يصنعون التاريخ وسط الدم والموت


أحبتي إن ما تشهده الساحة العربية الأن من قوى الشد العكسي التي لاتريد خيراً لهذه الأمة الإسلامية ، بل هدفها بيع القضية مع الشعب مقابل ثمنٍ بخس فهنالك من يقاتل ويدافع عن أمريكيا بالوكالة ، مقابل اجندات سرية وشخصية .
والمحلل المخضرم للمشهد السوري يرى بأن هنالك محاولات عقيمة وبائسة رسمية للنظام البائد في التفوق على غوبلز مدير الدعاية النازية أيام هتلر الذي دخل تاريخ البروباغاندا السياسية في قدرته الهائلة على تحوير الحقائق وطمسها ونشر الاكاذيب بكونها حقائق اصيلة.
كان غوبلز يتفاخر بإمكانياته في تحويل الابيض إلى اسود وبالعكس، اليوم ينتهج الخطاب السوري الرسمي نفس النهج الغوبلزي وإن كان الزمان والمكان وعالم اليوم لم يعد يسمح لأي تفاهات رسمية مهما بلغت في التذاكي أن تنسخ ذلك النهج وتنجح فيه، حقائق اليوم مصورة على الكاميرا والقتل اليومي لا يتم الإعلام عنه بتقارير مكتوبة, بل مسجل صوت وصورة ولا يمكن إنكاره.
بعد اكثر من عام وعدة اشهر قتل اكثر من آلاف السورين ودمرت المدن والقرى مع تهجير عشرات الالاف إلى خارج سوريا لا يعترف الخطاب الغوبلزي المسطح حتى بوجود اي ازمة.
كل ما في الامر ان هناك إرهابيين خرجوا من تحت الارض فجأة وصاروا يقتلون الناس.
لا نعرف بطبيعة الحال ما هو هدف هؤلاء الارهابيين, ولماذا يقتلون الناس في حمص وحماة ودرعا وجسر الشغور والحولة وغيرها من مدن الثورة المجيدة, ولا يخرجون للقتل في السهل والميسور في المسيرات الكبيرة المؤيدة التي يحشدها النظام بالقوة والإرهاب في دمشق ومدن اخرى.
كل شيء سينتظر في هذه المنطقة، القضايا والملفات والتحرّكات والاتفاقات، إذ ثمة ما يستوجب الانتظار حقاً بالنظر إلى التفاعلات والتطورات السياسية الجارية في عديد من البلدان العربية.
وفوق كل ذلك فإن المنطقة برمّتها تتغيّر، ليس فقط بفعل سقوط بعض الأنظمة، وإنما بفعل عوامل أخرى أهمها على الإطلاق ظهور الشعب على مسرح التاريخ وفي ملعب السياسة للمرة الأولى في تاريخ هذه المنطقة، بعد أن ظلّ لحقبة طويلة مغيّباً أو على الهامش، وتحوله أيضاً إلى فاعل رئيس في تقرير مستقبل المنطقة، وذلك بفعل الثورات العربية.
ويأتي ضمن هذه التغيرات التحوّل الحثيث نحو الديموقراطية، والإصلاح السياسي لجهاز الدولة، وهذان ليسا مجرد تفصيل عرضي أو ثانوي بالنسبة إلى بلدان المنطقة التي عانت ولعقود مديدة من غياب الدولة، بحكم تغوّل السلطة، ومن غياب المجتمعات بواقع إبقائها عند حدود الانتماءات ما قبل الوطنية، بالحؤول دون تحولها إلى شعوب وحرمانها من المشاركة السياسية.


Abosaif_68@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات