فاسد يقتدر .. وحاسد ينتظر .. وفقير يحتضر


نحن ما بين ..
فاسد يقتدِر..حاسد ينتظِر.. فقير يحتضِر
منذ شهر آذار من العام الماضي ومنذ ان تشرّفنا باستقبال الربيع العربي على ثرى الاردن الطاهر وخرجت ربوع الشباب الاردني للترحيب بالضيف الغالي بعد ان جاب عدّة دول عربيّة وما زال فالبلد كخليّة النحل
وقاد حملة الإصلاح قائد الوطن بدءا من تعديل الدستور والتشريعات الهامّة وتشكيل الهيئة المستقلّة من قضاة واخرين وغيرها من تبعات اخرى واوكل مهمّة الاصلاح الحكومي من الرواتب والتقاعد والهيكلة والاسعار وخلافه من امور الحياة اليوميّة للحكومة فماذا كانت النتيجة اول حكومة سقطت بفعل هبّة الشباب بعد ان نزع الربيع من قلوبهم الخوف وثاني حكومة سقطت بفعل الهيكلة والاسعار وثالث حكومة سقطت بفعل قوّة الفاسدين وها هي الحكومة الرابعة تتأرجح على حبل الأسعار بالرغم تفسير الحكومة كيف تخطّت قوت الشعب وحليب اطفاله ولكن ثمّة من يريد التنبيش على الحكومة حيث زادت إعتداءات الأصحّاء على اصحاب الإحتياجات الخاصّة في مراكز الإيواء الحكوميّة والخاصّة أو زاد إظهارها وتضخيمها إعلاميّا لهدف في نفس يعقوب فهل تحقّق الهدف أم تأجّل العقاب .
كما نرى ان الأمن الإجتماعي يتهدّده الخطر نتيجة إزدياد حوادث المشاجرات والنزاعات والخصومات حيث تتشعّب بين الافراد والمجموعات وتؤدي الى ضحايا ودمار للمقدّرات الفردية والوطنية إضافة الى خلق الفرقة بين المواطنين .
والأخطر من الأمن الإجتماعي هو الأمن الإقتصادي الذي يمسُّ حياة المواطنين بشكل مباشر واصبح الحديث عن الدعم على السلع الأساسية وكيف يتم الرفع دون التأثير على المواطن وهذا تلاعب بالألفاظ فأيّ رفع سيعود بالرفع على المواطن بشكل مباشر او غير مباشر وحتّى رفع رسم التعدين سينعكس بشكل ما على بعض السلع الإنشائيّة وغيرها ووقود الطائرات قد يؤثّر على اثمان التذاكر صحيج ان بعض التأثيرات ستكون على سلع كمالية او مقصورة على طبقة اجتماعية معيّنة في الغالب ولكنّ الذي قد يُجدي اكثر هو استعادة الاموال المنهوبة من الفاسدين الذين لم تقوى عليهم اي حكومة حتّى الآن والتي تمّ صرف نسبة كبيرة من مقدّرات الوطن على تلك الحكومات واعضائها دون طائل ويجب استعادة الاموال من اولئك الوزراء مهما استطعنا اليه سبيلا .
فكيف تطلب منّا حكومتنا الرشيدة ان نقف صفّا واحدا لمحاربة العدوْ الخارجي ونحن بين ظهرانينا عدوُّ واضح المعالم لا تستطيع الحكومة القضاء وأجهزة الأمن ان تطاله وما زال يسلبنا ويمتصُّ ما بقي من دم في عروقنا حتّى دعاء الثكالى وتأوهات الجياع وبكاء الرضّع لم يجد تجاوبا حتّى الساعة وهذا ناتج عن ضعف الحكومات او تورّط مسؤولين ينتج عنه قوّة للفاسدين.
إنّ ما رأيناه حتّى الآن من طريقة التعامل مع هذا الملف المقلق لجميع المواطنين والمسؤولين لا يرقى إلى المسؤوليّة الجادّة لحماية الوطن والمواطن ولا يُقنع أحدا من المواطنين أو المنظمات العاملة في حقوق الانسان او الشفافية الدولية ولا يُقنع حتّى بعض العاملين في مكافحة الفساد أو مجلس النوّاب وغيرهم فهل هي مسرحيّات غير مدروسة .
كما ان تنقّل الملفات بين هيئة مكافحة الفساد ومجلس النوّاب والنائب العام وغيرهم يبعث على الشك في عدم وضوح الرؤية عن التهم والمسؤولية عن التحقيقات وإصدار الأحكام وتنفيذها وما هنالك من تفاصيل عن المتهمين الرئيسين والمتورطين معهم ونزع الحصانة عن البعض وما إلى ذلك حيث تمّ الزج بكثير من كبار المسؤولين في السجن وخرجوا بكفالات مع ان التهم شبه ثابتة على بعضهم والنتائج واضحة للعيان وهي خراب البلد وتدمير الطبقة الوسطى ودمجها مع الطبقة الفقيرة والبعض مع الطبقة المعدومة وحوّلوا غيرهم إلى حاسد ينتظر أو فقير يحتضر .
وكم من المرّات وقف المرء امام المرآة وسأل نفسه يا ربِّ ما هذا الذي يُصيبنا هل هو إبتلاء لقياس مدى صبرنا ام هو ابتلاء لعذاب غيرنا أم هي خطايا ارتكبناها وها نحن نجني ثمار ما فعلناه ولكن يا ربِّ لما سلّطّ علينا فاسدينا من لحمنا ودمنا وجعلتهم اسيادا ونحن الضعفاء .
يا ربِّ لا نريد مالا ولا جاها فقط نريد كرامة وسترا في معيشتنا كي نقضي ما تفضّلت به علينا من حياة باقية بسلام ورضى من لدنك العظيم .
{ اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم }صدق الله العظيم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات