الأزمة السورية: عملاء متجددون


ما يفعله القوم اليوم جزء من سياسة قديمة- حديثة لركوب الموجات واصطناع الأزمات وخلق الأعداء والظهور بمظهر المدافع عن الأمة. كل ذلك لذر الرماد في العيون وإشغال الناس لتبتعد الأنظار عن عيوبهم الداخلية وعن عمالتهم وعهرهم وزندقتهم ومحاربتهم اليومية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأوليائه المؤمنين.
سينشغل الناس ببشار وقتله للمسلمين علنا وسيغفلون عن طواغيتهم و قتلهم المسلمين سرا.
في هذه الأيام فتحت أبواقها آلة الإعلام المسيرة من قبل أجهزة مخابراتٍ عربية تحرك بدورها بإذن غربي. نقول فُتحت هذه الأبواق ضد بشار وجماعته ونجزم بان هذا الوسائل الإعلامية في اغلبها ليست لمصلحة الشعب السوري وليست لمستقبل أفضل لهذه الأمة؛ لأنه لو كان الأمر كذلك وكانت حقا مستقلةً في قرارها مالكةً لذاتها لتحدثت عن المجرمين من حولها: من خلفها وأمامها بل إن بعضهم يبث خبثه عبر فضائها وفي الأرض ذاتها التي تنطلق منها:
حيث فيها من هو أجرم من بشار.
فيها من خدم الغرب وما زال كذلك.
فيها من حارب الملة وما زال كذلك.
فيها من قدم ثروات بلاده للغرب حفاظا على عرشه وما زال كذلك.
فيها من تآمر على المجاهدين خدمة لإسرائيل والغرب وما زال كذلك.
فيها من قدم المال لحركات انفصالية طعنت خاصرة الأمة وما زال كذلك.
فيها من أجهض مشروع الثورة اليمنية الحالية وان شئت فقل تدخل في ولادتها حتى جاء المولود مشوها أشبه ما يكون بابن...الأمُ معروفة والأب مجهول.
نطفة من تلك التي وُضِعت في رحم الثورة اليمنية ليخرج منها هذا المسخ؟!
إنها الوساطة الخليجية والمبادرة الخليجية التي لبت مصالح أمريكا والغرب.
الم يكن الرئيس المنتخب نائبا لـ (صالح)؟!
الم ينسق مع الأمريكان؟!
الم يشارك بالسماح للطائرات الأمريكية باستباحة قدسية الأرض اليمنية فقتلت مواطنين يمنيين؟!
إن مثل هذا لا يستحق أن ينصب على نعجة فضلا عن أمّة.
نعم لمصلحة من أوقفت عجلة الثورة فلم تأخذ مداها كما يجب؟
إن الذين تدخلوا في الثورة اليمنية و أبطأوا حركتها هم هم من آوى الدكتاتور زين العابدين.
وهم هم من ينشر الرذيلة عبر فضائياتهم.
وهم هم أنفسهم الذين ينسقون من تحت الطاولة مع اليهود كل ذلك خدمة للغرب واليهود وإبقاء على مناصبهم وكراسيهم.
وهم هم من جيش و يجيش السنة ضد الشيعة. فها هو الامير طلال بن عبدالعزيز شقيق الملك عبد الله آل سعود يكشف عن علاقات أمنية متقدمة بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين يخططون معا ضد عروبة المنطقة وضد سورية وفلسطين ولدفع السعودية كرأس حربة في عدوان أميركي إسرائيلي أوروبي ضد إيران.
إنها إستراتيجية (إعادة التوجيه) التي تقتضي ان يكون الشيعة هم العدو لا اليهود ولا أمريكا وقد نشر الصحفي سيمور هيرش تفاصيل هذه الإستراتيجية ومما قال: ( إنّ بعض التكتيكات الجوهرية لإعادة التوجيه ليست علنية. ففي بعض الحالات، أبقيت العمليات السرية مستترة، من خلال ترك التنفيذ أو التمويل للسعوديين) وقد نقل الصحفي نفسه عن مستشار الحكومة الأميركية أهداف هذه الإستراتيجية الجديدة فقال: ((طمأنة إسرائيل إلى أن أمنها هو الأمر الأسمى وأن واشنطن والسعودية والدول الخليجية الأخرى تشاركها قلقها حول إيران.))
وهذا يفسر لك إصرار السعودية على تسليح الثورة السورية.
إذا العدو القادم الشيعة!!
أطوف بفكري لعلي أجد فرقا بين بشار النصيري وبين هؤلاء... { إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا }.
ما الفرق بينكم وبين بشار ؟!!
في الأمس القريب كنتم تدفعون له الملايين مقابل مجاهد واحد من ارض الحجاز يقع في شباك المخابرات الجوية السورية حتى لا يصل إلى ارض الجهاد.
ما الفرق بينكم وبين الاحزاب الشيعية الحاكمة في العراق؟!
ألستم انتم من دفع المليارات لتمويل مشروع الصحوات فضربتم المجاهدين ومن ورائهم أهل السنة في العراق فتحقق بذلك ما لم تحلم به( الآيات الشيعية الباطلة!) فأصبح نوري المالكي الحاكم الأوحد للعراق؟!
إنني مع كل جهد لخلع بشار ومن هو على شاكلة بشار لكنني ارفض استخدام الدماء الزكية خدمة لإستراتيجية غربية تنفذ بأيد عربية. لقد نقل صاحب مقالة (إعادة التوجيه) عن أمير سعودي ما نصه:)) ليس الأمر إننا لا نريد أن يرمي السلفيون القنابل؛ إن الأمر يتعلق بالجهة التي يرمونها بها ـ حزب الله، مقتدى الصدر، إيران، والسوريون أيضا إذا استمروا بالعمل مع حزب الله وإيران))

ان من يظهرون اليوم كمناصرين للثورة في سوريا كانوا وما زالوا اكبر من أجرم بحق هذه الأمة وذبحوها من الوريد إلى الوريد.
اليوم يبث إعلامهم مواداً تسم بشار بالعمالة لليهود وهم معه في العمالة سواء.
اليوم يتحدث فقهاؤهم المأجورون عن خروج بشار عن الدين وهم من قبله خلعوا ربقة الإسلام من أعناقهم.
اليوم يصور بشار انه ناشر للرذيلة في بلاد الفضيلة وما هم عنه ببعيد.
نقول لهم إن أردتم الحرية والكرامة للشعب السوري فالأولى بكم أن تقدموها لشعوبكم ففاقد الشيء لا يعطيه.
إن غصت سجون سوريا بأهلها دون محاكمة فسجونكم ملأى بآلاف الموحدين الذين لا ذنب لهم إلا أن قالوا ربنا الله.
إن كان الشباب يقتلون في سوريا مقيدين فما عندكم أعظم حيث تنزع (التراجعات!) بالتهديد بالنساء وذلك تحت إشراف بعض شيوخ الفضائيات من أمثال (العقيد حائض!).
عندما يصبح الماء آسنا تطوف على سطحه الجيف وينكشف الطابق فتتسابق(العبرية) و(الجزيرة)على ذات الهدف. نعم الآلة الإعلامية المجندة مع جمعٍ من المثقفين والعلماء المتسلقين كفيلة بتحقق هذا الهدف: ضبابية الرؤيا والتلبيس على الناس في أمور دينهم



تعليقات القراء

اشرف
جزاك الله خيرا يا دكتور فلقد كدت افقد الامل في كل اصحاب اللحى و يا ليت الشباب الذي يراد دفعه للحرب الطائفية يستفيق.ان نفس الدول التي تحرض على الجهاد في سوريا و تجمع المال من اجل ذلك و تحرض على التدخل الخارجي هي مثال لقمع الحرية و الراي و الاستبداد و يرمى في سجونها من حاول جمع المال للجهاد في فلسطين او خطب محرضا الشباب للرباط على ارض فلسطين و يرمى في سجونها اي شخص يدعو للشفافية في انفاق المال العام او مشاركة الشعب في اتخاذ القرار و تسحب جنسيته.
يريدون ايران العدو و بعضهم هدد ان حصلت ايران على النووي بشرائه خلال اسابيع و لكن لم يخبرنا لماذا لم يشتريه حتى الان و الكيان الصهيوني يملك ما يمكنه من محو دولنا عن الخريطة الا اذا كانت النظرة للكيان الصهيوني نظرة محبة و صداقة و اخاء.
يقال لا حوار مع النظام الاسدي المجرم بينما مبادرتهم للحوار مع الصهاينة ما زالت معروضة متى ما شاء الصهاينة و لا بديل عنها , معاذ الله ان يطرح خيار تسليح المقاومة الفلسطينية كما هو مطروح الان مع ما يسمى الجيش الحر.
نتالم لما يحصل في سوريا لكن لا يجب ان نقبل ان تكون دماء ابنائنا مطية لتحقيق الرؤى الغربية في المنطقة
28-02-2012 02:02 PM
عبادي
واللة يا دكتور يا محترم انك كتنت ما بصدورنا ورجعي الامل لرجال الدين الحقيقين لاني فقدت الامل بهم واعوانهم وبصراحة ما ينعطوا عين باسم الدين يسكت الواحد ويخوفوة انة كافر وهم لهم اهداف وظيفية للخارج واقول ان المسثمر الاقتصادي المسلم الشيخ اشرف السعد وهو من حفظة القران ومن التبيلغ قد فضح هولاء بعد وصولهم للكم في مصر وقد تبراء منهم واهدافهم هذا على قناة المستقلة التونسية واخيرا اللة يسترها منهم
28-02-2012 02:28 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات