مضافات .. تحت خاصرة الانتماء


بعيداً عن السياسه تابعنا في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم مضافة الحاج مازن القبج عليه الرحمه.. وكان اباؤنا وامهاتنا ينتظرون البرنامج الاسبوعي على نار لكونه في حينه لم يكن متوفراً سوى القنوات الاردنيه العربيه والانجليزيه والقناه السوريه اذا ما ارتفع انتيل التلفزيون لما يزيد عن العشرة امتار والابناء على سطح البيت يمين شمال هوببببب بس !! وتلفزيون دولة العدو الجاثي على صدر الاقصى الجريح, ولما يحويه (برنامج مضافة الحاج مازن)من حوارات قريبه الى النفس والوجدان ومواضيع تكاد تكون مرتبطه بمشكلات تلك الايام فحسب...
اليوم وقد انتشرت المضافات على امتداد خارطة الوطن ففي كل قريه اردنيه ثلاث او اربع مضافات تعود للعشائر الكبيره, وتم انشاء دوواين في المدن الكبرى اضافة للعاصمه عمان لبعض العشائر الاردنيه البعيدة المنشأ عن عمان والمدن ,,يجتمع فيها ابناء العشيره في ثلاث مناسبات اولها في الاتراح لتدور حوارات حول مناقب المتوفين يعرّجون بعدها على ارتفاع الاسعار والمشاكل اليوميه ,, وثانيها في الافراح على قلتها وبعض الاعياد للتقليل من الزيارات البيتيه والثالثه والتي اصبحت الأهم في الانتخابات بشقيها البلديه والبرلمانيه ويا كثرها...
ونحن مقبلون على استحقاق من المفترض انه وطني تحضّر له الدوله بكروت واعلانات اعلان النكاح الوطني وعلى كافة الأصعده والاعمده ستزهر نشاطات المضافات وسيؤمها المتنطحين للانتخابات منهم من هو كفؤ ومنهم من لم يكن بدعوى حشد الدعم والمنافسه اولا على مستوى العشيره فالدائره الانتخابيه فدائرة الوطن المستحدثه ,,ما دام هنالك تقاعد حرزان ونمرة سياره حمراء وسفرات وجولات,, وسيتناول افراد العشيره شيباً وشباناً المناسف والكنافه المُعده في كواليس المضافه,, وستزدهر اسواق اليافطات والحبال ومتسلقي اعمدة الهاتف والكهرباء وكذلك مثيري الشغب ممن يتلصصون على يافطات الغير اما لنقل العبارات او لتمزيقها...
ستكثر مطالب شيوخ العشائر من المترشحين ,فمثلاً سيطالبون بتلفزيون شاشه كبيره للمضافه وتغيير للستائر, واطقم كنب توضع في صدر المضافه لكبار المعزين, وكولرات مياه عذبه ولربما سيطالبون بوضع القرميد على الاسطح المكشوفه وابواب السيكوريت التي تفتح بمجرد اقتراب الزائرين...وسيدق المرشحين على صدورهم متبوعاً بكلمة ابشروا..سأوصل الكهرباء والماء لكل البيوت خارج التنظيم والشوارع الاسفلتيه خلطه ولمبات زئبقيه امام كل بيت..ومقعد جامعي لكل ناجح في الثانويه العامه.
سيحتار الوطن امام كل تلك المطالب والتحديات فالاصلاح اضحى من الخيال ومراقبة اجهزة الدوله والحكومات من باب فشة الغل ليس اكثر, وسيزداد الفساد وتشيع المديونيه لا على مستوى الدوله فحسب بل على المستوى الفردي والأسره وسينتظر الخريجون على ابواب الخدمة المدنيه لربما لبعد قدوم الأجل او على ابواب الستينيات من العمر وستنتشر العنوسه وسيعرض الرقم الوطني في حينه للبيع للانتفاع من ثمنه, وستكثر البطاقات الصفراء والخضراء وبكل الوان قوس قزح للاردنيون من اصل اردني بعدما تغزونا القوميات العراقيه والسوريه والفلسطينيه والخليجيه ولربما سيكون ايضاً بيننا البنغال والباكستانيين والهنود ناهيك عن المصريين والسودانيين شمال وجنوب...في اتحاد اردني التسميه فدرالي التكوين على مستوى المحافظات ومن شتى المنابت فلم يعد هنالك اصول ..
بماذا سيناقش الجالسون على اعتاب المضافات ومن هم في صدر المضافات المرشحين؟ هل سيسألونهم ما هي خططكم وبرامجكم في التعليم الجامعي المجاني كما في تركيا اردوغان, وكذلك عن التأمين الطبي المجاني ايضاً كما في امريكا اوباما , ومصير قانون الضمان الاجتماعي للعاطلين عن العمل كما في المانيا ميركل الشرقيه..هل سيناقشونهم حول اسباب انهيار الاقتصاد العالمي أم حول ازمة اليونان واسبانيا وانهيار اقتصاديهما ؟؟وهل لديهم قراءات عن تدخل صندوق النقد الدولي في اقتصادنا ومحاولة المحروسه قطر نبش قبور موتانا؟ كيف سيطرحون عليهم رأيهم بمكافحة الفساد ووضع الفاسدين خلف القضبان..؟؟ هنالك استفسارات كثيره مطروحه على طاولة الدوله يجب الاجابة عليها قبل الذهاب للانتخابات, والا سنعيد الكرّه في انتخابات المجلس الذي سيلي المجلس الذي نحن بصدده وهكذا دواليك لا معاليك...ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات