الاردن بلد اللاجئين


منذ استقلال المملكة الاردنية الهاشمية عام 1946 وهو موئل لكل العرب من لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وكأنه مركز تلك البقعة من الارض والجاذب لشعوب تلك البلدان حتّى كانت حرب فلسطين غام 1948 وانكسرت الامة العربية بملايينها امام أفاق من الصهاينة عددهم بالآلاف حتى اصبحت الأرض الاردنية وكأنها الجاذبة لكل شعوب المنطقة الني تتعرض للحروب والعدوان والنكبات بدءا من هجرة الفلسطينيون في الحرب التي انشأ الصهاينة دولة اسرائيل على حوالي 80% من ارض فلسطين التاريخية وثم جائت هجرة الفلسطينية الثانية عام 1967 واستقبل الاردن النازحين من الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل من ثلاثمائة مليون عربي وكان اليهود في العالم لا يتجاوز عددهم 15 مليون .
وبعد الحرب اللبنانية عام 1974 استقبل الاردن الوافدين ورجال الاعمال اللبنانيين وانتقلت الكثير من المؤسسات الدولي للعمل من الاردن .
وخلال الحرب الايرانية العراقية في الثمانينات من القرن الماضي لجأت بعض العائلات العراقية والفلسطينية الى الاردن وكان عددها قليل .
وعند احتلال العراق للكويت عام 1990 لجأ معظم الفلسطينيون المقيمون في الكويت الى الاردن وشكلوا ضغطا على موارده الطبيعية وحاجات ابنائه الاقتصادية بل وقد يكونوا قد أثّروا على ثقافته وبنيته الاجتماعية .
وبعد عام 2003 وعند احتلال امريكا للعراق تم لجوء الكثير من العراقيين والفلسطينيون الباقون في العراق الى الاردن كلا الفقراء منهم والمالكون لكثير من الاموال والذين اتخذوا الاردن مستقرا حتى الان واؤلئك الذين اتخذوا الاردن محطة للهجرة لدول الغرب وامريكا خاصة المسيحيون منهم وقد اثر هؤلاء اللاجئون على الاقتصاد الاردني واسعار المواد وخاصة الشقق السكنية والعقارات بشكل كبير كما ان معدل الجريمة قد ازداد وكذلك ارتفع معدّل الإستثمار في بعض المجالات .
ومؤخرا ومنذ اواخر عام 2011 تدفق العديد من الليبيين للعلاج في الاردن وشغلوا الطاقة الاستيعابية للمستشفيات وولدت ازمة مالية للمستشفيات والفنادق ما زالت متفاعلة . وبعد ذلك تدفق اللاجئون السوريون على الاردن وما زالوا عبر حدوده الرسمية وغيرها هروبا من الأوضاع المتصاعدة عنفا بين الحكومة السوريّة ومعارضيها ضمن ما يُعرف بالربيع العربي الذي حصد حتى الآن ما يُقارب من خمسون الف قتيل اضافة الى الدمار الذي اودى بالكثير من مُقدرات بعض الدول مثل ليبيا واليمن وسوريا والبحرين وغيرها وقد اثرت موجات اللاجئين السوريون على المجتمع الاردني نظرا لما يواجهه هذا الاقتصاد من تراجع وما تشهده الاسعار من ارتفاعات لا تستطيع الحكومة تغطية العجز المُتزايد في الموازنة والذي ناهز المليارين من الدولارات خاصة نتيجة ارتفاع فاتورة الطاقة نتيجة تكرار تفجير خط الغاز المصري وانقطاع امداداته للاردن ونتيجة فاتورة الرواتب المرتفعة للكثير من الوظائف العليا وقصر عمر الحكومات الاردنية وقد تمركزت مخيمات اللاجئين السوريين في شمال المملكة وقد تبرعت بعض الدول والجهات الدولية لمساعدة الاردن في تغطية تلك النفقات المتصاعدة على اللاجئين السوريين .
ومن هنا يتبين ان الاردن حكومة وشعبا يُعانيان من مشاكل اللجوء من دول الاقليم منذ اربعة وستون عاما وقد ساعدت بعض الدول والمؤسسات الدولية في تغطية بعض النفقات ولكن العبئ الاكبر يقع على الحكومة الاردنية والمواطن والبيئة في الأردن وخاصة ان الاردن لا يملك خططا طويلة الاجل لإستيعاب هذه الموجات من اللاجئين بالرغم من طول امدها واستمرارية آثارها على البلد والمواطن واعتمدت التحضيرات والاجراءات في الغالب على المواجهة الآنيّة .
وهكذا وكأن قدر الاردن ان يكون موئلا للاجئين والمهاجرين والفارين من القتل والظلم وانتهاك الاعراض والخوف ومع ان ذلك يدخل ضمن ابواب النخوة وإجارة الاخ والجار في العقيدة ولكن المواقف السياسية تُحسب على البلد وقد تؤثّر على خططه التنموية وعلى موارده الطبيعية وعلى حياة مواطنيه ورفاههم وقد لا تعوض جميع المساهمات المالية العالمية في تغطية تلك التأثيرات خاصّة في ظل استمرار عاملين رئيسين هما خارجي هو الكيان الصهيوني الاسرائيلي والاخر داخلي هو تفشّي الفساد الذي ما زال ينخر في الاردن اقتصادا ومواطنا .
((والذين تبوؤا الدار (1) والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا تجدون في صدورهم حاجة (2) مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة (3) ومن يوق (4) شح نفسه فأولئك هم المفلحون)) صدق الله العظيم



تعليقات القراء

عدنان
لو وجد ضغط على الأردن من قبل الاجئين ما هي الطريق البديل للذين يهددون من قبل الصهاينة أو السوريون الذين يذبحون وتغتصب نسائهم وتقتل أطفالهم ما رأيك يا سيدي وأنت مسلم ما هو المخرج أهل المدينة قسموا أرزاقهم وزوجوا نسائهم للمهاجرين لأنهم يعرفون الله ويعرفون قدر هذه التضحية في سبيل الله ولم يعترضوا على المهاجرين بل كانوا أخوانا هذا هو الدين الأسلامي اليقين هو شفاء لصدورنا وليس المقالات الهدامة
30-07-2012 04:37 AM
عراقيين
العراقيون لما اتوا الى الاردن جاؤا ومعهم شهاداتهم وفلوسهم التي امنت لهم حياة كريمة ولم يكونوا عالة على المجتمع الاردني بل بالعكس فان منظمات الامم المتحده والكاريتاس وغيرها كانت ولا زالت تمول من قبل الحكومه العراقية يعني من النفط العراقي وتصرف كمساعدات على العراقيين والتي تصل اليهم بقدار 20 او 30 بالمئة فقط وكثير من العوائل محرومة من حقوقها بسبب ان المسؤؤلين عن توزيع هذه المساعدات يتقاسمونها فيما بينهم

يعني الاردن استفاد كثيرا من مجيئ العراقيين مع العلم انه لم تعمل لهم مخيمات لاجئين لان العراقي لا يرضى على حاله الصدقة فلا وجه للمقارنه بين العراقيين والسوريون
30-07-2012 12:31 PM
معروف هالشي
عنجد المثل الي بيحكي مصائب قوم عند قوم فوائد بينطبق على الاردن

طول عمره مستفيد من ازمات وحروب دول الجوار .
30-07-2012 12:42 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات