الامير الحسن : التغيير سنة الحياة ولن يستطيع أحد اعاقته


جراسا -

أكد سمو الامير الحسن بن طلال أهمية ردم الهوة بين التعليم والمعرفة.

وطرح سموه في محاضرة القاها في مقر اتحاد الجامعات العربية اليوم الاحد حول "مستقبل الجامعات العربية" تساؤلا عن ماهية الدور المأمول الذي من الممكن ان تؤديه الجامعات في الوقت الراهن وصولا للمستقبل، الذي نتطلع له جميعا؟.

وبين سموه أن الامل كان معقودا على الجامعات، بان تضطلع بدورها باعتبارها مؤسسات فكر وبحث، وأن تؤشر لصانع القرار الى حقيقة الاوضاع، وأن تستشرف ما يمكن أن يحدث من متغيرات باعتبارها مؤسسات فكر وحاضنة للبحث العلمي، وباعتبارها المكان الذي يرى أكثر من غيره المتغيرات الحاصلة قبل وقوعها.

وذكر سموه بحضور الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية الدكتور سلطان ابو عرابي ومجلس امناء الاتحاد وعدد من رؤساء الجامعات وباحثين ومفكرين وكتاب، بأهمية قطاع التعليم الأساسي و العالي، معتبرا اياه من أهم الأولويات في الدفاع عن "هويتنا" والرصيد الأساسي له هو الانسان الذي لا بد من تطوير انسانيته ليتمكن من بناء مستقبله ومستقبل ابنائه.

وأوضح سموه انه ليتمكن رأس المال الفكري من المنافسة فلابد أن يغير علماؤنا، وجامعاتنا والباحثون العرب الطرائق التي يعملون بها، "فإذا أردنا أن نصبح شركاء في التعليم على المستوى العالمي، فلا بد من ان نتحرك من المكان الذي نراوحه والتقدم الى الامام.

وبين : "ان التاريخ علمنا ان الشباب هم أدوات التغيير في المجتمع، وخاصة الجامعي"، مشيرا الى أن الحقيقة الرقمية التي تدل على أن نصف مجتمعنا من الشباب، تحتم علينا الاستثمار برأس المال الانساني، بدلا من التركيز على رأس المال المادي.

وقال سموه "بما أن التغيير هو سنة الحياة ولن يتمكن أحد اعاقته، فعلينا أن نعمل لكي يكون هذا التغيير ايجابيا ولصالح مجتمعاتنا" محملا المؤسسات التربوية والتعليمية دورا أساسيا ورياديا في استيعاب المتغيرات وتوجيهها لتحقيق الاهداف المرجوة.

وتساءل سموه عن دور الجامعات العربية سابقاً، وما هو الآن ؟ وهل الخلط الآن بين الدور الشبابي في التغيير والعنف الجامعي متعمد، أم أنها محاولات لتشوية صورة الشباب والجامعات معاً؟ وأوضح : ان ما يدعو للتفكير والتأمل هو اختلاط المفاهيم بشأن مفهوم التغيير وأدواته، متسائلا لماذا يتم ربط التغيير، الذي هو سنة الحياة، بمفهوم العنف، والذي اصبحت الجامعات تعانينه، والذي يسيء إلى دور الشباب في عملية التغيير الايجابي.

وبين ان الجامعات، هي المسؤولة عن الافصاح "باعتبارها مؤسسات فكر وحاضنة للبحث العلمي"، عن حقيقة الأوضاع الراهنة، وما يحدث من متغيرات، أو تستشرق المتغيرات الحادثة الآن ومترتباتها المستقبلية. وقال سموه "ان بعضهم يحمل عوامل واسباب دفع الشباب الجامعي لاستخدام العنف، بعد أن فقدوا الأمل في تفهم المعنيين بمطالبهم والتحديات التي يواجهونها، ما يولد لديهم الشعور بغياب العدالة ومن تلك الاسباب والعوامل،سياسات القبول الجامعي، والعدالة في الوظائف، والبطالة وغيرها من أوجه العدالة الاجتماعية.

وتساءل سمو الامير الحسن بن طلال: "هل هناك أسباب ودوافع لما يحدث "حول العنف الجامعي" مشيرا الى ان الإجابة السهلة هي "نعم"، ولكن ما هي هذه الأسباب والدوافع؟ أليس غياب التواصل بين الطالب والجامعات وأولياء الأمور أحدها؟ وماذا عن تدريس، مادة التربية الوطنية في الجامعات.

وشدد سموه على أهمية التعاون والتكامل، بين الجامعات لفائدته الكبيرة واثرها على التوجهات الحديثة في التعليم، وكيفية عمل أنظمة التعليم العالي، مثل البرامج المشتركة، والتفاقات البرامج الثنائية، والمشاركات الجماعية، مستدركا سموه اهمية تغيير ما يحتاج الى تغيير قبل الولوج الى أي شراكات أو تعاقدات مع العالم الخارجي.

وتساءل سموه عن موقع التطوير والبحوث في الوطن العربي؟ الذي يمتلك 60 بالمئة من احتياط العالم من النفط، و 40 بالمئة من احتياط العالم من الغاز الطبيعي، كما أن الغالبية العظمى من الفئة المثقفة في مجتمعاتنا العربية هي من فئة الشباب، والفضل يعود لجامعاتنا. ولدينا التاريخ واللغة والثقافة المشتركة.

وتعرض لعدد من نقاط الضعف في المنظومة التعليمية العربية، ومن بينها: ضعف السياسات، والبيروقراطية العالية، والافتقار إلى التميز الفكري، والافتقار إلى شبكات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عالية الجودة، العجز في تمويل البحوث والتطوير.

وأجاب سموه عن تساؤلات طرحها الحضور من الاكاديميين والمفكرين تركز معظمها على قضايا العنف الجامعي والعنف المجتمعي، وتطوير البحث العلمي، وعرض سموه تصوراته عن كيفية النهوض بالمؤسسات التعليمية، مشيرا الى نحو 500 جامعة عربية لم تدخل أي منها قائمة أفضل 500 جامعة على مستوى العالم، مما يشير الى الاخفاق بالوصول على التعليم النوعي الذي نطمح به.

وفيما يتعلق بالحد من العنف الجامعي عزا سموه أسبابه لعدة عوامل من بينها: غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية ، وارتباط سياسة العنف الجامعي بسياسة القبول في الجامعات "المعدلات المتدنية" وغياب التواصل بين الجامعة والطالب، والتهاون في تطبيق القانون، مؤكدا سموه أهمية دراسة ظاهرة العنف الجماعي من جديد،وليس العنف الجامعي وحده ، ووضع الحلول الناجعة لبترهذه الظاهرة؛ للخطورة التي تسببها للمجتمع.



تعليقات القراء

سيدي ومولاي الهاشمي
يا هلا والله بهالطله
هل من مستجيب
بدك شعب يعرف مصلحته مش داير على الخراب مثل يعض ال.............
15-07-2012 07:40 PM
قرفان حالي
حطوه رئيس وزرا , ما ظل فيها
15-07-2012 11:39 PM
ابن حزم الأندلسي (ت.أ.س.ع.غ.)
سيدي أبا راشد،
كلام جميل وبالإمكان جعله أجمل لكنك لا تريد أن تضغط أكثر، كريما كعادتك في توجيهاتك اللطيفة. معروف أنك تترك لمستمعيك أن ياخذوا المبادرة ويذهبوا بالأفكار إلى مداها، وهذا ما سأفعله الآن؛ سآخذ الأفكار وأذهب بها إلى حين يسعفني جهدي المتواضع.
1 – اتحاد الجامعات العربية: ما هي مهمة هذا الاتحاد؟ لقد فشل فشلا ذريعا حين لم يضع أمام الجامعات العربية تحد لاختراق العجز الذي حال بين جميع الجامعات العربية وبلوغ مرتبة الانضمام إلى أحسن 500 جامعة في العالم. تابعت منذ عام 2003 هذه القائمة التي تشرف عليها اليونسكو وتقوم جامعة شنغهاي بتطبيق المعايير على أداء الجامعات وعلى هذا الأساس يتم اختيار أفضل 500 جامعة في العالم. حين أثرت الموضوع مع بعض الزملاء عام 2003، و2004 قيل لي (يا أخي هذه أيادي صهيونية وأوروبية، والشغله ما بدها شرح). وحين وضحت أن الموضوع تقوم به مؤسسة من مؤسسات الأمم المتحدة وتطبق معاييره جامعة صينية هي على الأغلب صديقة للعرب، ازدردوا ألسنتهم ولم يعلقوا، ولم يحركوا ساكنا، ورضوا أن يكونو ا مع القاعدين. لتعديل الاعتقاد السائد، وقول كلمة حق: لقد دخلت جامعة القاهرة قائمة أفضل 500 جامعة في العالم عام 2007، وخرجت في العام التالي.
2 – لقد تسائلت عن دور الجامعات العربية، وهذا شيئ لا بد منه، ولكن لا بد من جواب له يصدر عن الجامعات العربية نفسها، أو عن اتحادها المزعوم. الجامعات أصبحت حاضنة للعشائرية، والمدرسين (الدكاترة) أصبحوا عشائريين أكثر من شيوخ العشائر للأسف، وليسوا ببعيدين عنهم أيضا في النظرة المجتمعية، فلم تسعفهم الأكاديميا كي يكونوا متميزين عن الشيوخ المساكين الكلاسيكيين الذي يفتخرون أنهم تقليديون ومحافظون.
3 – إن العبارة التي تفضلت سموك بها والتي تقول: (ان بعضهم يحمل عوامل واسباب دفع الشباب الجامعي لاستخدام العنف، بعد أن فقدوا الأمل في تفهم المعنيين بمطالبهم والتحديات التي يواجهونها، ما يولد لديهم الشعور بغياب العدالة ومن تلك الاسباب والعوامل،سياسات القبول الجامعي، والعدالة في الوظائف، والبطالة وغيرها من أوجه العدالة الاجتماعية)، هذه عبارة جوهرية تحمل كثيرا من أسباب التخلف والمحاباة التي يعاني منها الشباب.
4 – والآن وصلنا إلى السؤال الجوهري الذي طرحته سموك: وماذا عن تدريس مادة التربية والوطنية في الجامعات؟ قبل أن أقول أن التربية الوطنية كمادة لا تلائم المرحلة، وتنم عن تناقض في النوايا، حيث نعيش في مرحلة سلام ليس بها إلا تحد واحد سيستنزف جهودنا وهو تحدِ التنمية، والانفتاح، والمساواة، والمساءلة، قبل ذلك أود أن أقول أن من يقومون على تدريس هذه المادة من المدرسين في الجامعات الخاصة قبل الحكومية هم نفر من المؤدلجين، الذين مازالوا يعيشون بعقلية الحرب الباردة، وما زالوا يحملون في جماجمهم صورة أفكار ماركس، ويغطونها ببعض حطب الوطنية الكاذبة، وليس الوطنية المستنيرة في عصر العولمة الإنسانية وليس عصر (الأممية الشيوعية ودكتاتورية البروليتاريا).
5 – إحدى الجامعات الخاصة كانت ضحية لفئة متنفذة فرضت على تلك الجامعة رئيسا شيوعيا جمدها وشوهها لمدة عشر سنوات. ربما لن تصدق يا صاحب السمو أن رئيسا شيوعيا كان على قمة جامعة خاصة جدا لمدة تزيد على عشر سنوات؟!!
لكن هذا ما حدث، ونفس الجامعة يتناوب عليها رؤساء من عينة معينة، فالرئيس الذي تلا الرئيس الشيوعي رئيسا بلا هوية، ولا طموح له، ولا غاية تحدوه أكثر من راتب مغر لا يسعى إلا لإطالة أمده بمساعدة جلامدة لا مواهب تميزهم، ولا غيرة تدفعهم، سوى النظر إلى المنصب كحصة مالية لتلك الفئة من المجتمع.
6 – لا أود أن أتطرق إلى التطوير والبحوث، ولا أريد أن أتطرق إلى العنف الجامعي، والمحاباة، والأقل حظا، والأقل قدرة، والأقل عقلا، والأقل كرامة، والقبول في تخصصات معينة بمعدلات متدنية قريبة من الرسوب. الحياة الأكاديمية قتلتها قدرات الواسطة، والمحسوبية، والعشائرية، والفئوية. وليس ذلك إلا جزءا يسيرا من الأعراض القاتلة المستشرية والتي يفتخر بها قطاعا كبيرا من موظفي الجامعات وطلبة الجامعات الذين يدرسون تحت امتياز الإعفاء من الرسوم الجامعية، والإعفاء من المؤهلات، ومن معايير القدرات والملكات والمتطلبات العلمية. سينجحون، بهذه المواهب، وسيقومون بنفس المهمة التي يقوم بها معلميهم الحاليين. أي أن الأمر يشير ببساطة إلى أننا قد وصلنا إلى مرحلة استنساخ ذاتي لجذور تخلفنا ونحن فرحين بما أنجزنا.
7 – أترك لسموكم أن تصوروا: أين سنكون علميا، أو حتى اجتماعيا وإنسانيا، بعد عشر سنوات أو عشرين سنة !!!!!!!
8 – أعترف أمام أمير أجله وأقول دون وجل: أنا خايف على الأردن الغالي، وعلى الأمة كلها. ولا أكتمكم السبب: العولمة ستنهي الانعزالية، وستضع الجميع تحت المسؤولية، وستقضم مبدأ السيادة الذي يغطي عيوب كثير من الدول بورقة التين التي فشل مزارعوها في المحافظة على حجمها البدائي، فاصبحت صغيرة بحيث لا تغطي العورة.
16-07-2012 03:55 AM
احمد ع ع
الله يخليلنا الهاشميين ان شاء الله
16-07-2012 06:48 AM
كركي قرقان
لما بشوف سمو الامير حسن فورا بتذكر جلالة سيدنا الملك حسين ملك ملوك الارض الله يرحمه
16-07-2012 11:08 AM
ميس عرجان
الله يخلينا هالطله يارب
16-07-2012 11:09 AM
ابراهيم محمد خوالدة
اين الاردن من الاهتمام برأس المال الفكري والكثير من شبابنا أغلقت بوجوههم وفتحت ابواب الغرب لهم واخر ما حصل مع الشاب الاردني الذي ذهب لأمريكا لنشر فكرة عن الطاقة الشمسية وكيف اضاء بعض الولايات بالطاقة الشمسية .
أما بالنسبة الى التغير تقول يجب الا يأتي بالعنف ان لم يأتي بالعنفمن الشعب فإنة يأتي بالعفنف من الزعماء وهذا ما يحدث في سوريا وحدث في اليمن وليبا.
16-07-2012 11:16 AM
ابراهيم محمد خوالدة
وعندما تتكلم عن التربية الوطنية في الجامعات عن ماذا تتكلم التربية الوطنية في الجامعات ؟ عن شخصيات اردنية من ملح الارض اثرت على تاريخ ارددننا إإإ عن الدولة الاردن إ أم شخاص فقط عن ماذا تتكلم ؟
وما مدى تأثيرها على الطالب لحبة لوطنة ؟
حسبي الله ونعم الوكيل
16-07-2012 11:29 AM
بلقاوي
نعم، التغيير سنة الحياة، و قد آن الأوان للتغيير في الاردن!
16-07-2012 02:45 PM
أيها الأمير
أيها الأمير ،لا تتعب نفسك .بدها زلزال كبير حتى يغير للأفضل
17-07-2012 10:25 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات