الديمقراطية في الاردن, فأجتهد المؤسسون وعلى رأسهم الامين العام للحزب امجد المجالي واخذوا يبحثون عن "خطايا" الاحزاب التي عجت بها الساحة فكانت كالزبد الذي سرعان ماذهب جفاء, واستفادوا من تجارب من سبقوهم في العمل الحزبي.

"الحرية,الديمقراطية, المساواة, العدالة, الوحدة الوطنية, الأمن والاستقرار, تكافؤ الفرص, اللغة والتراث,العمل والإنتاج,والحياة الفضلى", هي الدعائم التي اقام الحزب عليها رؤيته لمستقبل الاردن وتطوره.

ولم ينسلخ الحزب, كما فعلت احزاب اخرى, عن محيطه العربي, وعن عمقه القومي والاستراتيجي , مدركا ان المستقبل لا يبنى بمعزل عن الجغرافيا والتاريخ, فالاردن بحسب المبادئ التي قام الحزب عليها هو " جزء من الوطن العربي الكبير وهو أيضاً جزء من الأمة العربية حيث تأسس ونشأ على مبادئ وأهداف المشروع العربي النهضوي، ولذلك فإنه يتفاعل مع كافة القضايا العربية يؤثر فيها ويتأثر بها، ويهمه جداً أن يتوفر الرخاء والعلم والرفاه والتعاون لكافة شعوب وأقطار الوطن العربي بشكل خاص وشعوب العالم بشكل عام"

الا ان النظرة الشمولية للاردن لا تتعارض كما يرى الحزب مع تقديس الوطن واعتباره فوق المصالح، وتعزيز الانتماء إليه، وعدم تعريضه لأية أفكار أو أفعال قد تؤثرعليه حاضراً ومستقبلاً.

وجاء برنامج الحزب بعيدا عن التنظير السياسي والمزايدات, فقدم الحلول على المشاكل , وقدم رؤية واضحة للكثير من القضايا الملحة التي تؤرق المواطن الاردني وخاصة ما يتعلق بالشأن الاقتصادي والاجتماعي .

وانسجاما مع اهدافه ومبادئه, ولكي لا تبقى تلك الاهداف والمبادئ حبرا على ورق, اعلن الحزب مشاركته في المرحلة الاولى من العملية الانتخابية عبر دعوة منتسبيه للمشاركة في التسجيل والحصول على البطاقة الانتخابية, لتبقة المرحلة الثانية وهي الترشح للانتخابات قيد الدراسة والبحث داخل مؤسسات الحزب .

مراقبون لم يستبعدوا اكتساح الحزب لغالبية مريحة في الانتخابات القادمة في حال المشاركة, نظرا لما بات يتمتع به الحزب من ثقة لدى الشارع الاردني التي انعكست على بيانات الحزب في الاونة الاخيرة  لتأتي منسجمة مع نبض الشارع كرفض قانون الصوت الواحد, واستنكار رفع اسعار المحروقات , والتنديد بسياسة تكميم الافواه عبر اقرار قانون المطبوعات والنشر.

اما بيان الامس الذي دق ناقوس الخطر وحذر من مخطط خارجي لاستغلال الاحتقان السياسي الذي اعقب الاعلان عن مسيرة ضخمة للاسلاميين الجمعة, لبث الفوضى, كان بمثابة صوت العقل زمن الجهالة.

مشاركة الحزب في الانتخابات ونجاحه في الوصول تحت القبة سيكون مكسبا شعبيا اكثر منه حزبيا , ففي حينه قد يتلوى الحزب تشكيل اول حكومة برلمانية منذ حكومة النابلسي في خمسينيات القرن الماضي كما تعهد جلالة الملك ,ليبدأ العمل على تجسيد وتطبيق برنامج الحزب, الذي قد يضع الاردن على بداية الطريق نحو اردن ديمقراطي خال من الفساد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات