يوميات وزير .. 11


في غمرة الافكار المتلاطمه جاءه تلفون سكرتيرة عطوفة الامين ومن ثم حوّلت المكالمه للأمين والذي دعاه للحضور الى المدرج العام للالتقاء بالمدراء لاطلاعه كلٌ عن دائرته وخططها وتطلعاتها, حمل نفسه لكنه كان متثاقلا بعض الشيء لربما ازعجه الامين العام او لربما كان رد دولة الرئيس فيه تجاوزاً لمهامه, لعن الشيطان وعندما هم بالذهاب وجد مديرة مكتبه تدخل خلسة مسرعةً لمكتبه, تفاجىء لكنها قالت له انصح معاليك بعد اكمال الاجتماع بعد مرور اقل من نصف ساعه وسوف اعلل لك لاحقاً ذلك,,وخرجت وتبعها وفي الانتظار وجد اصحاب السعادة والعطوفه في انتظاره , وقفوا مرحبين به حتى طلب منهم الجلوس, وجلس هو حيث كان مقرراً..
انبرت مديرة مكتبه خلف الميكروفون بكلمه ترحيبيه مقتضبه, وطلبت من مدير القوى البشريه في الوزاره التكرم بايجاز عن كوادر الوزاره ومهامها, قام عطوفته وبدأ في شرح مفصل عن كوادر الوزاره وتصنيفات موظفيها وعددهم ومهام كل رئيس قسمٍ, وموظف, كان متميزاً في الطرح استطاع من خلال العشرة دقائق المخصصه له ايصال كل ما هو مفيد, شكره معالي الوزير على الاضافه النوعيه واعدا اياه بالنظر في ما طلب في نهاية تقريره, طُلب من مدير دائرة المتابع والتفتيش والعلاقات الخارجيه بالتكرم بتقديم ايجاز عن مهام واستراتيجيات مديريته, قام وهو من المدراء الاكفياء ممن يتطلعون الى الجلوس على مقعد الوزير يوماً, كان انيقاً مبتسماً, بدأ ايجازه بالكثير من عبارات معاليك وهو يعلم وقع هذه الكلمه على الوزير الجديد, وتجاوز الوقت المحدد له في الايجاز, وبرغم محاولة مديرة المكتب ايقافه او تنبيهه الا ان الوزير طلب منه استكمال ما بدأه’ فقد بدأ يتحدث عن فحوى الملفين القابعين في درج الوزير,وفي الاثناء حاول عطوفة الأمين التدخل لكن الوزير طلب منه عدم التدخل ما ازعج عطوفة الأمين, وما أن انهى ايجازه حتى تدخل تلفون معالي الوزير وهنا كانت مديرة مكتبه تطلب منه الاعتذار لأمر هام في الرئاسه, استجاب لطلبها واعتذر عن اكمال الحوار والجلسه واعداً اتمام ذلك قريباً..
خرج من الاجتماع وكثر القيل والقال بعد خروجه, منهم من تقوّل ومنهم من كان في صف معاليه وثالثاً ربط أمر الملفين بخروج معاليه السريع,ما ان وصل مكتبه حتى تبعته مديرة مكتبه, وبلطف شديد حاولت التخفيف على معاليه وفي عينيه الكثير من الاستفسارات, طلبت له كوب ماء وجلست الى الكرسي المجاور لمكتبه, استرسلت في وصفه ورباطة جأشه وتقديره للامور,ولكن في نظراته طلب المزيد لماذا؟؟ وفي اثناء حديثها اجابت عن استفساراته, فقد اتصل بها دولة الرئيس طالباً منها لخبرتها وهنالك من زكاها لدولته في مساعدته ومعاليه لرسم الخطط المستقبليه للوزاره ومعالجة الاختلالات في الكثير من الملفات, فقبل تشكيل الوزاره اجتمع بها لتعلمه عن مجمل الاوضاع في هذه الوزاره الجديده القديمه وللعلم فهنالك ممن تبؤاوا هذا المنصب قد جاؤوا بالقانون الاسكتلندي لتطبيقه في تطوير قطاعنا العام متناسين ان اول الخطوات في تطوير هذا القطاع الاستغناء عن خدمات اكثر من ثلث موظفي القطاع العام, لكن السؤال الى اين سيكون مصيرهم وعائلاتهم ولو نحن مدركون ان حمولة هذا الجهاز المترهل كبيره ولا حاجه لأكثر من نصف الموجودين, لكن الواقع يفرض نفسه من هنا تكون الحلول غير ناجعه ومحاولة الاستفاده من تجارب الغير غير مجديه..كان مشدوهاً لسماعه ما افضت به من قول لا يعلمه, وفي نفسه يقول شو اللي جابني على هالوزاره المصخّمه, لو كنت وزير دوله بلا حقيبه مش أحسن...يتبع 12



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات