هذا هو الاسلام


هو الاستسلام لله ، والانقياد له سبحانه بتوحيده ، والإخلاص له والتمسك بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام لأنه المبلغ عن ربه ، ولهذا سمي إسلاماً لأن المسلم يسلم أمره لله ، ويوحده سبحانه ، ويعبده وحده دون ما سواه ، وينقاد لأوامره ويدع نواهيه ، ويقف عند حدوده ، هكذا هو الإسلام .

والإسلام، تلك النعمة العظمى التي أنعم الله بها علينا، دين يشمل حياة المسلم كلها، ويستغرق جميع جوانب الحياة، صغيرها وكبيرها. ومعنى الإسلام واسع وعميق، فهو يجمع إلى رقة التوجيه دقة التشريع، وإلى جلال العقيدة جمال العبادة، وإلى إمامة المحراب قيادة الحرب، وبذلك يكون منهج حياة بكل ما في هذه الكلمة من معنى ، والإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف، وليس الإسلام طلقة فارغة تحدث دوياً ولا تصيب هدفاً، إنه نور في الفكر، وكمال في النفس، ونظافة في الجسم، وصلاح في العمل، ونظام يرفض الفوضى، ونشاط يحارب الكسل، وحياة فوارة في كل ميدان .



وحتى يكون الإسلام منهج حياة واقعية، فلابد أن يتحول إلى حركة واقعية، وأن لا يبقى نظريات مسطرة في الكتب على الأرفف، ولابد ألا يبقى في حدود الشعائر التعبدية فقط.

ولن يكون الإسلام شعائر وعبادات أو إشراقات وسبحات، أو تهذيباً خُلُقياً وإرشاداً روحياً، دون أن يتبع هذا كله آثاره العملية ممثلة في منهج للحياة موصول بالله الذي تتوجه إليه القلوب بالعبادات والشعائر والإشراقات والسبحات، والذي تستشعر القلوب تقواه فتتهذب وترشد.. فإن هذا كله يبقى معَطلاً لا أثر له في حياة البشر ما لم تنصب آثاره في نظام اجتماعي يعيش الناس في إطاره النظيف الوضيء

فالاسلام ليس مجموعه معقدة من كتب الفقه وليس قائمه لا تنتهى من الحلال والحرام ولكنه ببساطه كل شئ جميل وطيب وكل شئ يعمر الحياه بالحب وفى نفس الوقت هو كل شئ يدافع عن الحق ويحارب الباطل ,فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال عن حزب الفضول لو دعيت اليه فى الاسلام لاجبت كان يعنى انه يقف مع الحق والفضيله ايا كانت حتى لو كان المتفقون عليها كفاراً او مشركين.

وعندما افتى مجموعه من الصحابه رجلا منهم ان يغتسل من الجنابه وفى رأسه جرح فمات الرجل قال لهم قتلتم صاحبكم , لانهم فهموا الاسلام على انه طقوس دينيه وتغافلوا عن ان هذه الطقوس انما شرعت لمصلحه المسلم فان تعارضت معها كانت معارضه للاسلام نفسه.

بعض الناس ان سُئل عن معنى الاسلام قال لك انه الشهاده والصلاة والصيام والزكاة والحج,وحلال وحرام وهكذا..........وهو بهذا غَير معنى الاسلام تماما ولم يفهمه,لان هذه الطقوس هى شئ غير مميز للاسلام فهى فى كل الاديان وان كانت فى الاسلام مكتمله وفى احسن صورها ..........فهذه الطقوس او العبادات انما شرعها الله تعالى لتكون شاحن لطاقه الانسان لكى يعمر الارض ويقيم الاسلام وليست هى الاسلام نفسه وان كانت هى اركان الاسلام فذلك يعنى انها الاركان التى تدعم هذا الصرح حتى يقام فبدونها ينهار الصرح لان الانسان عندما يفعل الفضيله لله تعالى تكون خالصه لوجهه فيسمو بها وتسمو الحياه ,اما ان كان يفعلها للبشر فسوف يفعل الرزيله فيما لا يراه البشر ,وهذا ضد مبادئ الاسلام,فالاسلام يسمو بالانسان ليسمو ويعمر الارض التى يعيش فيها كل المخلوقات.



فى الحقيقة يجب على كل مسلم ان يكون صورة واضحة للاسلام بحيث يفهم غير المسلم معنى الاسلام بمجرد رؤيته والتعامل معه ، فيجب عليه ان يجمع بين الاعتزاز بالنفس والشعور بالزهو والثقه بالنفس لانتمائه لهذا الدين وبين حسن التعامل مع المسلم وغير المسلم من منطلق الرحمه والقوة والكرامة .



ان الاسلام حارس لكل فضيله ومانع من كل رزيله واذا طبقنا هذه القاعدة يكون كل حكم فى الاسلام هو من وسائل حمايه الاخلاق وحمايه النفس والروح والجسد من كل ما يلحق بهم الضرر.

ومن هنا نفهم الاسلام ببساطة مهما كان فيه من احكام ومهما كثرت فيه الكتب .



تعليقات القراء

اول
اول مره
بشوف ..
............
09-02-2012 10:33 PM
محمد بدر
للكاتب المحترم

احسنت
فهذا هو الأسلام
الذي جاء به ودعا اليه
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
ونشره الصحابة
ودافع عنه التابعون
وتابعيهم باحسان الى يوم الدين

وما ندعو الله ان نلقاه على هذا الفهم
وبتطبيقه
مرة اخرى اشكر الكاتب المبجّل
على رأي أحد أصحابنا
السابقين !!!!!!!!!!!!!!!!؟
10-02-2012 09:49 AM
المبجلان
المبجلان
و الكاتبان الكريمان
الاستاذان و ابنا الاكرمين:
محمد المجالي:كاتب المقال
محمد بدر كاتب و صاحب التعليق\2
اني \1
لقد ابدعتما
مجالي
بعدين
بقلك
تكمالة التعليق
11-02-2012 12:46 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات