في عشية زيارة جلالته لمضارب عشائر البلقاوية


يقول الحق تبارك وتعالى :" ياايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا لله إن خبير بما تعلمون""
أيها الملك الهاشمي الأردني سلام أزجيه إليك وكلنا شوق لك وأنت تحمل رايات الإصلاح لشعب قد تبدى في أوصاله الظلم والقهر والاستبداد من أبناء جلدتهم الذين تبوؤوا الشأن العام , ذاك الشعب الأبي الذي يكن لك ولعائلتك الكريمة كل حب وتقدير ممزوج بعتاب واسى لما حل بهم جراء فتك تلك الفئة بمقدراتهم ومكتسباتهم فتمادوا ظلما واغتصبوا الحقوق وجردوا الناس من ادني معايير حقوق المواطنة ( العدل والإنصاف, المشاركة , تكافؤ الفرص) فقسموهم زمرا زمرا-لكل زمرة نصيب وقدر من المكتسبات فكانت زمرتهم هي الفائزة بكل المكتسبات وبقية الزمرة الكبيرة زمرة الحراثين والعمال والعسكر بلا نصيب مما جنو واكتسبوا.
أيها الملك الأبي
سيصفق لك البعض ممن سيستقبلك وسيطئطئو الرؤوس وسيتملقون و سيتلاعبون بالألفاظ والعبارات وسينعتونك بالألقاب الكبيرة وسيمدحون ويبجلون وحالهم كحال الجميع, وسيغفلون عن تذكيرك بما كانوا يتهامسون و يتهامزون ويتلامزون في مجالسهم الخاصة والعامة حيث يشكون ويبثون همومهم العامة والخاصة وهمهم كهم كل أردني يعيش على هذا الثرى الطهور.
أيها الملك الأبي
سأتحمل عناء بوح الحقيقة مع نفسي وسأغرد و لا اصرخ ولا ازعق لأقول بان شعبك الذي أحبكم كهاشميين حكام وقادة لهم قد ضاق ذعرا من التهميش لغالبيته لحساب فئات قليلة مكنت نفسها في مواقع صنع القرار فاستحوذت على هالة عظيمة أعطتها حقوقا ومزايا ومكتسبات ماكانت لتحصل عليها لو أنصفت وأنصف البقية . ولأسرد لمقامكم السامي بعض الحقائق التي اجزم بأنها لاتغيب عن بالكم :
وأولها : حقوق المواطنة : حيث يشعر الغالبية بان مواطنتهم منقوصة في ظل قانون انتخاب وتقسيمات إدارية تميز وتفرق مابين أبناء المحافظة الواحدة ومابين أطياف المجتمع نفسها فهذه دائرة انتخابية مغلقة لقبيلة بعينها و هذه متصرفية لتجمعات سكانية لاتعادل عشر تجمعات سكانية أخرى لها متصرفية وتعامل كتلك المتصرفية من حيث التنافس على الوظائف العامة ومكتسبات الدولة الأخرى وتلك مغلقة لايحق لأحد أن ينتسب إليها وهذه مفتوحة للعراقي التاجر الذي أشترا جواز السفر لينافس أبنائنا في غرفة الدرس والماء والكهرباء وما إلى ذلك .
أما ثانيها : الخدمات العامة: فمنطقة شرق عمان كلها تعاني من نقص عام في جميع الخدمات حيث يلمس مواطنيها الفرق الشاسع في الخدمات المقدمة للمناطق الأخرى والخدمات المقدمة لهم من حيث النوعية والكمية حيث الكثافة السكانية العالية والخدمات القليلة.
وثالثها: التلوث البيئي: حيث الانتشار الكثيف للمصانع والمشاغل ومكب النفايات وأسواق الأغنام وما يرافق ذلك من تلوث بيئي وتلوث بصري مقرون بسوء تخطيط قائم على عدم الاهتمام بعمان الشرقية لان كل الجهود منصبة على غرب عمان حيث أماكن تواجد المسئولين الذين يسعى الجميع لإرضائهم.
ورابعا : المنطقة بشكل عام بحاجة إلى مشروع اقتصادي ضخم يحقق فائدة اقتصادية لجميع سكان عمان الشرقية كجامعة حكومية أو مصنع سيارات أو ما إلى ذلك .
وخامسها : شؤون المتقاعدين العسكريين الذين يعانون ويكابدون الأمرين عند مراجعة المستشفيات العسكرية حيث بعدها عن أماكن سكناهم ومعاناة الانتظار الطويل في المراجعات وانتظار معاينة الطبيب لكثرة عدد المراجعين وخصوصا منتفعين الديوان الذين لاينتظرون على دور بالإضافة لعدم توفر الدواء أحيانا كثيرة ولهذا فنحن بحاجة لمركز طبي شامل عسكري .
سيدي القائد
إن أصعب شيء على الإنسان أن يجد نفسه غريبا في وطنه فيما الآخرين ينعمون بنعيم الوطن الذي لم يقدموا له شيء سوى رسوم جوازات السفر التي حصلوا عليها في غفلة من الزمان مكنتهم من تبوء مراكز وأماكن عاثوا فيها فسادا فأقصوا وهمشوا ونهبوا وسلبوا ليجعلوا ذا اللب في حيرة من أمره فيردد قول الشاعر:
أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس
إننا ونحن نشد على يديك بجهودك الخيرة في دفع عملية الإصلاح لما فيه خير ورقي هذه الأمة فلا ننكر حقوق الجميع من شتى الأصول والمنابت والذين قدموا وخدموا هذا البلد وخصوصا تلك الفئة الخيرة المنتجة الذين لهم لمسات جلية على ازدهار الاقتصاد الأردني فألف تحية وسلام للمنتجين المخلصين ولا وألف لا للفاسدين مصاصين الدماء الذين يرتاعون على الفلس الذي يجبى من قوت الطبقة الكادحة والفقيرة.
ندعو الله أن يحفظ الأردن وان يهديكم لما فيه مصلحته انه ولي مجيب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات