النظام يجبرها بعد الكسر ، فهل تجبر؟


كان على النظام (ككل ) أن يدرك الواقع السياسي للمجتمع الاردني ، وطبيعة الحراك السياسي ، ومداه والغايات التي يروم الوصول لها ، ثم عليه أن يدرك عناصر القوة للطرفين ومدى قدرته على حسم الامور دون أن يخسر بقية رصيده المعنوي .
الافراج عن المعتقلين المقتنعين بصحة مواقفهم ، جاء في غير صالح النظام ومحاولة تجبير بعد الكسر ، ولم يحسب الافراج كعمل انساني ، بل حسب عليه ، كان الاصل أن لا يعتقلوا بداية ، أي أن يحني النظام راسه للعاصفة حتى تمر، أو يقدمهم لمحاكمة عادلة شكلا ومضمونا ، ، فالرحمة تشل العدالة اساسا ، والادهى أن الرحمة غير الصادقة تشل النظام ككل ، حاول النظام وبشكل متردد ( بين القسوة والرحمة ) قمع المعارضة ، فخسر الكثير من رصيده ، فقد اتاح ـــ بدون وعي ــ المجال للناس لاكثر من شهر وهم يتداولون الأمر ، ومن البديهي أنه عندما يكون النظام مادة للنقاش وعلى الطاولة يعني أن النظام اصبح عرضة للتشريح والتجريح والقيل والقال ويجعل نفسه في مرمى النيران من الاصدقاء والاعداء على حد سواء ، لقد وضع النظام نفسه في منطقة الحرام ، مما يسيء لنظامنا السياسي ولقدرته على قيادته الاصلاح عندما شكك الناس بمصداقيته.

إمام النظام احد خيارين : الاستجابة للناس وتركهم يقولون ما يشاؤون .
، او القمع بلا هوادة بغض النظر عن خطورة تلك الخطوة ، إذا كان مقتنعا بصحة موقفه ، وان الحراك حراك تخريبي يجب قمعه مهما كلف الثمن ، لكن وبما أن جلالة الملك يعلن انه مع الحراك والتغيير الجذري حتى مستوى ملكية دستورية ، فتسقط تهمة التخريب عن الحراك ، مشكلة النظام هي مشكلة عدم الايمان بالمبدأ الذي يعلنه فهو مع التغير والاصلاح لكن بما يريده هو فقط والحراك يقول لو كان النظام نفسه صالحا ما احتجنا للمطالبة بالاصلاح اساسا ،فالاصلاح محوره النظام نفسه أي فقط المطلوب اصلاح النظام ، وليس سن هذا القانون أو ذاك ، ومع أن الحكومة تعتقل وتجرم اعضاء الحراك ، لكنها في قراراة نفسها تعرف أن تلك تمثيليات تامل أن تنجح في قمع الحراك . بينما اعضاء الحراك مؤمنين بمواقفهم ، أي أنهم بتصرفون على حسب ما يؤمنون به ، ودائما المؤمن اقوى واصلب من المتشكك ، بل لعلني اجزم أن النظام يعرف اكثر من غيره أن سجنة لنشطاء الحراك عمل باطل شكلا ومضمونا ، ففي كل العالم وعلى مر العصور كان العمل السياسي عملا مشروع اخلاقيا ومن حق أي شعب تغيير نظامه السياسي .

كما وان من حق اي مجموعة من الناس أن يطالبوا سلميا باي تغير سياسي ، وإذا ارتكب العنف ضدهم ، فان العنف ضد الحراك السياسي لا يحق للسلطة أن تستعمله ضد المتظاهرين السلميين مهما قالوا ، وهذا هو معنى حق التعبير السياسي ، والتعبير السياسي هو حق مطلق وغير مقيد بالفاظ معينة أو بسقوف ، وبالتالي ما الجرم إذا قال واحد نريد هذا الشكل أو ذاك من النظام السياسي ، وإذا قيل مثلا أن رئيس الوزراء غير مؤهل ( مع الاحترام لشخصه ) في ادارة الحكومة ، هل هذا قدح مقامات أم تعبير سياسي مشروع ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات