الملك جامع برمزيته الملكية الأردنية


أقول ومن موقع المسؤولية الإنسانية والأمنية على المستويين الإقليمي والعالمي : إن كل تعبير يخرج عن القانون الذي نحتكم إليه جميعاً ، يعتبر إساءة مباشرة وعلانية لكل الأردنيين من كافة الأصول والمنابت ، وضرباً في أرضهم وعرضهم ، واحتقارا لإنسانيتهم التي من خلالها أجمعوا على الهاشميين كقاسم مشترك ، وكذلك فيه مساس في العقيدة لأن جلالة الملك من أهل بيت النبوة عليهم السلام في كل حين ، وعلينا أن نفرق بين معالجة الأخطاء الفردية إن وجدت ضمن أطر متفق عليها مع جلالة الملك وعموم العائلة الهاشمية ، وبين التشهير بهذه الأخطاء التي تقدح مباشرة في المقام النبوي الشريف والذي ومن أجله تهون الحياة .
وبعد ذلك يقال كيف يجرئ أولئك المجرمون على الإساءة لنبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ؟ هنالك تطاول على رموزنا التي نقدسها وطنياً وعلى رأسهم جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم ، وتطاول واضح على مؤسساتنا التي بنيت من دماء أبائنا وأجدادنا ، وهنالك أيضاً دلال يمارس بطريقة غير واعية للمخاطر ، وليسمح لي سيدي جلالة الملك : نحن يا مولاي إذا اتخذنا الصمت حيال ما يحدث فإننا نصبح كما الأب الذي يبكي أبنه على مسدسه الذي لا يمكن تأمينه ، والذي بمجرد أن أخذه الطفل سيقتل نفسه ويؤذي من حوله !
نعم هذه حقائق ، لأن هنالك من يطالب بالإصلاح وأتحدى إذ يفهم معنى الإصلاح ، ويطالب بمحاربة الفساد وهو أكبر الفاسدين ، كيف أخالف كل القانونين وأطالب الجميع في احترام القانون الذي أخالفه ، لنعمل أيتها الأجهزة الأمنية بطرق مختلفة ، ونبحث عن مخالفات الأرصفة والبسطات ، والدعارة وشبكات السمسرة على الوطن ، لنعمل بطرق تحد من شراء الضمائر لمصالح قوى إقليمية فشلت في سوريا وتعد العدة لكي تنقض على هذا الوطن الأغلى ، لنبحث عن الأسلحة في الحارات ولنتعرف على تجار هذه الأسلحة من هم ؟ ومن أين جاءوا ؟ ولماذا تنشط هذه التجارة ؟ وتحديداً في هذا الوقت بالذات .
نحن جميعاً مع الإصلاح ، القادم من خلال الرأي والرأي الأخر ، عبر المسيرة الإصلاحية السلمية والتي يتقدمها جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم ، أقول ذلك وأنا ضد قانون الانتخابات الذي لن يمنعني من المشاركة عبر التسجيل ، وقد أصدرت لكافة الأعضاء الإنسانيين بضرورة التسجيل هم وعائلاتهم ، أن أطمح إلى قانون عصري وطني أفضل لا يعني أن أمتنع حتى عن انتخاب الأجدر من عشيرتي ، وغداً سنضع قانون يمكننا من انتخاب الأقدر على المستوى الوطني سواء للمحافظة أو الدولة ككل .
أنا لا أعرف ما علاقة الشتائم بالعمل السياسي ؟! أتساءل وأوجه السؤال إلى كل من يخرج بالألفاظ عن الأعراف والتقاليد الأردنية المحترمة التي تميزنا عن غيرنا ، من يحاول أن يشد هذه المسيرات المحترمة إلى الدرك الأسفل من الإسفاف والإساءة إلى أنفسنا ، نعم لأن رموزنا هم هويتنا الوطنية ، وهم وسام شرفنا ، وحماة عرضنا ، لنخجل يا سادة على أنفسنا على بناتنا على أعراضنا ، لنخجل قبل أن لا يكون مكان للخجل ، نتمنى أن لا يأتي ذلك اليوم الذي لن ينفع فيه الندم ، وعلى الجميع أن يفهم جيداً أن لدينا في الأردن ثوابت مقدسة تصون النسيج الاجتماعي ، وتحمي الدستور ورمزيته ، لهذا لا بد من نشر الثقافة القانونية والمؤسسية ، لأننا دولة مؤسسة وقانون ، وعلى الدولة أن لا تفتر عزيمتها في تطبيق القانون .
وأعود وأتساءل : كيف نزعم أننا دولة مؤسسات وقانون ، ولدينا مساحات واسعة من الحرية والديمقراطية التي تسمح لنا بالمطالبة بالإصلاحات ، وفي ذات الوقت نسمح لأنفسنا بالاعتصام أمام البيوت ؟! هذه ظاهرة خطيرة وغريبة وتتزامن للأسف مع ظاهرة التشهير في رموز الدولة ، مما يدخلنا في منعطف مظلم ، في الوقت الذي تشهد بعض المحافظات هتافات غريبة عن الإذن الأردنية ، هذا غير الغضب الشعبي بسبب الاحتقان الناجم عن تردي الوضع الاقتصادي ، والإصرار على قانون الانتخابات ، والتدخل السافر من قبل الحكومة في الصحافة الإلكترونية ، وغير ذلك من الممارسات التي جعلت الأردن فوق فوهة بركان قابل للانفجار بأي لحظة ، ونحن هنا إذ نحذر وبشدة كافة الأطراف من مغبة التورط في إثارة النعرات السياسية والتحريض ضد النظام بأشكال مباشرة أو غير مباشرة فإننا نهبب بالسلطات الأردنية أن تتصرف بحكمة وحزم ، بحيث لا ترخي الحبل إلى درجة تفقد هيبة الدولة ، ولا تشد إلى درجة تقطع شعرة معاوية ، وإذ أستغرب من بعض المنادين بإسقاط الحكومة أقول إن قضيتنا ليست بتغير الحكومات وإنما بتغيير نهج السياسات !
وللشعب الأردني الحبيب من كافة الأصول والمنابت أقول : إن ما يحدث في الشقيقة سوريا ليس عنا ببعيد ، وتعلمون أن المساعدات السعودية والخليجية مرهونة بالتدخل العسكري الأردني في سوريا ، وإذا وافقت القيادة على ذلك فإنها والعياذ بالله تلقي بالأردن شعباً ونظاماً في بركان دموي ليس له أخر ، والسؤال هنا هل نقبل عشائرياً أن تمس أعراضنا ؟ وتنتهك حرماتنا .؟ ماذا أصابكم ؟ جلالة الملك عبد الله الثاني يمثل الحلول للمشاكل الأردنية والإقليمية والعالمية ولم ولن يكون في يوم من الأيام هو المشكلة ، وقد نتفق ونختلف معه ، لكن لا نشهر السيف إلا ضد من أراد لهذا البلد الدمار ، لست مع أو ضد النظام ، ولكني مع الحق الذي من خلاله نحفظ أمن وكرامة الإنسان ، نحن لا نتعبد أشخاص في الوطنية الأردنية ، ولكن من الواجب الشرعي أن نحترم شخصياتنا الوطنية .
ما زلنا نتحدث مع النظام : نقدر عالياً مواقفكم تجاه مختلف القضايا ، ونعلم أن السعودية والخليج اشترطت عليكم التدخل العسكري مقابل الدعم المالي للأردن ، و السؤال المطروح : أليس في مقدورنا حل كافة مشاكلنا من خلال التفاته بسيطة إلى معسكر التعدد القطبي ؟ ونحن كإنسانيين نتكفل أن تقوم إيران وبلمح البصر بتسديد العجز العاجل الأردني سواء المالي أو غيره ، هنالك أربعة مليارات دولار على الأقل لتلبية الاحتياجات العاجلة ومن بينها دفع الرواتب، ومواصلة دعم السلع الأساسية وعلى رأسها البنزين والسولار ، ولا يمكن أن نبقى في المعتقل المالي القطري ، نحن ونعلن أمام الجميع أن لدينا استعداد الآن للتحرك صوب الأخوة الإيرانيين ونشرح لهم تفاصيل التفاصيل ، علينا أن نعي يا سادة : من دفع فينا إلى هذا الاتجاه ؟! لا يمكن للنظام الأردني أن يتخذ الصمت ، وينتظر ماذا ستقرر السعودية ودول الخليج ، هنالك خطر محدق في النظام ، ويعلم النظام وتعلم كافة الأجهزة الأمنية في الأردن وعلى المستوى الإقليمي : ماذا يعني تصريح العبد المتواضع لله ، وحتى تطمئن القلوب أكثر فأكثر : كيف لا يكون الأردني مع نظام هو جزء منه ؟ لكن المسألة فاقت الحدود العقلية ، لأن البعض يفهم أن المطلوب ركوع في ظل الجوع !سيقال لنا كيف ؟ وللإجابة نقول : كيف تقيد الحريات العامة وتكمم الصحف الإلكترونية والتي تشكل المتنفس الوحيد للمواطن،لقد جعلتم من تعليق المواطن الذي لا يجد قوت يومه جزء من المادة الصحفية ! أي عقول نيرة هذه التي تفتقت عن هذه العبقرية ؟ وإذا لم يفش المواطن غله على صفحات الإنترنت فإين المطلوب أن يعبر عن غضبه في الشارع ؟ ولصالح من ؟!!!
وهنا على جلالة الملك وأقولها بكل صدق وشفافية أن يرد القانون إلى مجلس النواب و بدون توقيع ليصار إلى إعادة مناقشته من جديد ، وبالمناسبة المواطن العادي يعرف أن هذه شروط من دول لا تريد لنا ولا للنظام الخير، وتدفع للبعض من اجل الانقلاب على الأمن والنظام لماذا ؟ حتى تكون هنالك فوضى تمكنهم من الزج في الأردن في سوريا ! ولا أتصور أن تكون المخابرات الأردنية في إجازة أمنية ، هي تعلم كل ما يحاك ضد الأردن شعباً ونظاماً ومسؤولياتها تتضاعف ، وعليها أن تلتزم بالمهنية وليس بالنصائح السياسية ، لأن الأردن الآن يعيش لحظة الخطر الحقيقية ، والتي تقتضي من الجميع أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر .
أنا لا أعرف كيف لم يخرجنا علينا رئيس الحكومة أو الناطق الرسمي ، ويشرح لنا أهمية ذلك الرفع الذي كان لا بد منه من أجل تعويض كل ما نتج عن تأخر المنح السعودية والخليجية المرهونة بتدخلنا العسكري في سوريا ، ولو أنه فعل ذلك لقدر الشارع أهمية الرفع ، والأردني في طبعة فارس وشهم ولا يرضى لقمة الذل والمذلة حتى من أخيه ، هنالك أمور لا يمكن السكوت عنها ، وكذلك يوجد سياسات للحكومة معروفة مصادرها ، وهذه السياسات تشنج الشعب المتشنج أصلاً .
رحم الله الحسين بن طلال ، وجميعنا يعرف كيفية علاجه لأزمة 1989 م ، وليس المطلوب أكثر من تلك الإجراءات يا أبا الحسين ، في البلد أصحاب رأي لا بد من التعاون والتنسيق معهم ، وهنالك إسلاميون لا بد من دخولهم إلى الانتخابات العامة تحت أي ظرف حتى لو كلف ذلك تعديل قانون الانتخابات ، نريد أن نمتص الأزمة وتهدئة الشعب الذي يعاني اليوم من احتقان مركب سياسي واقتصادي واجتماعي ، ولا بد من إجراء الانتخابات هذا العام ، هذا مع ضمانة النزاهة من قبل الهيئة التي نأمل أنها على قدر من المسؤولية ، ولتبدأ الدولة الأردنية وبكل أركانها بالاستعداد لاحترام ما تفرز لنا صناديق الاقتراع ، أما أن نتحجج بهذه الحجة أو تلك لتأخير الانتخابات فإن مثل هذا الأمر سيودى في البلاد ، وليس من مصلحة الأردن شعباً ونظاما وعرشاً هاشمياً ، لذلك نجدد الدعوة إلى ضرورة إجراء الانتخابات هذا العام من ناحية ومشاركة الإخوان المسلمين من ناحية ثانية ، لأنهم جزء لا يجزأ من النسيج الوطني الأردني ، أقول ذلك وأنا أول من يختلف معهم من الآلف إلى الياء ، لكن اختلافي معهم لا يعني أن ندفع في تجاه حرق البلد الذي يغلي ، وأخيراً أرجوكم يا جلالة الملك باسمي واسم كافة الإنسانيين داخل وخارج الأردن أن تنظروا إلى مصير كل الدول التي لم يستمع قادتها إلى النداءات الإنسانية المطالبة في الإصلاح المبكر ، أرجوكم لأنه لم يعد أي وقت يمكن الرهان عليه والأمور تتشابك إلى حد لا يمكن تصوره ، دعنا نرتب أولوياتنا ، نريد أن نجلس ، ونقرر بنود توضع في ميثاق وطني عاجل تنفذ ولو على الرقاب ، هنالك ألف شخصية أردنية مستعدين لبذل الغالي والنفيس في سبيل الأردن الأقوى ، وأنا لا أتحدث باسمهم لكوني واحد منهم بل أقلهم شأناً ، غير أنهم سطروا بيان ليس باسمنا للوقوف بوجه التدخل الأردني في الشأن السوري ، هذا غير تلك العشائر الأردنية التي أجدها على أتم الاستعداد لتجديد البيعة ، ولكن ليس بالكلام وإنما بالفعل المتبادل والموثق فيما بيننا ، الوقت ينفذ والأعداء في ازدياد ملحوظ في الداخل والخارج ، وستبقى يا سيدي الملك الجامع برمزيته الملكية الأردنية التي أستقر عليها رأينا منذ إعلان المملكة إلى اليوم ! خادم الإنسانية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات