النّصح ُ الثمين .. في خطاب العلامة الحلبي للمعلّمين ( 4 )


( المعلّم ) صفة ُ الرّسول الأعظم ..
فلا نحزن ولا نألم .. !!

إنّ الحمد لله تعالى ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله .
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } ‏
{ ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }
أما بعد ..
فإن أصدق الحديث كلامُ الله ، وخيرَ الهدي هديُ محمد ٍ صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

قال الله – جلّ في علاه - : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلّم فيما رواه الإمام مسلم – رحمه الله تعالى - في صحيحه :" إنَّ الله لم يَبعثني مُعَنِّتاً ولا مُتَعنِّتاً ، ولكن بعثني مُعلِّماً مُيَسِّراً "

نحن أمّة أكرمنا الله – عزّ وجلّ – بدين ٍ خالطت بشاشته القلوب فأحيتها ، وخالجت بشائره العقول فأنارتها ، وجعل بيننا من وشائج المودة والرحمة ما يعلو بالنفس عن الظلم والجور ويسمو بها إلى العدل والنور ، ويحررها من أغلال الشدة والعنف ، ويحضها على الرفق واللطف ، ويربيها على التسامح والعطف .

ويوم أن استحكمت حلقات هذا الدين في الأمة ؛ وتمنّعت حرماته من التعدي والمجاوزة غدونا { خيرَ أُمّةٍ أخرجَت للنّاس } .
لقد بُعث النبي الأعظم – عليه الصلاة والسلام - في قوم ٍ قلوبهم أقسى من الصحراء التي يقطنون فيها ؛ وطباعهم أخشن من عيشتهم التي يحيونها ، والجهل فيهم قد بلغ حدّ أن يكون ديناً يتبع ، واستشرت بهم العادات المذمومة والقبيحة حتى صاروا يتغنون بها في أشعارهم ؛ وفشت فيهم الفواحش بشتى صورها ، وكانوا أمة نزاع وتناحر ؛ وتقاتل وتشاجر ، وعصبية عمياء وتفاخر ؛ يأكل القوي منهم الضعيف ؛ وعندهم المُوسِر مَهيباً مُوقّراً ، والمُعسر مَهيناً مُحقّراً .
وكان فيهم الفظاظة والشدّة ، والغلظة والحدّة ؛ ما يجعل أمر تحررهم من أغلال الجاهلية و تلك الأوحال ضرباً من المحال .

فبدأ النبي – صلى الله عليه وسلم – معهم داعياً إلى الله بالعلم والبيان ، والحجة والبرهان ؛ ناصحاً لهم ترك القبائح والرذائل ، ومرشداً إلى عظيم الأخلاق والفضائل ؛ مبشراً برضوان الله تعالى لعباده المتقين ؛ ومنذراً لهم من سخط الله وعقابه .

فقابلوه بالجحود والنكران ، والتكذيب والبهتان ؛ والأذى والعدوان ؛ وناله ما تعجز الجبال عن حمله ؛ فصبر – صلى الله عليه وسلم - على ما كان منهم ؛ واستمر بدعوة الحق دون تعب وكلل ، أو يأس و ملل ؛ بل كان يشفق عليهم لما يعلم من عاقبة المكذبين ؛ ويدعو الله تعالى هدايتهم ؛ حتى فتح الله تعالى له فآمن به أناس كثير ؛ وجدوا فيه – صلى الله عليه وسلم – رجاحة العقل وكماله واتزانه ، وسعة الصدر ، والرأفة والرحمة ، والحرص على ما ينفعهم ، والصبر على أخطائهم وزلّاتهم ، والرفق واللطف بهم ، والشفقة عليهم ، وفصاحة اللسان وحسن المنطق ، وحصافة الأسلوب ، والحكمة البالغة ، والشجاعة الغالبة ؛ والتواضع وخفض الجناح لهم ، والكرم والبذل ، وحفظ العهد ، والوفاء بالوعد ؛ وغيرها من الخصال الحميدة التي " لم تندُرْ فتُعد ، ولم تُحصر فتُحد " كما قال الإمام الماوردي ( إمام المشرق في زمانه ) ، فكان – صلى الله عليه وسلم – معلّماً لهم ومربياً بكل ما تحمله الكلمة من معان ٍ باهرة ، ودلائل قاهرة .

وما هي إلا بضع سنين ؛ حتى كان حوله – صلى الله عليه وسلم – رجال يعجز البليغ عن وصفهم ؛ و" لو لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم معجزة إلا أصحابه لكفوه لإثبات نبوته " وهذه عبارة تناقلها العلماء في كتبهم ؛ وجرت على الألسن حقّاً مبينا ً؛ فإنّ من طالع سيرتهم – رضي الله عنهم – ووقف على أخبارهم ؛ عرف – يقيناً لا ريب فيه – أن من علّمهم وربّاهم لا يكون إلا نبيا ً مرسلا من عند الله – جلّ في علاه – ؛ علّمه وربّاه .
واعلم أن كل ما كمّل الله تعالى به نبي الأمة محمداً – صلى الله عليه وسلم – من الصفات الخَلْقية والخُلُقية هو من رحمته تعالى لعباده ؛ { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } ، ولعل من أعظم الصفات أنه – صلى الله عليه وسلم – { بالمؤمنين رءوف رحيم } ؛ وفي هذا دلالة قرآنية على قاعدة تربوية جليلة وهي : ما يجب أن يكون عليه المربي والمعلم من الليونة والسهولة مع التلاميذ ؛ والإقبال عليهم بالرفق والعطف والحنان ، والقرب منهم ، والتأثر أو الانفعال لهم ، والابتعاد عن الخشونة وقسوة القلب وما يتبعهما من قبائح الأقوال والأفعال ، والنّهر والتأنيب ، بل والقهر والتعذيب ؛ ثم لتكون عليه السكينة والوقار فإن منهما الهيبة ، وكل هذا يستجلب إقبالهم على المعلم ، وانفتاح عقولهم للعلم ؛ وبخلاف ذلك ينفرون عن مراتب التربية وينصرفون عن العلم ؛ ولربما نشأ بين المعلم والتلاميذ من الكراهية والجفاء ما ينقض عملية التربية والتعليم برمّتها .

وأقول – جازماً حازماً - : إن ّ المعلم اليوم أحوج ما يكون إلى الالتفات لسيرة النبي المصطفى – عليه الصلاة والسلام - ؛ فإن فيها ما يعينه – ويعنيه – في فهم الوسائل الصحيحة في تربية التلاميذ وتعليمهم ؛ على وجه يقيه مزالق الغضب والتعنت ؛ فإنهما إن كثُرا منه صارا طبعاً له ؛ حتى يجرّاه إلى جناب الغلظة والشدة ، والتسلط والمجافاة في التأديب والتعليم .

وثمة أمور ينبغي أن تكون من المعلم على بال وهي : الأيمان بنبل رسالته كمربي ، وسمو مهنته كمعلم ، وعلو مكانته عند الله تعالى إن هو أخلص في عمله واتقى الله عز وجل فيه ، ثم ليكون قدوة صالحة لتلاميذه ؛ وفي كل شيء ؛ مستنيرا بهدي معلم البشرية محمد – صلى الله عليه وسلم – ومقتفياً أثره في أساليب التربية والتعليم ؛ مبتغياً الأجر من العلي العظيم .

ولما تقدم قال شيخنا العلامة الحلبي – حفظه الله تعالى – في خطابه للمعلمين : " ويكفينا – ثمة – التنبه والتنبيه إلى وصف الرسول – صلى الله عليه وسلم – نفسه – في هذا الحديث – وصفا قائمًا – دائمًا – بـ" المعلم "، فيالها من وظيفة عالية ومهمة سامية ومهنة غالية ؛ لو أعطيت حقها وأديت على وجهها ! ؛ فالمعلم قدوة لتلاميذه وأسوة لطلابه يتشربون منه محاسن الأخلاق وينتفعون منه بمكارم الآداب وليست القضية – فيما هو قائم به – مجرد وظيفة – أي وظيفة – تؤدي ومقابل أجرة مالية تعطى ! "
ولقد اخبرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بوحي من ربه – تعالى – عما يشبه هذه الحال – فيما لو كانت مطالب المعلمين حقا خالصا ! فقال – صلى الله عليه وسلم – في الحديث المتفق على صحته – عن ابن مسعود – رضي الله عنه - : " ستكون أثرة وأمور تنكرونها " قالوا : يا رسول الله ! فما تأمرنا ؟ قال: " تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم " ؛ فقدم النبي – صلى الله عليه وسلم – (الحق) الذي انتم مطالَبون به : على (...) الذي انتم تطالبون به! فلماذا تجعلون أنفسكم – أيها المربون – رعاكم الله – بامتناعكم هذا !! – قدوة غير حسنة ولا صالحة لطلابكم وأبنائكم ومجتمعكم؟! فضلا عن مخالفة هدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الشريف وأدبه اللطيف؟!

ألا فلتؤدوا الحق الذي عليكم ولتسألوا ربكم – سبحانه – الذي لكم ؛ ولتسيروا – لتحقيق مطالبكم – وفق طريق منضبط ؛ لا يخالف شرع ربكم ( إن كنتم مؤمنين ) .
وقد روى الإمام ابن ماجة في " سننه " عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " لا ضرر ولا ضرار " فأي ضرر تربوي وأي اثر سلبي نفسي وأي تأثير منعكس تعليمي : أكثر من أن يرى الطلاب معلميهم معرضين عنهم غير مقبلين إليهم ؛ تاركين أداء رسالتهم السامية الكبرى من اجل المصالح الشخصية الصغرى؟!

هذه الكلمات التي باشر بها الشيخ إخوانه المعلمين عقب امتناعهم ( إضرابهم ) عن التدريس ؛ وهي - على اختصارها – ذكية في التأصيل والتأسيس ؛ لا لبس فيها ولا تلبيس ؛ ولا يستخلص منها حجة أو أساس لمن زعم وتوهم وأوهم بأن فيها شيئاً من ( التسييس ! ) .

وبيان هذا :
أنّ شيخنا العلامة الحلبي – نفع الله تعالى بعلمه – أراد توجيه فكر المعلمين - أو من هم على الإضراب قائمين - إلى أصول شرعية دقيقة تتعلق بحفظ المجتمعات المسلمة ودرء المفاسد عنها ؛ وهذه الأصول مستقاة من نصوص ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ ذكر منها الشيخ – حفظه الله تعالى – اثنين ؛ هما مدار خطابه ونصحه وتوجيهه .

فأما الأول : فهو حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - عن النبي – صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها ‍قالوا : يا رسول الله ، فما تأمرنا ‍قال : تودون الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم" وهو حديث اتفق عليه البخاري ومسلم .
والأثرة : هي الإنفراد أو الاستئثار بالشيء عمن له حق فيه ؛ على قول أهل العلم ؛ والحديث من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ؛ فإن ما أخبر به قد وقع من بعض الأمراء والسلاطين والولاة و ( المسؤلين ) ، فانفردوا بحق المسلمين من المال وأسرفوا على أنفسهم في مأكلهم ومشربهم وركوبهم ؛ وغيره من المنكرات .
فبما أمرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – عند وقوع ذلك ؟ قال : " تؤدون الحق الذي عليكم " ؛ قال أهل العلم : يعني : لا يمنعكم استئثارهم بالمال عليكم أن تمنعوا ما يجب عليكم نحوهم من السمع والطاعة وعدم الإثارة وعدم التشويش عليهم ، بل اصبروا واسمعوا وأطيعوا .
قلت : هذا الأمر النبوي مع من ينفرد بالحق أو المال دون اعتراف منه ؛ فكيف بمن ( يقرّ ) لك بحقك عنده ؛ فيعطيك جزءاً منه ثمّ ( يرجوك !! ) إمهاله لتأدية ما تبقى ؟ هل تتسلط عليه بما لا يستطيع دفعه ؟ ! ، وأقصد – هنا – : الامتناع عن تدريس الطلاب ؛ كوسيلة ضغط فاعلة نتجت عن العلم المسبق أن لا بدائل ولا حلول بيد الطرف الآخر للصعوبة البالغة التي تصل حد الاستحالة !! .

ثم هناك تتمة للتوجيه النبوي الكريم وهو : " وتسألون الله الذي لكم " أي : اسألوا الله أن يهديهم حتى يؤدوكم الحق الذي عليهم لكم .
وثمة أمر آخر ألمح إليه شيخنا الحلبي – حفظه الله تعالى – ينبغي الاهتمام به ؛ وهو ما ينجم عن الفعل تأديةً وامتناعاً من آثار ٍتكون هي علّة الحكم على ذلك الفعل صحّة ً أوخطأً .

ويبيّنه الحديث الثاني : وهو حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " لا ضرر ولا ضرار " ، رواه ابن ماجة في ( السنن )
وذكر اللفظين ( الضرر والضرار ) في الحديث يقتضي وجود فرق بينهما ؛ وأقوال العلم ها هنا كثيرة ؛ وأقربها أن يقال : ( لا ضرر ) بمعنى نفي الضرر عن الأحكام الشرعية ؛ فليس فيما شرعه الله تعالى إلا ما فيه نفع ومصلحة للناس ؛ وقوله ( ولا ضرار ) نهي ٌ للمكلفين عن أي فعل ( تأدية وامتناعاً ) يترتب عليه إلحاق الضرر بالآخرين حتى بعد موتهم ؛ على تأصيل علمي مفصل .

ومن أهل العلم من قال في معنى الحديث : أي : النهي عن أي فعل يترجح وقوع الضرر بسببه ؛ سواء كان وقوع هذا الضرر على المكلف نفسه ؛ أو على الآخرين .

ورأيت الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى - يذهب في التفريق بين اللفظين إلى كون الضرر بغير قصد وأن الضرار يكون بقصد ؛ فلا يترتب على الأول عقوبة مع وجوب رفع الضرر ، ويترتب على الإضرار العقوبة مع وجوب رفعه .

وفي كل الأحوال فإن الحديث ينهى عن إلحاق الضر بالآخرين بأي فعل ولو كان فيه مصلحة آنية ذاتية بناءً على قاعدة أصولية جليلة تقول : ( درء المفاسد أولى من جلب المصالح ) ؛ فقال الشيخ الحلبي : " فأي ضرر تربوي وأي اثر سلبي نفسي وأي تأثير منعكس تعليمي : أكثر من أن يرى الطلاب معلميهم معرضين عنهم غير مقبلين إليهم ؛ تاركين أداء رسالتهم السامية الكبرى من اجل المصالح الشخصية الصغرى؟ " .

والله ِ ! لو رأيتم التلاميذ – لاسيما الصغار منهم – حين كانوا يأتون إلى المدرسة ( صباحاً ) في أيام قدر الله تعالى أن تكون ماطرة و شديدة البرودة ؛ ثم ّيجدون مربيهم ومعلميهم ( مضربين عن التدريس ) ، وما يكونون عليه من حيرةٍ وأسىً وتوتر ٍ ثم ينصرفون ( صباحاً ! ) إلى ( الشارع ) بحكم الفوضى !! ؛ لتقطعت قلوبكم حسرة ً وأسفاً ؛ ولعرفتم وتبين لكم ما يرمي إليه الشيخ الحلبي – حفظه الله – بكلامه المذكور المذخور ؛ وأنا أقول هذا وأنا ( معلم ) كنت أسمع وأرى !!.

و والله ِ! ثم والله ِ ! لقد قال لي غير ما واحد من إخواني المعلمين ( المضربين ) : ( إنّ قلوبنا تتقطع ؛ وتتألم لوضع الطلاب ومنظرهم حين يأتون للمدرسة وينصرفون بسرعة ) ؛ فأقول في نفسي – وأحياناً كثيرة جهراً لهم - : فلماذا ؟!! .

وأقول : هذا الحق الذي نطق به شيخنا العلامة ؛ وكيف لا يكون حقاً وهو توجيه تربوي نبوي بيّن لا تشوبه شائبة ؛ وأمر من رسول الله- صلى الله عليه وسلم - لأمته ؛ والله تبارك وتعالى يقول : { يا أيّها الّذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول } .
وقد بينت سابقا أن على المؤمن قبول الحق وإن خالف هواه ، أو صادم مناه ؛ وأنه من الرضا بدين الله تعالى ، والرضا بمحمد – صلى الله عليه وسلم – نبياً ورسولاً .

فلنحرص - أخي المعلم - على أن نكون ممن يحكّمون الدين في الواقع ؛ فإن فاتك شيء من عرض الدنيا فلا تحزن ولا تألم ؛ واعلم انك تحمل " رسالة سامية كبرى " ؛ وأمانة غالية عظمى .
هذا ؛ وقد تعقب ( البعض ) خطاب شيخنا العلامة الحلبي للمعلمين بكلام لم يخرج – في جملته – عن التهويش والتحريش والتنبيش ؛ زد عليه ما خرج من أفواههم مما هو فيهم ؛ وقد قيل : ( ما فيك يظهر على فيك ) ؛ وهذه – سبحان الله – عادة أهل الزيغ والباطل : يلقون الشبهات و ( الهَبشات ) بين الناس ثم يمضون ؛ ليس غير الكذب والزور يهضمون ؛ لا علم ولا مضمون ؛ فاندحارهم واندثارهم بعد ذلك مضمون ؛ وقد كنت راغباً بتتبع ( ترهاتهم وأباطيلهم !!) كما وعدت في المقالة السابقة ولكن نصحني بعض الأخوة الصادقين الحريصين بصرف النظر حفظاً للوقت ؛ وعدم استحقاق أولئك للرد فإن جعبتهم خاوية خالية ونواياهم ليست بخافية ؛ ثم إفراد بعض المسائل بمقالات خاصة مفيدة ؛ فآثرت حفظ النصيحة والاهتمام بقطف الفوائد من خطاب شيخنا العلامة الحلبي للمعلمين ؛ راجياً من الله التوفيق والسداد .
أسأل الله العلي الكريم أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ؛ ومن الذين يقبلون الحق ويرضون به ، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد ٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وسلّم تسليماً كثيراً .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين



تعليقات القراء

مشتاقة للجنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكاتب ونفع بك ، وإني والله انتظرت الجزء الرابع من المقالة بفارغ الصبر ، فمن النادر اليوم أن نقرأ مقالات على هذا المستوى من العلم والبلاغة ؛ واعذرني فأنا لا أقصد المدح ، ولكن هذه حقيقة فإننا نقرأ الكثير من المقالات وتكون قصيرة للغاية لكنها تخلو من الإبداع العلمي واللغوي وكأن كاتبها يريد فقط أن يقال عنه أنه يكتب في جراسا وهذه مشكلة كبيرة .
وعندي سؤال أرجو من الكاتب يفيدني وهو " كيف أستطيع أن أتعلم الكتابة بهذه البلاغة والطريقة مع الشكر .

جزاكم الله كل خير وننتظر ما ستكتبه إن شاء الله
03-03-2012 09:16 PM
و انا اقول
و انا اقول

"قم للمعلم وفه التبجيلا

وحاول ان تزيد من راتبه



مع عظيم مودتي و احترامي
04-03-2012 07:22 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات