لماذا يلعب الأردن دور غيره؟


دول الخليج هي دول صغيرة وحديثة التكوين وغنية وبعضها إسلامية تقليدية, هي تجاور الفرس وتخافهم, هذه الدول تحتاج إلى حماية لوجودها ولثروتها وهي مستعدة للتحالف ولو مع الشيطان, كما قالها الشيخ حمد بن جاسم إبان حرب الخليج, والنتيجة هي شبه استعمار أمريكي , و تنصيب هذه الدويلات كحماة للمصالح الغربية في المنطقة, أن دول الخليج تعيسة لأنها تملك المال ولا تملك القوة والسلطان, والقوة والسلطان هنا هما الديمقراطية, والمجتمع الحر القوي الذي يعرف كيف يدافع عن نفسه ضد السبي, ولهذا كان من الأفضل لها أن تعطي الحرية (والرشاقة ) لشعوبها ,التي تعاني من الاستبداد والسمنة, قبل أن ترسل جزيرتها وعربيتها وبترو دولاراتها لتحريرنا .
فقطر تجاوزت حجة الحماية هذه إلى محاولة عيش تجربة الشعور بالعظمة ولعب دور جهوي أكبر من حجمها, فهي لها المليارات تريد أن توظفها لبناء مجد مزيف, فهي جذبت وأغرت بعض النخب العربية والإسلامية للاستقرار في الدوحة وهي توظفهم كأدوات لبناء مجدها, كلهم فرحين شاكرين لنعمة الشيخ حمد صانع قناة الجزيرة و محقق معجزة استضافة كأس العالم ومؤسس الجامعات الأمريكية في الدوحة… ونعم صاحب العلاقات القوية مع إسرائيل ومستضيف القاعدة العسكرية الأمريكية كذلك.
وقطر أصبحت تعتقد أنها قد وجدت البديل للأنظمة العربية المستبدة والمتآكلة ,ولتخوف الغرب من وصول الحركات الإسلامية المتطرفة إلى الحكم ,فأرادت أن تلعب دور السمسار لإيجاد صفقة تفرح البائع والمشتري على حد السواء ! بديل يرضي الشعوب ويحفظ مصالح الغرب في نفس الوقت, وبذلك تكون قطر قد نصبت نفسها كمدجن للحركات الإسلامية المتطرفة لتتحول إلى شريك سياسي في بناء الديمقراطية العربية الجديدة, قطر ومن خلال الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين غازلت العرب في غزة وفي دارفور وجنوب السودان واستعملت الجزيرة في إشهار ذلك, وعندما حققت بعض النجاحات كبرت أحلامها, فهي ودول الخليج تفكر الآن في احتواء المغرب والأردن واليمن,وكخطة مستقبلية تطمح إلى مراودة الجزائر ومصر بالأموال كذلك.
من أدوات قطر لتنصيب نفسها كقوة إقليمية شيوخ الدين والإخوان ومليارات الدولارات , والملاحظ أن خطة قطر تشمل تبني واحتواء وتمويل تنظيم الإخوان المسلمون بمساعدة الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين لتحقيق حلمها في ما تعتقد أنه الإسلام الوسطي أو التقليدي وإيصاله إلى الحكم في العالم العربي.
وتبعا للتشرذم الحاصل من أدوات وأذرع الدولة الأردنية في الخروج بموقف واضح وصيغة محددة حيال الوضع السوري، إلى جانب استمرارية محاولات التكتل الرباعي( الخليجي القطري الأمريكي وحتى التركي) في جعل الأردن 'الظل المسستر' لقراراتها من خلال ممارسة كافة الضغوطات على الموقف الأردني ليتناغم ومواقفها، يتكشف جلياً 'سيناريو أو مسرحية' انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي، والذي جاهرت دول الخليج بشأنه بأنه ورقة رابحة لديها للضغط على الموقف الأردني الرسمي، في إشارة واضحة إلى محاولتها في مصادرة القرار السياسي الأردني مع مراعاة أن عملية دخولنا منظومة المجلس سيتبعها شراء مواقف سياسية لاحقة حال أذعن الأردن لهذه السياسة الابتزازية. ولا نستبعد دورها وتمويلها في تفجير خط الغاز المصري الذي يزود الأردن بالغاز وذلك للضغط على الأردن حتى يتماشى مع سياستها وذلك بتمرير السلاح والمال للمسلحين في سوريا ولكن الأردن رفض ذلك.
هل هذا كله خوف وشفقه على سوريا وشعب سوريا؟ إذا كان الجواب نعم فالأولى بهذا الخوف والشفقة أن يتجسد على ارض الواقع وان تنفتح أبواب الحدود أمام هذا الشعب وان يتم تسيير الحافلات والطائرات والبواخر الخليجية لنقل هذا الشعب المنكوب والمغلوب على أمره إلى تلك الدول وان تُحول دول الخليج خوفها وشفقتها إلى واقع يحتذي به , ولكن أن تبقى هذه الدول تتصرف من منطلق أن هناك دائما من يستطيع أن ينوب عنها في تحمل المسؤولية وهي تتحمل التكلفة المادية فهذا الغير مقبول, فبعض قادة دول الخليج يبحثون الآن عن ' بشكاري ' جديد ، يساهم وبالنيابة عن تلك الدول بحرب وتدخل عسكري وأمني ضد سوريا ،ومن هنا بدأت تلك الدول بممارسة ضغط على الأردن و ' استفزازه ' للقيام بذلك الدور ، مستغلين بلا خجل ولا مروءة أوضاع بلادنا الاقتصادية مقابل حفنة من المليارات ُتمنح له مقابل توريطه بالتدخل .
البشكار ، كلمة يستخدمها أبناء مجلس التعاون الخليجي وتطلق على كبير الخدم لدى العائلات والأعيان الكبار والأغنياء ، فهو الذي يتولى رعاية المنزل والعائلة وتلبية طلبات الأسرة بالنيابة عن رب العائلة المنشغل بعمله وسفره وتنزهاته.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات