زمن الرويبضة.


نعيش في زمن تغيرت وتبدلت فيه القيم والمعايير والأعراف ، حتى بتنا نشعر اننا نعيش زمن الأنكفاء ، وزمن الذل ، زمن الهوان ، زمن التخلي عن الرجولة الحقة والشرف والضمير ، بل نعيش في زمن إنطفاء جذوة الإندفاع حبا للوطن والتغني لخدمته ونجدته من المتسلقين المارقين المبتزين ، ولإيقافهم عن هذا السلب والنهب . 
إن ما نراه ونشاهده من أن السارق، واللص ، والمبتز ، والحرامي ، والمقرب، والمتنفذ ُ، ومن يقاتل بسيف غيرهِ ، صاحب المنصب من لا يراعى إلا ولا ذمةً في منصب ٍ تقلده ، في زمن الرويبضة هذا الذي نعيشه الآن كما يدّعون ويزعمون من أنهم هم الشرفاء، وأنهم رموز الوطن ، وأصحاب المقاعد في الصف الأول ، الذين يجلسون متربعين بزهو وخيلاء من أنهم شرفاء الوطن ورجالاته الأوفياء ""؟؟ لهو العار بعينه من هؤلاء المدعين كذبا وبهتنا بحبهم الوطن ، بل هم من لايخافون الله ، ولا يتورعون عن منكر فعلوه .
بل نجد من يطبل لهم ويصفق لهم ويقوم بدعمهم والدفاع عنهم، على أنهم أحرار الوطن والمدافعين والمنافحين عن الأرض والعرض والمال والشرف ، والكرامة ، والحق ، والخير ، والمقدرات والمكتسبات ، في حين هم أبعد من ذلك حتى وأن إستطاع أحدهم أن يلحس كوعه .
فلن يتم تصديقهم من ِقبل عامة الشعب ومن المخلصين الشرفاء الذين وهبوا الوطن ُجلّ همهم إبان توليهم مناصبهم ، وكان الوطن نبض حياتهم ، فكان الدم الذي يجري في عروقهم ، والماء الذي بدونه ما استطاعوا العيش والبقاء .
وليس هذا الإدعاء من رويبضات هذا الزمن المهزوز ، إلا كذب ونفاق وخداع ، وغش وإبتزاز ، من اصحاب هذه القامات المنكسرة وإن علت ،لأنهم بين أنفسهم يعرفون حقيقة زيفهم وكذبهم وإدعائهم غير الحقيقي هذا ، لإنهم خفافيش الليل ، الذين يرعبهم فجر النهار من الظهور لأنهم يظهرون عكس ما يبطنون ((إنهم الفاسدون)) ، وأن هذا الأمر لن يطول ، وإن كان الوقت يمر بتثاقل للخلاص منكم .
أليس كذلك يا من تدعون الوطنية ويا من أشبعتمونا شعارات جوفاء لا فائدة فيها ولا فائدة منها ؟
إنه زمن العار زمن الخذلان زمن اليأس ، زمن أشباه الرجال وكأن الوطن خلا من الرجال الرجال آه ٍ..منكم يا من خذلتم المواطن والوطن يا من سرقتم مال الوطن وبدأتم التباكي على أطلاله الآن .
انه زمن ُيصدّق فيه الكاذب وُيكذّب فيه الصادق وُيخوّن فيه الأمين ، حسبي الله فيكم يا لصوص الوطن ، يا سارقي المال العام ،يا من جعلتم من سفوح جبال الوطن مطيّةً لمغامرتكم الفاشلة ، يا يامن بعْتُم تراب الوطن بأبخس الأثمان ، يامن وهَبتم شركاتَ ومصانع الوطن الحبلى بالمال ، بعتوها وكأنها أعْطيت ووهبتموها للغير وكأنها من تركةٍ ورثتموها ، فالأخذ منها استفاد وكسب المال الراحل من خزائن الوطن لجيوبكم وشراذم يتبعونكم ، يا من تقلدتم المناصب ولم تكونوا أهلا لها ، يامن كنتم تعملون وأنتم في مناصبكم على خراب الوطن ، ونهبه والعمل عى خسرانه ، وعدم عمرانه .
نقرأ كل يوم وتتكشف حقائق عن مسؤولين مازالوا على رؤوس أعمالهم ، من أن الفساد ينخر عظامهم ، ويعرّي جلودهم السقيمة ، ويوضح ُسخف عقولهم العقيمة ، التي لا تعرف للخير طريقا ، ولا تعرف للمعروف منهجا قويما ، ولا تعرف للأمانة في تفكيرهم وتصرفهم سبيلا .
يا من سلكتم سبل الكسب الحرام ، والكسب غير المشروع ، على حساب الوطن ، والمواطن ، رغم أنينه ، ورغم فراغ خزائن الدولة ، فهمّكم أنتم ياسادة هو كأسٌ وقنينة ""؟؟
الوطن باق وأنتم عنه راحلون أو مرتحلون ، وسؤ افعا لكم سيبقى يطاردكم ويكشف سواءتكم ، ويعرّيكم ، وسيذكر التاريخ من كان المخلص ، ومن كان الشريف ، ومن كان يريد المصلحة الوطنية وقت توليه المنصب ، وإن تأخر في عمله ، او أبطأ .
يا من خنتم الأمانة ، ونسيتم ، أو تناسيتم ، حمل المسؤولية ، ولم تجعلوا مخافة الله بين عيونكم ، ولم تتصرفوا بمهنية ، ولم تهمكم المسؤولية ، ولا أمر الرعية إلا ما يدخُل جيوبكم ، وما تملؤون به أرصدةً في خزائن خربة ٍ عندكم لاتمتلئ ، لأن نفوسكم جشعة ، فجيوبكم مخزوقة ، وكروشكم جرباء لا تشبع .
و سيلعنكم التاريخ ، وسترمى اسماء براقة حملتموها في مكبات النفايات ، وسترجعون أيها الفاسدون أقزاما ، ونكرات ، في زمن قادم فجره ينبئ بخير ، ولا يقبل هذا الزمن ، من كان على الوطن وأهله عارا ، ومن كانوا فيه علينا وعلى الوطن وبالاً وكانو فيها عاهات .
وسيرْكلكم التاريخ بأقدامه ، وتدوسكم رجالات الوطن الشرفاء ، وإن تلوثت نعالهم بقبح أجسادكم .
وفي مزابل التاريخ ستدفنون ، ولن يذكركم إلا شراذمَ أمثالكم ، ممن كنتم عليهم من مال الوطن تنفقون .
يا من لوثتم وشوهتم بهاء الوطن ، وجعلتم هامته ممرغةً بسوء أعمالكم سترحلون، وأن ظهرتم بملابس براقة من ماركات عالمية مشهورة ،ويامن كنتم تضعون أجمل العطور الباريسية ، فراحتكم نتنة عفنة كجيف ملقاة على قارعة الطريق ، تزكم الأنوف ، يا من خدعتم الناس بعض الوقت ، فلن يطول الخداع ستخرجون من ذاكراتنا وسيلفظكم الوطن وستنسون .
فالفجر قادم بالخير والفخار والسؤودد، بعون الله من أهل الوطن المخلصين الشرفاء ، الذين وضعوه في أحداق العيون ، وفي نبض القلوب ، وفي جوف الصدور ، فسترتفع الهامات، وتسمو القامات ، وستعلو أصوات وتعلوا الصيحاتُ برحيلكم أيها الرويبضات ، لا مأسوفً عليكم ، ولا ُمقدّر ما عملتم فالماضي قد إنتهى وفات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات