كفانا عنتريات فارغة جوفاء


يعتصر الفؤاد ألماً ، وتبكي العين دماً ، ويذوب القلب من كمدٍ ... ونحن نرى ما
آل إليه حال المسلمين اليوم ، من ذلٍ ، ومهانةٍ ، وربما إنتكاسة ...!
كيف لا ... ونحن نسمع ، ونقرأ أن حرائر المسلمين تباع وتشترى بثمنٍ بخس
دراهم معدودة ، أو بحفنة من "الريالات" لا تتجاوز الف ....!!! نعم ... جموع تنتظر
دورها كي تظفر بإحدى الشريفات ..العفيفات ..المسلمات بهذا الثمن الزهيد ...!!!!
أخاطب ذاك الوجيه في قومه ، وفي بلده ...وفي عشيرته ... وأقول له : أهذه رجولتك .؟!
ومرؤتك ..وشهامتك .؟!
يا أصحاب الكروش .. والقروش ، أما وأن التواطوء على المستضعفين بلغ ذروته في
الأرض ..والنيل من شرفهم وكرامتهم والمساس بالعرض ..! قد بلغ أوجه .... فلا تضَّيقوا
الخناق على المحاصرين ..، وتلتفتوا إلى أعَّز ما يملكون ! أليس فيكم من يجير المضطهدين
الذين يضيَّق عليهم لأجل دينهم ..! الذين يفترشون الأرض ، ويلتحفون السماء ..!
أين أنتم يا وجهاء أقوامهم، يا أصحاب الملايين .؟! أين أنتم عن نصرة الأمة ، ورفع الظلم
عنها ، ..ما فائدة وجاهتكم ، وجاهكم ، ومناصبكم ، والله لن تغني عنكم من الله شيئا ...
إقرأوا قول ربكم إن شئتم ....
" فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ." أم رضيتم بإنتفاخات ..وتفخيمات وبهرجات ،
وزركشات هذه الأيام التي ترفع أناساً لا خلاق لهم ..ولا مبدأ ..ولا نخوة ..ولا مرؤة ...!
.... إن أولئك الكفار الذين عبدوا الأصنام ذات يوم ..والذين لا يأوون إلى ركن الله ، ولا
ينتظرون على نبلهم ِمنَّة ولا على مرؤتهم جنة ........! إمتلك البعض منهم نخوةً ،
وشهامةٍ ونجدة نحن بأمَّس الحاجة إليها في هذا الزمان .....
.... أيصل الأمر بنا " أمة الحبيب " أن نتمنَّى نخوة بعض الكافرين ..! بعد أن كنا نقول :
" وآمعتصماه " .." وآصلاح الدين " .. فالنطالع التأريخ .. ونتساءل بعدها ..هل الكفار
أولى بالنخوة ، والشهامة منَّا..؟! .. فهذا "هشام بن عَّمر" كان يأتي بالبعير المحمَّل بالمؤن
ليلاً حتى إذا بلغ مدخل الشعِب المحاصر به ــ خاتم الأنبياء ــ ضرب البعير ليدخل الشعِب
ليخفَّف من أثر الحصار . ! فأراد كفار قريش أن يبطشوا به فقال لهم "أبو سفيان بن حرب "
وكان كافراً آنذاك " دعوه ، رجلٌ وصل رحمه ، أما إني أحلف بالله لو فعلنا مثل ما فعل
كان أحسن لنا ..." ......
....ولله إني لأستغرب هل كانت نخوة الصحابة الكرام لترضى لغتنا الذليلة ، وسلوكياتنا
الدنيئة ، للنيَّل من فتيات المسلمين بهذه الطريقة ..؟!
.... يا لنخوة النجاشي ..! ذاك النصراني ، يكفيه أنه قال وبعد أن سمع ما سمع من
عمرو بن العاص " إن هذا والله ..والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة ، .."
قال هذا لمن أراد أن يثنيه عن ميله تجاه نفرٍ من المسلمين إلتجأوا إليه ..! ثم تابع النجاشي
" ردَّوا عليهما هداياهما ، فلا حاجة لنا بها ، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين ردَّ علي
ملكي فآخذ الرشوة فيه.........."
.....تلك نخوة الكفَّار ...يا أصحاب الجاه ، والمنصب ، والمال ، ونحن والله حقيقون بها ..!
والله إني لأشعر بإنقباض في الفكر ، ورجفة في القلم ، وإهتزاز في البدن ، وأنا أسَّطر هذا
الواقع ، بل الحقيقة المرَّة التي نعاني منها اليوم ..!
كفانا عنتريات فارغة جوفاء ، وإندفاعات تعلوها أهواء ، وخُطب صماء ..بلهاء .!
لننزع ثوب المذلة والخنوع والضعف ، وننفض غبار الذَّل عن كاهلنا ، ونلتجأ إلى قول ربنا :
" الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله .."
=======================
ودمتم بحفظ الله ورعايته
نايف سماره ...



تعليقات القراء

متابع
عفوا اخي، الذين يستغلون ظروف اخوات الرجال هم نفسهم من يدفعون لخراب الشام كما سبق وفعلوا بالعراق و بماجدات العراق.
09-09-2012 10:15 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات