عِلْمانيَّة عَلَنيَّة وأخرى خفيَّة ! رؤيَةٌ سَلَفيَّة .. لا عِلْماً بالنيَّة !( 1 )


إنّ الحمدَ لله تعالى ، نحْمدُه ونستعينه ونستغفرُه ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد ..
فإنَّ أصدق الحديث كلامُ الله ، وخيرَ الهدي هدْيُ محمد ٍ - صلى الله عليه وسلم - ، وشرَّ الأمور مُحْدثاتها وكلَّ محْدثة بدعة ، وكلَّ بدعة ضلالة ، وكلَّ ضلالة في النّار .

يقول الله – تعالى – في كتابه العزيز : { قُلْ هَذه سَبيلي أدْعو إلى اللهِ عَلى بَصيرةٍ أنا ومَن اتَّبعَني }

قال ابن كثير – في تفسيره - : " يقول [ الله ] تعالى لعبده ورسوله إلى الثقلين : الإنس والجن ، آمرا له أن يخبر الناس : أن هذه سبيله ، أي طريقه ومسلكه وسنته "
وقال الطبري – في تفسيره - : " حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة } ، قال : " هذه سبيلي " ، هذا أمري وسنتي ومنهاجي { أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني } ، قال : وحقٌّ – والله - على من اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه ، ويذكر بالقرآن والموعظة ، وينهى عن معاصي الله "
إنَّ هذا الطريق قويمٌ واضحٌ أبْلج ، وعداه – أيَّاً كان – سقيمٌ جانحٌ أعْوج ؛ من سلكه أنجاه ، ومن سلك غيره أرداه .
من عرفه سَعِدَ به ، ومن جهله زَهِدَ به ؛ ومن زَهِدَ به { فقد ضلَّ ضلالاً مبينًا }
روى الإمام أحمد – رحمه الله – من حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : " خطَّ لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلَّم – خطَّا ، ثم قال : " هذا سبيل الله " ؛ ثمَّ خطَّ خطوطاً عن يمينه وعن شماله ؛ ثم قال : " هذه سُبُل ، وعلى كلِّ سبيل منها شيطانٌ يدعو إليه " ، ثم قرأ : { وأنَّ هذا صراطي مُستقيماً فاتَّبعوه ولا تتبعوا السُّبُلَ فَتفرَّقَ بكم عن سَبيله } .
ولذلك كانت دعوة المؤمن : { اهدنا الصراطَ المُستقيم }
قال ابن القيم في كتابه ( مدارج السالكين ) : " وهذا لأن الطريق الموصل إلى الله واحد ، وهو ما بعث به رسله وأنزل به كتبه ، لا يصل إليه أحد إلا من هذه الطريق ، ولو أتى الناس من كل طريق ، واستفتحوا من كل باب ، فالطرق عليهم مسدودة ، والأبواب عليهم مغلقة إلا من هذا الطريق الواحد ، فإنه متصل بالله ، موصل إلى الله ، قال الله – تعالى - : { هذا صراطٌ عليَّ مُستقيم } قال الحسن : معناه صراط إليَّ مستقيم "
والنبيُّ – صلى الله عليه وسلّم – يقول : " فعليكم بسنتي .. "
وسنّته وطريقته : تعليم الناس ما فيه صلاح دنياهم وآخرتهم ، وما فيه فوزهم بالجنة ، ومن النار نجاتهم ؛ من توحيد الله – تعالى – بالعبودية ،والتوكل ، والإنابة ، والخضوع ،وطاعته فيما أمَر ، والانتهاء عمّا عنه نهى وزجَر ،وتطبيق أحكامه ، والتزام صالح الأخلاق ؛ وأحْسنها : القرآن ، والانصراف عن طالح الأخلاق ؛ وأقبحها : وساوس الشيطان .. ، وبيان كلِّ ذلك لهم .
{ فلْيَحْذَر الذينَ يُخالفون عن أمْره أنْ تُصيبَهم فِتنَةٌ .. }
ألا وإنَّ أعظم فتنة – اليوم - : جنوح كثير من ( دعاة الإصلاح والتغيير والنهوض ! ) عن جادّة طريق أهل السّنة والجماعة ، ودعوة الناس – بشتى الوسائل والأساليب ! – إلى أفكارهم و طرائفهم ، ومسالكهم وطرائقهم ؛ القائمة – غالباً – على الاستحسان والذَّوق ! ، والانبهار بالأنماط السلوكيّة والسياسيَّة في المجتمعات الغربيّة ؛ وآخرون : ( قد ) تسلمُ نواياهم ؛ لكنَّ سطوة الشُبُهات حول ( المنهج ) ؛ جعلتهم يَخْلطون في ( المسائل ) ، ويتخبَّطون في ( الوسائل ) .. !
"و الناس في زماننا هذا أسراب كالطير، يتْبع بعضُهم بعضًا، لو ظهر لهم من يدَّعي النبوة - مع علمهم أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم خاتم الأنبياء - ، أو من يدّعي الربوبية لوجدَ على ذلك أتباعًا و أشياعًا" كما قال الإمام ابن بطّة في كتابه ( الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة )
فكيف بمن يدعو إلى ما هو دون ذلك – بكثير – لكنَّه خطير ؛ ألا يجد له ( أتباعاً ) ؟
بلى ! .. قد تفرَّق أولئك ( الدّعاة ) شِيَعَاً ، ووجدوا من يسير وراءهم – تقليداً و تتبُّعَاً - ؛ فتفرَّق الناس تَبَعَاً ، بل ؛ تشاجروا – تعَصُّباً - ، وتناحروا – تحزُّباً - ، وتدابروا – عُجْباً وتعجُّباً - ؛ فما زادهم ذلك إلا تعنُّتاً وتعباً ؛ ولو ورد عليهم ما ورد من الكلام – إنكاراً وعتباً - !
العلمانيّة !
تلك الدعوة الخبيثة : دعوة الباطل والضلال ، والفجور والانحلال ! ، ودعوة إقامة حياة الناس في المجتمعات على غير الدين ، وهو ما أصطلح على تسميته ب ( اللادينية ) .
وليست العلمانيّة دعوة ( العلم والعقل ) كما يُصوِّرها بعض دُعاتها – تلبيساً وتمويهاً – من أجل إنفاذها بين المسلمين ، وأن تلقى رواجاً عندهم ؛ لا سيّما بعض من يسمونهم بالمستنيرين ( المثقفين والمتعلمين ! ) ؛ ومما يدلك على غلط زعْمهم : أنَّ هذه الكلمة باللغة الإنجليزية هي (secularism ) ؛ وترجمتها إلى العربيّة : اللادينيّة أو الدنيوية ، وفي المعجم الوسيط : العِلمَانيُّ : خلاف الدِّيني أو الكَهَنُوتيّ .
ولو لم يكن هذا صحيحاً ؛ فإنّ التطبيقات العملية لهذه الدعوة كافية في الدلالة على حقيقتها ، وطريقتها !
والعلمانيّة لها جذورٌ ضاربة ( ضارَّة ) في المجتمعات المسلمة ؛ ولها مدارس و ( أعلام ) ، ودعاةٌ و ( أقلام ! ) ؛
ويمكن تقسيمها إلى أقسام ؛ أذكرها - على وجه الإجمال - للإعلام :
أولاً :( المفكِّرون والمُنظِّرون والأدباء والكُتَّاب ! ) : وهم أولئك الذين افتتنوا بنتاج الفكر عند الأمم الأخرى ، وتنظير أعلامها أمثال : ماركس ، وفرويد ، ودوركايم ، وأنجلز ، وغيرهم .. ؛ فاجتهدوا في بثِّ ( علمهم ! ) في أوساط المسلمين من خلال : المؤلفات التي تبحث نظرياتهم وأفكارهم في ( إصلاح ) المجتمع و ( وتحرٌّره ) من التخلف – زعموا - ؛ فانتشرت ( الروايات ! ) و ( المسرحيات ! ) ، و ( الأفلام ! ) و ( المسلسلات ! ) ، وكذا ( المقالات ! ) ؛ تارة : في المجتمعات الغربيّة – إطراءً ومدْحاً - ، وتارة أخرى : في ( الدّين ) – افتراءً وقدْحاً - !!
وهؤلاء ! قد صوبوا سهامهم المسمومة – من الناحية الاجتماعية - باتجاهين ؛ الأول : الأسرة .. فراحوا يتكلمون عن ( التربية الحديثة ! ) ، ويطرحون قضاياها عبر ( وسائلهم ! ) التي ذكرتها ؛ وبما لا يخلو من ( إشارات ! ) التحرُّر من العادات والتقاليد ( ويقصدون : تعاليم الإسلام ) ، وإعطاء الأبناء مزيداً من ( الحريّة! ) حتى لا يتربوا – بزعمهم – وقد ملأتهم ( العقد النفسيّة ) ؛ ولو كان في ذلك تجاوز للأحكام الشرعيّة التي تضبط العلاقات بين الأفراد ، وتنظم الحياة الأسريّة .
ولعلّ تركيزهم ( الأكبر والأخبث ) – في ( تحريرهم = تدميرهم ) للأسرة – هو : ( قضيّة المرأة ) ؛ فدعتهم ( الشفقةُ! ) عليها لبحث وسائل تحريرها من الظلم الواقع عليها في المجتمع المسلم – زعموا - ،والضرورة الملّحة ( لإعادة ) حقوقها المسلوبة ؛ ( فأبدعوا ! ) في إبراز المرأة المسلمة بصورة المضطهدة ، والمقهورة ، والفاقدة لإرادتها ؛ وذلك في رواياتهم ، وأفلامهم ، ومقالاتهم ، وأبحاثهم .. ؛ وتحدّثوا عن مساواتها للرجل – وفي كلِّ شيء - ، وعن خروجها للعمل دون اعتبار للضوابط الشرعيّة ،وناقشوا لباس المرأة و ( جريمة ! ) حرمانها من إبراز جمالها ! ؛ بل تحدّثوا عن ( الاختلاط ! ) كوسيلة ضروريّة لإزالة ( الحواجز النفسيّة ! ) بين الرجل والمرأة ، و ( التخفيف ! ) من تلهُّف أحدهما للآخر .. !
فزالت – فعلاً – الحواجز ! ،وخفَّ التلهُّف ! ، وصار كلُّ شيء مُباحاً ؛ وكيف لا ! فكل طريق – للقاء ! – أصبح مُتاحاً ! .
فوصلت الأسُرُ – إلا من رحم الله ؛ وقليل ما هي – إلى ما وصلت إليه ؛ وكذا المجتمعات عامّة .. فلم تسلم من أيِّ بليَّة – كانت – أو طامّة ؛ كل ذلك بفعل تلك السِّهام السّامَّة !!
وأما الاتجاه الآخر – لتلك السّهام – فكان : أهل الالتزام بالسّنة ( أصحاب الِّلحى ، والأثواب القصيرة والمخمّرات أو المنقَّبات ) ..
كم سَخِروا منهم في ( وسائلهم ) الإعلاميّة ! ، و ( مؤلفاتهم ) الأدبيّة ! و( أعمالهم ) الفنيّة ! ، وكم ( برَّروا ) أسباب الالتزام بالصراعات ، والعقد النفسيّة ، والمشاكل أو الضغوط الاجتماعيّة ؛ والتي – زعموا – أنها تدفع صاحبها لسلوك طريق مضاد لمجتمعه ! ؛ وأما الفتاة ! فمن أكبر أسباب التزامها هو ( غصْبُها ! ) من قبل الأهل ؛ ثم راحوا يصوِّرون ( ألمَهَا النفسيِّ ! ) نتيجة لذلك ، وما يمكن – لها – من الأساليب التي ( تخلِّصها ) من تلك الآلام ! ؛ ولو كان بارتكاب المحظور – كأن تكشف عن وجهها اللثام !، وإقامة علاقات الغرام ! - وما يتبعه من الآثام .. ! ؛ لا عليها ! – عندهم – بل ؛ على الآباء ( اللئام ! ) .

القسم الثاني من ( الأسلوب العلْماني ) :
إنّه هدْم الدّين باسم الدين ؛ إنّه الأسلوب الخفيُّ اللعين !
وبيانُه ..
روى أبو داود والحاكم وغيرهما – وصححه الألباني - من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبيَّ – صلى الله عليه وسلّم – قال :
" إن اللهَ يَبْعثُ لهذه الأمَّة على رأسِ كلِّ مائة سنة مَن يجدِّد لها دينَها "
والتجديد يعني – باختصار شديد - : ( تصفية ) الإسلام مما ليس منه ؛ من عقائد باطلة و بدع ٍ وخرافات وغيره ! ؛ وكذلك " تصفية الفقه الإسلاميِّ من الاجتهادات الخاطئة المُخالِفة للكتابِ والسُّنة " ؛ والتجديد يكون في مجالات وفروع الدين كلها ؛ ثمّ بعد هذا ( تربية ) المسلمين على ذلك الإسلام المُصفّى ؛ وهذا المنهج والمسلك هو ما يعرف اليوم بمنهج ( التصفية والتربية ) .

و " إذا انقطع عن الناس نور النبوة – أي العلم – وقعوا في ظلمة الفتن وحدثت البدع والفجور ووقع الشر بينهم " كما قال شيخ الإسلام – رحمه الله – في [ مجموع الفتاوى ]

جاء في فتوى للجنة الدائمة في المملكة السعودية – حماها الله - :
" معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( يجدِّدُ لها دينَها ) أنّه كلّما انحرف الكثيرُ من النّاس عن جادة الدين الذي أكمله الله لعباده وأتمَّ عليهم نعمته ورضيه لهم ديناً، بعثَ إليهم علماء أو عالماً بصيراً بالإسلام ، وداعيةً رشيداً يبصِّر الناس بكتاب الله وسنة رسوله الثابتة ، ويجنِّبهم البدعَ ، ويحذِّرهم محدثات الأمور ، ويردُّهم عن انحرافهم إلى الصراط المستقيم ( كتاب الله ، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ) ، فسمّى ذلك : تجديداً بالنسبة للأمة ، لا بالنسبة للدين الذي شرعه الله وأكمله ، فإن التغير والضعف والانحراف إنما يطرأ مرة بعد مرة على الأمة ؛ أما الإسلام نفسه فمحفوظ بحفظ كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - المبيّنة له، قال تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [ الحجر : 9 ] " أ. ه
ولا يلزم – عند كثير من أهل العلم – أن يكون المجدد واحداً ؛ بل قد يكون طائفة أو جماعة يحملون صفات تجعلهم قادرين على أمر التجديد ؛ وأعلى تلك الصفات العلم ؛ولا يمنع هذا من أن يبرز في تلك الجماعة عالمٌ يمكن اعتباره مجدداً للعصر ، فقد أطلق بعض أهل العلم على الشافعي – رحمه الله – صفة المجدد ، ومِن قبله على عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه - .

قال السيوطي في أرجوزة له ( قصيدة على بحر الرّجز ) :
الحمد لله العظيم المنّة المانح الفضل لأهل السنَّة
ثمَّ الصلاةُ والسَّلام نلْتمس على نبيٍّ دينُه لا ينْدرس
لقد أتى في خبَر مُشتهر رواه كلُّ حافظ مُعتـبـر
بأنه في رأس كل مائــــه يبعث ربنا لهذي الأمّـــة
منّا عليها عالماً يجـــدِّد دينَ الهدى لأنّه مُجتـــهد

في القرن الثاني عشر للهجرة ظهرت دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ( المتوفى سنة 1206 هـ الموافق 1791م ) رحمه الله – تعالى – بعد ان انتشرت في بلاد الإسلام كثيرٌ من الشركيات ، والبدع ، والخرافات ؛
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في بحث له عن الإمام ابن عبد الوهاب :
" ساد في العالم الإسلامي قبيل ظهور حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنواع وبدع و شركيات كثيرة وانحرف الناس عن كثير من أصول الدين والعقيدة ..
نشأ الشرك وغلب على الناس تصورات كثيرة أبرزها الدعاء و طلب الحاجات من غير الله ، ومنها عبادة الأضرحة والقباب والتوسل بالمشايخ والصالحين أحياء وأموات , وانتشرت البدع و العادات والتقاليد التي حرمها الإسلام ، وغلبت الطرق الصوفية التي أصبحت المرجع الأساسي عن هؤلاء الناس في أمور الدين .
يصور الشيخ سليمان بن سحمان هذه الحالة في نجد بقوله : ( قد خلع الناس ربقة التوحيد والدين , وجدّوا واجتهدوا في الاستغاثة والتعلق بغير الله - تعالى - من الأولياء والصالحين والأصنام والأوثان والشياطين ..
و كثير منهم يعتقد النفع في الأحجار والجمادات , ويتبركون بالأشجار , ويرجون منها القبول في جميع الأوقات ..
قال السيد محمد رشيد رضا عن محمد بن عبد الوهاب : ( قام يدعو إلى تجريد التوحيد , وإخلاص العبادة لله وحده , بما شرع الله في كتابه , وعلى لسان رسوله خاتم النبيين- عليه الصلاة والسلام - , وترك البدع والمعاصي وإقامة شعائر الإسلام المتروكة وتعظيم حرماته المنتهكة ) .. " اهـ كلامه - بتصرف يسير جداً - .
وبعد وفاته – رحمه الله - بمدة ؛ صارت تطرأ على الدين بعض المحدثات بعد أن امتدت إلى صفاء " المحجة البيضاء " يدُ التبديل و التحريف ، والتشويه والتزييف ؛ سواءٌ كان من أعداء الدين ، أو من أهله ؛ من ( المبتدعة ) و ( أهل الكلام والفلسفة ) وغيرهم من ( الفرق ) الضّالة التي أبلغنا عنها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - .

وفي العصر الحديث منَّ الله – تعالى – على هذه الأمَّة بعلماء جهابذة أئمة ؛ من أمثال : محمد بن صالح العثيمين ، وعبد العزيز بن باز ، و في بلدنا الأردن – حماه الله - محمد ناصر الدين الألباني ، وآخرين غيرهم – رحمهم الله جميعاً - ،
فانبرى أولئك العلماءُ من أهل السنة والجماعة يذبّون عن الدين والسنّة (انتحال المبطلين وتأويل الغالين ) ، ويردون على أهل البدع والأهواء والكلام ؛ وكان هذا من المقدّم عندهم لحفظ الدين على الناس ؛ قال يحيى بن يحيى – وهو شيخ البخاري ومسلم - : " الذبّ عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله " ؛ فقال محمد بن يحيى الذهلي ( الراوي عن يحيى بن يحيى ) : الرجل ينفق ماله ويتعب نفسه ويجاهد ؛ فهذا أفضل منه ؟ قال : " نعم بكثير "
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام :" المتبع للسنة كالقابض على الجمر ، وهو اليوم عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله "
وكان ابن القيم يقول : " والجهاد بالحجة واللسان مقدَّم على الجهاد بالسيف والسِنان"
فمضت الدعوة السلفيّة في ( الإصلاح والتجديد ) حتى يومنا – هذا – بالعلم والبيان ..
فكيف كانت أساليب ( العلمانيّة ) الخفيّة في التّصدي لدعوة التجديد ، والتّعدي على منهج الإصلاح ؟
وما هو موقف و ( موقع ) الفرق ، والجماعات ، والأحزاب الإسلاميّة ( السياسيّة الحركيّة ) منها ، ومن – ذاك – الإصلاح ( الحقيقي ) ؟
لعلي أتكلم في هذا – إن شاء الله قريباً – في الجزء القادم من المقال ؛ فإنّ الكلام – مع الإيجاز - قد طال ؛ مع أن المقام يحتاج – في التوضيح - للإسهاب ، و - في الشرح – للإطناب ؛ولو أتيتُ بهما في كلِّ باب ؛ لحدث الإملال ؛ وهو ما - في المقالات – قد يُعاب .

أسأل الله – تعالى – أن يرزقنا صحّة الفهم ، واتّباع العلم ، وأن يجعلنا هُداةً مُهتدين ؛ غير ضالين ولا مُضلين ، وإذا أراد بقوم فتنة أن يقبضنا إليه غير مفتونين ،وأسأله – تعالى – أن يجعل بلدنا آمناً ، مُطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، وأن يوفق ولاة أمورنا لما فيه صلاح الدنيا والدّين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين



تعليقات القراء

راتب
مقال رائع
وأسلوب أروع
وحقيقة مرة
سلمت يداك
20-04-2012 06:09 AM
جميل البكري
أسأل الله – تعالى – أن يرزقنا صحّة الفهم ، واتّباع العلم
آمين
وهذا ما ينقصنا
العلم مع صحة الفهم
20-04-2012 06:10 AM
أبو مهدي
ألا وإنَّ أعظم فتنة – اليوم - : جنوح كثير من ( دعاة الإصلاح والتغيير والنهوض ! ) عن جادّة طريق أهل السّنة والجماعة ، ودعوة الناس – بشتى الوسائل والأساليب ! – إلى أفكارهم و طرائفهم ، ومسالكهم وطرائقهم ؛ القائمة – غالباً – على الاستحسان والذَّوق ! ، والانبهار بالأنماط السلوكيّة والسياسيَّة في المجتمعات الغربيّة ؛ وآخرون : ( قد ) تسلمُ نواياهم ؛ لكنَّ سطوة الشُبُهات حول ( المنهج ) ؛ جعلتهم يَخْلطون في ( المسائل ) ، ويتخبَّطون في ( الوسائل ) .. !
ـــــــــــــــــــ
لا فض فوك أخ سعيد
وحقيقة أنت كاتب محترم
محترم بفكرك وطرحك وأسلوبك العلمي الرصين
جزيت خيراً
20-04-2012 06:13 AM
محمود المصري
أحسنت كاتب المقال المحترم
العلمانية الزائفة جعلت من الراقصة فنانة شهيرة
ومن الغناء والطرب والمجون فكر وثقافة وحضارة
ومن الزنا ترفيه وتسلية
ومن الربا إقتصاد وتجارة
ومن الجهاد إرهاب وتطرف
ومن السنة تخلف ورجعية
20-04-2012 06:19 AM
ربى
ما شاء الله
علـــــــــــــــــــم
وفهـــــــــــــــــــم
جزاك الله خير
20-04-2012 06:20 AM
احمد نواصرة
مقال رائع جدا جدا واسلوب اروع من رائع وفهم سلفي صحيح !!!!!
ومقولة رائعة ((( المتبع للسنة كالقابض على الجمر )))!!! جزيت خيرا ايها الكاتب الرائع
20-04-2012 12:20 PM
اياد نواصرة
مقال رائع وفهم العلم الصيح!!!
للامام ايها الكاتب الرائع !!
جزيت خيرا وادامك الله خيرا للسلفييين..
وبارك الله فيك وفي من كان مثلك!
20-04-2012 12:24 PM
أمة الله
إلى صاحب التعليق رقم 6

لا أدري أين هي المغالطات والأكاذيب في مقالة الشيخ ؛ بل المغالطات في كلامك ( رمتني بدائها وانسلت )

1 - أين في المقالة أن كل أهل السنة كفار ومشركون ومبتدعة ( لن تستطيع الإجابة )!

2- هات (نصاً واحداًفقط ) من كلام علماء ( السلفيين ) وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب فيه تكفير وتجسيم ( لن تستطيع )
3- هات دليلاً واحداً على أنه لا يوجد مسلمين إلا السلفيين عند السلفيين ( لن تستطيع )
4- أين في المقالة ان محاربة المخالفين للسلفيين أولى من محاربة اليهود ( لن تستطيع )
5 - هات دليلاص واحداً أن السلفية انتشرت ( بالريالات ) ( لن تستطيع )

6- إذا كان الذي أثارك ( التحذير من العلمانيين المسلمين ) فخذ الإجابة من شيخ الإسلام ابن تيمية - أم هو عندك أيضا مكفر ومجسم - ؛ يقول رحمه الله :
( تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين ، وكان فساده ( أعظم ) من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب !! ( مجموع الفتاوى 28/ 232 ) فارجع إليه لتسمع مايسرك في الإنكار على أهل البدع والخرافات كالصوفية ..
فمن الذي في قلبه كره للمسلمين - أيها القراء - الكاتب أم صاحب التعليق ؟ !!
20-04-2012 02:24 PM
أمة الله
هدية أخرى ....

قال ابن القيم في زاد المعاد ( 3/5 ) :
( وكذلك جهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار ، وهو جهاد خواص الأمة وورثة الرسل ، والقائمون به أفراد في العلم ، والمشاركون فيه والمعاونون عليه - وإن كانوا هم الأقلين عددا - فهم الأعظمون عند الله قدرا )

هل العلمانيون - عندك - من المنافقين أم لا ؟ إلا إذا كنت منهم - لا قدر الله -
20-04-2012 02:30 PM
تعليق 6
....
رد من المحرر:
نعتذر...
20-04-2012 02:35 PM
مروان مع الشكر للكاتب المحترم
●▬▬▬▬▬▬▬▬●ஜ۩۞۩ஜ●▬▬▬▬▬▬▬▬▬● ▀─▀─█▀▀█───█───────▀─▀──────────── █▀█─█▄▄▄─█─█─█─█▀█─█▀█─█▀▀─█▀█─▀▀█ █▄█▄▄▄▄█─█─▀▀▀▀█▄█─▀▀▀▀▀▀▀▀█▄█▀▀▀▀ ───────▄▄█───▀───────────────────▀ ●▬▬▬▬▬▬▬▬●ஜ۩۞۩ஜ●▬▬▬▬▬▬▬▬▬
20-04-2012 03:16 PM
أمة الله / جيران الكاتب
بارك الله في ( جراسا ) لحذف مثل هذه التعليقات التي تخلو من العلم وتمتلئ بالطعن والسب والبهتان دون وجه حق
فوالله لو كان رده على الشيخ بالعلم والأدب لما قال أحد شيئاً ومع ذلك فقد رددنا عليه بالحسنى ، وأنتم ترون طرح الكاتب وما فبه من العلم والحجة والبرهان ؛ لكنه لا يروق لأهل البدع والفلسفة والكلام
20-04-2012 03:16 PM
نيفين الشريف
أبداء كلامي بدكر الله لا اله الا الله
ربي جعلك نور وعلم في طريقنا
ويجزيك عنا كل خير ......
ماشاء الله عليك ربي يزيدك
علم ونور وتقوى حتى
تقوينا به وتنور قلوبنا
بكلامك.الرائع ومقالاتك المتميزة
بفهمك وعلمك واسلوبك الرائع
انا افتخر بك دائما
اشكرك من كل قلبي
20-04-2012 03:37 PM
من أبو خالد مع شكري وإعجابي بالكاتب النواصرة الكريم
هل العلمانية تتناقض مع الإسلام؟
هل من الممكن التوافق بين العلمانية والإسلام؟).

لو ذهبنا إلى أي فيلسوف من فلاسفة الغرب وقلنا له هل من الممكن أن تتفق العلمانية التي تقتصر مرجعيتها على العقل وخبراته مع الإسلام الذي يجعل مرجعيته تبعاً للنصوص المقدسة لله والرسول؟

ترى ماذا سيكون رايه فينا؟
ألا يكون السؤال بالنسبة له مشابهاً عن مدى اتفاق الليل والنهار، والعسل والسم، والشيوعية والرأسمالية، والمسيحية واليهودية، وافلاطون وارسطو، و ابن تيمية وابن عربي، ومن في الداخل ومن في الخارج، والشرق والغرب والشمال والجنوب، والموجب والسالب، والجمع والطرح، وكل ما هو متناقض في هذا العالم.

وماذا لو كررنا عليه السؤال؟ ألا يشك حينذاك في قوانا العقلية؟
وهل يوجد مفكر غربي واحد يزعم أن الإسلام يتفق مع العلمانية؟

أم أن أعاظم مفكري الغرب من أمثال هنتجتون وفوكوياما وبرنارد لويس يتفقون جميعاً على أن مشكلة الإسلام الأساسية مع الغرب هي في تناقضه مع العلمانية.

وإذا كانت المسألة واضحة كل تلك الوضوح بالنسبة لهم فكيف من الممكن أن تحتاج إلى فقه أو اجتهاد أو افتاء بالنسبة لنا؟ أليس الأمر اشبه ما يكون بأن الواحد والواحد مجموعهما اثنان وأن النقيضين لا يجتمعان، فالعلمانية بأي معنى من المعاني التي توردها المعاجم الغربية مثل معجم اكسفورد (الذي يورد من بين تعريفاتها: ينتمي إلى هذا العالم الآني والمرئي أو يهتم بهذا العالم فحسب) أليس فحواها الذي لا يختلف عليه أحد أنها تجعل من العقل وخبراته مرجعيتها الوحيدة.

فهل من الممكن أن تتفق مع الإسلام الذي يقرر بما لا يقبل الجدل أن مرجعيته الأساسية هي في "قال الله وقال الرسول" أليس تناقض هذا مع ذاك بديهة من البديهييات لكن هذه المعاني الواضحة التي يتم طرحها بكل صراحة في الغرب يتم الإلتفاف حولها بكل الأشكال والصور في الشرق حتى إنه يمكن القول أن الجانب الأساسي من تاريخ الحياة الفكرية في عالمنا الإسلامي في القرنين الأخيرين هو في الحقيقة يمثل تاريخ الإحتيال الفكري في ادعاء عدم التناقض بين العلمانية والإسلام وكل الحوارات المفتعلة بين المسميات المختلفة مثل التراث والتجديد ، أو الأصالة والمعاصرة ، أو الإسلام والحداثة . ما هي في حقيقتها سوى تخريجات احتيالية لتمييع الحدود الفارقة بين الإسلام والعلمانية، وهي تستهدف في الأساس تفكيك الإسلام من ثوابته ومقوماته وقواعده الأساسية وإحالته لمجرد تراكم كمي من الأحكام يخضع للحذف والتعديل والتأويل والتشكيل المتجدد بحسب المتغيرات العلمانية.

ياسادة إما أن يكون هناك منطق مشترك بين عقول الناس عليه يتفاهمون أو لا يكون فإذا كان هذا المنطق موجوداً وهو البديهة فإنه يقول أن الأساس دين شمولي لا يقبل التجزؤ أو التبعض على الإطلاق وأى محاولة لفعل ذلك هي بمثابة الخروج منه تماماً وذلك بحكم الآيات:

"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم".

"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما".

"أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تفعلون".

"إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذاباً مهينا"

أي أن العلمانية التي يطرحها أهلها الآن سواء بمعنى فصل الدين عن الدنيا أو حتى فصل الدين عن الدولة هي بمثابة دعوة لتجزيء الإسلام أو تبعيضه ومن ثم فهي خروج عن الإسلام تماماً و هذا ما حدا بالمفكر الإسلامي الراحل محمد البهي إلى أن يكتب كتاباً عن العلمانية عنوانه (العلمانية وتطبيقها في الإسلام: إيمان ببعض الكتاب وكفر بالبعض الأخر).

وللدكتور محمد البهي على وجه الخصوص أهمية حاسمة في هذا الموضوع (موضوع موقف الإسلام من العلمانية) لأن الرجل يجمع بين الصفات المثلى لما قد تتطلبه جوانبه المختلفة (هذا على الفرض الوهمي الذي يفرضه البعض أن الموضوع يتطلبها وإن كنا من جهتنا نرى أن الموضوع أقرب إلى البديهة التي لا تحتاج إلى أدنى تفكير) فالدكتور محمد البهي من الجانب الفلسفي حاصل على الدكتوراه من ألمانيا التي تمثل قمة الفلسفة الغربية في القرون الأخيرة ومن الجانب الإسلامي هو عالم من علماء الأزهر الذين تدرجوا في مناصبه العليا حتى عين وزيراً للأوقاف في عهد عبد الناصر وهو من هذه الناحية ايضاً أحد رجال المؤسسة الرسمية الذين لا يمكن اتهامهم بالتطرف ويضاف إلى ذلك ايضاً ما عرف عنه ايضاً من صلاح وحزم ومن ثم فلا يمكن اتهامه بالموالاة لأحد وأخطر صفاته التي تتعلق بالحديث الذي نحن بصدده أنه كان أحد ابناء مدرسة محمد عبده الفكرية التي يعول عليها العلمانيون كثيراً في تمييع العلاقة بين العلمانية والإسلام.

يقول الدكتور محمد البهي في كتابه هذا بعد أن عرض لشمولية الإسلام في جميع جوانب الحياة وعدم قابليته للتجزؤ أو التبعض: "و بما عرضناه هنا من مبادىء الإسلام كما تذكرها آيات القرآن الكريم نجد أن الإسلام نظام شامل لحياة الإنسان ومترابط في مبادئه وفي تطبيقه لا يقبل التجزئة بحال وقصر التطبيق على جانب مثلاً في حياة الإنسان أو على جانبين فأكثر من جوانب هذه الحياة دون باقي الجوانب الأخرى معناه إفساح مكان لهوى الإنسان بجانب ما يطبق من مبادىء القرآن "وشتان بين هوى الإنسان ووحي الله "إن إخلاء مكان لهوى الإنسان في حكم الإنسان المسلم في مجتمع الإسلامي بجانب تطبيقه مجموعة من مبادىء القران في جانب أو في عدة جوانب من حياة الإنسان هو كفر ببعض الكتاب وهو القرآن فيما أفسح فيه المجال للهوى ... وإيمان ببعضه الآخر فيما يطبق فيه القرآن.

فلو قصر تطبيق القرآن على أداء العبادات أو كما يقال على حياة المسجد وأبعد عن مجالات الشئون السياسية والاقتصادية والاجتماعية مثلاً كان ابعاد القرآن عن مجالات الشئون السياسية والاقتصادية والاجتماعية كفر بمبادىء القران في هذه المجالات.

وكان حكم الإنسان المسلم في المجتمع الإسلامي يخضع للهوى أو للشيطان في المجالات التي يبعد فيها عن القران" ( ص 19 : 20 ).

و يقول الدكتور عدنان النحوي في كتابه "الشورى لا الديموقراطية" : "العلمانية فصلٌ للدين عن الدولة : كفر صريح"

ويقول الدكتور يحيى هاشم فرغل في كتابه (رئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالأزهر سابقاً (حقيقة العلمانية بين التخريب الخرافة) : "إن العلمانية بمفهومها (المتسامح) و الذي يكتفي بالفصل بين الدين والحياة قد لا تعنى الإلحاد في العقيدة المسيحية ولكنها تتطابق معه فيما يتصل بالعقيدة الإسلامية سواء اخذناها بمفهومها المتسامح أو بمفهومها المتشدد _الذي يصر على القضاء على الدين_ غاية ما في الأمر أننا لا نحكم به _الإلحاد_ على معتنق العلمانية مطلقاً ولكننا نحكم به على أولئك الذين يصرون عليها بعد تعريفهم بهذا التطابق.

وهذا ايضا ما صرحت به رئاسة إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية حيث جاء في بيان لها عن نواقض الإيمان في فقرة خاصة موجهة إلى العلمانيين:

من اعتقد أن هدي غير النبي (صلى الله عليه و سلم) أكمل من هديه أو إن حكم غيره عنده أحسن من حكمه كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر ومن ذلك:

* اعتقاد أن الأنظمة والقوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الله.
* أو أن نظام الإسلام لا يصلح تطبيقه في القرن العشرين.
* أو أنه يحصر في علاقة المرء بربه دون أن يتدخل في شئون الحياة الأخرى.
* القول بأن انفاذ حكم الله في قطع يد السارق أو رجم الزاني المحصن لا يناسب العصر الحاضر.
* اعتقاد أنه يجوز الحكم بغير ما أنزل الله في المعاملات الشرعية أو الحدود أو غيرها وإن لم يعتقد أن ذلك أفضل من حكم الشريعة لأنه بذلك يكون قد استباح ما حرم الله اجماعاً وكل من استباح ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة كالزنا والخمور والربا والحكم بغير شريعة الله فهو كافر بإجماع المسلمين.


ويقول الدكتور محمد بن سعيد بن سالم القحطاني في كتابه (القصيبي والمشروع العلماني) :
لاشك أن الإسلام يعتبر العلمانية كفراً و شركاً بالله سبحانه وتعالى والسبب في ذلك هو كما يلي:

1- إن الإسلام هو دين التوحيد بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وهو يرفض الشرك في كل صورة من صوره بل يرفض ذرائعه ووسائله ومن ثم فمبدأ العلمانية: "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله" مرفوض في الإسلام الذي ركنه الأساسي "لا إله إلا الله".

2-أن مفهوم العبادة في الدين الإسلامي انها كل قول وعمل ظاهر أو باطن يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى كما قال سبحانه: "قل إن صلاتي و نسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".

فالعبادة تشمل النشاط الإنساني بكل ما فيه ، فلا يخلو شيء منه عن الأحكام الخمسة حتى المباح يمكن أن يصبح قربة مأجور عليها بالنية الصالحة ، أما العلمانية فتجعل أكثر شئون الحياة مما لا علاقة للدين به.

3 – يجعل الإسلام العلمانية شركاً في الطاعة والاتباع حيث انها تعلن التمرد الكامل على تحكيم الشرع في شئون الحياة بعضها أو كلها وهذا مفرق الطريق بينها وبين الإسلام قال تعالى: "أفحكم الجاهلية يبغون" وقال سبحانه: "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله".

4- يقول سبحانه: "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء" فاتخاذ الأولياء شرك بالله سبحانه وتعالى.

ومع كل ما سبق فإنهم يبتدعون دائما شبهات جديدة تثار حول الموضوع قد نناقش بعضها في مقالات قادمة.
20-04-2012 03:56 PM
فراس عطاالله
اجدت وابدعت فانت قدوة لمن عرفك واهل للثقة ومنبع للعلم، دمت ودام نبض قلمك نبراسا لمن اراد خيرا للامة ، وهدي به من تطاول واراد لها الشتات والفرقة، اشكرك من صميم قلبي واحسن الله اليك.

20-04-2012 07:25 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات