تكنوقراطيا امريكا وروسيا ونهوض العملاق الإسلامي


كانت العقيدة العسكرية الروسية في عام 2002 تقول أن موسكو وواشنطن حلفاء ضد الإرهاب الدولي، ثم تبين بعد ذلك أن البلدين مختلفين بشكل كبير حول تحديد مفهوم الإرهاب لدرجة أن كل ما تعتبره واشنطن إرهابا و تطرفا لا تعتبره موسكو كذلك، مثال ذلك حزب الله و حماس وسوريا وإيران وفنزويلا، بينما ما تعتبره موسكو إرهابا مثل الشيشان لا تعتبره واشنطن كذلك.

بدأت روسيا مع نهاية عام 2002م تفكر في المناطق الحيوية الساخنة مثل منطقة الشرق الأوسط التي لا يوجد فيها لروسيا سوى قاعدة بحرية صغيرة في ميناء طرطوس السوري،بينما امريكيا يوجد لديها حلفاء كثرين في الشرق الأوسط ، وتعتمد بشكل كبير على مواردها الأستراتيجية في هذه المنطقة الملتهبة .
فلقد تعاملت الاستراتيجية الأميركية للأمن القومي مع روسيا بشكل سلبي ووضعتها ضمن الدول التي لا تطبق المعايير الديمقراطية الصحيحة واتهمتها بالتدخل في شؤون جيرانها ودعم أنظمة مارقة ومتطرفة مثل نظام الرئيس هوجو شافيز في فنزويلا.

كما أعلن البنتاغون الأميركي في أواخر أغسطس المنصرم عن نيته إعادة الصواريخ بعيدة المدى من طراز ( إم إكس ) للخدمة، وهي الصواريخ التي تم الاتفاق بين موسكو وواشنطن على إزالتها على ثلاث مراحل لم تنفذ منها واشنطن إلا مرحلة واحدة فقط.
فمن الملاحظ والمتتبع للأمور الدولية بأن هنالك تنافس شديد من قبل أمريكيا وروسيا في دوريهما في الهيمنة على المنطقة العربية خصوصاً في الملف السوري الأقرب الى الساحة الروسية (المعسكر الشرقي) .
كما صرح يوم الأحد 5 فبراير 2012 هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي ووزير الخارجية السابق: إن نذر الحرب العالمية الثالثة بدت في الأفق وطرفاها هم الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى.

وأوضح الرجل الذي يوصف بثعلب السياسة الأمريكية في حديث أدلَى به لصحيفة "ديلي سكيب" أنَ ما يجري الآن هو تمهيد لهذه الحرب التي ستكون شديدة القسوة بحيث لا يخرج منها سوى منتصر واحد هو الولايات المتحدة، من وجهة نظره.

ان النظام في سورية المدعوم روسياً يعرف هذه الحقيقة جيدا، ولذلك اراد حسم الامور عسكريا في حمص بارتكاب مجازر دموية، على امل ان يؤدي هذا الحسم الى اغلاق الباب امام هذه المخططات الامريكية في حال حدوثها.
سورية ستكون في الاشهر المقبلة حلبة صراع للدببة الروسية والامريكية، ستتضرر منها المنطقة العربية باسرها، بما في ذلك جيران سورية في كل الاتجاهات، فالمثل الانكليزي يقول عندما تتصارع الفيلة يكون العشب هو اكبر الضحايا.
ان المتآمل للمؤامرة الدولية على الأمة العربية يدرك تماماً مدى خطر الوجود الأمريكي على الرقعة الجغرافية العربية كما يدرك سخونة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في ايامنا هذه يبدو اشد خطرا من البرودة التي شهدتها علاقات البلدين خلال سنوات الحرب الباردة، وان اختبار القنبلة (الفراغية) يشير الى استمرار التوتر في العلاقات مع واشنطن بسبب الخلاف حول عدة ملفات دولية، ويدل على تصميم الرئيس الروسي بوتين على تعزيز مكانة بلاده بالساحة الدولية في مواجهة استفراد الولايات المتحدة.
ومن جانب أخر لا بد لنا من الحديث عن مدى تغلغل الدين الإسلامي في كلاً من روسيا وامريكيا بالإضافة إلى الصحوة الإسلامية الحديثية لدى الشعوب العربية مدار البحث ، وبأن المسلميين أصبحوا قوة لا يستهان بها فلم يقاتل رسول البشرية الكريم محمد(ص) المشركين لا بعدد ولا بعدة بل كان يقاتلهم عن عقيدة راسخة ثابتة بأن النصر من الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد7).

لا بد لنا في ظل هذه التحديات الراهنة من ترابط الصفوف والعمل على وحدة الأمة الإسلامية العربية في ظل هذه الهيمنة الدولية والتنافس على استغلال مواردنا وخيراتنا الإستراتيجية التي حبنا بها الله ، فإن العالم الغربي ينظر لنا بكل عنجهية وتكبر نظراً إلى خيانة حكامنا المآجورين والتعامل الواضح مع الإمبريالية الغربية ، لتفرقة وشرذمة الأمة التي كانت بدايتها مع نهاية الدولة العثمانية وغرز شوكة اللوبي الصهيوني في قلب الأمة العربية الإسلامية وتقطيع اوصال الأمة الإسلامية الواحدة بإتفاقيات سايكس بيكو وغيرها لمنح اليهود حق الوجود على الأراضي العربية .

في ضوء هذه التراكمات الدولية والأحتقنات العربية كان لابد من وجود مخرج حقيقي لهذه الأمة لتعزيز دورها السياسي في بناء ما أفسدته الأنظمة الغربية ، بالتعاون مع بعض الأنظمة العربية التي باعت دينها بدنياها .
تملل المارد الإسلامي في تونس وبدأ النهوض من مصر قلب العروبة النابض بل تجاوز الحدود الإصطناعية ليثبت وجوده في اليمن وليبا وسوريا ومازال ينفض الغبار عن خوذته وجسده .

Abosaif_68@yahoo.com



تعليقات القراء

ابو الريش
......
رد من المحرر:
نعتذر......
24-04-2012 03:44 PM
العبيدي
مواجهة الاخطار ليس بالاسلام السياسي من الاخوان الى السلفيه الى الواهبايه الى الصوفيه فالاسلام السياسي قسم المسلمين الى طوائف وجماعات ومذاهب سوى غلاة الشيعه او غلاة السنه وصراعهم الدموي وتكفيرهم لبعضهم البعض واصبحوا طلقه بالبدقيه الامريكيه والغربيه والبمحصله طلقه باليندقيه الصهيونيه الخلاص لهذه الامه بالامه العربيه القوميه وحضارتها وثقافتها الاسلام مع الاحترام التام للديانات السماويه المسيحيه وحتى اليهوديه غير الصهيونيه وكل المعتقدات للافلراد والاحترام التام لكل القوميات الاخرى بالاوطان واعطائهم كافة حقوقهم السياسيه والمدنيه
24-04-2012 04:36 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات