القوميون والبعثيون والقرون الوسطى


شعارات القوميين العرب والبعثيين التي كانت مرفوعة على ما يدورعدة عقود وحكمت بالدم والنار في عدة بلدان سقطت جميعها وها نحن نشهد سقوط اخر معقل لها في سوريا الحبيبة حيث كنا نرى في شعاراتهم انهم منقذوا وباعثوا امجاد الامة وهم موحدوها ومحيوا نهضتها وقد خدعت بهم اجيال من ابناء الامة اذ تبين لاحقا بعد حكمها وتجربتها ان هناك بونا شاسعا بل تضاد وتناقض مابين الفكرة والشعارات والاقوال وما بين التطبيق والواقع والافعال .

لقد حاول القوميون والبعثيون جهدهم في الوحدة العربية والتحرير والمقاومة والممانعة ولكن بوصلتهم انحرفت لما صار بيدهم الامر والحكم وبدت الفرقة بدل الوحدة وبدت الحزبية الضيقة بدل استقطاب وتلاقح الافكار وبدا التقاتل مع باقي الاحزاب وتحريمها وتجريم واعدام اهلها بدل التعاون والمشاركة وبدت الطائفية والعائلة والتوريث والاكراه بدل الحرية في الاختيار وظهر التجبر والطغيان بدل العدل والاحسان وتناسوا المبادئ الاساسية التي من اجلها قاموا اذ ركب موجتهم ذوو مصالح وسقط اولو امرهم في الفتنة والعمالة فتنكروا لمبادئهم وشعوبهم وامتهم فضاعوا واضاعوا وصاروا على شعوبهم وعلى الامة اشد واعتى من اعدائها عليها، وانقلب الرعاة ذئابا واستأسدت على الامة الكلاب من الاعراب والاغراب ولأتفه الاسباب .

لازال في امتنا من حكامها ومفكريها واحزابها وبعض حركاتها لازالوا يعيشون عقلية القرون الوسطى وعقلية الحزبية الضيقة وهؤلاء ابدا لا ولن يكونوا من رواد نهضة الامة وبناة حضارتها ، فعلينا ان نتفق على اسس بناء ومكونات حضارتنا لننطلق ونفتح اعيننا المغمضة ونفتق اذهاننا وعقولنا على باقي الحضارات الانسانية وان ناخذ منها ما يزيدنا قوة وعلما وحكمة والا نعادي الا من يعادينا والا نعتدي الا على من اعتدى علينا وان نوحد صفوفنا ونكرم الانسان وحريته ونرسي المساواة والعدل في اوطاننا وفي انفسنا واهلينا من قبل .

ان الحضارة الانسانية لا تقوم على عنصرالعرب وحدهم كما يدعي القوميون –وان كان العرب عنصرا هاما فيها- فالقوميون هم يتخبطون فيتهمون العثمانيين بالاحتلال وبشتى انواع التهم، والعثمانيون هم من وحدوا وحفظوا البلاد العربية وفلسطين من الاحتلال وما اضاعها الا ثورتهم العربية الكبرى وتامر الغرب مع يهود الدونمة على العتمانيين وعلى امتنا والتي جزء منها هؤلاء العثمانيون، والعثمانيون هم من حمل الاسلام وفتحو اوروبا والقسطنطينية وكوسوفو والبوسنة والهرسك والبانيا وغيرها،وهم من بنوا الخط الحديدي الحجازي للحجيج وغيرهم فربطوا الجزيرة العربية باوروبا ونحن لازلنا لا نستطيع عمل خط سريع في عمان بل خربنا شارع الجامعة واصبحت فيه حركة السير بطيئة معجوقة.

ان القوميين والبعثيين قد اخذوا فرصتهم ودورهم في الحكم وانتهت حقبتهم بنكبات ونكسات واحتلال وقتل وسجون وتعذيب وتشريد لاحرار الامة وان على الاسلاميين وغيرهم ان يستفيدوا من تجارب تلك الحقبة وان على من يتسلموا زمام الامور من بعد الربيع العربي ان يستجيبوا لمطالب الشعوب في الحرية والعدالة والمساواة وان يحققوا امالهم في الوحدة كائنا من يكونوا اسلاميين كانوا او قوميين او من تختارهم وترتضيهم الشعوب بحرية وبلا تزوير وترهيب، وان يتحرروا من افكار القرون الوسطى والحقبة التي مرت على امتنا من الحزبية البغيضة والفرقة والطائفية اللعينة والفتنة والقتل من الحزب الواحد او الطائفة او العائلة والتوريث وان نسهم في بناء الحضارة الانسانية لنكون في مصاف شعوب الامم الاخرى ورواد الانسانية في الخير والسلام جنبا الى جنب مع الحضارات الانسانية الاخرى.

abdallahalhreishat.blogspot.com
ahraraltafilah.blogspot.com





تعليقات القراء

لم يكن
(.......والقرون الوسطى )

من مدونات عربي عباسي

ان:

الاوروبي(في القرون الوسطى)

لم

"يكن يعرف الفرق بين الحذاء للرجل اليمنى او اليسرى"

اي ان

الفردتين كانتا سواسيه

المبجل و الكريم

ابو هريش

مع عظيم مودتي و احترامي

اني هذلول\فنيخر

سابقا
01-03-2012 04:22 PM
بوركت هذلول
دائما تدخل السرور والحبور على الاحياء واهل القبور ادام عليك الخير والبسمة واجزل الله لك في الاجور
01-03-2012 05:30 PM
ابن الطفيلة
الداهية يا أستاذ عبدالله أن الرفاق لازالوا يزعمون الجمع بين الدعوة إلى الحرية والديمقراطية من جهة وبين تأييد سفاح سوريا وقاتلها وفرعونها من جهة أخرى وفي حقيقة الأمر ينحازون جهارا نهارا من غير أدنى تحرج إلى السفاح فيسقطون في الامتحان شكر الله لك غيرتك على أمتك وتناغمك مع قضايا أمتك
01-03-2012 07:44 PM
هذلول\فنيخر
المبجل و الكريم
الفاضل و الكاتب
عبدالله الهريشات
عن عمر بن الخطاب قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته ، أو سترت عورته ، أو قضيت له حاجة . رواه الطبراني في الأوسط

ادام الله البسمة عليك و علي
وعلى طاقم جراسا
وعلى
المحرر المبجل
01-03-2012 10:48 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات