لنشارك من أجل الوطن


لنشارك بالإنتخابات النيابية القادمة لأنها خيارنا الوحيد نحو الاستقرار, ولأن كل الخيارات والسيناريوهات التي تحملها المعارضة بكل أطيافها خارج طاولة الحوار ستودي بنا إلى التهلكة ولن ينفع بعدها ندم ,إذا كان خيار المعارضة إما أنا أو الطوفان فنقول أن هناك خيار ثالث وهو الوطن ومستقبل أبنائه.

عبارة لسنا كغيرنا هي المشهورة في الربيع العربي ونحن نقول أن المعارضة وعلى رأسها الإسلامية لم تكن كغيرها في الدول الأخرى لقد كانت الطفل المدلل للدولة وإمتلكت منابر المساجد والمدارس والإحسان وبرعاية الدولة وظلت مقدمة لعقود على غيرها بعكس دول الربيع العربي التي خسفت بها الأرض وكانت تعمل من تحتها وأسقطت عنها الشرعية.

لقد بدأ المواطن يشعر ويستشعر وبعد عام ونصف من الحراك بأن الوضع يتجه إلى المجهول فكل شيء إلى الانحدار , الخدمات ومن قبلها الإستثمار وثقافة الأمن والطمأنينة لدى المواطن,هل للجميع أن يؤمن بأن الإصلاح مسيرة وليس مرحلة وأن علينا أن نتقي الله في هذا الشعب ونحفظ تاريخ هذه الأمة.

نعم لم نأخذ كامل حقوقنا الوطنية ولم نزل نعيش التهميش والتعدي على المواطنة ونعاني من انحراف ميزان العدل لصالح من هو أقوى, ولكن الوطن أسمى وأجل من أن نأخذه بجريرة سياسات جائرة وضالة.

نعم سنشارك من أجل التغيير وكل ثقتنا وإيماننا نأخذهما من إيمان جلالة الملك وثقته بأن الخير هو القادم وأن الإصلاح الشامل هو الهدف والغاية المرجوه للوصول إلى ذروة سنام الإصلاح المنشود وهوالعدل بالنسبة للجميع .

من هنا نقولها, لانريد إنتخابات تشبه إنتخابات النظام السوري الباهتة والتي لم تمنحها كل قنوات النظام السوري أي بريق أو شرعية,نريد إنتخابات بمستوى الربيع الأردني قادره على إحداث تغيير في النهج السياسي المتبع وقادرة على صناعة مجلس نيابي جديد بمواصفات غير مستنسخة عن اي مجالس سابقة تقودنا إلى حكومات يختارها الشعب الأردني ومع تقديرنا واحترامنا لهذا المجلس بصفتنا نواباً فيه.

على الدولة والحكومة والمعارضة أن يدركوا معاً بأن الواقع الوطني فيه الكثير من الحيثيات التي لم تكن موجوده في المراحل السياسية السابقة ولم يعد بالامكان أن تعود عجلة الزمان إلى الخلف, فلا مقاطعة الإخوان اليوم تشبه مقاطعتها في السنوات السابقة ولا الظرف الوطني والإقليمي هو نفس الظرف ,كذلك الشارع السياسي لم يعد مسرحاً للتعبير ولكن مصدر فتنة وتأزيم ,الوطن يحتاج منا جميعاً أن نكون على قدر المسؤولية والتنازل من أجل الوطن.

الإنتخابات النيابية تقرع لها الطبول وهي على الأبواب ولو تأجلت لعدة أشهر وهي مختلفة كماً ونوعاً عن سابقاتها من حيث الجو العام وآلية الدعوة إليها وأهميتها المفصلية والتاريخية فهي من نودي إليها قبل أن يحل المجلس الحالي وهذا يثبت بأن الوضع الوطني يعيش أزمة سياسية عميقة ويجب أن لا نعمقها بإنتخابات لاتحدث تغييراً جذرياً على كافة الصعد فهذه الانتخابات إما طوق نجاة أو ثقل يغرقنا في أزمات أعمق إن لم تراعى فيها النزاهة والشفافية.

ليدرك الجميع في الوطن بأننا ذاهبون لإنتخابات في جو مقاطعة تدفع المعارضة بأن تجعله عاماً وفي جو إقليمي ووطني متأزم من لاجئين أصبحوا يشكلون نسبة مئوية من مجموع السكان ومن مناوشات على الحدود تصل إلى حد فتح جبهة تحتاج إلى الألآف من الجنود ولو على سبيل الطوارئ وتأمين دخول اللاجئين وهذا مكلف على كافة الصعد وأهمها الآمن الوطني الاستراتيجي.

اللجنة المستقلة للإنتخابات لم تعلن موعداً محدداً للإنتخابات ومؤشرات التسجيل تؤكد بأن الإقبال مازال ضعيفاً ويحتاج للمزيد من الوقت للوصول لأدنى حد من النسب المقبولة للتسجيل وهذا في المؤكد سيدفع اللجنة المستقلة لتمديد فترة التسجيل ان استمر الانخفاض في مؤشرات التسجيل وهذا يهدد إجراء العملية الانتخابية في نفس التوقيت المتوقع لها .

لن تغامر الحكومة بإجراء إنتخابات بنسب منخفضة تعكس رفضاً شعبياً للعملية الديمقراطية, لأن هذه الانتخابات تختلف عن سابقاتها من حيث المضامين الكثيرة التي تحملها فعليها سيبنى الاستقرار السياسي والمستقبلي للوطن.

لاشك بأن هناك الكثير من الأمور التي تبرر ضعف الإقبال على التسجيل وعلى رأسها الجو العام المتشائم الذي وقعت فيه الحالة الوطنية نتيجة الإرباك والإرتباك والفوضى المجتمعية وماترتب على ذلك من مزاج إجتماعي سلبي تأثر بكل مايجري من حوله من معطيات ,مقاطعة الإخوان المسلمين محترفي الحشد والتحشيد في الانتخابات وكذلك تأثر البعد العشائري نفسياً بالحراكات التي تحركت من عمق هذا البعد بإعتبار رموز الحراك أغلبها عشائري وتحاول التأثير في عمقها,بالإضافة إلى المكون الفلسطيني الذي يعيش حالة من الترقب والحيرة فهو أصبح في ليلة وضحاهى يلعب دوراً مهماً في ترجيح كفة أعداد المسجلين وهذا مؤشر جيد ومبشر بعد أن عانى هذا المكون من التجاهل والتهميش ويجب على الدولة أن تثبت لهذا المكون الوطني الهام بأنها صادقة في تعهداتها فيما يتعلق بالكثير من الملفات والتي أهمها سحب الجنسيات والموازنة بين الحقوق والواجبات الوطنية .

من هنا أدعوا أبناء لواء الرصيفة بمخيماته وبواديه بأحيائه وزقاقه وشوارعه أن يكونوا مع الوطن وأن ينجحوا المسيرة الوطنية للتغير لأنها خيارنا الوحيد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات