استراتيجية الأمن العام في التعامل مع الحراكات الشعبيه


مامن شك في ان جهاز الامن العام قد نجح نجاح باهر في التعامل مع الحراكات الشعبيه باسلوب حضاري ونهج انساني والتي فاق عددها (خمسه الاف تظاهرة و مسيرة واحتجاج واعتصام) خلال سنة وشهرين الماضيين امتدت من اقصى الجنوب لاقصى الشمال وهي سابقة لم يشهدها الاردن من قبل حيث اثبتت هذه الحراكات وعي الاردنيين وادراكهم العميق لمسؤولياتهم الوطنية تجاه الوطن فكان المشهد الاردني خلال هذه الحراكات في ارقى تجلياته وتعبيراته الحضارية التي عكست المدى الواسع لهامش حرية التعبير .

ان الشعب الاردني يدرك تماما ولديه المعرفة الاكيدة بانه لم تعد دول العالم تفاخر بما لديها من موارد طبيعية او تكنولوجية بل بما تملكه من موارد بشرية مدربة ومؤهلة قادرة على تحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية تحت مظلة امنية تهيء لها مناخ الاستقرار المناسب ، فكان الشعب الاردني بوعيه وارادته القوية وتماسك جبهته الداخلية قادر على تجاوز هذه المرحلة بكل قوة وعزيمة .

و جهاز الامن العام المعنى بادارة امن المسيرات والتظاهرات يدرك تماما اهمية هذه المرحلة فكان لزاما عليه وضع استراتيجية امنية يراعي فيها الاحداث والتداعيات التي حصلت في الدول العربية التي شهدت حراكات شعبية عارمة وثورات واخذ الدروس والعبر مما حدث من مواجهات بين رجال الامن والمشاركين بالتظاهرات ونتج عنها قتلى وجرحى ، فسارعت مديرية الامن العام بوضع استراتيجية منذ اللحظة الاولى لهذه الحراكات واشرف عليها شخصيا وبصورة مباشرة عطوفة مدير الامن العام فكانت استراتيجية امنه وشاملة ضمن رؤية واضحة وخطط وبرامج عمل مدروسة في بث الامن والطمانينة في نفوس المشاركين بالحراكات وبفضل لله تمت دون اراقه الدماء ولم تقع ايه مواجهات ادت الى سقوط قتلى طيله اشهر الحراكات الشعبيه، وكوني كنت مدير شرطة قبل عدة اشهر وتعاملت مع هذه الحراكات ضمن الاستراتجيه الامنيه، فانني اذكر على سبيل المثال لا الحصر ، اهم بنود هذه الاستراتيجية التي عممت على جميع مدراء الشرطة في جميع محافظات والوية المملكة لتنفيذها بدقه خلال التعامل مع الحراكات الشعبية واهمها :

1. الإشراف الشخصي والمباشر من قبل مدراء الشرطة في التعامل مع الحراكات الشعبية .
2.الإجتماع الشبه يومي مع مرتبات الشرطة واعطائهم محاضرات عن كيفية التعامل الحضاري مع المشاركين بالحراكات .
3. التقيد بأعلى درجات ضبط النفس والوقوف على مسافة واحدة من كل المشاركين في اطار احترام القانون .
4. عدم حمل اواستخدام اية اداة من ادوات فض الشغب او حمل السلاح الفردي خلال التعامل مع الحراكات الشعبية .
5. ضرورة التعامل بشكل سلمي بعيدا عن القسوة او التعالي مع الحراكات الشعبية وتوفير المظلة الامنية لكافة اشكال التعبير السلمي .
6. حماية المشاركين من الاعتداء عليهم وتوفير اجواء امنية مريحة خلال خط سير المسيرات والتظاهرات .


لقد كان رجال الامن العام خلال هذه الحراكات يعتمدوا على الدور الايجابي في التعامل مع المواطنين وبناء جسور الثقة بين رجل الامن والمواطن والتي اصبحت تحتل الصدارة بين اولويات مديرية الامن العام من منطلق ان افراد الامن العام لا يعتمدوا فقط على القوة البدنية في القيام بتنفيذ الواجبات الامنية وانما يعتمدوا على المهارة في التعامل لان عمل رجل الامن يكمن فيه فن الادارة وتبرز من خلاله شخصية رجل الامن وفهمه الصحيح لاحكام ومبادىء القانون .

فكان جهاز الامن العام دائم التطلع ولديه الرغبة الاكيدة للارتقاء بمستوى الخدمات التي يقدمها لجميع المشاركين بالحراكات الشعبية شرط عدم تحدي سيادة القانون او التطاول على هيبة الدولة او العبث بالامن والاستقرار او زعزعة الوحدة الوطنية كون الحراكات الشعبية لاتخلو فيها من وجود بعض العناصر المحرضة واصحاب الاجندات المشبوهة التي تهدف الى تحقيق مآرب خاصة و تعمل على خلق بيئة من الفوضى بين المشاركين الا ان جهاز الامن العام كان على وعي تام و لم ينساق وراء الاستفزازات والمضايقات ودائم الحرص على تامين الاجواء المناسبه لجميع المشاركين لكي يعبروا عن ارائهم بكل حرية مع توفير جميع ادوات ووسائل الحرية والتعبير عن الراي ضمن المظاهر السلمية من اجل تعزيز مسيرتنا الديمقراطية وحمايتها من كل من يريد الاساءة اليها او الانحراف بها عن مسارها الصحيح ، فسطر رجال الامن العام اروع الامثلة في التحمل والصبر ورباطة الجأش وقدره متناهيه في التعامل مع كافة الحراكات الشعبية على اختلاف توجهاتها بكل مهنية وحرفية وحنكة شرطية خلقت حاله من الامن والاستقرار والطمأنينة فكانوا مثالا مشرفا.

الحمد لله الذي هيأ لهذا الوطن الغالي من يسهر على امنه واستقراره ويحافظ على مكتسباته ومقدراته تحت ظل قائد المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني .



تعليقات القراء

ضابط امن متقاعد
مقال جميل يوضح استراتجيه الامن في التعامل مع المسيرات لقد ابدع رجال الامن كما هم دائما ونشكر كاتب المقال على ذلك
19-02-2012 08:25 PM
رمثاوي
نذكر الكاتب عندما كان مدير شرطه الرمثا لقد تعامل مع جميع المسيرات التي حدثت في الرمثا بكل مسؤليه وكان يشرف عليها شخصيا فلم تقع اي اشكاليات خلال هذه المسيرات
19-02-2012 08:30 PM
اب وطنن
نتمنى جميع استراتجيات مؤسسات الدوله بهذا الاسلوب لان استراتجيه الامن ناجحه بكل المقايس جهاز الامن جهاز عصري يجب دعمه بكل الامكانيات
19-02-2012 08:36 PM
عضو في الحراكات الشعبيه
كلمه حق كانوا رجال الامن على درجه عاليه من المسؤليه في التعامل مع الحراكات الشعبيه فكل الاحترام والتقدير لرجال الامن العام
19-02-2012 08:57 PM
اخ مسلم
الكاتب على حق رجال الامن العام يستحقوا الشكر لانهم كا نوا على قدر عالي من الخبره ولم ينساقوا وراء الاستفزازات التي كانت تحصل فبارك الله فيهم
19-02-2012 09:02 PM
سعد قندح
ان كاتب هذه الاستراتيجيه يدل على مدى انتمائه و وفائه للجهاز الذي افنى به زهرة شبابه و هذا ايضا يدل على صدق انتماء كاتب هذا المقال و هذا عهدنا بكل من يترك هذا الجهاز العظيم
19-02-2012 09:05 PM
من ابو ظبي
رجال الامن قدوه ويقوموا بعمل جبار خلال المسيرات لقد احسن الكاتب ببيان جهد وتعب رجال الامن العام لانهم يستحقوا الشكر والتقدير على كل ما يقوموا به لخدمه الوطن
19-02-2012 10:11 PM
محمد حسن
كلما وجدت مقالا جميلا لك يا ابو مهند اتذكر الايام الصعبه التي يعانيها رجل الامن العام من دوام طويل وتحمل الشتائم وتلقي الحجاره والاتهامات الكثيره بالاضافة الى بعده عن ابنائه وذويه بالايام واحيانا بالاسابيع ولكن كل هذه المعاناة يتبعها صمت المؤمن الذي لا يرجو الثواب عليها الا من رب العالمين ، وأتأسف واتعجب مع كل ما ذكرت على موظف دوله يعتصم ويترك واجبه لانه يريد زياده في الراتب او في الحوافز بالرغم انه يعمل في حقل مريح ولا يتعرض لاي اذى ، شكرا جزيلا على كل ما اوردت يا ابا مهند.
19-02-2012 10:14 PM
من كندا محب للوطن
اتابع لكل الحراكات الشعبيه واجمل شىء في الموضوع تعامل رجال الامن العام الحضاري مع المشاركين ينم عن اصاله واحتراف جزيل الشكر للكاتب على المقال
19-02-2012 10:21 PM
الحمد لله الذي
(الحمد لله الذي...)



فضل الحمد لله والشكر لله



عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن اللَّه تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة ويشرب الشربة فيحمده عليها"



عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "إذا جمع اللَّه الأولين والآخرين يجيء مناد فينادي بصوت يسمعه الخلائق:



سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم،



ليقم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون، وهم قليل،



ثم ينادي ليقم الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللَّه فيقومون وهم قليل،



ثم ينادي ليقم الذين كانوا يحمدون اللَّه تعالى في السراء والضراء فيقومون وهم قليل، ثم يحاسب سائر الناس"



عن يوسف بن ميمون عن الحسن رحمه اللَّه تعالى قال:



قال موسى عليه الصلاة والسلام لربه: يا رب كيف استطاع آدم أن يؤدى شكر ما صنعت إليه؟ خلقته بيدك ونفخت فيه من روحك وأسكنته جنتك وأمرت الملائكة فسجدوا له؟



قال: يا موسى علم آدم أن ذلك مني فحمدني عليه، فكان ذلك شكرا لما صنعت إليه.



وروى عن سعيد عن قتادة أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "أربع من أعطيهن فقد أعطى خيري الدنيا والآخرة: لسان ذاكر، وقلب شاكر، وبدن صابر، وزوجة مؤمنة صالحة"







وعن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ"







وروى عن بعض التابعين رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: من تظاهرت عليه النعم فليكثر ذكر الحمد لله، ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألح عليه الفقر فليكثر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.







وروى الحسن عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ما أنعم اللَّه على عبد من نعمة صغرت أو كبرت فقال الحمد لله إلا كان قد أعطى أفضل مما أخذ".







وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "عجبت لأمر المؤمن أمره كله خير له إن أصابه خير فشكر كان خيرا له، وإن أصابه شرّ فصبر كان خيرا له"







وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال (خصلتان من كانتا فيه كتبه اللَّه عنده شاكراً صابراً: إحداهما أن ينظر في دينه إلى من هو فوقه فيقتدي به، وينظر في دنياه إلى من هو دونه فيحمد الله).







وعن مكحول رحمه اللَّه تعالى أنه سئل عن قوله تعالى {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ}.



قال: بارد الشراب، وظل المساكين، وشبع البطون واعتزال الخلق، ولذة النوم.







وروى أن سعيد بن جبير قال: أوّل من يدخل الجنة من يحمد اللَّه في السراء والضراء.







واعلم أخى الكريم أن الحمد والشكر عبادة الأولين والآخرين وعبادة الملائكة وعبادة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وعبادة أهل الأرض وعبادة أهل الجنة.



فأما عبادة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فهو أن آدم عليه السلام لما عطس قال الحمد لله.



وأن نوحا عليه الصلاة والسلام لما أغرق اللَّه قومه وأنجاه ومن معه من المؤمنين أمره اللَّه تعالى بأن يحمده فقال له: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعسيدنا محمد صلى الله علية وسلم عَلَى الفُلْكِ فَقُلْ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنْ القَوْمِ الظَّالِمِينَ}



وقال إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}



وقال داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ}







وإن أهل الجنة يحمدون اللَّه تعالى في ستة مواضع: أحدها عند قوله تعالى {وَامْتَازُوا اليَوْمَ أَيُّهَا المُجْرِمُونَ} {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنْ القَوْمِ الظَّالِمِينَ}، والثاني حين جاوزوا الصراط قالوا: {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} والثالث لما اغتسلوا بماء الحياة نظروا إلى الجنة فقالوا {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}، والرابع حين دخلوها قالوا {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ} الخامس حين استقروا في منازلهم قالوا {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ} الآية، والسادس حين فرغوا من الطعام قالوا {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ}.







وقال بعض الحكماء: اشتغلت بشكر أربعة أشياء:



أوّلها أن اللَّه تعالى خلق ألف صنف من الخلق ورأيت بني آدم أكرم الخلق فجعلني من الرجال، والثالث رأيت الإسلام أفضل الأديان وأحبها إلى اللَّه تعالى فجعلني مسلما، والرابع رأيت أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم أفضل الأمم فجعلني من أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم.







وروى ميمون بن مهران عن بن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أنه قال: إن لله تعالى من خلقه صفوة إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا، وإذا أنعموا شكروا وإذا ابتلوا صبروا.







التوقيع

اللهم رب الناس أذهب الباس عنى وأشف أنت الشافى

اللهم أرحم ضعفى وأغفر ذنبى وأرضى عنى وأختم بالباقيات الصالحات أعمالنا





20-02-2012 10:53 AM
حسبن الحمامصة
لاشك في نجاح الامن العام في التعامل مع الحراك الشعبي لغاية الان فعلى ما يبدو الطريق قد بدأ الان وعليهم الصبر والحذر والذكاء في التعامل مع الحراكات القادمة ....... الى الامام يا ابو مهند
20-02-2012 10:15 PM
شمالي
استراتجيه ناجحه بكل المقايس نشكر الكاتب على هذا المقال
14-03-2012 05:24 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات