صحيفة: السفارة الأمريكية ضللت عمان بمعلومة أكدت 'فوز شفيق'


جراسا -

ذكرت صحيفة القدس العربي اللندنية  أن السفارة الأمريكية في عمان ساهمت في تضليل الحكومة الأردنية قبل أكثر من أسبوعين عندما أوصلت رسالة تقول فيها بأن المرشح الرئاسي المصري الجنرال أحمد شفيق هو الرئيس المقبل لمصر وليس مرشح الأخوان المسلمين محمد مرسي.

الرسالة وصلت, بحسب الصحيفة,  عبر الدبلوماسية الأمريكية لوزارة الخارجية الأردنية وخلال وقت قصير إنتقلت من مجلس الوزراء إلى مربعات القرار الأساسية في الدولة الأردنية التي تعاملت مع المشهد الداخلي فورا على أساس معادلة شفيق في الحكم المصري.

وتابعت الصحيفة ان عمان إنشغلت قليلا في السؤال التالي: هل تسريبات السفارة الأمريكية نوع من التضليل أم أن واشنطن كانت تنقل خبرا له مصداقية فعلا لصديق مهم في المنطقة هو الأردن؟

المفارقة أن الإطار البيروقراطي في عمان تلقف معلومة شفيق الأمريكية وأسس عليها إستراتيجية عمل سريعة داخل المعادلة السياسية المحلية في الوقت الذي كان فيه تقدير المؤسسة الأمنية يشير لإحتمالات قوية لفوز الأخوان المسلمين بالرئاسة المصرية وفقال لما قاله مسؤول بارز ومهم لنخبة من الشخصيات السياسية والبرلمانية.

لذلك يعتقد وعلى نطاق واسع داخل أروقة القرار الأردني بأن تداخل وتقاطع الإشارات والمعلومات والتسريبات إنتهى بأزمة داخلية لم تكن متوقعة أو محسوبة فإستراتيجية وصول شفيق للحكم أنعشت قانون الصوت الواحد الإنتخابي المثير للجدل ودفعته للواجهة بإعتباره القانون المتخصص بإبعاد وإقصاء الإسلاميين.

وخلال ساعات فقط إنشغل مربع القرار الأردني في البرلمان وغيره من المؤسسات بإعتماد صيغة الصوت الواحد وذهبت ملاحظات ومناشدات رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري أدراج الرياح عندما حاول الرجل دون فائدة لفت النظر لان نظام الصوت الواحد لم يعد يصلح للزمان والمكان مقترحا العودة لما قررته لجنة الأجندة الوطنية حيث الصوت المتعدد.

وعلى هذا الأساس عقد رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي لقاء مع عشاء سياسي في منزله بحضور 24 نائبا تضمن الإنقلاب المفاجىء على صيغة الصوت المتعدد والعودة لحلف الصوت الواحد على أساس أن الأخوان المسلمين خارج اللعبة تماما.

آنذاك راجت في أروقة القرار النظرية التي تقول: نستطيع تنظيم الإنتخابات النيابية حتى في ظل مقاطعة الأخوان المسلمين.. الأمر لم يعجب حتى خصم سياسي للإسلاميين في النظام هو عبد الإله الخطيب رئيس الهيئة المستقلة لإدارة الإنتخابات الذي يسعى لصفحة إنتخابية فارقة جدا.

لاحقا وبمجرد إعلان نتائج إنتخابات الرئاسة المصرية أدركت مؤسسة القرار الأردنية مسألتين: تأخير إعلان النتائج ثلاثة أيام يثير الغموض والإرتياب ويؤشر على مستجدات وراء الكواليس فشلت الدبلوماسية الأردنية في إلتقاطها حيث لم تقدم السفارة الأردنية في القاهرة تقييمات قيمة للموقف، وثانيا أدركت المؤسسة الأردنية بأن 'تسريبات' الدبلوماسية الأمريكية كانت 'مضللة'.

عليه تغيرت المعطيات فجأة وفي الوقت الضائع فاز مرسي وجلس على كرسي الرئاسة وطمأن العرب بأنه لن يسعى لتصدير 'الثورة' المصرية لكن الجانب الأردني في الرسالة تمثل في إستقبال دافىء وببروتوكول مبالغ فيه للمراقب العام للأخوان المسلمين الأردنيين الشيخ همام سعيد.

التجربة أثببت بأن بعض المسؤولين لا يجديدون القراءة ـ يقول الناشط السياسي محمد الحديد - لكن الإستدراك أصبح واجبا وفورا فإتخذت السلطات الأردنية ثلاثة قرارات 'ثورية' إلى حد ما وتنقلب فيها على إستراتيجيتها الطازجة المقررة قبيل فوز مرسي. القرار الأول تمثل في رفع 'الفيتو الأمني' عن الإتصال والتحاور مع النسخة المحلية من الأخوان المسلمين بعد سقوط نظرية تنظيم الإنتخابات بدونهم، والثاني على شكل إحتضان الزعيم السياسي لحركة حماس خالد مشعل والسماح له بالبقاء لفترة أطول من المعتاد يتخللها - لأول مرة - نشاطات سياسية أما القرار الثالث فكان صدور توجيه ملكي بإعادة النظر في جزء من قانون الإنتخابات ورفع عدد مقاعد القائمة الوطنية لـ27 مقعدا بدلا من 17 وهي خطوة تحاول بوضوح خطب ود التيار الإسلامي.

لاحقا إرتبك أصحاب القرار بعد بروز تعقيدات تفصيلية فتقدم بعضهم بإقتراح للقصر الملكي يقضي بتأجيل الإنتخابات لمدة شهرين فقط حتى يتمكن الجميع من ترتيب العملية بصورة مقنعة.

مؤسسة القصر رفضت هذا الخيار وأصرت على إنتخابات عامة نظيفة قبل نهاية 2012 فسارعت المؤسسة الأمنية في محاولة حثيثة للتفاهم مع الإسلاميين وحاورت الرجل الأهم في التنظيم الأخواني الشيخ زكي بني إرشيد الذي صرح بعد يومين من التواصل النادر مع الأمن بنفي نضوج أي 'صفقة' من أي نوع مع الدولة.



تعليقات القراء

تضليل
بس ان شاء الله ما يضللونا بخصوص موضوع سوريا ويدخلونا احنا والسعوديه معها بحرب ويرفعوا ايديهم عنا ويورطونا
04-07-2012 01:13 AM
قرقودة - جرش
يجب دخول الاسلاميين وجميع الاحزاب للانتخابات لكي لا يعود نفس المزورين للانتخابات مرة أخرى ، فهم سبب البلاء لكل ما وصلنا اليه . فبعض النواب اصبح مقعده محجوز في كل دورة في غياب الاسلاميين ويمتلك البطاقات التي تؤهله للفوز ويتباهى قبل الانتخابات بأنه في المركز الأول بل ان بعضهم تم تخفيض عدد اصواته الى النصف لكي يتطابق العدد مع المجموع الكلي للاصوات .
04-07-2012 02:04 AM
الحجايا
مايسمى بالحكومة الاردنية كانت خائفة من نجاح مرسي وانشاء الله يكتسح الاسلاميين البرلمان الاردني بالانتخابات الجاية حتى يستردو كرامة المواطن الاردني
04-07-2012 02:43 AM
قال الله عز وجل
قال تعالى{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
04-07-2012 06:37 AM
جنوبيه
لا اعرف لما الخوف من الاسلاميين ، بالعكس دعوهم يحاولون الوصول وعندها ستعرفون وسيعرفون حجمهم الطبيعي ، الاردن ليست مصر ولن تكون ابدا
04-07-2012 07:37 AM
بلقاوي
حكم ولدة..
04-07-2012 09:42 AM
احمد الاطرم
هو الصحيح ما ضللونا هم اتخوثوا علينا ......لانه سياستنا مبنية على استرضائهم مش على مصالحنا العليا عشان هيك بنشوف هالتقلبات السريعة في التوجهات والسياسات يعني حس بالنشرة الجوية الصادرة عن السفارة الامريكية وبس السفارة مو اعلى منها لانه ما بيطلع لنا اكتر من سفارة تحكي معنا
04-07-2012 09:49 AM
للعقلاء فقط
لقد كان رعاة الأغنام في مجاهيل الصحراء يعلمون علم اليقين أنّ الأمريكان يدعمون وصول الإخوان ويشاهدون بأمّ أعينهم أن مرشح الإخوان لولا التزوير لتفوق على أحمد شفيق بعدّة ملايين , ويدركون أنّ الأمريكان كانوا مع حصول شفيق على رقم مقارب لمرسي ليظلّ للمؤسسة العسكرية وفلول نظام مبارك قوّة فاعلة بمصر تكون متأهبة للقفز لسدّة الحكم فيما لو حاول الإخوان الخروج عن الخط , وعليه فإنّ كانت الدولة الأردنية تجهل ذلك فلا يملك العاقل إلاّ أن يقول إننا لله وإنّا إليه راجعون !!
04-07-2012 09:59 AM
طفيلي ساكنها
ما يرشح على السطح من ذلك سذاجة السياسة والساسة الأردنيين وانعدام الثقة بالمؤسسات الأمنية والدبلوماسية الأردنية وغياب القدرة على أي تقييم داخلي للأمور. ثانيا أن القرارات المهمة والمفصلية الأردنية الداخلية فضلا عن الخارجية لا تعدو أن تكون صدى للوقائع في الخارج.ثالثا ها نحن قد أكتشفنا أننا ضللنا في مسألة لا يد لنا في هذاالإكتشاف لكن من يضمن أن كثيرا مما يأتينا من تلك السفارات ونبني عليه أخطر القرارات عندنا مما لا يسهل اكتشاف الخديعة فيه على نحو الخديعة في شفيق من يضمن أن يكون كل ذلك مجالا للخديعة؟!. أي كان فكل ذلك يكشف عن حاجتنا الماسة إلى إصلاح عميق يشمل السياسات وحتى الأشخاص
04-07-2012 10:07 AM
طراونه الى 5
الى الجنوبيه والله لن يجد المواطن الاردني كرامته ويستعيد حقوقه الا بظل الحكم الاسلامي
04-07-2012 10:44 AM
حرر
خلينا نوخذ راى السفارة الامريكيه والبريطانيه في قانون الانتخاب واسماء الفازين وبلاش نغلب حالنا ونعطل مصالحنا
04-07-2012 11:23 AM
محمد بني صخر .......الى رقم 8 كلامك ذهب
يا خوفي من اللي جاي
04-07-2012 11:34 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات