مسمار في نعش مجلس ال(111)


إبان عهد الخليفة عمر بن الخطاب، تمكن المسلمون من فتح بلاد فارس( إيران)، وتمت السيطرة على عرش كسرى وممتلكاته، وذلك بعد معركة القادسية الشهيرة، وكان لكسرى بساط مرصع بالمجوهرات والياقوت، عندها قام سعد بن أبي وقاص(قائد الفتح)، باختيار(رسول) ليقوم بإرسال البساط لبيت مال المسلمين في المدينة المنورة، وعند وصول رسول سعد دار الخلافة، دخل على عمر بن الخطاب في مجلسه مع الصحابة، فأمر عمر بإحصاء مجوهرات البساط (لعلم سابق بعددها)، فلما وجدها كاملة لم يأخذ منها حاملها أو غيره شيئاً، حمد الله وتبسم، فقال علي بن أبي طالب، يا أمير المؤمنين(عففت فعفّوا، ولو رتعت لرتعوا).
في خطوه غير مسبوقة، أقترح أحد أعضاء مجلس (النوام) على الحكومة اقتطاع 15% من رواتب الموظفين لمن يزيد راتبه عن ألف دينار لصالح الخزينة، هذا الاقتراح الذي قدمه النائب المحترم مسمار آخر يدقه في نعش مجلس ال(111)، ودليل لا يقبل الشك بأن هذا المجلس بات يغرد خارج السرب، ويعيش خارج الزمن منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها عن ولادته.
هذا النائب المحترم أثبت بالدليل والبرهان أنه في واد والشعب في واد آخر، أو كما يقول المثل الشعبي:( ناس بعرس... وناس بطهور)، فلو كان النائب المحترم يزور السوبر ماركت كل بداية شهر، ويأخذ حاجياته على (الدفتر) ليعود في نهاية الشهر لتسديد ما عليه من ديون وفتح صفحة أخرى في ذات الدفتر لحاجيات الشهر القادم، لما تجرأ على أقترح هذا المقترح، ولو كان هذا النائب المحترم يبحث عمن يُدينه (أقساط) الجامعة لأولاده في بداية الفصل الدراسي، أو كان مصدر الدخل الوحيد له هو هذا (المعاش) الذي بالكاد يكفي حتى 15 من الشهر لما أقترح ذلك، ولو كان هذا النائب المحترم غيوراً على هذا الوطن لما صوت على منح نفسه الجواز الأحمر، وراتباً تقاعدياً مدى الحياة سيدفع من جيوب الشعب ناسياً أو متناسياً أن هذا الراتب من شأنه أن يثقل كاهل الخزينة، له ولزملائه من أعضاء مجلس (النوام) والأعيان والوزراء، ولكان الأولى بهذا النائب أن يبدأ بنفسه أولاً ويتنازل هو عن بعض من (مخصصاته) في هذا المجلس والتي لا تؤثر على راتبه التقاعدي الموازي لتقاعد الوزير، ويأخذ مخصصاته وراتبه التقاعدي بالتزامن كل شهر.
كل يوم بات المواطن الأردني يسمع عن كارثة جديدة، وتصريح جديد، وخطاب رنان، و (لطمة) أخرى من هذا المجلس، حتى أصبح المواطن يشمئز إذا ما شاهد أي من (النوام) يُلقي خطبتة اليتيمة السنوية على التلفاز، ويطالب بطلبات لم يرى أي منها النور منذ أمد، اللهم إلا من منافع شخصيه وتراخيص لمشاريع خاصة، وتعيين لأبنائه في دوائر الدولة الحساسة والقيادية، على زعم أنهم من (الكفاءات) النادرة التي عز مثيلها في هذا الزمان.
هذا المجلس الذي يطالب نائب آخر بكف يد الصحافة عن الحديث أن هذا المجلس مزور، ويطالب بتكميم الأفواه، ويعلل قوله ( وأنا أشك في ذلك) أن هناك في المجلس من نجح بلا تزوير، ويعتبر نفسه منهم، هذا المجلس الذي يقر القوانين الناظمة لحياتنا، الذي تبدلت فيه الأدوار، فأصبح مجلس الملك هو من يدافع عن حقوقنا أكثر منه، ويرد القوانين الكارثية التي يقرها مجلس (النوام)، لينتصر للشعب من ظلم هذا المجلس، نعم، لقد تبدلت الأدوار وأصبح هذا المجلس عبئاً ثقيلاً على الوطن والمواطن والقيادة، وننتظر بشوق إلى اللحظة التي يغادرنا، غير مأسوف عليه، على أمل أن يعود مجلس آخر يكون أكثر قرباً إلى المواطن المثقل بالعوز والحاجة في ظل حكومة لا ترحم، ومجلس لا يصحو، وفقر لا يعرف التمييز.
ختاماً، أقول لسعادة النائب المحترم: لم تعفف وتطالبنا أن نعف، ورتعت ولم نرتع، وتنعم أنت بالجمل بما حمل، وعينك على (معاشنا)؟!!!، يا أخي اتقي الله في نفسك وفي الوطن وبنا، (والي بده يكرم... يكرم من جيبه) ،وكفاكم مزاودات على هذا الوطن، لقد أثقلتم كاهله، وأوصلتموه إلى ما وصل إليه ، أما يكفي؟!!!.

Amakh75@yahoo.com



تعليقات القراء

سويلم
ابدعت ولكن لا حياة لمن تنادي
23-05-2012 02:57 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات