جراسا -

خاص - احمد عريقات - هذه الصورة التقطت يوم الجمعة الموافق 2-3-2012 في منطقة الجبيهة عند الأشارة تقاطع الجبيهة بإتجاه الجامعة الأردنية وفي حدود الساعة العاشرة صباحا ، والشيء الملفت في الصورة أن هذا الرجل عامل الوطن يبدو أنه كبير في السن من خلال طريقة مشيه وتعكزه على مكنسته ، ويسير بكل حذر على أكوام الثلج التي تجمعت على الشارع والأرصفة ويحمل كيس ليجمع به النفايات الملقاة على الأرض ، وفي يوم عاصف ومثلج وهو يحفظ أقدامه من بردوة الثلج بأكياس من النايلون ولا يرتدي جزمة بلاستيكية طويلة العنق كما يفترض

هذا الشرح الممل لهذه الصورة جاء من باب السؤال فقط عن الجهة التي قبلت على نفسها أن تخرج رجل بمثل هذا العمر من الصباح كي يقوم بتجميع النفايات التي لن تظهر نتيجة لتراكم الثلوج ، ، ومع ذلك وجدته يعمل بكل إخلاص وأمانة وتفاني وبدون وجود رقيب فوق رأسه يرقب عمله ويحاسبه عليه لأنه وضع مخافة الله بين عينيه فقط وليس شيء أخر .

وسؤالنا هنا من أكثر إخلاصا في العمل هذا الرجل أم الوزير الذي جلس أمام التدفئة التي قيمة فاتورتها على حساب الشعب ، وتدثر بالكثير من ملابس الصوف ووضع أمامه كوب من الشاي الساخن وقطع بسكويت وتحيط به الزوجة والاولاد ويتابعون الأخبار حول حالة الطرق في إنتظار متى تفتح الاليات الشوارع المؤدية لبيتهم كي يذهبوا لتناول طعام الإفطار أو ربما الغداء في أحد مطاعم عمان الكبرى ، وربنا يسامحني هنا لأنني أشك بأن تكون قيمة الفاتورة ايضا على حساب الشعب .

وكلمة وزير لغة تعني اشتقاقة من الوزرِ الجبل الذي يعتصم به لينجى منه ، ووزير الخليفة أو الملك معناه الذي يعتمد على رأيه في أموره ويلجىء إليه وهو الذي يحمل عنه ما حمل من الأثقال ، وعندنا يبقى معنى كلمة وزير في بطن الشاعر وشخصية هذا الرجل الذي في الصورة إلى أن يرث الوطن حكومات منتخبة ووزراء لهم مرجعية ( ليست عشائرية تنصرهم ظالمين أو مظلومين ) تحاسبهم إذ ما قصروا في حملهم الذي أوكلوا به من قبلهم ؟ .