الدوار الرابع ( دوار المعلمين )


بدء حراك المعلمين يأخذ منحى أخر من التصعيد ، وبدأت وتيرة الحراك من خلال إتباع آلية جديدة لإيصال رسالة لرئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم بشكل خاص ، بأن المعلمين ليسوا الحلقة الأضعف ولن يكونوا بعد اليوم المطية التي يحاول المتسلقون الصعود على أكتافهم .

في الدوار الرابع ــ أو كما أطلق عليه المعتصمون (( دوار المعلم )) كانت وقفة الرجولة ، وقفة الكرامة والعز ، وقفة المظلوم المقهور الذي انتفض على نفسه ومسح غبار السنين التي تثقل كاهله ، انتفض على نفسه وأعلنها للجميع أن المعلم هو الرقم الصعب في معادلات وأرقام الحكومة ، وأنه رقم لا يقبل القسمة على مسائل الحكومة ،

أعلنها المعلمون وقفة فقدان الثقة برئيس الحكومة ووزير التربية وتم الإعلان صراحة بوجوب رحيل الحكومة ، وهتفت الحناجر ( إرحل ، إرحل ، إرحل ) .

جماهير المعلمين ومن كل أرجاء الوطن الغالي تسارعوا لتلبية نداء القهر والجوع والظلم ، تنادوا من كل حدب وصوب ، تجمعهم أواصر المحبة والانتماء لتراب الوطن وتجمعهم كلمة ( لا للظلم ، نعم لاسترداد الحقوق ) .



اعتصام ولا أروع وقد اختلطت فيه مشاعر المعلمين وامتزجت بدموعهم .

اعتصام ولا أجمل من منظر توحدت فيه جماهير المعلمين مع مناصريهم .

اعتصام ولا أقوى من حناجر صرخت مطالبة بالحق .

اعتصام ولا أرقى من تنظيم على أعلى المستويات .

اعتصام بلا مزايدات في عشق تراب هذا الوطن .



لأول مرة في تاريخ حراك الشعب الأردني يتجاوز العدد أكثر من خمسة عشر ألف معلم ، أكثر من خمسة عشر ألف قلب وروح انصهرت في قلب وروح واحدة ، هي قلب وروح المعلم الإنسان ، المعلم السيد ، المعلم الأب والأخ .



يهتفون بلسان واحد لتسقط حكومة لا تقدر معلميها . فهل وصلت الرسالة ؟؟؟



هي حقيقة ثابتة لا مجال للشك فيها . المعلمون قرروا ولا عودة عن قرارهم ، ولتتكسر كل الأقلام الصفراء ولتخرس كل الألسنة المزايدة على المعلمين الذين سطروا أروع الأمثلة في الانتماء لهذا الوطن الغالي عندما قاموا بحملة نظافة مكان اعتصامهم ، وشمروا عن سواعدهم المعطاءة وأعادوا إلى الدوار بريقه وألقه الزاهي أفضل مما كان .

فماذا تنتظر حكومة قد هضمت حق المعلم ؟

آن الأوان أن تعترف الحكومة بأنها أخطأت بحق المعلم وأن تعيد صياغة خطابها باتجاه المعلم ، لا أحد من المعلمين يتمنى أن يستمر الإضراب ، ولا أحد من المعلمين يتمنى أن يصل الأمر إلى مستقبل يؤدي بنا جميعا إلى هاوية .



يكفى أن حراك المعلمين ـ لغاية هذه اللحظة ــ هو حراك مطلبي ، ونتمنى جميعا أن لا تكون الحكومة سببا في انحراف الحراك ــ إلى ما يتمناه ألبعض ــ من حراك مطلبي إلى حراك سياسي .



أعتقد أن الحل قادم لا محالة ، ويجب أن يكون حلا توافقيا يلبي تطلعات المعلمين ،

ليبدأ الجميع عهد جديد بثقة وتفاؤل للمستقبل الذي ينتظرنا ، وسيبقى المعلمون كما هم شموع تحترق لتنير ملامح مرحلة جديدة .

وسيبقى المعلمون رافعي رؤوسهم بعزة وكرامة لأنهم جبلوا من تراب الأردن ،

وسيبقى (( دوار المعلم )) عنوانا محفورا في ذاكرة كل معلمي الوطن لأنه احتضن الجميع وصهرهم كوحدة واحدة تهتف لكرامة المعلم وعزة وطن المعلم ،

وننتظر جميعا الغد المشرق لبناء هذا الوطن الذي سيكون أكثر إشراقا



تعليقات القراء

تنادوا
(تنادوا من كل حدب وصوب ،)

على ظهر كل دابة و بعير


(يهتفون بلسان واحد...)

لبيك يا نقيب المعلمين...

المبجل و الكريم

عمر اسعد

ترى

اني بمزح

اني مع المعاليم

و منقهر

و تاثبتلك

خوظلك هالبيت:

قم للمعلم وفه التبجيلا

وحاول تزيد راتبه كمان



مع عظيم مودتي و احترامي

الك

و لكل المعاليم و الاساتذه

و لجراسا

و المحرر
رد من المحرر:
تحياتي
16-02-2012 08:19 AM
أحمد الزعبي
أجزت فأجدت فهذا هو المعلم الذي عهدناه رجل المواقف وخاصة في مواقفه ضد الظلم وأصبح الحائظ الذي يريد أن يقفز فوقه الجميع.
16-02-2012 09:22 AM
صقر1
الحمد لله . المعلم حيطة مش واطي .. فقد تم رفع الحيط اكثر من برج خليفة في دبي. والا حد يقد ينط من فوق الحيط من هون ورايح.
17-02-2012 03:29 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات