هُم أعداءُ السَّلفيَّة .. فاحْذروهُم ! ( 1 )


إنّ الحمدَ لله تعالى ، نحمدُه ونستعينه ونستغفرُه ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقَّ تقاته ولا تموتنَّ إلا وأنتم مُسلمون }
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً } ‏
{ ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا }
أما بعد ..
فإنَّ أصدق الحديث كلامُ الله ، وخيرَ الهدي هديُ محمد ٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمور مُحدثاتها وكلَّ محدثة بدعة ، وكلَّ بدعة ضلالة ، وكلَّ ضلالة في النّار .

قال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ، روى الإمام أحمد والشيخان عن طارق بن شهاب قال : جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب فقال : يا أمير المؤمنين ؛ إنكم تقرؤون آيةً في كتابكم ؛ لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً !، قال : وأيَّ آية ؟ قال : قوله : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي } فقال عمر : والله ؛ إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم : عشية عرفة في يوم جمعة .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم شيئين ؛ لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " [ رواه الحاكم من حديث أبي هريرة وصححه الإمام الألباني ] .
وتركُ هذين الشيئين العظيمين : هو – بعينه – الانحراف عن الطريق المستقيم ، والانجراف مع الهوى ؛ ذاك ( المنهج ! ) السقيم ؛ قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : " لست تاركاً شيئاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به ؛ فإني أخشى إن تركتُ شيئاً من أمره أن أزيغ " .
وهكذا كان السَّلفُ الأوَّل مع سُنَّة النبيِّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - : إتباعاً وتسليماً، وإجلالاً وتعظيماً ؛ وضربوا في ذلك نماذجَ يَعُزُّ – في الدنيا – نَظيرُها : يُعَزُّ نَصيرُها ، ويُذلُّ ناكرٌها ؛ قال انسُ بن مالك – رضي الله عنه - :
" من كان مُستنَّاً ؛ فليستنَّ بمن قد ماتَ ؛ فإنَّ الحيَّ لا تُؤْمنُ عليه الفتنة ؛ أولئك أصحاب محمدٍ – صلى الله عليه وسلّم - ... "
وبَعْدَهم حصل اختلافٌ كثير ؛ كما أخبر البشير النذير – عليه الصلاة والسلام – : " من يَعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً " ..
حتى لقد قالت عائشة – رضي الله تعالى عنها - : " لو أدرك - رسولُ الله صلى الله عليه وسلم - ما أحدثَ النساءُ لمنعهنَّ المسجدَ ... " !
وقال أنس بن مالك – رضي الله عنه - : " ما أعرفُ منكم ما كنتُ أعهدُه على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – غير قولكم : لا إله إلا الله " !
وعن أمّ الدرداء ؛ قالت : " دخلَ أبو الدرداء وهو غضبان ، فقلت ما أغضبكَ ؟ فقال : والله ؛ ما أعرفُ فيهم شيئاً من أمر محمد إلا أنهم يُصلّون جميعاً " !
وقال - رضي الله عنه – في أثر آخر : " لو خرجَ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلّم – عليكم ؛ ما عرفَ شيئاً مما كان عليه هو وأصحابُه إلا الصلاة " !
قال الإمامُ الأوزاعيُّ ( مات سنة 157 هـ ) – رحمه الله تعالى – : " فكيف لو كان اليوم ؟! "
قال الحافظ الحُجة عيسى بن يونس ( مات سنة 187 هـ ) – رحمه الله تعالى – : " فكيف لو أدرك الأوزاعيُّ هذا الزمان ؟! "
والأوزاعيُّ وعيسى بن يونس عاشا في النُّصف الأول من القرن الثاني ؛ أي: قبل انقضاء القرون الثلاثة المشهود لها بالخيريَّة " خير النّاس قرني ثمَّ الذين يلونهم ، ثمَّ الذين يلونهم ... " ؛ ويقولان هذا .. !!
فماذا نقول نحنُ ؛ وقد استشرت الفتن والمحنُ والإحَنُ ؟
قال الإمام الشاطبيُّ ( مات سنة 790 هـ ) في كتابه ( الاعتصام ) – وقد ذكر بعضاً من تلك الآثار عن الأئمة الأعلام - : " .. إلى ما أشبه هذا من الآثار الدّالّة على أن المُحْدَثات تدخلُ في المشروعات ، وأنّ ذلك قد كانَ قبلَ زماننا ، وإنما تتكاثرُ على توالي الدّهور إلى الآن "
قلت : وإلى الآن .. ، بل وأعظم من ذلك ألوانٌ وألوان !!
فإلى الله – تعالى - المُشتكى لما حلَّ – اليوم - بهذه الأمّة ؛ وهو – وحده – المُستعان !
استشرت بها العادات المذمومة والقبيحة ؛ حتى صار الفسقةُ يتغَنَّوْن بها في أشعارهم ! ؛ وفشت فيها الفواحش والمعاصي بشتى صورها .. ، وصرنا (مجتمعات) نزاعٍ وتناحُر ؛ وتقاتلٍ وتشاجُر ، وعصبيةٍ عمياءَ وتفاخُر ؛ ( يأكل القويُّ منّا الضعيفَ ) ؛ عندنا المُوسِرُ مَهيباً مُوقَّراً، والمُعْسِرُ مَهيناً مُحقّراً !.
وأغْرَقتْ نفوسُ النّاس بالفظاظة والشدّة ، والغلظة والحدّة ؛ تفلّت عليهم الغضبُ فأخذَ بالألباب ، وتمادى بهم الحَيْفُ حتى القذفَ والسِّباب ، و الطَّعْنَ بالأنساب .. !
عُبدَتْ الأهواءُ ، وقُدِّمت الآراءُ ، و( بَرز ! ) أهلُ الزيغ والإغواء !!
وأشدُّ بلاءً : غُرْبةُ أهلُ المحجَّة البيضاء ، والسُّنة الغرَّاء ...
فسادُ دينٍ ودُنيا .. !
وهو ما يجعل أمْرَ التحرُّر من أغلال الجاهليّة ، و تلك الأوحال ضَرْباً من المحال .. ! .
و " إنما دخل الفسادُ على الخلق في ستة أشياء : الأول : ضعف النية بعمل الآخرة ، والثاني : صارت أبدانُهم مهيأةً لشهواتهم ، والثالث : غلبهم طول الأمل مع قصر الأجل ، والرابع : آثروا رضاء المخلوقين على رضاء الله ، والخامس: اتبعوا أهواءهم ونبذوا سنّة نبيِّهم – صلى الله عليه وسلّم - ، والسادس : جَعلوا زلّات السَّلف حُجَّةً لأنفسهم ودفنوا أكثرَ مناقبهم .. " كما كان يقول ثوبان بن إبراهيم ( ذو النون ) رحمه الله .
{ ولكلِّ قومٍ وارث }
ضعفاءُ النيَّة ، وعبيدُ الشَّهوات ، والمُسوِّفون ،وعبيدُ المخلوقين ، وأصحابُ الأهواء أعداءُ السُّنة ..
والآخِرون ممن ذكروا ؛ ها هم – اليوم – قد كَثروا : فرقٌ وأحزاب ، وجماعات وانتساب ، و ( مُفكِّرون ! ) و ( كُتَّاب ! ) ...
( كثيرون ) منهم جعلوا زلّات أهلِ السُّنَّة ( السَّلَفيِّين ) حجةً لأنفسهم ، ودفنوا ( كلَّ ! ) مناقبهم !
إنَّ الدعوة السّلفية هي دعوةٌ إلى الحقِّ .. دعوة إلى الكتاب والسُّنة بفهم سلف الأمة ؛ الذين هم : أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – ومن اتبعهم بإحسان من أهل القرون المشهود لها بالخيريَّة ..
قال شيخُنا الفاضل أكرم بن محمد زيادة – حفظه الله تعالى – في مقالة له - وبتصرفٍ يسيرٍ لا يُخلُّ - :
" السلفية مدرسة علمية شرعية بحتة ، تقوم على تشجيع الاجتهاد ، وتحارب الجمود ، وتنشر العلم ، وتربي الفضيلة، وتنمي الأخلاق ، وهذا سرُّ نجاحها، بشهادة المحب والمبغض ـ عدا المتناقضين ـ والقريب والبعيد ..
[ و ] السلفية تعني بـ ( التصفية والتربية ) ، ( التعليم والتزكية ) ، وهي دعوة إبراهيم : { وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ، ويعلمهم الكتاب والحكمة ، ويزكيهم }، وهي مِنَّةُ الله ، ونعمته على المؤمنين : { لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ، ويزكيهم ، ويعلمهم الكتاب والحكمة.. }، وهي معجزة الأمي والأميين : { هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته، ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة.. }، ومن الظُلْمِ للأردن، ولتاريخ الأردن ، نسبةُ تأسيس ( السلفية ) في الأردن إلى الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ فالسلفية في الأردن منذ أن فُتِحَ الأردن في عصر الصحابة الأزهر ، إلى أن يشاء الله ، والناظر إلى تراجم السلفيين الأردنيين ، أو العابرين إليه ـ على مدى نحو خمسة عشر قرناً ـ في كتب التاريخ، والتراجم، والسير، يعرف مدى هذا الظلم!!، ولا أبالغ إن قلت: أن السواد الأعظم من السلفيين ـ بل من المسلمين ـ على مدى التاريخ ( أردنيو ) الإقامة ، أو الموطن ، أو المرور .
وأما عبارة الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ : « من السياسة ترك السياسة » ؛ فهي صادرة من معين النبوة ـ بلا غُلوٍّ ـ وإن لم تكن ـ قطعاً ـ كلاماً نبوياً " .ا هـ
أقول : وكما هو معلوم ؛ فإنه لا يوجد احدٌ من علماء الأمة من الخطأ والزلة معصوم ؛ ومهما جُمع له من العلوم ؛ فإنَّ العصمة للأنبياء صدقاً و حقَّاً ؛ وقد يزيد – والله أعلم – من العالِم الخطأُ والزَّللُ ؛ كلّما توالت الأزمنة ، وكثرت الفتن ، وقلّ العلم ، صحّ عن معاذ بن جبل – رضي الله تعالى عنه – أنّه قال :
" إنّ من ورائكم فتناً ؛ يكثر فيها المال ، ويُفتحُ فيها القرآن ، حتى يأخذه المؤمن والمنافق ، والرجل والمرأة ، والصغير والكبير، والعبد والحرُّ ؛ فيوشك قائلٌ أن يقول : ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ؟ ما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غَيرَه ..
وإياكم و زيغة الحكيم ؛ فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم ، وقد يقول المنافق كلمة الحق ..
ولا يُثْنِكَ ذلك عنه ؛ فإنه لعله أن يراجع ، ويلقى الحقَّ إذا سمعه ؛ فإنه على الحقِّ نوراً " ا هـ
وأما أهل الباطل والأهواء - من الفرق والأحزاب التي ضلت سبيل السلف الصالح – فلا يغفرون لأهل السّنة الخطأ أو الزللَ غروراً ، لا بل يزيدون عليها – مما عندهم – بهتاناً وزوراً !
وهكذا لا يزالون مع أهل السّنة قديماً وحديثاً ؛ ولا يزدادون إلا ظلما – لهم – وجوراً ...
واليوم ! وقد حاقت بالأمة الفتنُ ما ظهر منها وما بطن ، وتكالبت عليها الشرور والمصائب والمحن ؛ طلع ( المرجفون الحزبيون الحركيون ) بقرونهم ، وعدَّتهم ، وعتادهم ؛ لا يرقبون في مخالفيهم عدْلاً ولا إنصافاً ، ولا يتورَّعون في سبيل إقامة ( الحكومة الإسلاميّة ! ) عن ( أيّة وسيلة ) ، ويسألونَ الرياسة إلحافاً !!
فأما مع مخالفيهم .. فخُذ أمثلة قليلة ؛ لكنّها ثقيلة !
لم يتكلّم ( السلفيون ) في بداية الفتن التي تدور رحاها ( طَحْناً ! ) في بلاد المسلمين ؛ وإنما كان توقُّفهم ( لا موقِفُهم ) لأسباب شرعيَّة ؛ تراعي أحوال الأمة المتفرقة شَذَرَ مَذَر ، وغير ذلك مما له محلُّ تفصيل قادم بإذن الله .
فقالت ( طائفةٌ ) منهم : هؤلاء هم ! لا يهتمون بأمر المسلمين !! ، ويفصلون السياسة عن الدين !! ، السلفيون كالعلمانيين !! ، وفي ( كتبهم الصفراء ) غارقين !! ..
وتلطّف بعض ( المفكرين والكتّاب ) فراح ( يُقسِّم = يُقزِّم ! ) السلفيين فسمّوا : ( السلفية العلميّة ) و ( السلفيّة السياسية ) و ( السلفيّة الجهاديّة ) و ( السلفية العاديّة !! ) .. !
ثمَّ تكلّم ( السلفيون ) وبيَّنوا موقفهم الشرعي من الأحداث والفتن الجارية ( الجارفة ) ؛ مُستندين على الكتاب والسّنة ، وأقوال الأئمة ؛ وهو ما يجعل مواقفهم – دائماً - ( ثابتة ) غير ( متذبذبة ولا متلوِّنة ) في كل الفتن التي مرت بها الأمة عبر تاريخها الطويل .
نصح ( السّلفيون ) الجماهيرَ العربيةَ الثائرةَ بالصبر ، وان تسلك الطرق السّلمية في المطالبة بالحقوق ؛ وبيّنوا حكم المظاهرات والإعتصامات ؛ ( دَرءاً للمفاسد الخفيّة والظاهرة ) و ( حقْناً للدماء الزكيّة والطاهرة ) ، وحشد علماؤهم النصوصَ الكثيرة ، والآثار الوفيرة !
فقالت ( طائفةٌ ) منهم عن علماء السلفية : ( عملاء وأنصار ) السلاطين !!، وأداتهم في وأد ثورات الشعوب ، وخرس ألسنتها المطالبة بالحقوق ! ، وقتل ( الربيع العربي ! ) ، و .. و ..
ولا ندري إلى الآن أين ذهبوا بالنصوص والأدلة الشرعيّة ؟!
صدق من قال : " صاحبُ الحقِّ يكفيه دليلٌ واحد ، وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل "
وإذا ما أنكر ( علماء السلفية ) على رؤوس الأحزاب والجماعات إنكاراً ( شرعيّاً ) لدرء الفتن وحقن الدماء والحفاظ على أمن البلاد والعباد ..
استكبرت ( طائفة ) ، وذهبت ( طائفة ) إلى السبّ ، والطعن واللعن .. !!
رحم الله تعالى أُويساً القرني ( سيِّد العُبَّاد بعد الصحابة ) ؛ كان يقول : " إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدع للمؤمن صديقاً : نأمرهم بالمعروف فيشتمون أعراضنا ، ويجدون على ذلك أعواناً من الفاسقين .. " !
وهؤلاء يجدون أعواناً من ( بعض وسائل الإعلام ! ) ومن ( بعض الكتّاب ) ومن ( بعض منتحلي العلم ) ..
وذهبت ( طائفة ) منهم إلى لعبة ( إسقاط الرموز السلفيّة ) بنبش القبور التي دُفنت فيها تُهمٌ واهية لبعض علماء الدعوة السلفية وبُرئوا وتبرؤوا منها ؛ رغم أنف الشانئين ( المساكين ) الذين (علموا ) – جيداً - : أنّ هذه لعبة وعادة شيعيّة رافضيّة .. !!
كلُّ ذلك حتى يخلو لهم ( طريق النصر ) !!
إن أولئك ببغضهم ( السّلفيين ) إنما هم كاذبون بدعاوى ( محاربة الفساد ) ، و ( الإصلاح ) ، و ( إقامة الحكومة الإسلاميّة ) ؛ فإن جعبتهم من العلم خالية خاوية على عروشها ... فكيف ؟!
ناهيك عن الدّمار الذِِي يتربّص بالأمة بسبب تخبطهم ، وخلْطهم ، ومغالطاتهم ...!
واكتفي هنا – خشية الإطالة - ؛ لعلي أستدرك ما فاتني في الجزء القادم بحول الله تعالى ..
أسأل الله العظيم أن يحفظ بلاد المسلمين من الفتن ؛ ما ظهر منها وما بطن ، وأن يُصلحنا وولاة أمورنا ، وان يرينا الحقَّ غير مُلتبس علينا ويرزقنا إتباعه ، وأن يرينا الباطل غير ملتبس علينا ويرزقنا اجتنابه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين
Saed_abbade@yahoo.com





تعليقات القراء

طفيلي ساكنها
اسمح لي أيها الكاتب أن أناقشك في بعض ما كتبت وخاصة في خاتمة المقال التي حوت خلاصته وربما القصد منه وأنت قد ذكرت أن العصمة للرسل عليهم السلام وغيرهم من البشر يصيب ويخطىء أولا: بررت ( للسلفيين) صمتهم في بداية الأحداث واعتذرت عنهم وأن هذا الصمت لأسباب شرعية تراعي حال الأمة ولم تذكر هذه الأسباب للوقوف عليها ومناقشتها أو حتى الإقتناع بها ألا يمكن أن يكونوا مخطئين في ذلك مادامواغير معصومين فلم تطالبنا أن نصوبهم أو حتى نعذرهم في هذا الصمت في وقت حاجة الأمة للبيان لمعنى هو في بطن الشاعر حسبما يقال؟!! ولم تكلموا في الموضوع ذاته بعد ؟! هل زالت هذه الأسباب؟! طيب عذرتهم في صمتهم ولم تعذر غيرهم ممن تكلم بحسب ما رأى مع أن الشارع الحكيم حث في مثل هذه الأحوال على البيان وليس على الصمت واعتبر ذلك من الجهاد بل من أعظمه!!ولمت الآخرين أنهم قسموا السلفية إلى جهادية وعلمية... الخ وكأنك لا تعلم أن هذا التقسيم صناعة من يقولون عن أنفسهم سلفيين وأن جماعات تحمل هذه الأسماء موجودة ومعروفة وليس هي صناعة خارج ومن تيار آخر كما توهمت أوأوهمت أما رفع عقيرتك بالتشكي والتظلم مما يلقاه السلفيون من السباب والإتهام والتطاول فاعلم أيها الأخ أننا ما رأينا أكثر تطاولا واتهاما ووقوعا في النيات وتصيدا للزلات والتماسا للعيوب وجراءة على علماء معروفين من بعض ولا أقول الكل ممن يزعم نفسه سلفياوحتى في ِشأن بعضهم وشيوخهم إذا اختلفوا مع بعضهم ولست بحاجة للأمثلة والأسماء التي تتجاوز الخلافات في الرأي إلى الإتهام بالنقائص والموبقات الأخلاقية( وما أحالك أيها الكاتب إلا تعرف أمثلة وأمثلة لذلك) اما وصفك موقف السلفيين بالثبات وعدم التذبذب فغريب أيضا ألم يغيروا مواقفهم من إنشاء الأحزاب ومن الإنتخابات ومن مبارك والقذافي ومن الإحتجاجات فإن أخرجت كل هؤلاء المغيرين من السلفية فهذا شأنك وليس حجة عليهم وأستدللت (ببغضهم للسلفيين)! ـ وربما كان الأمر مخالفة وليس بغضا ولكن من الصعب عند كثير ممن يزعم أنه على السلفية التفريق بينهماـ على كذب دعاة الإصلاح وعلى فسادهم فضلا عن جهلهم!! يا رجل هل اطلعت على القلوب أم كشفت لك أحوالهم فتجاسرت على اطلاق مثل هذا القول وجازفت هذه المجازفة وأنت الشاكي الباكي أن خصوم (السلفيين)يمطرونهم سبا وطعنا وشتما!! لككني أؤكد أنني لا أقصد بكلامي سلف الأمة حاشا ولكن بعض من يزعم أنه يمثلهم ولا أعمم أيضا على هؤلاء فواقع الحال أن ما كان عليه سلف هذه الأمة هو الحق الذي لايجوز العدول عنه بحال ولكن ليس كل ما ينسبه الناس للسلف صحيح وليس كل ما يتصورونه عن مذهب السلف صائب
05-04-2012 11:52 AM
راتب إلى 1
.........
المقال رائع بس بدو اللي ..........
05-04-2012 01:51 PM
سعيد النواصره
أخي في الله طفيلي
تحية لك ولكل أبناء الطفيلة الأحرار الرجال الصادقين
أولاً فإني أشكر لك أدبك في النقاش ورجاحة عقلك ولكن سأقف معك في بعض ما ذكرت انت في ملاحظاتك :
1- أين بررت للسلفين صمتهم ؟ أنا ذكرت ذلك وأرجأت الكلام على الأسباب لما بعد في المقال القادم او الأجزاء القادمة في الموضع المناسب فقلت ( له محل تفصيل قادم بإذن الله ) وقصدت الأجزاء القادمة ولكن يبدوأنه كان من الأحرى قول ( قادم بإذن الله في المقالات القادمة ) فاعتذر .
ثم أين طالبت التصويب أو الإعذار ؟
أنا شكوت أن ( طائفة وليس كل ) تهجمت دون التزام بالآداب الشرعية على السلفيين بسبب سكوتهم وقالوا ما قالوا ولك أن تقرأ في المواقع الإلكترونية .
فإذا سكت السلفيون أفلا يسكت عنهم ؟ ثم إني أكرر كلمتك : هل يعلمون هم ما في بطن السلفيين !! حتى يصدر منهم ذلك ؟ فمن المحق ؟ وأرجو أن نكون خرجنا من هذه ..
2- لن اناقش في مسألة الكلام أو الصمت وقت الفتن ، ويكفي أن تعلم يا أخي أن عامة اهل العلم على أنه ليس كل سكوت غش للإسلام ، وانت تعلم جيداً أن كثير من أهل العلم اعتزلوا الناس وقت الفتن ولم يتكلم بشيء ، والنبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث يوصي أصحابه العلماء بالصبر وقت الفتن حتى لقد ( توقف ) أبو هريرة رضي الله عنه عن التحديث بحديث ( الجرابين ) لأن ظاهره الخروج على الحكام مع ظهور بوادر الخروج في زمانه ، وهذا الإمام أحمد ( ( يتوقف ) عن بعض الأحاديث لنفس السبب، وهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنه ( يتوقف ) عن الإنكار على معاوية رضي الله عنه وقال : فخشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك الدماء !!
ثم لو تكلم السلفيون في ذاك الوقت ؛ ما الذي سيتغير ؟ ها هم بعدها تكلموا ولم يسلموا من طعونات الحزبيين والحركيين ..
3- ام مسألة التقسيم فربما انه خفي عليك يا أخي خفاياها ، وأنا الذي تكلمت إلى أكثر من حمل لواء التقسيم ، فوالله يا اخي ما أراد ( بعضهم ) إلا الضرر بالسلفية ، حتى لقد قال واحد ممن يعتبر عالما كبيرا عندهم _ لما دخل بعض السلفيين معترك السياسة في مصر - قال : هكذا نريد السلفيين ولا نريدهم متقوقعين على انفسهم ولا يهتمون بقضايا المسلمين !! وكان ذلك على فضائية مشهورة!! ...فإلى ماذا عدنا ؟
واما ان التقسيم صناعة السلفيين ؟ فعليك الدليل ؟ من قسم من العلماء السلفيين ؟ بل ان علماءنا تكلموا في موضوع من اشتغل بالسياسة من السلفيين، وبينوا خاصة وان السلفية دعوة معلومة الأركان منذ القديم ومن يخرج عن منهجيتها لا نذمه أبدا ولكن هو يناقش في الأمر ، ولك أخي ان تعود لسلسلة مقالات لي بعنوان ( من السياسة ترك السياسة ) لتعرف أكثر معنى كلامي .
4 - واما استخدامك لتعبير ( رفع عقيرتك بالتشكي والتظلم ) فهذا مالا أحبه لك ياأخي - والله - لأن فيه ايحاء بالتهكم والتهجم وان المقابل يتباكى لإثبات حجته ، وأنا اذكرك بالحديث ( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ... ) وما قال أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم : يرفع عقيرته ... !

5- واما قولك : ما رأينا أكثر تطاولا واتهاما ووقوعا في النيات وتصيدا للزلات والتماسا للعيوب وجراءة على علماء معروفين من بعض ولا أقول الكل ممن يزعم نفسه سلفياوحتى في ِشأن بعضهم وشيوخهم إذا اختلفوا مع بعضهم ولست بحاجة للأمثلة والأسماء التي تتجاوز الخلافات في الرأي إلى الإتهام بالنقائص والموبقات الأخلاقية( وما أحالك أيها الكاتب إلا تعرف أمثلة وأمثلة لذلك) ؛ فأين ذلك من علماء السلفية ؟ واما إن قصدت من عوامهم فربما يصدر ذلك ، ونحن ننكر عليهم معك ، واما إن قصدت انكار البدع والمذاهب المخالفة للسنة فهذا موضوع آخر ،واما الموبقات الأخلاقية ... فأقول لك : اين هذا ؟ إئتنا بالدليل ؟ وإن كان ثمة فأنا اول المنكري معك ..
6 - واما تغيير المواقف من تأسيس الأحزاب ومن مبارك والقذافي ... فمن هم المغيرون ؟ اهم الشيخ الحلبي أم الألباني أم ابن عثيمين ام الشيخ مشهور أم .. ؟ من غير تسأله عن ذلك !! وانت قلت (غيّر ) لكن الأصل بقي ..

7- واما يا أخي إذا كان كل ما صدر من افواه ( بعض ) الحزبيين ( ودعاة الإصلاح ) ولا زال يصدر من تسمية علماء السلفية بالعملاء وعلماء الحيض والنفاس والمأجورين وعلماء الصحون وعملاء للصهاينة ، وأصحاب عقول ممسوحة ورؤوس مقطوعة ... تسميه ( مخالفة ) فما هو البغض عندك يا أخي ؟!!
8- واما كذب دعاة الإصلاح وفسادهم فهذا كما قرأت قد ربطته ببغضهم علماء السلفية وعدم الموازنة بين المصالح والمفاسد ، وعدم تقديرهم لما يمتمل جداً حصوله من الدمار والقتل والخراب في بلادنا - لا قدر الله - ، وإلا فماذا تقول بأسالبهم التصعيدية وقد سمعنا امس عن تهيديداتهم ومفاجأتهم التصعيدية !!
اما قرات مقالة ( الخطوط الحمراء بعدها الخطوب والدماء ) واطلعت على الأحاديث والآثار الواردة فتعلم ما يقصد بالجهل بها وآثاره ؟
وتعلم أني لم اطلع على القلوب ولكنها احاديث عمن يبلغ عن الله تعالى المطلع على القلوب وأخفى ؟
9- ( الشاكي الباكي )؟!! سامحك الله تعالى .
10- وأما قولك ( ليس كل ما ينسبه الناس للسلف صحيح وليس كل ما يتصورونه عن مذهب السلف صائب ) فهذا استغربته منك ؛ لأن من اجل اركان الدعوة السلفية الي حمل لواءه الإمام الألباني هو تحقيق الأحاديث والآثار وبيان صحيحها من ضعفها ..
فإن قصدت بعض الآثار الواردة قي المقالة فالتحقق منها امر يسهل عليك اليوم ..
واما تصور مذهب السلف الصالح فأمر بحثه العلماء الجهابذة من قبل كالأئمة الأربعة وابن المبارك والفضيل وابن تيمية وابن القيم والشوكاني والشاطبي ومحمد بن عبد الوهاب وابن عثيمين وابن باز والألباني وغيرهم ..
لا انا ولا انت يا اخي ومناولئك العلماء نأخذ ...
مع اعتذاري لك عن الإطالة وأعتز بمعرفتك والله يعلم .
05-04-2012 02:08 PM
رواشده
موضوع المقالة جيد وجزاك الله خير ياشيخ سعيد النواصره ورغم أني اول مرة اسمع بك ولكن منهجك بأذن الله صحيح وأسأل الله أن يثبتك عليه وأود أن أنبه على بعض الامور وهي :-
1- السلفيون هم الوحيدون الذين يهتمون في جميع امور الامة مهما صغرت أو كبرت بعكس الجماعات الاخرى فالاخوان يهتمون في السياسة فقط واذا قال احدهم أنهم يهتمون في امور اخرى مثل مراكز تحفيظ القران ....... فأقول أن هذا الامور الاخرى عندهم ثانوية ومنها ما أهل لغير الله بل دعوة الى حزبهم وليس إلى الله ، وكذلك جماعة التبليغ فأنا اراهم يهتمون بالدعوة فقط (ويا ليتها دعوة السلف الصالح ) ثم أن جل اهتمامهم هو استقطاب الناس للخروج وغيرها من الجماعلت الاخرى .
2- قد يكون الهدف عند جميع الجماعات الاسلامية واحد (وهذا ما نرجوه ) ولكن الاختلاف في الطريقة هل هي على الكتاب والسنة (وكل يدعي وصلا ليلى وليلى لا تقر لهم بذاك)
3- اسأل الناس الحزبيين ما هدفك في الحياة فيقول الاصلاح ومكافحة المفسدين ...... فأما انا فاقول لهم هذا ليس هو الهدف ، أن الهدف الرئيسي لكل مسلم في هذه الحياة هو دخول الجنة والابتعاد عن النار فلو ضمن الانسان الجنة لا يضرني أي شيء ولا يكون سبيل دخول الجنة الا باتباع ما امر الله ورسوله واجتناب ما نهوا عنه ولكن الكيفية كيف (على منهج السلف الصالح وحسب فهمهم لها) وليس كما فهم فلان وعلان .
وجزاك الله خير .



ثم اشكر الاخ الطفيلي على حسن نقاشه وادبه فهذا الرجل يبدو عليه علامات الصلاح وهذا ما نرجوه ان شاء الله
03-06-2013 01:56 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات