النائب الألماني السابق جمال قارصلي في المؤتمر الدولي في طهران لدعم فلسطين يحي اردوغان وتشافيز


جراسا -

خاص- في إطار مشاركتة في المؤتمر الدولي في طهران لدعم فلسطين رمز المقاومة - غزة ضحية الإجرام، تلا النائب الالماني-العربي السابق جمال قارصلي كلمته التي تضمنت دعوته لمزيد من الجهود الدولية الخيرّة للوقوف الى جانب صمود الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، ومعرجا في معرض كلمته ايضا الى الدور الحر والشريف الذي عكسه موقف الرئيس التركي طيب رجب أردوغان والرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز أبان العدوان الاخير على غزة، مقدما لهما التحيةبإسم جميع شرفاء وأحرار هذا العالم  

وتاليا نص كلمته:

  بسم الله الرحمن الرحيم

 السيد الرئيس ..... أيتها الأخوات ..... أيها الأخوة .... السيدات والسادة المحترمين

 يسعدني و يشرفني أن أكون اليوم بينكم كسياسي ألماني , من أصل سوري , بقلب فلسطيني.  يسعدني اليوم أن آتي إليكم لنقول جميعا لأهلنا في غزة ,  أنتم لستم وحدكم , بل هنالك الكثير من شرفاء واحرار العالم يقفون إلى جانبكم ويشدون على أياديكم . أتيت هنا لأقول لأهلنا في غزة ولبنان , أنتم جزء منا , ألمكم ألمنا , ومصيركم مصيرنا , ومهما بعدت المسافات بيننا فلن نتخلى عنكم . من هنا نريد أن نقول لأهلنا في غزة: بإرادتكم الجبارة وبعون الله صنعتم النصر العظيم ... ورفعتم رؤوسنا إلى السماء عالية فخرا وإعتزازا. أتينا إلى هنا لكي نفرح بنصركم  وصمودكم المظفر ... أتيت إليكم اليوم وأنا حاملا لكم سلام الشرفاء والأحرار في ألمانيا وأوروبا الذين نزلوا إلى الشوارع والساحات رافعين أصواتهم تضامنا معكم .... أتيت إليكم حاملا البشرى السارة بان الجالية العربية والإسلامية في أوروبا قد توحدت من أجلكم ومن أجل نصرتكم لأنكم كتبتم التاريخ بدمائكم الطاهرة وتشبثتم بالأرض وحضنتموها وأفهمتم العدو بأنكم جزء من هذا التراب الطاهر والأرض المباركة وجذوركم غارسة فيها إلى أعماق بعيدة ولن يستطيع أحدا أن يبعدكم عنها.

 أيتها الأخوات ..... أيها الإخوة

 إن لقائنا اليوم هو رمز لوحدتنا  نريد من خلاله أن نقول لأعداء الانسانية ولكل من يتربص بنا ويريد أن يفتن بيننا وعلى رأسهم اللوبي الصهيوني إننا أمة واحدة بيهودنا ومسيحيينا ومسلميننا من سنة وشيعة ونريد أن نقول لهم لن تستطيعوا التفريق بيننا ولن نقع في شباك فتنتكم الشيطانية التي نصبتموها.

 أيتها الأخوات ..... أيها الإخوة

 إن تجربتي المتواضعة في السياسة علمتني بأن الحق يؤخذ ولا يعطى، وبناء على ذلك فلن  نستطيع الحصول على حقوقنا إلا عن طريق المقاومة وهذا ُيلزمنا بأن نضع كل قوانا في نصرة قوى التحرر. وانا ارى ان إحدى هذه القوى هي الجالية العربية والإسلامية في المهجر. هذه الجالية هي كنز كبير وثروة هائلة و تشكل في نفس الوقت جسرا للصداقة والمحبة والسلام الحقيقي بين الشعوب المرتكز على العدل ويمكن كذلك تفعيلها على الصعيد الإقتصادي والسياسيي والإجتماعيي والثقافي.

 إن عدو الانسانية بدأ يحسب لهذه الجالية ألف حساب لأنها أصبحت تشكل جزءا لا يستهان به من المجتمعات الغربية. فعلى سبيل المثال تم في عام 2003 إجراء إستطلاع للرأي العام  في أوربا لمعرفة اي الدول في العالم أكثر تهديدا للسلام , فكانت نتيجة الاستطلاع ان إسرائيل هي الدولة الأولى التي تهدد الأمن والسلام الدوليين. حاول آنذاك اللوبي الصهيوني في أوربا أن يمنع نشهر نتيجة هذه الإحصائية وعندما فشل في ذلك كان تعليق أرئيل شارون على هذه النتيجة بأن العالم عليه أن لا ينسى بأنه يوجد في اوربا 17 مليون مسلم .

أنا أريد من هنا أن أطمئن أرئيل شارون الذي يغط في غيبوبة لا رجعة منها , بأن في أوروبا أكثر من 44 مليون عربي و مسلم وليس فقط 17 مليون.

وهذا مثال بسيط يثبت لنا بأن إهتمامنا بالجالية العربية والإسلامية في أوربا وأمريكا سيكون له دورا إجابيا وفعالا على كل المستويات، لأن هذه الجالية هي بعدنا الإسترتيجي ويجب علينا تفعيلها وتنظيمها ليتسنى من خلال ذلك حماية هوية أجيالنا القادمة في بلاد الاغتراب والتي أصبحت في حالة خطر كبير لأن الأجيال الجديدة في هذه الجالية أصبحت تخجل بهويتها العربية أو الإسلامية. إننا نضع كل آمالنا في هذه الأجيال الناشئة والتي ستكون المنافس الأكبر للوبي الصهيوني في دول الاغتراب.

 أيتها الأخوات ..... أيها الإخوة

 النقطة الثانية التي أريد ان أشير إليها هنا، هي دورالإعلام في هذا العصر وفعاليته في نصرة المقاومة , لإن الذي يريد أن يقاوم عليه أن يستخدم أفضل وأحدث الوسائل المتوفرة في هذا العصر للدفاع عن عدالة قضيته. وكما هو معروف فإنه لكل عصرأنبياؤه وكذلك لكل عصر سلاحه وحسب رأيي فإن سلاح هذا العصر هو الإعلام.

إن الذي يملك وسائل الإعلام في هذا العصر يملك القرار السياسي، لأن السياسيين والمسؤولين في المجتمعات الغربية يخافون كثيرا من الإعلام وهو يتحكم بقراراتهم. هنالك من يقول بأن وجهة التشابه بين السياسي والذبابه هو أنه يمكن قتل الإثنين بجريدة وهذه الصورة توضح لنا  أهمية دور الإعلام و تأثيره في صنع القرار السياسي في الدول الغربية.

إنني أقول لكم هذا ومن تحربتي الشخصية لأنني تعرضت في ألمانيا لحملة إعلامية شرسة كان يقف وراءها اللوبي الصهيوني وكُتب عني الآلاف من المقالات السلبية والكاذبة  والمغلوطة. وهنا بهذا المثال البسيط أريد أوضح لكم كيف حاول الإعلام الألماني تشويه صورتي هادفا من وراء ذلك إنهاء حياتي السياسية في ألمانيا. فمثلا عندما كنت أقول في مؤتمر صحفي ما بأنني قد شربت قهوة لذيذة فكان يكتب وينشر ويذاع في وسائل الإعلام الألمانية ان النائب جمال قارصلي يقول: ان القهوة لذيذة الا اذا شربتها عند اليهود. وتجربتي الأخرى التي عشتها قبل أسابيع قليلة أثناء مجزرة غزة الأخيرة لها علاقة بكلمة ألقيتها في إحدى المظاهرات موجها كلامي إلى المتظاهرين حيث قلت لهم: نريد أن نقول لإسرائيل ليس حماس وحدها التي تقاتلكم في غزة بل كل الفصائل الفلسطينية , وعندما يتعلق الأمربحرية وإستقلال فلسطين فكل الشعب الفلسطيني هو حماس ونحن كذلك حماس!

هذا الكلام نقلته الصحافة الألمانية كالتالي: جمال قارصلي يقول "نحن كلنا حماس" وعلى أثر ذلك تم رفع دعاوى قضائية ضدي ومن جهات مختلفة تتهمني  بالدعم والترويج لمنظمات إرهابية.

إن الذي يتابع الأحداث عن كثب سيصل إلى نتيجة مفادها ان أغلب وسائل الإعلام في الدول الغربية محكومة من جهات معادية للعرب والمسلمين وهذه المؤسسات الإعلامية تقوم ليلا نهارا بتشويه صورة العرب والمسلمين وتنعتهم بالإرهاب والتطرف والعدوانية وتنقل عنهم  صورة مشوهة ومغايرة للواقع. هذه المؤسسات الإعلامية تقوم وبشكل منهجي بعملية غسيل دماغ لشعوب ومجتمعات الدول الغربية.

 وعليه أيتها الأخوات والإخوة  نحن الآن بأمس الحاجة إلى بناء مؤسسات إعلامية في الدول الأوربية والأمريكية لكي نستطيع مواجهة الحملات المغرضة التي يمارسها الإعلام في تلك الدول ضدنا. نحن نحتاج لإعلام بلغات هذه الدول أي اللغة الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والروسية و .... الخ. أنا أعرف حق المعرفة بأن العالم العربي والإسلامي فيه فضائيات ومؤسسات إعلامية كثيرة ونحن لا ينقصنا مؤسسات إعلامية هدفها الأول والأخير هو الترويج للحكام وأتباعهم وتكررصباحا ومساء كلمات مثل  إستقبل وودع وطول الله عمره .... الخ. نحن نحتاج إلى إعلام حر مقاوم وموجه وله مهمة ورسالة إنسانية.

 أما النقطة الثالثة التي أريد أن اتطرق لها في هذا المؤتمر الموقر فهي تتعلق بالدعم المادي لمقاومتنا الباسلة وللشعب الفلسطيني لأنني أرى في التجربة الوحدوية الألمانية مثال يمكن الاحتذاء به حيث قامت الحكومة الألمانية بعد الوحدة بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية بتحديد ضريبة على كل من يعمل إسمها "ضريبة التضامن" أي التضامن مع القسم الشرقي من ألمانيا الموحدة وذلك لدعم وتطوير هذا القسم من البلاد. كلنا يعلم بأن المقاومة تحتاج إلى الدعم المادي إلى جانب الدعم المعنوي لتتمكن من الدفاع عن شعبها وهذا هو أضعف الإيمان.

 أيتها الأخوات ..... أيها الأخوة

 في الختام أود أن أتوجه بالتحية كل التحية بإسمنا جميعا إلى شرفاء وأحرار هذا العالم  وإلى الذين كانت لهم مواقف بطولية والتي سيذكرها التاريخ وعلى رأسهم رئيس وزراء تركية السيد رجب طيب أردوغان وكذلك رئيس فنزويلا السيد هوغو شافيز.

 بإسمنا جميعا ومن هنا اتوجه بكل التحية لمقاومتنا الباسلة في فلسطين ولبنان والعراق وكذلك التحية كل التحية لجرحانا وأسرانا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية .... عاشت مقاومتنا الباسلة , عاشت غزة حرة أبية , عاشت فلسطين وعاش التضامن العالمي.

 والسلام عليكم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات