كيف نُنافق الناس


النفاق ظاهرة خطيرة جداً بدأت في الإستشراء في مجتمعنا ، وتكمن المشكلة الحقيقة بعدم وجود علاج ناجع له ، ويعود ذلك لعدة أسباب منها سبب الديمغرافيا السكانية والإبتعاد عن كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أحببت من خلال مقالتي هذه أن ابين خطر هذه الظاهرة مع المحاولة في علاجها قدر المستطاع مع بيان صفة المنافقين من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك في اتباع بعض الأساليب للخلاص من هذه الظاهرة .
قال رسول الله صلى الله علية وسلم (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر).
كثيراً ما نتعرض في حياتنا اليومية في العمل أو خارج العمل في اظهار عملية النفاق المبطن لأحد المسؤولين ، أو من أحد الأصدقاء او المعارف ليقضي لنا أمراً فنقوم على اسلوب المداهنة والمعاسلة والكذب والنفاق ، بمعنى أن نصفه باشياء هي ليست فيه ونمدحه بأشياء كذب هي ليست منه وقال الحق سبحانه وتعالى ( وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ *وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ * وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ )
اشارت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على ضرورة عدم الكذب والنفاق ، ووصفت المنافقين والمكذين فلا الشكل يوحي بأنهم منافقين أو كاذبين ولا قولهم كذلك يوحي لنا بشك بهم، بل تشير الأية القرآنية على دلالة هامة إعجاب الناس بقولهم ، فعلى سبيل المثال ما شاء الله فلان ما اجمل قوله وما اعذبه ولكنه بحقيقة الأمر هو منافق وصولي دجال يعمل على اهداف مبطنة وغير معلنة .
بل إنه في حقيقة الأمر يستمد ثقته بنفسه واعجابه بها من خلال مدح الناس له ، وقد يسوف الشيطان لمعظمنا في هذا الزمن الرديء ، بأن الكذبة الصغيرة سوف تخرجك من مشاكل لاحصر لها فنكذب ونكذب في كل يوم خمسين الف مرة ولا نبالي .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه( .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :-
) الكيس من دان نفسة وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتنمى على الله الأماني(
فيجب على الإنسان السوي المعتدل أن يحاسب نفسه يومياً عندما يضع رأسه على الوسادة ليخلد إلى النوم ماذا فعلت في يومي هذا وكم اخطأت في حق الله وحق نفسي مرة ويفكر في يوميه التالي على أن لايعيدها اذا علم ان العمر واحد والرب واحد ، عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال "يا غلام , إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي وقال : حديث حسن
علينا جميعاً أن نقل كلمتنا ونمشي ولا نهتم من لومة لائم فما دُمت تقصد من عملك وكلمتك مرضات الله عز وجل فلا تخشى من العبد ما دُمت مع خالق العبد .
أعتقد بأن الحياة الدنيا قصيرة جداً ولا يوجد هنالك أي مجال للنفاق أو الكذب من أجل مصالح دنيوية آنية ، ولنتذكر جميعاً بأن ساعة الرحيل عن هذه الدنيا ليس لها موعد محدود فالنتقي الله بأنفسنا ونتوجه إلا العمل الصالح في إصلاح الذات .

Abosaif_68@yahoo.com



تعليقات القراء

هذلول
الفاضل و الكريم
الاستاذ و الكاتب
ابراهيم النوايسة

النفاق ظاهرة خطيرة جداً بدأت .......)!!!!
"بدأت"؟؟؟؟؟؟؟
افاضل و ابن الاكرمين
الكاتب و الاستاذ
محمد بدر
طالع تعليقي
على مقالك الكريم

"دقة في العمل وسرعة في الإنجاز"
جراسا الغاليه على قلبي
المحرر المبجل
كل التقدير و الاحترام
10-06-2012 11:08 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات