مبارك إلك هدية


يوم الخميس الماضي أرسلت ابني إلى صراف أحد البنوك في مدينة كفرنجة كي يسحب لي ( ليرتين ) من أجل أن نشتري ( صوصتين ) لعمل عشاء . أصر الصراف عدم السماح له بالسحب وأبلغه كتابة بأنه غير مسموح له بالسحب ؛ لأن رصيدك موقوف حتى مراجعتك الفرع . عاد ولدي وقال لي : ما حصل معه ، فبدأت أفكر هل لا يوجد في رصيدي ثمن ( الصوصتين ) ؟! هل بطاقة الصراف حصل لها تلف ؟! هل حصل خطأ في كتابة الرقم السري ؟! عدت مساءً إلى الصراف الآلي لأتأكد من ذلك ، وقال لي بكل عنجهية وأمر ، راجع الفرع حسابك موقوف !!
تدبرنا أمرنا يوم الخميس والجمعة والسبت ، ويوم الأحد راجعت البنك لأستفسر عن السبب ، راجعت إحدى الموظفات وشرحت لها ما حصل بالتفصيل ، وقالت : هل لك رصيد قلت : نعم ، هل أنت كافل أحد وخصم رصيدك ، قلت : لا ، هل حاولت سحب مبلغ ( خمسة ) دنانير قلت : لا ، أعطت المعلومات لجهاز الكمبيوتر وقالت نعم ، لقد وضعت على رصيدك إشارة ( قفل ) للحساب ، وذلك من أجل مراجعة البنك لاستلام جائزة من البنك وهي بطاقة ( VISA CARD ) مجانية ، حضر أحد الموظفين ، أهلاً أستاذ مبارك لقد اختارك البنك لمنحك بطاقة ( الفيزا ) مجانية وهذه تقديراً من البنك للعملاء المتميزين . أين هذا التميز الذي يسمح للبنك بالسطو والبلطجة على حسابي ، وعدم السماح لي بسحب مبلغ لتسيير أموري الضرورية ؟ ألا توجد طريقة مؤدبة وعصرية لإبلاغي بمراجعة البنك ، لنفرض لو أنني كنت بعيداً عن قريتي ماذا سأعمل ؟ لو كنت قد أردت أن أسحب مبلغًا من أجل أن أضع بسيارتي ( بليرتين بنزين ) ، أو أردت شراء شيء لبيتي وأنا بعيد عن قريتي ، هل هذه البطاقة المبروكة ستنقذني من الإحراج والتعب والبهدلة في حال انتهى بنزين سيارتي .
الموظفون كانوا في منتهى اللباقة والأدب وهذا ما جعلني لا أرفض استلام هذه البطاقة ؛ حيث شرحوا لي عن مميزاتها وأهميتها ، والتي تخولني بالسحب بواسطتها أي مبلغ أريد والبنك سيضع الفائدة المركبة ، وأعطاني هذا البطاقة ليس لسواد عيوني ولبياض شعري ولكن من أجل أن يأخذ الفوائد على أي سحب أقوم به .
خرجت من البنك على مضض ، وفكرت هل وصل بالبنك هذا الكرم لكي يمنحني بطاقة مجانية ، وعندما سألت : قال أحد الزملاء عندما تنتهي هذه البطاقة سيقوم هذا البنك بتجديدها غصب عنك ( خاوه ) ويخصم من رصيدك (25) دينار رسوم تجديد .
فكرت ثانية وقلت بنفسي أننا نحن كشعب أردني تعودنا دائماً على الدفع وتعودنا على سرقة جيوبنا وتعودنا على السطو وسرقة مواردنا ومنجزاتنا من الفاسدين والمتنفذين ، وهذا البنك مارس البلطجة على حسابي وحرمني أن أمارس حقي في السحب من رصيدي ، وسيسطوا مرة أخرى وسيأخذ من رصيدي (25) دينار بسبب تلك البطاقة المبروكة ( المشؤومة ) .
أما ما أنوي القيام به هو إعادة هذه المبروكة للبنك ولن أستخدمها لأنني لست بحاجة إليها وسأقوم بإيقاف التعامل مع هذا البنك ، وسيسطوا هذا البنك وسيأخذ مبلغ (20) دينار بدل ورقة براءة الذمة لأتمكن من نقل راتبي .
تعودنا على البلطجة في أسواقنا وشوارعنا وفي كل مرافق حياتنا، فإلى متى سيبقى هذا الحال ؟؟؟ .
حمى الله الوطن وقيادته من كل مكروه آمين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات