رئيس الاتحاد السوري : الأوضاع السياسة ذبحت كرتنا .. والمقاطعة العربية حرمتها من الأولمبياد


جراسا -

الحوار مع الرجل الأول في منظومة إدارة الكرة السورية ، في ظل هذه الظروف الصعبة التي تشهدها سوريا عموماً وكرة القدم بها على وجه الخصوص ، له مدلولاته الكبيرة التي تحمل طابعا مثيراً تارة ومؤلما تارة أخرى ، وفي كلا الأحوال قدمت إجابات رمضان عن أسألة كووورة في هذا الحوار ، كثير من المعرفة ، وكشفت النقاب عن الأمراض التي تعاني منها الكرة السورية ، كما قدم عدداً من المقترحات للعلاج :


بداية كيف وجدتم الوضع الحالي للكرة السورية بعد أن توليت مسؤوليتها ؟

في اتحاد الكرة السوري نعاني ظروفا استثنائية وصعبة جدا انعكست سلبا على واقع كرتنا الجريحة ، فالمقاطعة السياسية من بعض الدول العربية عمقت جراحنا وانعكست سلبا على كرتنا وزادت من تراجع مستوانا ، فغالبية الأشقاء العرب بكل اسف قاطعونا بتوجيهات من الجامعة العربية ، فعزفوا عن استقبال منتخباتنا ، وإليهم نقول سامحكم الله، فكرة القدم توحد ولا تفرق . ولم تأتي الأزمات فقط من المقاطعة، بل أيضاً من الاتحادين الدولي والآسيوي بتعليقهما للمساعدات المادية التي يقدماها لنا ، ومما زاد الأمر سوءا قرار حرماننا من اللعب على أرضنا بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية التي تشهدها عدد من المدن السورية منذ عام .. لذلك اقول " هكذا ساهمت السياسة في ذبح كرتنا فباتت الأندية تعاني الشح في التمويل بسبب الظروف الصعبة جداً التي نمر بها في سوريا ".


في ظل هذا الواقع الصعب ماهي مشاريعكم التطويرية .؟

نسعى على عدة أصعدة أولها إعادة النظر في طريقة دوري المحترفين بهدف اقتصاد الوقت وضغط نفقات الأندية، وبهذا الخصوص وجهنا الدعوة لممثلي أندية الدرجة الأولى لاجتماع استثنائي بهذا الخصوص وتقرر فيه إتمام دوري تحديد أندية المؤخرة التي تهبط للدرجة الثانية وستكون بين فرق ترتيب من 9-16عبر مرحلتين ، واقامة دوري تحديد البطل بين فرق الترتيب من 1-8 في دمشق بمرحلة واحدة . كما سنقدم مقترحاً على مؤتمر اللعبة القادم يقضي بتغيير دوري الفئات والاستعاضة عنه بدوري منتخبات المحافظات ، و سنقترح منع الأندية السورية من استقدام المحترفين الاجانب مستقبلا لانهم ليسوا بأفضل حال من اللاعبين المحليين، مع بقاء الباب مفتوحاً لاستقدام عدد متميز منهم في البطولات القارية فقط، كما أننا وضعنا خطط لإعداد منتخبي الناشئين والشباب المتأهلين لنهائيات آسيا ، لكن هناك عقبات في تنفيذه منها عدم توفر المعسكرات التدريبية لذلك سنسعى لسد النقص الحاصل بإقامة العديد من المباريات الودية مع منتخبات لبنان والأردن وإيران كما سنشارك في بطولة كاس العرب للشباب والناشئين التي سيستضيفها الاردن الصيف القادم .


ضعف التمويل مازال عائقاً ، كيف ستعالجون هذا الأمر.؟

هذا صحيح نحن نعمل ضمن الامكانيات المتاحة ولمعالجته نجري اتصالات مستمرة مع اللجنة الأولمبية السورية والمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام لمحاولة تغطية جزء من النقص الحاصل والإخوة في الاتحاد الرياضي والاولمبية يساعدوننا ورغم ان المكتب التنفيذي قدم لنا مشكورا" 100مليون ليرة إلا ان هذا غير كاف فهو صرف ووزع على أندية الدوري الخاوية خزائنها


ما هو مصير عقد الرعاية والنقل لمباريات الدوري بينكم وبين التلفزيون السوري.؟

هناك عقد بيننا وبين الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وهي مقرة بذلك لكنها مقصرة وهذا التقصير حدث مرتين، عندما عملت على تخفيض قيمته السنوية من 80إلى 50مليون ، وفي الثانية عندما تلكأت في دفع المبلغ المخفض وتجاوبها كان بطيئاً، بدليل اننا لم نحصل منها حتى الان سوى على مبلغ 15مليون ، كما أن رأيي أن هذا العقد كان يجب ان يرتفع في ظل الظروف الحالية من 80إلى 100مليون سنويا بدلاً من تخفيضه الذي كشف ثغرة واضحة عند الحكومة لأنه لا يوجد جمهور حالياً على المدرجات يتابع المباريات وبغيابه غابت الإعلانات وهذا ما اثر على وضع الاندية المالي وجعل خزائنها خاوية وأصبح الجميع في موقف حرج


المنتخب الاولمبي فشل في التأهل لنهائيات كرة لندن الاولمبية .. ما السبب .؟

نعم منتخبنا بدأ قوياً في التصفيات الأسيوية ، لكن الظروف النفسية والمعنوية الصعبة جداً التي تواجه اللاعبين ، كما أن ضعف التمويل المادي وعدم اللعب في ارضنا بقرار الفيفا ، ما ترتب عليه عدم الاستقرار وضعف التحضير ، فكل هذه الأمور وقفت حائلاً في وجه التأهل . لك أن تعلم أننا في مرحلة الحسم التي تتطلب الإعداد الجيد ، وعندما راسلنا الاشقاء في الاتحاد الكويتي للعب مباراة معهم وديا في الكويت قبل لقاء البحرين، فلم يوافقوا .. بصراحة الظروف المحيطة في البلد من تهديدات ومقاطعات سياسية أرخت بظلالها على المنتخب وساهمت في سوء اعداده وبالتالي عدم تأهله للنهائيات الأولمبية .


البعض في الاعلام الرياضي السوري اعتبر أن تغيير المدربين سبباً رئيسيا لهذا الاخفاق .؟

لا أعتقد ان هذا هو السبب الرئيسي وإن حصل فإنه فهو سبب من الاسباب الخارجة عن ارادتنا فعلى سبيل المثال عمان استقدمت مدربها الاول ليدرب الأولمبي وكذلك أوزبكستان نحن لم نعمل على تغيير المدرب هيثم جطل رغم أن عقده انتهى خلال مباراة ماليزيا طلبنا منه المجيئ إلى الاتحاد على وجه السرعة لتمديد العقد لكنه لم يأتي وارسل بعض الشروط من مكان اقامته اللاذقية ومنها تغيير مساعده، وأمام هذا الواقع واقتصاداً للوقت استقدمنا البرتغالي الميدا وتعاقدنا معه لفترة وجيزة كمدير فني لمنتخبات الاولمبي والشباب والناشئين وليس كمدرب


لكن ألميدا ترك تدريب المنتخب الأولمبي بعد تجاوز المنتخب للدور الاول وفر هارباً بتعليمات من سفارة بلاده في دمشق .؟

هم قالوا هذا الامر وصدقناه في البداية لكن وبعد التدقيق والتمحيص وجدنا الحقيقة غير ذلك وجدنا ان ثمة خلاف حصل بينه وبين اتحاد الكرة السابق دفعه للرحيل ، ثم لا تنسى بأنهم رفعوا من قدره كثيراً عقب تأهلنا للدور الثاني وحينها اكد الإعلام انه كان سببا رئيسيا في هذا التأهل وانه بنى فريقا جيدا، وإذا كان قد هرب فعلا كما قال البعض فإن المنطق يقول انه لن يعود لكنه عاد ودرب وهو مستعد للعودة مرة اخرى فما هذا التناقض بالتصريحات.


هل لازلتم بصدد التعاقد معه أم تسعون لاستقدام مدرب اجنبي آخر.؟

وصلنا إلى اتحاد اللعبة السيرة الذاتية ل9مدربين اجانب من البرتغال وقبرص واليونان وتركيا والبرازيل، وبعد الدراسة المستفيضة وجدنا ان الميدا افضلهم لكن هذا لا يعني اننا بصدد تمديد العقد معه ، وسنحاول مرة اخرى ونراسل وندرس ذاتيات جديدة لمدربين اجانب وسنختار احدهم للعمل كمدير فني وليس مدرب في حين سنولي مهمة التدريب لاحد مدربينا الوطنيين .


هناك من يقول أن أحداً ورطك في قيادة الكرة السورية .؟

هذا الطرح ليس دقيق بصراحة أنا الذي ترشحت من تلقاء نفسي لرئاسة الاتحاد السوري وانا الذي استغنيت عن المنصب الأعلى كعضو مكتب تنفيذي واخترت الادنى وهو رئاسة اتحاد كرة القدم بملء إرادتي لأنني ابن اللعبة التي تربيت فيها لاعبا في نادي المجد الدمشقي ثم مدربا ولاحقا رئيسا للجنة دمشق الكروية انا أهوى العمل الميداني في الملاعب بكل أسف نحن متعودون على نظرية المؤامرة وحبك القصص ونسجها من خيالنا قد تكون الصدفة لعبت دورا" في هذا الأمر وخدمت السيد أبا زيد لكن الامر ليس مبيتا" وليس مخططا" له أبدا


هل اللواء جمعة كان يضغط عليكم لعدم تولية فجر ابراهيم مهمة تدريب المنتخب رغم قناعاتكم الكاملة بضرورة تكليفه .؟

اللواء مشكورا كان يطرح رأيه علي ويتشاور معي تاركا لي حرية القرار، وأفصح لي ذات مرة أن موقفه سلبيا من تولي حمدي القادري منصب امين سر لجنة الحكام فهولا يريده معي في الشغل لكنني عينته بهذا المنصب فلم يعاتبني حول هذا الامر ، صحيح انه كان يرفض فجر لتدريب المنتخب لخلافه معه لكنه الان استجاب لدعوتنا وتنازل عن دعوى قضائية ضده .


هذا يعني أن امكانية عودة فجر لتدريب المنتخب الاول باتت قريبة....؟

على الاغلب فالرجل متفاني ومجتهد ومؤهلاته تسمح له بتدريب منتخب سوريا وهذا ليس بجديد عليه


الكرامة والوثبة شاركا في المرحلة التصنيفية الاولى من الدوري لهذا الموسم ولم يتمكنا من المتابعة ، وفريق أمية خاض مباراة واحدة ثم انسحب، كيف ستتعاملون معهم .؟

إذا كنت تقصد هبوطهم فإنه لن يلغى ويتميز الكرامة والوثبة على أمية انهما أكملا المرحلة الاولى التصنيفية بينما حالت الظروف دون استطاعتهما اتمام مشاركتهما في المرحلة الثانية بعد أن حجزا مكانا لهما بين الفرق المنافسة على اللقب، لذلك قررنا إقامة مباراة فاصلة بينهما لتحديد المركزين السابع والثامن وهذا يعني بصريح العبارة انهما لن يهبطا للدرجة الثانية، بعكس أمية الذي لم يكمل المرحلة التصنيفية الاولى وانسحب بعد ان لعب مباراة واحدة وهو سيهبط للدرجة الثانية بحسب اللوائح والقوانين الناظمة .(كووورة)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات