الحراك السياسي بين الأردنة والغربنة


يسجل للحراك الاردني انه الحراك الوحيد في المنطقة الذي مر من غير نقطة دم واحدة، ويسجل للأمن الأردني التعامل الحضاري المسؤول مع هذا الحراك، غير أن هناك تساؤلات تدور بذهن المراقب السياسي لعل أهمها: هل الحراك السياسي في الأردن مبعثه خدمة الوطن والمواطن أم أن هناك دوافع مختلفة لانطلاق هذا الحراك؟!، ثم، هل ثمة جهات تستثمر ما يحدث على الساحة الأردنية لتحقيق أجندات خاصة أو للتغطية على "عورتها" التي بدأت تلوح بالأفق بوادر فضحها؟!!.

إن قراءة فاحصة لخارطة الحراك تظهر جليا تعدد الدوافع والغايات من ورائه ويمكن إجمالها بأربعة محركات رئيسة، ألأول: محرك وطني نقي يهدف إلى تحقيق الإصلاح ومحاربة الفساد بعيدا عن التدخلات الخارجية أو الأجندات الخاصة، لكنه يفتقر للتنظيم ووضوح الهدف ووحدة القيادة!!!.
المحرك الثاني: نفعي "مصلحي"، حيث يظهر ويختفي وفقا للمصالح الشخصية، وهذا الحراك يختبي ويستثمر الأول لتحقيق مصالح القائمين عليه؛ ولايمهه كثيرا المصلحة الوطنية العليا بقدر تحقيق المنافع الآنية الفردية!!!.
أما الثالث: فهو حراك مدعوم من الطبقة الفاسدة والمتنفذة في المملكة؛ ويهدف إلى إثارة الفوضى وزعزعت الأمن وترويع المواطنين؛ وقد يتعدى بأهدافه إلى الإعتداء على رموز الحراك الأول بقصد إيقاع الفتنة بين أعضاءه وأجهزة الدولة؛ والهدف إبعاد الإنظار عن قضايا الفساد الرئيسة وإشغال الرأي العام بقضايا بعيدة عن الموضوع المستهدف من الإصلاحيين!!!، وهذا النوع من الحراك يمول بشكل سخي من"هوامير"العاصمة ويقع ضحيته العاطلين عن العمل وبعض طلبة الجامعات!!!.
والمحرك الرابع والأكثر خطرا فهو المحرك الخارجي والذي تسنده سفارات الدول الغربية، وقد لاحظنا تحركا مشبوها لبعض دبلوماسيي الغرب في العاصمة عمان وبعض المحافظات ألأردنية كما سمعنا عن تردد بعض"رموز"هذا اللون من الحراك على سفارات غربية للإستقواء على الدولة الأردنية ونظامها السياسي؛ وآخر مؤشرات"غربنة"هذا اللون من الحراك التصريحات المؤسفة لإحدى الناشطات الأردنيات حول ضرورة تدخل أجنبي لحماية أموال الأردنيين!!!.
ومن خلال التحليل السابق نخلص للقول: إن في الأردن حراكا سلميا وطنيا هادفا؛ لكنه حراكا مستهدفا ويتوارى خلفه ألوان خبيثة من حراكات تدعي الوطنية في ظاهرها؛ لكنها تشبه"حية التبن"، تسعى لتقويض دعائم الدولة الأردنية وتوسيع الهوة بين المواطن ونظام الحكم وتستعين بالغرب لتحقيق مآرب مصلحية وشخصية على حساب الوطن والمواطن!!!.
إن من حق المواطن الأردني أن يعرف حقيقة ما يجري في وطنه، ومن حقه أن يبذل الغالي والنفيس للمحافظة على مكتسبات وطنه، فالأردن لا يحتمل حربا أهلية، ولا نزاع طوائف، ولاجحيم عشائريات متصادمة، ولا تناحرات دولية تهدر دماء الأردنيين لحساب فئة مقامرة متآمرة ليس لها وطن أودين!!!.

إننا نناشد العقلاء والوطنيين الغيورين أن يتمسكوا بثوابت الوطن العليا في حراكهم الوطني السلمي، فالإصلاح السياسي ومحاربة الفساد والمفسدين مطلب وطني؛ والوحدة الوطنية مقدسة يجب المحافظة عليها وتمتينها؛ أما الإستقواء بالغرب على أهلنا ووطننا فهذه خيانة لا نقبل بها؛ وسيدفع ثمنها الحاقدون!!!.

a.qudah@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات