شِعَارُهُمْ : لِنهتَم بِأنفسِنَا وَلِنُشبِع شَهواتِنا وَإنْ ضاع الوَطَنُ


جراسا -

خاص - كتب منتصر الزعبي - لَقَدْ وَجَدْنَا مِنْ مَسْؤولِي هذا البَلدِ مَنْ يَطيبُ لَهُ أنْ يَتَسلَّى وَيطلبَ مِنَ الشَّعبِ أنْ يَتسَلَّى ؛وهلْ الظروفُ العَصيبةُ التِي نَعيشُهَا ،والمرحَلَةُ الرَّهِيبَةُ التِي نَجتازُهَا ،بِحاجَةٍ إلى التَسالِي؟ وهلْ التَسالِي إلَّا وَظِيفةُ القلوبِ المَيَّتةُ والأعصَابُ الهالِكةُ والسِّيرةُ البارِدَةُ ؟ألا يَجدُرُ بِأولئِكَ المَسؤولِينَ أنْ يَقصُروا مالَ الدَّولةِ علَى ضَروراتِ الحيَاةِ ؟ فالدَّولَةُ فِي مَأزِقٍ حَرِجٍ وتُعانِي مِنْ مَديونيةٍ تجاوَزَتْ كلَّ الخُطوطِ الحمراءِ ؛فَهِي بِحاجةٍ إلى كلِ قِرشٍ مِنْ أجلِ الوقوفِ فِي وَجهِ التحدِّياتِ التِي قدْ تُؤدِّي لا سمحَ اللهُ بالبِلادِ إلى الهَاوِيةِ ؛ومِنْ ثمَّ نَعضُّ أصابِعَ النَدمِ ولاتَ ساعةَ مَندِمِ ،ساعةَ أنْ يَصرخَ فِينَا صَوتُ النَّدَمِ وداعًا يا أردنُّ لا لِقَاءَ بعدَ اليومِ !!

فَهلْ يَجوزُ أنْ يَنفردَ بِالمَيدَانِ مَنْ شِعارُهُ :(لِنَهتمْ بأنفُسِنَا ،وَلِنُشْبِعْ شَهواتِنَا ،وَإنْ ضَاعَ الوَطنُ وَقُتِلَ الأبناءُ ،وَعَلا النُواحُ ،وقامَتْ الجنائِزُ)

إنَّ الظُروفَ المُحيطةَ بِهذَا الشَّعبِ شاقَّةٌ وطاحِنَةٌ وهوَ بِحاجَةٍ ماسَّةٍ إلى رَصيدٍ ضَخْمٍ مِنَ القوَّةِ لِكَي يُكافِحَ هذهِ الظروفَ ويظهرَ عليْهَا ؛وهذهِ القوةُ لا تتوافرُ لَهُ الآنَ لأنَّ ظروفَهُ السَّيئةَ لا تدعُ لِخصَائِصِهِ الطيَّبةَ أنْ تعملَ وَحْدَها ؛إنَّ ألفَ داءٍ وداءٍ يَنخَرُ فِي تكوينِ هذا الشَّعبِ ،فَحَوْلَ كُلِّ فِكرةٍ صالِحةٍ وكلَّ مبدأٍ قويمٍ دِيدانٌ كثيرةٌ ،ديدانُ علقٍ مُتسلِّقَةٍ ،أتدرونَ لِماذَا ؟ لأنَّ الشَّعبَ لمْ يتلقَ تربيةً سَليمةً ثابتةً تجعلُ الأهدافَ واضحةً في ضَميرهِ ليدوسَ ديدانَ العلقِ ويُحطِّمَ الهازِلينَ فِي مَوقِفِ الجدِّ فِي سَاعةِ التَضحِيةِ ؛فديدانُ العَلَقِ هَذهِ لا تَدَعُ شيئًا نَظيفًا ،المقدساتُ كلَّها تُلوِّثُ وَالعَظائِمُ كلُّها تُصًغَّرُ والحُرُمات كلُّها تُنتهكُ وبذلكَ يَسيرُ الشَّعبُ إلى غَاياتِه وَهوَ ينقلُ أقدَامَهُ في الدَّنَسِ والرِجسِ ؛ ولنأخذ مِثالاً للكفاحِ الشعبِيِّ فِي مَعرَكَةِ الحريَّةِ البهيميَّةِ والإباحيَّة الشَيطانيَّة في هذهِ الأيَّام ممّا نَرى مِنْ أحداثٍ لا تتوافقُ وقيمَ الشعبِ الأردنِيِّ في مَهرجانِ جَرشَ سيئ الذكر ؛الذِي لا نسمعُ فيهِ إلا أصواتًا رِخوةً مائعةً تنضحُ بالرجسِ والدَنسِ تلوكُ ألفاظَ العُهرِ كأنَّما كُتِبَ علَى هذا الشَّعبِ أنْ يَتلقَّى الدعوةَ لِنَهلِ ثقافَتِه مِنْ دَنَسِ المَواخِيرِ وبألسِنَةِ الدَّعَارَةِ وبنغماتِ المخانيثِ.

وأقولُ لفضيلَةِ مُفْتِي المملكةِ الذِي قالَ فِي بَرنامِج فَتَاوَى علَى الهَوا الذِي بثتهُ الإذاعةُ الحُكوميَّةُ فِي يومِ الأحدِ 8/7/2012 والذِي اعتبرَها الكثيرُ نُكْتَةً مِنْ قِبَلِ فَضِيلَتِهِ ضَحِكَ مِنْهَا الصَّغيِرُ قبلَ الكَبِيرِ : "أنا لا أدرِي مَا هِي الأعمالُ التِي تقومُ فِي مَهرجَانِ جرشَ" مستنكرًا فِي الوَقتِ نفسِهِ السؤالَ عنْ الحُكمِ الشَرعِيِّ فِي مَهرَجانِ جرشَ ؛أقولُ لكُ : هذهِ هي الأعمالُ التِي تقومُ فِي مهرجانِ جرشَ يا فضيلةَ المُفتِي الغائبَ الحاضرَ : جمهورُ تامِر حُسنِي غَطَّى خَشبةَ المَسرَحِ بالمصاغِ الذهبِيِّ والساعاتِ والخواتِمِ بعدَ أنْ فقدَ صَوابَهُ وبدَأَ المُعجبونِ والمُعجباتِ بِقذفِهَا فِي المَسرَحِ ؛فِي ظاهرةٍ تدلُ على إعجابِهم ،وأصابَ البَعضُ مِنهم حالةً مِنَ الهِسْتِيريا وحاوَلُوا الوصولَ للفنانِ تامِر حُسْنِي لتقبيلهِ ممَّا حَدى بالأمنِ الى التدخلِ وإعلانِ حالةِ الطوارِئ. وهذا ما حدثَ فِي المَهرَجَانِ السابقِ ،نَقلَتْ إحدَى الصُحُفِ المَحلِيَّةِ خَبرًا تحتَ عُنوان :مُصطفَى قَمَر يَزيدُ حَرارةَ الليلِ فَي جَرَشَ ،صُرَاخٌ .. وَآهَاتٌ.. وَرَقْصٌ علَى الوَحْدَة ونُص ،مُصْطفَى قَمَر مَعبودُ الفتياتِ الأردُنيَّاتِ – أستغفرُ اللهَ العَظيمَ - تَجاوزَ تشجيعُهنَّ المألوفَ ؛فقدْ رَقَصْنَ حتَّى النفسِ الأخِيرِ وَتمايلْنَ طربًا وَتصايَحْنَ لَكِن الأعجَبُ كانَ في تَقَدُّمِ فتاةٍ أمامَ المَسْرَحِ وقامَتْ بِتمزيقِ قَميْصِهَا أمامَ الجمهورِ الغفيرِ ؛وقدْ وَصفَ هذا الفِعْلَ أحدُ الكتَّابِ الأردنيِّين آنذاك وبِصفَاقةٍ :هوَ جُوعُ الفَرَحِ وهوَ وجبةٌ دسْمةٌ مِنَ الفَرَحِ تليقُ بشعبٍ جائعٍ كشعبِنَا واعتبَرَ مَهرجانَ جرشَ الخُطوةَ الأولَى فِي صُنعِ عاداتٍ جديدةٍ وقيمٍ جديدةٍ تقضِي علَى النمطِ التقليديِّ المتعارفِ عليْهِ ؛فماذَا أنتَ قائلٌ يا فَضِيلَةَ المُفتِي؟! وصدَقَ مَنْ قالَ:
قُمْ لِلمُغَنِي وَفِّـــــــهِ التَصْفِيـْــرَا كادَ المُغَنِّي أنْ يَكـونَ سَفِيْرَا
يَا جَاهِلاً قَدْرَ الغِنَاءِ وَأَهْلِـِــــــهِ اسْــمَعْ فَإنَّكَ قَدْ جَهِلْتَ كَثِيرَا
أرَأيْتَ أشْرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الذِي غَنَّى فَرَقَّصَ أَرْجُلاً وَخُصُورَا
مَا هَذا ؟! وَمَنْ قالَ لِهذا الشَّعبِ بأنَّه يَستطيعُ أنْ يدخلَ مَعركةَ الحَياةِ أو المَوتِ بِمثلِ هذهِ المُيوعَةِ فِي رُوحِهِ وبمثلِ هذا الدَنَسِ فِي ضَميرهِ وبمثلِ هذا التفكُكِ فِي كِيانِه ؟ فمَن قالَ لِهذا الشعبِ أنَّه يستطيعُ أنْ يَتخطى المَصَاعِبَ ويتجاوزَ المِحَنَ والفارِغينَ العابِثينَ يَتولَّونَ اشاعةِ الدَنَسِ في روحِهِ وفِي ضَميرهِ ؟
مَنْ قالَ لِهذا الشعبِ بأنَّه يمتلكُ أنْ يخوضَ مَعركةَ التَحدِّي بنفوسٍ تنخرُها الشهواتُ وأجسادٌ تُهيِّجُها النزواتُ وعقولٌ مخمورةٌ ؟ مَنْ قالَ لِهذا الشعبِ بأنَّ الحفلاتِ الأسطوريَةِ والأموالَ التى تُلقَى تَحتَ أقدامِ الفنَّانين والكثيرِ مِنَ النَميمَةِ الجِنْسيَّةِ هِي وَسيلةُ لأمن واِطمئنانِ البِلادِ ؟ ألم يقرأ هؤلاءِ قولَه تَعالى :( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)112النحل

مَنْ قالَ لِهذا الشعبِ أنَّ هذا هو الطريقُ ؟! لقدْ قالَ ذلكَ أولئكَ الذينَ لا يَهمًهم إلّا أنْ يَتملَقوا أخسَّ الغرائزِ وأتفَهِ النزواتِ ولقد استمع الشعب لهذا الملق ألا تعلمونَ لِماذَا؟ لآنَّه لمْ يتلقَ مِنْ مَسْؤولِيه التوجيهَ السليمَ لِيعلِّمَه الجدَّ فِي مَواطِنِ الجِدِّ ويجعلَ لَه أهدافًا واضحةً وطريقًا مرسومًا ولعلَّكَ تتساءلُ مِنْ أينَ هذا البلاءُ ؟ يقول هنري فورد في كتابه "اليهودي العالمي" :(استغرب الناس كثيرًا من أين تأتي هذه الموجات المتعاقبة من النفايات والقاذورات الموسيقية التي غزت البيوت الكريمة، والتي جعلت شبَّان هذا الجيل يقلِّدون ما يقوم به المعتوهون من حماقات ؛ وليست هذه الحركات المثيرة بما فيها من قذارة والتي تتَّسق مع النغمات التي تبعث الغرائز إلا من عمل اليهود؛ فأحاديث القردة، وعويل الغابات، وشخير الخنازير، واللمسات التي تشبه عمليات الحب بين العجول كلها تتستَّر تحت ستار بعض الألحان الموسيقية المحمومة، ولعل من الغريب أنك حيثما التفتت لتتحرى عن الخطوط المؤذية للنفوس التي تجري في المجتمع نجد جماعة من اليهود.

ورحم الله شوقي القائل :
وَإِذا أَتـَى الإِرشَادُ مِنْ سَبَبِ الْهـَوَى وَمِـنَ الـغُـرورِ فَـسَمِّهِ التَضليلا
وإذا أُصِيبَ القومُ فِي أخْلاقـِـــــــهِمْ فِأقِـمْ علِيهمْ مَأتَمـًـا وَعَوِيْـــــلا

Montaser1956@hotmail.com




تعليقات القراء

ابن اربد
ابدعت والله.
15-07-2012 12:13 PM
مراقب/ قروي
يا منتصر الزلمة عارف شو بصير بالمهرجان لكن اذا حكى الصحيح بروح عالبيت وهو مش حاب يروح بكير على امل يصير وزير اوقاف لكن انت مش حابب شكلك تصير وزير اعلام واحسنت
16-07-2012 09:12 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات