عظّم الله أجركم .. محمد نجح"


اشرقة شمس الصباح، لتعلن ولادة يوم الجمعة، يوم الخير والبركة، الذي استقبلناه ولم تنم أعيوننا بعد، ونحن نتفقد في كل لحظة الانتر نت، بحثا عن قائمة الطلاب الناجحين في شهادة الثانوية العامة، وفي الساعة السادسة صباحا ظهرت أمامي قائمة النتائج، "للدخول اكتب رقم جلوس الطالب" ومن فوري كتبت136616 وإذا بإسم ولدي محمد يليه كلمة ناجح، هنا صرخت ناجح ناجح!!! وطلبت من أم محمد أن تزغرد، رغم علمي إنها لا تجيد الزغاريد، فبادرني احد ابنائي بزغرودة غير منتظمة، ولكن كانت تعبير فرحة!!! وبدأت خطوط الهاتف في الرنين بين متسائلين ومهنئين، ولم يفت بعض الجيران، ان يتنبهو من نومهم على اصوات الفرحة التي ملئت ارجاء المكان، ورغم تعبهم وارقهم إلا أنهم جاؤا مهنئين مشاركينا فرحتنا، نعم هؤلاء هم أبناء القرية، كالجسد الواحد، واستمرت الافراح عدة ايام، وبحمد الله، تم قبول محمد في الجامعة.
ومثل أي أب: اخاف على ولدي من الغربة، واحتاجة ان يكون سيد البيت بعدي، وهوا الأبن البكر، وانا الأردني المغترب للعمل في الخارج، لتوفير العيش الكريم لأبنائي متناسيا راحة نفسي، توقعت أن يدرس إبني في جامعة عجلون، التي لا تبعد عن المنزل إلا بضع دقائق، أو بعض الجامعات القريبة الآخرى، وهنا حلّت الكارثة!!! حين ظهر اسم ولدي على قائمة المقبولين في جامعة الحسين في معان؟؟؟؟ ومن البديهي حسب العرف الحكومي الأردني!!! إن الإلتحاق في الجامعة الفصل الدراسي الثاني غير مدرج تحت دراسة المنح!!! سواء كانت مكرمة ملكية "وانا الوالد المتقاعد من صفوف القوات المسلحة بعد 17 سنة خدمة" ولا التربية ولا اي منح دراسية آخرى، لماذا؟ لا اعلم! "ربما هاؤلاء هم ابناء سبع شهور".
ليست هذي هي الكارثة فقط، هناك كارثة اكبر، لماذا يدرس إبني في معان؟؟؟ رغم وجود جامعة عجلون، وعلى العلم ان الجامعتان بنفس المرتبة، هل تعلمو يا اصحاب القرار كم تكلفني دراسة ابني في معان؟؟؟؟ دعوني اقول لكم: 40 دينار أجرة سكن، 30 دينار أجرة مواصلات، 100 دينار اكل، وشرب، ومصروف جيب، المجموع: 170 دينار شهريا!!!!هذا بعد التقشف!!! ما عدا قصط الجامعة، والكتب!!! رغم إنا راتبي التقاعدي لا يتجاوز ال 300 دينار، ورب أسرة قوامها 8 افراد!!!!! من هم اصحاب القرار ليتحكمو حتى في دراسة ابنائنا؟؟؟؟ التي هي على نفقتنا الخاصة اصلا!!!!! الم يتعبو من الجلوس عل مقاعدهم الجلدية خلف المكاتب الفاخرة وإتخاذ قرارات مجحفة في حق الشعب؟؟؟؟ ويسمون دراسة ابنائنا منح ومكرمات، الا يعلمو إننا اصحاب حق اردنيين ونفتخر بوطنيتنا وليس تحت رحمة منحهم ومكرماتهم!!! وهل يكرم المرء في بيته؟؟؟
اكتب اليكم وتفيضو عيوني من الدمع حزناُ على نفسي اولى، وعلى من والده لا يعمل بجهة حكومية، وليس صاحب عمل ثابت، وهو العامل الذي يعمل يوم وربما يرتاح اخر، أو يعمل في الصيف ويرتاح في الشتاء لسؤ الاحوال الجوية، كيف له ان يجد ما ينفقه على دراسة ولده؟؟؟ واطعام باقي ألأسرة!!! إذاً عظم الله أجركم.
آه لقد نسيت أن أذكر لكم بعض المهنئين: هنأني اخي الاصغر من الاردن المتخرج من الجامعة منذ ثلاث سنوات ولم يتوضف بعد، واخي الاخر الذي يحمل شهادة الدكتوراة من أوكرانيا منذ خمسة سنوات ولم يتوضف ايضا، واخي الذي ما زال يدرس في قرغيزيا على نفقت ابي الخاصة، واخي الاكبر حامل شهادة الدكتوراة الذي ضاقت علية جامعات الاردن، فحتضنته جامعات السعودية، واخي في الامارات الذي يعمل فيها منذ 24 عاماً، واسمحو لي ان اقف احتراما واجلالا لوالدي العزيز، الظابط المتقاعد من صفوف القوات المسلحة، بعد خدمة 25 عاماً، "وهوا من ابناء معركة الكرامة" وأنا أرفع هامتي مفاخراً به ألدنيا، وأثني عليه وكلي تسائل: كيف استطاع ان يحمل كل هذا العبء والمسؤولية، في إنشاء عشرة رجال، وتربيتهم على حب الوطن والكرامة؟؟؟ وهو الآن يعلم إننا احتفضنا بكرامتنا، وسرق منا الفاسدين الوطن.
واعود إليكم واقول: لماذا لا ندرّس ابنائنا في الجامعات الخاصة ليكونو اقرب الينا، وهي لا تفرق كثيرا عن اسعار الجامعات الحكومية، فنحظى بتوفير أجرة السكن، ونصف أجرة الطريق، ونصف المصروف الشهري الذي يختص في الطعام، وأنا اعلم كل العلم، إنا معدل إبني، لا يؤهلة للدراسة كما يدّعون على حساب المكرمة، أو منحة، لذلك أسميها المكارم والمنح المغتصبه، لعدم استفادة جميع أبناء الوطن منها، حقوقنا اصبحت احلام نسعى الى تحقيقها!!!!
ولا اعلم هل هي سياسة بعض المسؤولين الفاسدين، لاجبارنا على التوجة الى الجامعات الخاصة، لأنهم مساهمين في تلك الجامعات، ويعود المردود إلى جيوبهم، فيزجو بأبنائنا الى الجامعات البعيدة، ليثقل الحمل علينا، فنتوجة الى الجامعات الخاصة، جامعاتهم!!!
ولربما يتسائل البعض من هوا هذا الذي يكتب ولا يكاد يعجبه شيء؟؟؟!!! فدعوني اقول لكم من أنا: أنا إبن عجلون الجندي الذي صلى الصبح في معان، وزحف وادي اللجون، وازيز رصاصاتي ما زال يقلق حجارة قلعة القطرانة، ومشيت مأدبا إلى الكرامة وقراءة الفاتحة على الجندي المجهول، والزرقاء لي فيها فتون، وقلعة الخرانة استغاثة بقصر المشتى ليمنحها مني السكون، وفي واحة الازرق اسبلت العيون، وكنت هناك في طريبيل أنظر سوريا واستقبل إشراقة الشمس من عراق الصمود، وحمرا حمد التي مازالت تشتعل صحرائها من قذائف دبابتي التي اسميتها العنود، وكنت حارس لرؤوساء الدول العربية في القمة العربية ألاولى في عمّان العيون، وهناك في صحراء الكرك رقدت دبابتي في الحرب الغاشمة على العراق، وكنت احاكي مدفعها صباحا، واتوسد رشاشي ليلاً، واحلم ان اكون طلقة في يد صدام، يردي فيها طاغية، واسقط شهيدا، هذا أنا فأخبرني من أنت؟؟؟؟



تعليقات القراء

صقر1
هذه مشكلة كل مواطن اردني لا يحصل ابناءة على علامات عالية في الثانوية .طيب اذا حظنا هيك وولادنا ما بجيبوا معدل ..ضروري نوديهم على الجامعات البعيدة ويكلفونا اكثر من الجامعات الخاصة ..نعم الكثير من اولياء الامور سحبوا ابناءهم من هذه الجامعات وسجلوهم في جامعات خاصة . ربما سياسة بعض المتنفذين .عملما بان بعض الجامعات الخاصة تعاني من ضائقة مالية .وربما هذا هو احد الحلول لها .ولكن ياللي ما معاه يدرس ابناء في الجامعات البعيدة او بالخاصة شوه يعمل يسيبهم بالشارع ؟؟ولماذا يتم فتح جامعات حكومية في مناطق نائية ؟؟وما هى سياسة ذلك ؟؟علما بان الطلاب اذا غابوا اربع سنوات عن اهاليهم ربما ينحرفوا وبتعلموا الدخان والارجيلة ويحششوا و...و.. وبالتالي ضاعوا هم وضاعت فلوسنا ..!!!!
05-03-2012 08:38 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات