حين يَصْدُق الرئيس .. والمسيرة مستمرة!!!


أعترف اننا اخطأنا حين وصفنا الرئيس بالمؤقت فقد اثبت انه رجل الساعة بجميع المعايير .
فقد وعدنا الرئيس في بداية عهده الثاني في الرئاسة بأنه في عام 2012 سيكون نسخة مختلفة عما كان عليه في عام 1999وقد صدق ; نعم للاسوأ (ولكن المهم انه كان صادقا) .
صرح الرئيس قبل ان يحصل على الثقة من مجلس النواب بكل صراحة ووضوح بأن استراتيجيته المستقبلية ستقوم على مبدأ الرفع ( فالرفع كان شعاره منذ البداية ) وبالرغم من ذلك فقد نال ثقة نوابنا، وبكل ثقة.
بدأ مشاريعه الإصلاحية برفع الاسعار والتي لن تمس "الا" الطبقة الفقيرة (حيث ان "الا" كانت قد سقطت سهوا من خطاباته) ونحن الان نلمسها ونعيشها. فزيادة الفقر والبطالة لم ولن يشغلا باله، ولن يعنيه حتى لو وصل حال المواطن لدرجة التسول. وقد صدق ; نعم للاسوأ (ولكن المهم انه كان صادقا) .
رد على مطالبين الاصلاح بالتهديد لمن يتجاوز الخطوط الحمراء بأشد العقوبة وهذا كان ضمن برنامجه الاصلاحي (ضد الشعب)، واصبحت تهمة ( تقويض نظام الحكم ) وصفة جاهزة لكل متظاهر وناشط ولكل من يقول كلمة حق.
أما عن الإعتصامات والمسيرات والمظاهرات التي صدحت حناجرها وهي تطالب بالإصلاح ومحاربة الفاسدين وإسترجاع مقدرات الوطن فقد قابلها بإعادة قانون الصوت الواحد بالتعاون مع مجلس ( نوامنا ) السحيجة ، مكافئة لهم على تبرئه الرموز ( الكبار اوي ) من قضايا تافهة لا تمس إلا مقدراتنا ومستقبل ابنائنا .
وبالنسبة للاخوان والاحزاب فقد صدق بان مشاركتهم اوعدمها لن يعنيه وقد اعلن عدم إكتراثه وانه لن يستجدي احدا
( يعني هاظا الي اجاكم )..... " فالتطنيش" لجميع شرائح الشعب هو ضمن برنامجه الاصلاحي (ضد الشعب) وقد صدق ; نعم للاسوأ (ولكن المهم انه كان صادقا) .
واخيرا ظهرت مكرمة رمضان من رئيسنا ، (ففكر وقدر) ووجد ان الحل للحد من الاعتصامات هو وضع سياجا حديديا على الدوار الرابع لمنع المعتصمين من تنفيذ إعتصاماتهم وعدم ازعاجه وتعطيله عن ممارسة برنامجه الاصلاحي الفذ، وحرصا منه على سلامة المعتصمين ، فوقوفهم لساعات طويلة (دون جدوى ) قد يصيبهم بضربة شمس. وقد صدق ; نعم للاسوأ (ولكن المهم انه كان صادقا) .
حين قال الرئيس (عبر التشات الورقي ) في إحدى جلسات مجلس النواب بان المسيرة مستمرة ولم يلقي لها احدا بالا،مع انها كانت سلاحه الاستراتيجي وذلك بإرجاع ديموقراطية البلد 20 سنة الى الوراء وقد قصد بها ان المسيرة مستمرة بقانون الصوت الواحد .
فبشائر مجلس النواب السابع عشر بدأت تتجلى ، فسوف تكون 400 صوت كفيلة بانجاح النائب، وسنرى نواب ( البوتس ) بدل الكنادر، ثم سنرى ( مقاعد مثبت عليها منصات ار بي جي ) للاحتياط ، وهذا ليس غريبا فبحسبة بسيطة فان اغلبية الفعاليات الحزبية والاجتماعية قد قررت المقاطعة ونصف الشعب اصلا لا يصوت فلن يبق اكثر من 15% الى20% سيشاركون في العملية الانتخابية، والتي هي اصلا محسومة وموزعة سلفا.
ولمزيد من التفاؤل والايجابية فان رئيس الوزراء سيكون هو معلن حالة الطوارىء نظرا للظروف في سوريا وسيؤجل الانتخابات الى السنة القادمة ، وبذلك سيستعيد قليلا من ماء الوجه والذي بدأ يجف في هذا الصيف الحارق و شح الماء والذي اشغل العباد به .وليس مستبعد ايضا تغيير القانون اثناء حالة الطوارئ .
أعترف بان الرئيس صدق بان لا تعديل اخر سيحدث على قانون (التوحد)، وأعترف ان الفاسدين صدقوا بانهم خطوط حمراء لا قانون يطالهم ، وأعترف بان الذين سرقوا مقدرات الوطن صدقوا بان لا أحد سيسترجع من ملياراتهم التي جمعوها من جيوبنا ومقدراتنا فلسا واحدا ، وأعترف بان (كتاب الدعسة والسحيجة) صدقوا بان لا ربيع ولا خريف سيغير من سياسة الحكومة شيئا ، أعترف بانهم جميعا صدقوا وها نحن خائبون .
برنامج الرئيس الاصلاحي (ضد الشعب) نعم،... وقد صدق نعم،... وللاسوأ نعم،... (ولكن المهم انه كان صادقا) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات