من الحكم بين فريقي الاخوان و الحكومة ؟


جراسا -

واقع الحال ان هنالك فريقان يتسارعان أو يختلفان في وجهة النظر الخاصة بقانون الانتخاب المعدل وشؤون اخرى تهم المواطن و الوطن , فها هو الفريق الاول بأطيافه وألوانه المختلفة وبدعم شعبي متواضع وبقيادة كابتن الفريق الاخوان المسلمون يعلن استمرار مقاطعته للانتخابات النيابية ويعلن ايضا مقاطعته للتسجيل لهذه الانتخابات , أما الفريق الثاني والذي يترأسه الكابتن شخص رئيس الحكومة يتألف من عدة لاعبين حكوميين سابقين وحاليين يضاف اليهم مشاركة ودعم من حراك الفساد, مازال هذا الفريق يتمترس خلف قانون الصوت الواحد والذي أعلن شخص رئيس الحكومة عن عدم موته بمجرد وصوله الى الدوار الرابع ولكن المؤسف في هذه المباراة عدم وجود حكم لها بالاضافة الى ان الجمهور تعود على ان يكون صامتا طيلة الوقت,فهاهو يظهر من جديد على جوانب الملعب مكبل الايدي وافواهه مغلقة مما يعقد صورة المشهد من خارج الملعب فلا يستطيع المراقب والمتابع للمباراة تصنيف الجمهور الى اي من الفريقين ينحاز , فكما لحراك الاصلاح مؤيدين , بات من المؤسف أن يظهر لحراك الفساد مؤيدين ايضا وصوتهم مرتفع , فمن مصلحة الفاسدين وحراكهم استمرار الامور على ماهي عليه وان عدم مرونة خطط الفريق الاول يساهم في تحقيق اهداف ومهمة الفريق الثاني من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون .
ويتعقد المشهد مع استمرار المباراه بدون صفاره وبدون حكم في ظل وجود مراقبين خطوط منحازين للفريق الثاني ,علما بأننا كشعب اردني تميزنا عن بعض باقي الشعوب العربية في أننا دائما نبادر لوضع حلول للمشكلات المعقدة التي تعترض المسيرة فها هم الشيوخ والوجهاء والحكماء يبادرون ويتنقلون بين جميع أركان الوطن وخارجه بغية ذلك وبدون تكليف رسمي لا لشيء الا لانهم حريصون على رأب الصدع والمحافظة على السكينة والمودة بين اركان المجتمع الواحد ولكن الغريب في هذه الحالة المرضية والمزمنة ان هؤلاء الوجهاء والحكماء اختفوا عن الساحة فلا يوجد هنالك أية مبادرات قوية للاصلاح وتقريب وجهات النظر ولا يوجد اصرار ولو بسيط من اولئك الحكماء على معالجة هذا الخلاف بين الفريقين على الرغم من يقين الجميع بأن هذا الخلاف اذا ما استمر على ماهو عليه فإن مجلسا نيابيا قادما لن يكون بأفضل مما جاءت به الانتخابات السابقة ففي كل عملية انتخابية سابقه كان هنالك تطمينات وتأكيدات رسمية على نزاهتها وفي كل مرة كان يحدث العكس وقد خضت انا شخصيا الانتخابات السابقة من خلال ترشح احد اشقائي والذي اعلن عن فوزه بداية وكانت الارقام المتوفرة لدينا من خلال المناديب في مراكز الاقتراع تشير وتؤكد الى تقدمه الا ان انتربول التزوير فاجأ الجميع بنتائج لم تكن نزيهة وذلك مثل حال العديد من الدوائر الانتخابية في بعض محافظات المملكة
من هنا وفي ظل غياب احزاب المعارضة عن المشاركة في هذه الانتخابات فإننا نستطيع ان نستقرئ مستقبل هذه الانتخابات وفشلها حتى ولو كانت نزيهة لأن معظم الوجوه السابقة ستعود وسيتم تعزيزها بوجوه حزبية جديدة من أركان الفريق الثاني استفادت من عدم مشاركة الفريق الاول في الانتخابات وفي ظل اصرار وتعنت الفريق الحكومي على رأيه فإن النتائج لن تبشر بخير الايام القادمة فها هي بوادر فشل العمليه الانتخابيه تتمثل في ازدياد اعداد الناخبين يوما بعد يوم وبصوره غير حقيقيه ويشوبها الشك لان الارقام المعلنه لا تمثل في واقع الحال اشخاص قرروا المشاركه في الانتخابات بمحض ارادتهم ورغبة منهم في ذلك فهم الفريق الثاني هنا هو ان يثبت للاخرين ان الفريق الاول قد فشل في مقاطعته للتسجيل وانني أتسال وأوجه سؤالا يحيرني الى حكماء ووجهاء الاردن اين انتم ؟ اين انتم الان واين كنتم من هذا النزاع ؟و لماذا لا تبادرون كما عودتمونا و تتدخلون في رأب الصدع ؟؟ ام انكم تدخلتم وفشلتم في تطويق هذه الازمه أم انه طلب منكم عدم التدخل وترك المباراه بدون حكم ام ماذا !!! أم أنكم اصبحتم مستفيدين من هذا الخلاف القائم ؟؟ أيا كانت الاجابة فهذا لا يليق بحكماء ووجهاء الاردن ولماذا تخشى الحكومة من تقديم تنازلات وتعديل القانون بما يضمن مشاركة شعبية واسعة ؟ هل ما زالت بعض جوانب التفكير المنغولي الحكومي غير ناضجة بعد ؟ وهل ما زالت تخشى من سيطرة الاخوان المسلمين واصدقائهم على الملعب أم ماذا ؟ أعتقد انه لو كان هنالك نظرة حكومية ثاقبة وشمولية لاستجابت الحكومة الى نبض الشارع والى نبض الفريق الاول وتركت المجال للشعب لكي يحكم ويقول كلمته فهاهم الاسلاميون في المغرب وفي تونس يقودون دفة السفينة وهاهي الشعوب تقوم عليهم فهم لم يستطيعوا تحقيق شيء بل على العكس , دائرة الفساد انتشرت وقطر البطالة يزداد يوما بعد يوم ولم ينجحوا في اجراء الاصلاحات الاقتصادية , وأصبح الاسلاميون في وضع امام تلك الشعوب لا يحسدوا عليه , فلماذا لا تستفيد حكومتنا من تلك النماذج وتفسح المجال للتنافس الحر والشريف وتتابع وتراقب بحس ديمقراطي ما سيجري , وبعد ذلك نترك للشعب أن يكون هو الفصل والحكم , فإذا ما كتب النجاح للفريق الاول في معالجة هموم ومشاكل الوطن فهذا هو مبتغانا جميعا واذا ما قدر لهم غير ذلك فسيكون ذلك بمثابة طلب شعبي الى ذلك الفريق لعدم التدخل في شؤون الدولة ثانية
سائلا العلي القدير ان يلهم حكماء ووجهاء الاردن التدخل السريع لتطويق هذه الازمه ومعالجتها بما يخدم الوطن والمواطن وبما يمهد الطريق امام الشعب والحكومه لتجاوز هذه الازمه حمى الله الاردن وحمى شعبه وجنبه شر الفتن ما ظهر منها وما بطن انه نعم المولى ونعم النصير .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات