جراسا -

ما زال مسلسل ضرب الزوجات من اهم الامور التي يعالجها الاخصائيون ضمن حزمة من النصائح والخدمات التي يقدمونها من خلال نشراتهم التوعوية والبرامج الخاصة التي تبث على الفضائيات, الا ان العنف ضد المرأة ما زال يصور ابشع صور الاعتداء عليها من خلال ضربها من قبل الزوج او المحارم على كل شاردة وواردة.

قصص كثيرة لسيدات وشابات تصور ابشع ما يمكن ان يقوم به الزوج او الاخ وحتى الاب في اللجوء الى هذه الطريقة التي تأكل في طريقها الاخضر او اليابس في حياة المرأة النفسية.

العرب اليوم التقت بعض السيدات التي يمارس عليهن العنف وذلك عن طريق عدة مصادر نتحفظ عن ذكرها ضمان لسلامة وكرامة المرأة وخوفا عن التخلي عنها من هذه الجهات.

ولعل ابشع ما يمكن ان تعيشه المرأة على مر الايام هو ضربها المتكرر من قبل زوجها او احد افراد عائلتها بسبب او بدون سبب حتى ان البعض منهن مصابات بامراض عديدة نتيجة هذا الضرب المتكرر, واجمعت العديدات ممن اتقينا بهن عن تحفظهن للجوء الى الجهات الامنية التي تحمي المرأة من العنف وتقوم بحمايتها ايضا, لكننا مجبورات على السكوت خوفا من بطش ذوينا وازواجنا.

الثلاثينة منى ر التي تتعرض باستمرار للضرب من زوجها نتيجة ابتزازها المتكرر بأخذ راتبها, وعاشت منى هذه الحالة منذ ان توظفت واصبحت تتقاضى راتبا شهريا ومن هنا بدات المشاكل مع زوجها الذي بدأ يحاسبها على كل قرش حتى وصل الامر بطلب راتبها كاملا وعندما رفضت قام بضربها ضربا مبرحا الامر الذي دفع الجيران للتدخل الذين حاولوا اصلاح الموضوع لكن الامر لم ينته عند هذا الحد , فقد اصبح زوجي يسرق ما في حقيبتي من مال ولا يبقي معي اي قرش الامر الذي دفعني لهجره وطلب الطلاق لكنه رفض بحجة انني الدجاجة التي تبيض ذهبا , الامر الذي دفعني جديا بالخروج من منزله واستئجار منزل آخر برفقة شقيقي الذي وعد ان يحميني من بطشه لحين رضوخه للامر الواقع , لكن زوجي قام بالتهجم علينا ايضا في منزلنا وضرب شقيقي الذي رفض ان يشتكي عليه لكونه نسيبنا والشكوى بحقه من العيب , وتصر منى على طلاقها بعد تعرضها للعنف والاستغلال من قبل زوجها.

اما ميسون ع التي تعمل معلمة والتي تتعرض ايضا للابتزاز من قبل زوجها الذي يركلها بقدميه دائما من اجل حصوله على جزء من راتبها والذي تزداد نسبته من شهر لآخر وترفض ميسون ان تعطيه شيئا رغم ضربها ضربا مبرحا وعلى شهادة الجيران بالاضافة الى انها ترفض الشكوى عليه كونه ابا لاولادها ولا تريد ان تضع القضية في ايدي القضاء على امل ان يتغير, لكنها وعلى مر الايام رفضت فكرة البقاء معه في انتظار الفرج, فقد كبر الابناء وفضلت ان تهجر زوجها وان تستاجر بيتا آخر رغبة في توفير الامان لنفسها ولابنائها الذين بداو يشعرون بانهم مستقلون وان صحتهم النفسية اصبحت افضل في التعامل مع والدهم الذي ندم على فعلته وطلب من ابنائه ان يعود للسكن معهم لكنهم رفضوا خشية تكرر مسلسل العنف الذي كان يمارس ضد والدتهم.

اما حنان التي طلقت من زوجها لاسباب نفسية لكونها لم تقدر ان تتعامل معه على مر السنين الامر الذي دفعها للطلاق والعودة الى منزل اهلها, ومن هنا بدات المشكلة مع اخيها الذي تغيرت معالم شخصيته وبدأ يحاسبها على الدخول والخروج من المنزل بالاضافه الى ابتزازها ماديا بحجة انها امرأة مطلقة الى ان وصل الامر به الى ضربها وتكرر هذا الموقف اكثر من مرة, الامر الذي دفعها للجوء الى احدى السيدات المختصات حول حقوق المرأة والتي قامت بنصحها والجلوس مع اخيها الى حين تصلح الوضع , وترى حنان انها محظوظة اكثر من غيرها بان اخاها قبل الجلوس مع احدى المتخصصات والتي كنت اثق بها كثيرا الامر الذي جعل اخي بصورة اخرى في تقبله لفكرة انني مطلقة.

وقد يكون من الغريب ان يكون الاب قاسيا على ابنته خاصة اذا كانت وحيدة لكن قصة زينب قلبت هذه الموازين بعد رفض والدها تزويجها من اي شخص هي ترغبه وفي البداية كانت واثقة ان والدها يريد تزويجها الشخص المناسب ولكن وبعد ان اتضح الامر تبين ان والدها لا يريد تزويجها طمعا في راتبها, ولجات زينب لخالها ولعمها لكي يستطيعوا اقناع والدها بالعدول عن هذه الفكرة, لكن والدها لم يعترف ويرى بانه لم يات لها الشخص المناسب وهذا منذ ان تخرجت من الجامعة والان عمري 30 عاما ولم يات على راي ابي الزوج المناسب, وكان يخطر في بال زينب ان تتزوج وتهرب لكنها لا تستطيع ذلك لكون رضا الاهل عن الزواج هو الراحة والاستقلال لكن طمع والدها حال بينها وبين تحقيق حلمها بالزاوج والاستقرار وانجاب الاطفال.(العرب اليوم)