الإضراب مقدمة للإنجاز


المعلم لم يكن يوماً لنفسه دون الوطن , ولم يسعَ لذاته دون مجتمعه , ذلك أن طبيعة مهنته مرتبطة بالعامل المعنوي وليس المادي , فهي رسالة يؤديها ورقيبها الضمير , لذلك كان المعلمون ومنذ انتفاضتهم الأولى يقبلون بحلول نقطة الالتقاء في الوسط مع الحكومات , لحسهم الوطني أكثر ممن يزايد عليهم , فلا تخلُ حساباتهم حتى الذاتية والمادية من المسؤولية الوطنية تجاه مجتمعهم ومصلحة أبنائهم الطلبة والتكلفة الاقتصادية على الوطن.

حراك المعلمين سجل علامات تاريخية منذ عمر الدولة الأردنية , فمن المسير العظيم عبر الصحراء إلى اعتصام الشموع إلى الإضراب الشامل , الذي توّج باعتصام حاشد وتاريخي على دوار المعلمين (الدوار الرابع سابقاً) , ولا ننكر أن ما أعطى هذا الحراك الاحتجاجي هذه التأثير هو عدد المعلمين الكبير مقارنة مع القطاعات الاجتماعية والعمالية الأخرى , والتنظيم والتنسيق العالي بين المعلمين , إضافة إلى تماس مباشر للإضراب مع كل بيت على امتداد الوطن , فتعدى من طبيعته الامتناع عن التدريس.

إن إضراب المعلمين وما رافقه من طوفان بشري إلى دوار المعلمين قد حقق الانجاز المادي الكبير وذلك عند الإصرار على توحيد العلاوة للفئات والدرجات وبنسبة أعلى مما قدمت الحكومة في آخر عروضها , وبحسبة بسيطة نجد أن الفئة الثانية من المعلمين وعددهم يتجاوز ألـ 15 ألف لا تتعدى علاوة التعليم حاجز 55 % حسب الهيكلة وما تم تحقيقه بالاتفاقية 85 % , أما الفئة الأولى (من الدرجة السابعة وحتى الدرجة الرابعة) حيث يشكلون السواد الأعظم من المعلمين فإن علاوتهم تتراوح بين (60% - 65%) حسب الهيكلة وفي ظل الاتفاقية ستصبح 85% , وقبل ذلك كله هو الإذعان والإقرار من الحكومة بعلاوة التعليم 100% , وهي التي امتنعت من الاعتراف بها بعد صدور الهيكلة , بحجج واهية ومعادلات حسابية فيثاغورسية مغلوطة.

إن ما يحسب للمعلمين ; هو الانجاز بتكون الجسم المجتمعي المتماسك الخاص بهم من خلال اللجنة الوطنية وقبل بزوغ النقابة إلى حيز العمل , حيث بدأت هذه الفكرة الجمعية بصياغة أسس علاقة هذا الجسم مع الدولة والمجتمع ودفاعاً عن حقه في نيله للحيز الذي يستحق من مساحة الوطن الاجتماعية والسياسية , وسيكون للنقابة الدور الأبرز في قيادة التغيير الحقيقي في جوهر التعليم إذا ما أحسن المعلم الاختيار في الانتخابات القادمة , وسيكون أولى أولوياتها السعي لرفع سوية المعلم المهنية , وتحصين الرسالة التي يؤديها بفصل التعليم عن التجارة.

قدم إضراب المعلمين الكثير من الدروس والتي تدرس في العمل الاجتماعي والتنظيمي والنقابي وهم الأقل خبرة , فدوار المعلمين(الرابع) مفصل تاريخي بين مرحلتين , الماضي المشبوه والقادم المطلوب , ففرض على الوطن الانتخابات المبكرة "" وشعبنا لا يعلم؟!!.

ftheinat@yahoo.com



تعليقات القراء

معلم حكومي 20 سنة
كأنك لا تعرف عن واقع المدارس الحكومية شيئا: أين التربية فيها وأين التعليم، أنا مدرس حكومي وأولادي الله أعلم بحالهم ، وعلى كل حال أنصحك يا أخي بمتابعة سلسلة مقالات ( النصح الثمين في خطاب العلامة الحلبي للمعلمين )لعلك تعلم واقعنا
26-02-2012 02:43 PM
ما دامه
(النصح الثمين في خطاب العلامة الحلبي للمعلمين )

ما دامه

بعرف

ينصح(he can advise) .....
27-02-2012 09:48 AM
صقر1
نعتذر......
28-02-2012 04:12 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات