خراب جرار .. والفنان الأردني !


مازال اعتصام الفنانين قائما حتى لحظة كتابة هذه السطور، دون أن يلقوا أي اهتمام من قبل أصحاب القرار، وكأنهم – أي الفنانين – خارج النص وبتالي خارج السياق، يعيشون على الهامش، ويتوجب أن يبقوا هناك، مفسحين المجال لتجار الوطنية والولاء الفارغ، حتى ينقضوا كما الكلاب الضاله على التوجيهات الملكية التي إنتصرت أكثر منن مره للفن والفنان الأردني، لكن لا حياة لمن تنادي.
يعتصمون، يتنقلون كما العصافير من هنا إلى هناك، كمن يهرب من الموت أو كمن يختبى منه، مع أنه قدر لا مهرب أو مفر منه ... هل مات عثمان الشمايلة وهو يئن تحت سياط أكاذيبهم وسرقاتهم وخرفات وعودهم، آمازلتم تذكرون محمود صايمة !!
يعتصمون لإخذ حقوقهم التي اغتصبت عذريتها الملكية على أيادي المسؤولين بداية في الديوان الملكي وليس نهاية في وزارة الثقافة.
الصورة إلى الان سوداء الملامح، هلامية المواقف، يأتي المسؤولين السابقين إلى أماكن الإعتصام المتنقل داعمين للفن والفنانين يشربون الشاي يأكلون "البسكويت !" يطلقون العنان لخيول خطاباتهم، وتركض وجوههم وراء عدسات المصورين، قائلة لهم ... أنا هنا .... ابتسم أخي للكاميرا ، لكن، ثمة سؤال لابد منه، أين كنتم عندما ركبتم سفينة المسؤولين وكنتم من صانعو القرار، لماذا أسهمتم في حجب الرؤيا عن الملك بواسطة غيوم اكاذيبكم المصطنعه !! يبقى السؤال حائرا في الأجواء .. يذهب المسؤول، ولا يعود !!
يفترشون الأرض أن لزم الأمر، ويتلحفون بالسماء أن أستمر ليل عذاباتهم، لا ضير من هذا، فهم مكشوفي الظهر، والجسد، الذي تساقطت قواه أمام جحافل العمل الفني الأردني ، حتى دون تامين صحي يقدرون أن يصرفوا به حبة "ريفنين" لهم ... ما هي أخبار ربيع شهاب !
المبكي في تحرك الفنان الأردني، هو سخافة المسؤولين، فبدلا من حلحلة القضية وإيجاد المخرج المناسب لها انطلاقا من ارضيات الحوار، يطل وزير الثقافة "خراب جرار " بسخافة، مخاطبا الفنانين بلهجة النساء النادبات اللواتي يتقاضين مبالغا من المال على دموعهن، طالبا منهم التوقف عن "لطم الخدود" !!
هنا لابد من سؤال حقيقي، ماذا تعني جملة " لطم الخدود " معالي الوزير، من المؤكد أنك قريب من اصحابها، أو من ممارسيها ، لذا هي أقرب إلى ذهنك دون غيرها، فأثرت استخدامها، لكن للأسف حاد سهمك، وارتد اليك !!
يارب .. أهذا حقا وزيرا للثقافة؟ بتُ الأن أعلم لماذا وطني يوجعني !!
مع هذا أشعر بالغطبه، والسعادة، عندما يخطي أمثال هؤلاء، لانهم بذلك يحفرون قبور رحيلهم بمعاول سذاجتهم وعظيم سخافتهم الصبيانيه.
سيرحلون،لكن، ماذا سيبقى لهم، عدا الذكر السيئ والراحلة التي تحتاج الى مصنع"ديتول" لتنظيفها والتخلص من نتنها !
في قلب السياق، وعلى الرغم من رمزية إعتصام الفنانين، الا أن خطواتهم إلى الان لم تصل إلى سنام ذروتها، مع أنها تسير في الإتجاه الصحيح .
الأيام القادمة أن لم يتخذ إجراء حكومي فعال وحقيقي وواقعي، لا يعتمد على الوعود، من المتوقع الإعلان عن فعاليات نوعيه موجعة، تنتشر كما النار في الهشيم، لتفضح كل من أكل حقوق الفن والفنان الأردني !
أساليب الفنانين اليوم باتت أكثر نضجا وصلابة، فهل تحتمل الحكومة ورئيس الوزراء الذي لم يتقن منذ لحظة مقدمه الا فنون الترهيب والوعيد والتهديد، هل يحتمل مقاطعة الفنان الأردني لمهرجان جرش لهذا العام مثلا .
هل تحتمل الحكومة قيام الفنان الاردني بمخاطبة اخية العربي واقناعه بضرورة مؤازرته في محنته ليمتنع الاخير عن المشاركة في المهرجان ، هل تحتمل الحكومة فشلا أخر ليضاف إلى قائمة فشلها الحالي ؟؟
نعم الفنان الأردني سفيرنا كان ومازال وسيبقى، على الرغم من المأسي التي تحيط به، لكن خطوته هذه تحتاج إلى شي من الصبر واخر من التكاتف والتعاضد، فمهما طال ليل الظلم، لابد وأن يأتي نهارا تشرق فيه شمسكم .
الفن مرآة الحياة، والفنان اطارها،لما لهم من دور واضح، يتسم بهدوء السائر على الثلج بصمت، فلا يسمع له صوتا لكنه يترك أثرا واضحا.
بأي حق نضحي بهم بهذه السهولة ؟
Khaledayasrh.2000@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات