ما بين رفض المعارضة وتعنت الحكومة الشعب هو من سيقرر مستقبل الاردن


لتفهم الحكومة جيدا ان الشعب الاردني غاضب وحانق عليها باكثر مما هو حانق وغاضب على المعارضة نتيجة عنادها المستمر وتعنتها ومخالفتها حتى لتوجيهات الملك في تقديم الخدمات الاساسية ولا أدل على ذلك من انتظار الحكومة كلها للملك حتى ياتي من امريكا ليحل مشكلة المياه في احدى القرى الاردنية فوالله لو كان لدى المسؤول عرق حياء لقدم استقالته ..

اما ما اصبح يتداول هذه الايام من اوصاف بحق المعارضة لقب استحقوه عن جدارة هو ( الروافض ) بسبب ما وجده الناس من غياب التقييم الموضوعي والعقلاني للحالة الاردنية حتى اقلقوا الشعب على مستقبله واصبحت تتشكل قناعة لدى الناس مفادها لو ان الملك وضع الشمس في يمين همام سعيد والقمر في يسار حمزة منصور لما رضوا بالمشاركة الوطنية لغايات لا يعلمها الا الله ..


يحق لنا كأردنيين ان نغضب من الجميع لاننا لم نجد أية جهة حتى الآن لا حكومة ولا معارضة قلبها ووجدانها وضميرها على الاردن بحق الله والذمة والرحم وكل طرف يدعي ملكيته للشارع ويحاول فرض وصايته من جانبه على عباد الله وبأي حق والله لا نعلم !!!!!! وهذا يضطر أي مواطن اردني ان يقول للحكومة والمعارضة على حد سواء ( اذهبوا للجحيم ) ..


ما أريد قوله لهؤلاء الذين مل منهم الاردنيون سواء اكانوا حكوميون او معارضة ان الملك حسم الامر وتوجه للشعب الاردني للتعبير عن ارادته الحرة بانتخابات مبكرة قبل نهاية العام ليقرر الشعب مصير هذا البلد لا غيره .. نعم الشعب سيقرر مستقبل الاردن لا المعارضة ولا الحكومة بكل ما تمثله ..


وعليه فالسؤال المباشر ماذا لو شارك الشعب الاردني في الانتخابات ولم يستجب لنداءات المقاطعة الصادرة عن المعارضة ؟؟ وبالمقابل ماذا لو استجاب الشعب الاردني لندائهم بالمقاطعة وفشلت الانتخابات ؟؟


اذن ستكون الانتخابات القادمة اول استفتاء شعبي حقيقي في المملكة منذ بدء الحراك ويتوجب على الجميع ان يرضخ فيه ويذعن لرأي الشعب الاردني ويحترم قراره فاذا كانت نسبة المشاركة ضمن المعايير الدولية المعتمدة والمقبولة عالميا فهذا معناه ان الشعب لم يقتنع بطرح المعارضة وعليهم ان يعيدوا حساباتهم وترتيب واصلاح بيتهم الداخلي قبل التنظير على الاخرين وان يبدأوا بالاستماع للغير من سياسيين ومثقفين ورجالات دولة ..


اما اذا نجحت المقاطعة فذلك معناه ان الاصلاحات السياسية التي قام بها النظام بالمجمل لم تكن مقنعة للمواطن الاردني وعليه ان يعيد ترتيب تركيبته بالكامل وبناء نفسه على اساس عقد اجتماعي مغاير لما هو عليه الآن بعد عملية الاصلاح وعليه ان يستمع لصوت المعارضة باعتبارها تعبر عن ارادة اغلبية الشعب الاردني ..


لا يجوز لأي طرف كان ان يحتكر الحقيقة او يعتبر نفسه انه الوحيد الذي يعبر عن الرأي العام الاردني دون استفتاء على ذلك وان يمارس دور وصاية على الشعب ومستقبله وتطلعاته وعلى الجميع ان يحترم ارادة الشعب الاردني مهما كانت نتيجة الانتخابات وان يقبل بها مهما كانت فهي المعيار والباروميتر الحقيقي والاساس في أية عملية تحول سياسي او تغيير او اصلاح ..


القراءات تشير الى ان الانسان الاردني يريد التغيير دون القفز في المجهول ودون ضرب وحدته الوطنية وامنه واستقراره ويريد تغيير حقيقي يجد الانسان الاردني اثره اولا وقبل كل شيء في لقمة العيش ..


القراءات تشير الى ان الانسان الاردني على قناعة تامة ان الوضع الاردني لا يستلزم حالا كسوريا او ليبيا وان الشعب لا يزال يحترم الملك ولكنه يريد تغييرا جوهريا في بطانة الملك ويريد محاسبة الفاسدين من سفلة القوم ..


على الحكومة بغض النظر عن اشخاصها وعلى المعارضة وعلى الجميع بما فيها سفارات الدول الغربية ان يذعنوا لقرار الشعب الاردني مهما كان وان يحترموا هذه الارادة فالمشاركة هي مقاطعة للمعارضة وافكارها ودعواتها وعدم المشاركة هي مقاطعة للنظام وسيكون الاستفتاء من خلال الانتخابات أشرف وسيلة سلمية للتعبير واكثرها دقة وموضوعية تستلزم دورا دوليا وقضائيا بالاضافة لادارتها من قبل الهيئة المستقلة ..


basheerlawyer@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات