مزروع بالشوك منزوع الدسم .. يا وطن الغرباء


يجلسون القرفصاء على اعتاب الطريق يبحثون عن كنزٍ مدفون تارةً وتارةً يذكرون هنا مدفونٌ فلان وهناك قُتل ابن عمه دفاعاً عن شرف الأمة في اللطرون وباب الواد وأسوار القدس وعلى جنبات النهر العظيم حيث الكرامة قضوا, وتحت جنازير الدبابات,, عليهم جميعاً رحمة الله وأسكنهم فسيح جناته..ومن بعدهم رجالٌ قضوا ما عاهدوا الله عليه استبسالاً في الدفاع عن تخوم الوطن تلفح وجوههم الشمس في قيض الصيف وترهقم برودة الصحراء ألماً عايشوه يدرأوه بالقيصوم والشيحان ليسعد الوطن وينام أهليه قريري العين..
لم يكن جزاءهم يوماً التخت الوارف ولا برك السباحة اذا ما داهمهم تموز, بل بذلوا العمر حتى غزى رؤوسهم الشيب وتمكن منهم المرض وذاقت عليهم الارض بما رحبت,كان يعلو هاماتهم شعار الجيش العربي والعقال والكوفية الحمراء,وها هم لا زالوا يعتمروا الكوفية الحمراء اعتزازاً وشعاراً للمواطنة والانتماء برغم قضيض الصيف وقد فارق الشعر بعض هاماتهم وتزاحمت الارجل والسيقان الوجعى على ابواب عيادات الاطباء من كثرة الذهاب والمجيء للبنوك للسؤال عن ما يُدعى بالتقاعد...الذي لم يعد يُغني من جوع.
بضع دريهمات لا تكفي فواتير الماء والكهرباء والهاتف وربطتي خبز يومياً وكيلوي بندوره نخب ثاني ودجاجه اذا ما داهمه زائر, بضع دنانير مشكوك في قيمتها تكاد لا تغيث مريضاً اذا ما فوجىء بمرض فالمستشفيات اضحت فنادق ودكاكين للطب تباع فيها العافيه واثمان الدواء فلكيه, وهم في عمرٍ تزاحمت الامراض في اجسادهم بدءاً بالسكري فالضغط فحصي الكلى والمراره وكم يشعرون بالمرارة تكاد لا تفارق افواههم العطشى..
لله درك يا وطن الغرباء من المتقاعدين او من هم على اعتاب التقاعد وابناؤهم ما زالوا على مقاعد الدراسة في المدارس او الجامعات وتكاليف الدراسة العاليه ومتطلبات الشباب, ومنهم عاطلين عن العمل بعدما انفقوا كل قرش من مدخراتهم لتدريسهم, فثلث ابناء الوطن من المتقاعدين والثلث الثالث من العاطلين اما الثلث الثاني فمديون للبنوك والاقارب..السنا حقاً غرباء في الوطن كما الفقر؟؟
نفاخر الدنيا غِناءً في الوطن, ونفاخر الدنيا بانجازات أتى عليها الفاسدون, ونفاخر الدنيا بتعليمنا العالي وجامعاتنا أكل عليها الدهر وشرب بعدما هجرها ابنائها من الاساتذة الاجلاء بحثاً عن رفاه العيش ورغيف خبزٍ ساخن..ونفاخر باطبائنا وقد افسدهم الطمع,فهجر مشافينا الاشقاء, ونفاخر بعمان العروبة وقد اضحينا فيها قله قليله بعدما غزاها اصحاب الاموال المغسوله,,لم يبقى في جعبتنا غير بقيه من كرامة الاباء والاجداد تصرّْ الدوله على سلبنا اياها, لنهيم عُراة في الشوارع لم نكسب جاه الدنيا ولا وعد الآخره..
أغيثوا شيبة الاجداد, ووجوه الاباء المُتعبه, وطفولة الابرياء, وكهولة امهاتنا ممن امضين العمر في تهديب اشمغتنا الحمراء وصنع الجميد,,أغيثوا حناجرنا التي طالما هتفت للوطن, أغيثوا مرابعنا وسهولنا التي أجدبت,ومياهنا المسروقه بوادي عربه,,وبساطيرنا التي مُزقت من عناء المشي والوقوف في حراسة بوابات الوطن وعلى ابواب من سرقونا...اليس لنا حقٌ على الوطن بعدما أفنينا العمر وشاب القلب وترهلت الرُكبُ,,في حياة حرّه كريمه..وراتبٍ تقاعدي يكفي للشهر التالي ..دمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات