مؤسسة دار الحنان في اربد بين تقصير الإدارة وصمت الوزارة


أقسمُ باللهِ ،وإنَّه قسمٌ لو تعلمونَ عظيمٌ ،أنَّني شاهدتُ قبلَ يومين ،وعندَ منتصفِ الليلِ :سيقانًا وأفخاذًا وأياديَ وأعناقًا عاريةً ؛في فتنةٍ مثيرةٍ وعرضٍ جسديٍّ بالغِ الرُخْصِ لفتياتٍ في مقتبلِ العمر ما بين [15 – 16] عامًا ؛بمشهدٍ مخزٍ باتَ عارآ على الأردنِّ والأردنييِّن ،ولكنْ ليسَ على شاطئِ البحر الميِّتِ أو خليجِ العقبةِ أو شواطئِ العراةِ في فرنسا ؛بلْ في أحدِ شوارعِ مدينةِ اربدَ عروسِ الشمالِ صاحبةِ الصونِ والعفافِ ،وكان ذلك على مَدخلِ مُستشفى الأميرةِ رحمةَ ،أثناءَ خروجي مِن المستشفى في ضاحيةِ الحسينِ بصحبةِ زوجتِي ،الذي هالَها ما رأتْ فلطمتْ وجهَها وصرَختْ في وَجهِي يااالَلآخلاق ! أمَّا أنا فقدْ انتابَني نوبةُ تشنجٍ وتوترٍ،وانفعالٍ ، خاصةً عندما رأيتُهنَّ يقمْنَ (بالتمخترِ) بكلِ ثقةٍ وثباتٍ ،يُماحِكْنَ دوريةَ للشرطةٍ كانتْ على مقربةٍ من المكانِ ،يُدخْنَ السجائرَ ،ويوزعْنَ الابتساماتِ ،على مَنْ تجمَّع مِنَ الشبانِ الذينَ وَقفوا في حالةِ استنفارٍ قُصوى ،وهمْ يَزأرونَ كالعلوجِ ،احتَوشُتهم الشياطين مِنْ كلِّ جانِبٍ ،ُتزَيِّنُ لهم المنكرَ ،وتحبِبُ إليهم الفحشاءَ ، وتؤزُّهم إلى المَعصيةِ أزَّاً ،ينظرونَ إليهنَّ بعيونِهم الشرِهَة ، ويسلقونَهنَّ بنظراتِهم الخبيثهِ التي تتفحصُ جميعَ تفاصيلِ أجسادِهنَّ ،كلٌ منهم يبحثُ عنْ فرصةٍ لنهشِ تلكَ الأجسادِ التي أصبحتْ ميناءً لهؤلاءِ الشبابِ ،ترسو عليهِ عيونُهم الجائعةِ وغرائِزُهم المكبوتةِ ،وفسحةُ أملٍ لإطلاقِ شهواتِهم المسعورةِ.
أقدِّم هذهِ الشهادةَ المعززةَ بالقسمِ عَبرَ وسائلِ الإعلامِ ؛كي أضعَ النِقاطَ على الحروفِ ونقفَ على حقائقِ الأمورِ لا على عواهِنِها ،لأنَّ الأمرَ جِدُّ جَلَل فهو يَمسُّ شريحةً مُهمَّةً في مُجتمعِنا الأردنيّ.
ولِكَي أضعَ المواطنَ الكريمَ في الصورةِ وحجمِ الكارثةِ ،فقدْ قُمتُ بسؤالِ بعضِ سكانِ المنطقةِ والمحالِّ عن سببِ وجودِ هؤلاءِ الفتياتِ في مثلِ هذا الوقتِ المتأخرِ من الليلِ ؛فأفاجأ بأنَّهنَّ فتياتٌ تابعاتٌ لمؤسسةِ رعايةٍ حكوميَّةٍ تابعةِ لوزارةِ التنميةِ الاجتماعِيَّةِ اسمُها [دارُ الحنانِ] ،قدْ تمردنَ على القوانين والأنظمةِ المعمولِ بها لدى هذهِ المؤسسةِ ،وأنَّهنّ يخرجْنَ في مِثل هذا الوقتِ المتأخرِ مِن الليلِ ،يرتَعْنَ في الشوارعِ ،ويَعْرِضْنَ أجسادَهنَّ العارِيةِ ،كما لو كُنَّ على منصةٍ في إحدى دورِ الأزياءِ ،ثمَّ يّقمْنَ بالجلوسِ على قارعةِ الطريقِ للغادِي والرائِح .
لِمَ يحدثُ هذا التسيّبُ وهذا التواطئُ ،وهذا الإهمالُ والتقصيرُ بحقِّ شريحةٍ هي أحوجُ ما تكونُ للرعايةِ في مؤسساتِنا الاجتماعيَّةِ ؟! وأينَ هي وزارةُ التنميَةِ الاجتماعيَّةُ مِن كلِ ما يحدثُ ؟ وما الفائدةُ مِن وجودِها إذا كانت قدْ تخلَّت عن المَهامِّ المنوطةِ بها ؟! بالأمسِ القريبِ سمعْنا عن أحداثٍ مُرعبةٍ وقعتْ على خشبة المّسرح في وزارةِ التنميَةِ الاجتماعيَّةِ ،شخوصها موظفو الوزارة وأدواتهم كل من تقطعت بهم الأسباب من المشردين والأيتام ومجهولي النسب وما زالَ المسلسلُ مستمرًا دونَ الأخذِ بعينِ الاعتبارِ لِما يجري !!
وزيرةُ التنمِيةُ الاجتماعيَّةُ السابقةُ سيئةُ الذكرِ"هالة لطوف" صاحبةُ الشتيمةُ الشهيرةُ "كلُّ الأردنِيين معاقون"وأثناءَ زيارتِها لدارِ الحنانِ ،رأتْ إحدى الفتياتِ محتشمة ،فقالتْ لها :هلْ أجبرَكِ أحدٌ على ذلك ؟!إذا كنتِ لا تريدينَه ،فما مِنْ أحدٍ يستطيعُ اجبارَكِ على ذلكَ ،فلكِ مُطلقُ الحريَّةِ ،انزعيه إن كنتِ لا تريدِينَهُ ،هذا ما أخبرتنِي بهِ مديرةُ الدَارةِ السابِقةِ وأقسَمَتْ على ذلِك !!فهلْ حقًا يَصلحُ هؤلاءِ لأنْ يكونوا أُمناءَ على الوطن وعِرضِهِ. وصدق من قال :
وَقالوا اِستَبانَت يا اِبنَ عُروَةَ اِبنَتُك فَقُلتُ لَهُم ما ذاكَ في حَقِّهِ نَقصُ
إذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالدُفِّ مولِـــــعاً فَشيمَةُ أَهلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ
كُلُّنا يعرفُ أنَّ أيّ أخلاقياتٍ غريبةٍ مُستنكَرةٍ ،وأيَّ تسللٍ للسلوكياتِ الهابطةِ يؤدي إلى انهيارِ الأخلاقِ ،ويؤكدُ ظاهرةَ التحللِ السلوكِيِّ ،وانتشارِ الرذيلةِ ،وخسارةِ الأمنِ الخلقِيِّ الذي يستتبعُ خسارةَ كلِ أمنٍ آخرَ، فالكلُ مدعوٌّ لرعايةِ حقِّ الدِّينِ والشرِف والكرامةِ ،وإنَّ الأعراضَ كلَّها بمنزلةِ عِرضِ الواحدِ مِنَّا ،فالكلُ يذودُ عنهُ ويحميهِ ،ويحافظُ عليهِ.
وعليهِ فيجبُ على مُؤسساتِنا الرَعويَّةِ التابعةِ لوزارةِ التنميَةِ الاجتماعيَّةِ ،ألاّ يطغى عليها التسيُّبُ والاستهتارُ والتمردُ مِن قبلِ هذهِ الفئةِ ،بذرائعَ هي أوهى مِن بيتِ العنكبوتِ ،لكفِ أيدي رجالِ الأمنِ عن تأديةِ واجبِهم في حمايةِ الأخلاقِ ،على ما هو أهمّ مِن الحفاظِ على سلامةِ النسيجِ الاجتماعِيِّ والأمنِ الخلقِيِّ ، منتبهين للنتائجِ المرعبةِ المخيفةِ لمثلِ هذهِ السلوكياتِ ،لبقاءِ المجتمعِ على خطِّ الإسلامِ القويمِ ،وفي أحضانِ أخلاقِه الكريمةِ القويمةِ الراقيةِ ،ويجبُ أنْ يتمَ ذلكَ قبلَ أنْ يتسعَ الخَرقُ على الراتِقِ ،وقبلَ أنْ تخرجَ الأمورُ عن السيطرةِ ،ويتحولَ إلمجتمعُ إلى مجتمعٍ آخرَ لا يقيمُ للأخلاقِ وزنًاً ،تعلو فيهِ كلمةُ الفسادِ وتتوارى خجولةً كلمةُ الصلاحِ .وصدقَ اللهُ العظيمُ إذْ يقولُ : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)19النور
Montaser1956@hotmail.com



تعليقات القراء

أم الخير
جزاك الله كاتبنا على العظيم على تسليط الضوء على هكذا قضايا ولا سيما التي تهم المجتمع وترعى مصالحه سدد على طريق الخير خطاك ولك خالص الشكر مع تحياتي
20-09-2012 12:27 AM
صالح
نعم ان التسيب يعمل اكثر بكثير مما نتوقع فكيف لمؤسسة حكومية ان يحصل فيها مثل ذلك اليس هو الفساد بعينة ؟ لم لا يحاسب المسؤولون عن ذلك اشد الحساب فما من احد امن العقوبة إلا وأساء العمل
20-09-2012 12:29 AM
ام خالد
أين انتم ياوزاة التنمية من كل هذه الفضائح التي تزكم الانوف ويندى لها الجبين؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
20-09-2012 11:10 AM
فاعلة خير
ماذا تريدون من وراء ذلك هدم الاخلاق واخراج جيل متحلل لايمت الى دينه وامته بصلة هل هو عمل ممنهج والا لم كل ذلك يحدث؟
20-09-2012 11:13 AM
الزهراء
نعم ان الاهمال والتقصير يفعل اكثر من ذلك بكثير فماذا تتوقعون ان يكون دورهن في المجتمع اليس دورا سلبيا يعود على المجتمع بنشر الفاحشة هل ينقصنا ذلك اتقوا الله يا مسؤولين .
20-09-2012 11:17 AM
علي
صدقت هذا هو واقع الحال لمؤسساتنا مع الاسف الاهمال والتقصير والتسيب
20-09-2012 02:58 PM
محمد الموسى
الفساد في كل ارجاء الوطن ما من مؤسسة حكومة الا وينخرها الفساد من ساسها الى راسها وهذا مؤشر خطر يسوق الى الهاوية فلله درك ياوطن !!!!!!!!!
20-09-2012 07:25 PM
على الشطناوي
دمت يا شيخنا الفاضل للوطن والدفاع عنه في وجه الطغمة الفاسدة التي لاتريد بالوطن خير وتجره نحو الهاوية بارك الله فيك واكثر من امثالك .
20-09-2012 07:26 PM
أم ياسين
أين تقوى الله الا يتفاضون رواتب لقاء عملهم كيف يطعمون منها اولادهم فلذات اكبادهم الم يسمعوا قول نبيهم صلى الله عليه وسلم :أيما جسد نما من سحت فالنار أولى به " والموطف اذا لم يقم بعمله على اكمل وجه فراتبه حرام حرام حرام .
20-09-2012 07:29 PM
morad bani yaseen
قمنا ليوم بزياره مكونه من ممثل جامعة اليرموك لمجموعة مبادرتي لوضع مش زي ما انتو مفكرين الموضوع مختلف من سنه بعد استلام الام سوسن حدادين بارك الله فيها ما في من هاد لكلام قامة على معالجة الموقف بشكل جذري وبلكامل يعني يا اخوان الحكي مش زي لشوف ولله لواحد بتمنا تكون ام متل هاي متابعه لاولاده الله يعطيها الصحه والعافيه
29-03-2014 04:38 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات