ابنتي تبكي


عادت على غير عادتها من مدرستها والدمع يترقرق في عينيها وأخذت تتوسل ألي أن أساعدها في البحث عن مركز ثقافي يقوم بتدريس منهاج الثانوية العامه خوفا من ضياع دروس عليها نتيجة استمرار المعلمين بالإضراب وقالت لي لقد توسلنا أنا وزميلاتي بالصف معلمات مادتي الرياضيات واللغة الانجليزية لاعطا ئنا دورس لهاتين المادتين على الاقل لاننا نعاني صعوبة في فهما ونحتاج الى من يشرح ويفسر لنا ولكن للاسف المعلمات رفضن وبإصرار بحجة الالتزام بالإضراب .
معلمي الكريم نقدر جهودك ونقدر تعبك ونقدر اخلاصك وتفانيك في عملك وانت تمارس اشرف وانيل مهنة في التاريخ ونتعاطف معك في طرق كل الابواب لتحسين ظروفك المعيشية والاقتصاديه ولكن معلمي الفاضل تذكر انت موظف حكومي لا تتعامل مع ملفات وكتابات وخدمة جمهور لاضير ان انتظر يومين او ثلاثه لاستكمال معاملته انت تتعامل مع فلذات أكبادنا التي تمشي على الارض تعطليهم ليوم واحد معناه ذاهبهم الى الشارع وما ادراك ما الشارع عدا عن حوادثه المؤسفه التى تأخد الارواح .
معلمي الفاضل من حقك ان تسعى لتنال حقك ولكن ليس من حقك ان تقتل فرحة طفلي بذهابه الى مدرسته في اول يوم لفصل دراسي جديد للقاء اصدقائه ورفقائه بالصف واقباله على تعلم دروسه وانت الذي غرست فيه ذلك .فلماذا قبل ان تفقد تعاطفي معك بالحصول على حقك لم يتم تشكيل لجنة حوار مع الحكومه وان لم يتم التوصل الى حلول عندها من حقك ان تعلن الاضراب .معلمي الفاضل بإضرابك انت لا تلوي يد الحكومه لوحدها بل يمس الضر كل بيت اردني فليس الامر متوقف عليك لوحدك بل العطل نال البلد بأكمله وشل حركته فأخي المعلم عد الى رشدك وناقش وحاور وطالب دون الإضرار بنا وبأولادنا واجعلنا دائما معك وفي صفك ضد من يحاول النيل من حقوقك ولا تجعلنا نندم يوما وتقتل فرحتنا معك بالحصول على نقابة خاصة بك .
بالمقابل لماذا الحكومة تصم اذانها عن مطالب المعلمين ولماذا تترك الامر بدون حوار جاد ومثمر وتلوح بالبديل والبديل لايستطيع ان يحل محل جميع المعلمين في جميع المدارس وعلى الحكومة ان تتذكر ان الضرر يطالنا نحن طبقة الفقراء والمعوزين الذين يدرس ابنائهم في المدارس الحكومية أما ابناء الاغنياء فلهم مدارسهم الخاصة التى لا نقوى على دفع رسومها .فاستمرا الاضراب من شانه ان يشجع أبناءنا على التمرد وإهمال دروسهم علاوة على انه يخلق حالة من عدم الاستقرار التربوي والبئيى في أوضاع غير مستقره بالبلد نحن بغنى عنها خاصة في ظل الظروف الحالية .
على الحكومة ان تتحمل كامل مسؤولياتها تجاه هذا الموضوع وان تسعى جاهدة لحل موضع اضراب المعلمين بحيث لا يتكرر مرة اخرى لما فيه من عطل وضرر لا يصيب ابناءنا لوحدهم ولكن يشل حركةالبلد بأكملها .
وانت معلمي الفاضل ما عهدناك يوما الا مع الوطن و قضاياه تدافع عنه وتربي اجيالا ليكونوا خير خلف لخير سلف رسالتك وصلت ولكن تذكر وانت خير من يذكر بذلك ان للوطن عليك حقا فالحياة لا تقاس بالأمور المادية لوحدها .علمتني ان هناك أشياء اكبر وأعظم من الماده فليس بالخبز وحده يحيا الانسان .
Shaker.m110@yahoo.com



تعليقات القراء

عبدالله حسونه ( أبو طارق
( كلام سليم ) شكراً للكاتب شاكر محارمه على طرحه الموضوعي لقضية هامه تتعلق بغياب التلاميذ عن مقاعد الدراسه نتيجة إضراب المعلمين عن العمل والذي يضر بالجميع. نتمنى أن تسوى هذه القضيه بالحوار الهادف والبناء بما يتفق مع مصلحة الوطن والمواطن على حد سواء . والله من وراء القصد .
09-02-2012 01:55 PM
و الله


- "و الله من وراء القصد"



جمله ,الاحظ كثيرا من الكتاب و المعلقين شيوخ الصلح الكرماءينهون بها كتاباتهم وبيان صلح الجاهه الكريمه و كأن احدا ينظر اليهم بعين الريبه(او التخوين)علما بان سائقي الباصات يكتبونها ايضا على مقدمه الباص او مؤخرته(تعتمد اين تقف )





"و الله من وراء القصد"

وفي روايه اخرى

"و الله من امام القصد"






09-02-2012 06:18 PM
من مدونات
من مدونات معلم انجليزي في النصف الثاني من القرن 19 المنصرم:

"لقد ناضلنامن اجل حقوقنا وحصلنا عليها
بالجهد و العرق و الاضرابات المتواصله
و التضحيات و خسر الكثير من عمله"
ثم بعد ذلك:
عملنا على:
"تأكيد حقوق تلاميذنا"


-في النصف الثاني من الفرن19 تأسست نقابات عمالية قوية في كل من بريطانيا – فرنسا و ألمانيا. وتكتلت هذه النقابات العمالية عالميا في إطار عرف باسم " الأممية " .
-حصل العمال الأوروبيون على بعض المكاسب من أهمها تقليص مدة العمل اليومي، و الزيادة في الأجور، والاستفادة من عطلة نهاية الأسبوع ، وإحداث تعويضات المرض وحوادث الشغل و التقاعد و البطالة، وحق الإضراب، ومنع تشغيل الأطفال، و الاحتفال بعيد الشغل (في فاتح ماي من كل سنة
09-02-2012 06:20 PM
تاليا النص
- تاليا النص الانجليزي لنقابات العمال:


Unions are a fundamental component of a free and democratic society, and freedom of association—workers’ right to form and join unions and pursue their interests collectively—is the foundation for all other worker rights. The Solidarity Center trains union organizers, shares information with union activists, and provides support for struggling unions all over the world.
Freedom of association is the underpinning of every democratic society. Without the right to organize, people have no way to strive for economic and social justice. A union is a group of workers who come together to win respect on the job, better wages and benefits, and more flexibility for work and family needs. Unions are built through the active participation of its members, and encourage political participation at the grassroots and national levels. Unions equalize the balance of power between employers and employees by giving workers a voice. Union members have a say about pay, benefits, and working conditions. With a union, workers have a voice on the job and the ability to improve their lives and their communities. Without unions, workers have little or no recourse when their rights are violated. Without collective bargaining, they have no way to improve their wages and workplace conditions.


بالمقابل
الترجمه:


تعد نقابات العمال مكونا رئيسيا في نسيج المجتمع الحر و الديمقراطي، إضافة الى منح العمال حرية الانضمام لها، وبذلك يكون حق العمال بتشكيل النقابات و الانضمام إليها و السعي لتحقيق مصالحهم بشكل جماعي الأساس لضمان سائر حقوق العمال الأخرى. كما يدرب مركز التضامن المنظمين النقابيين، ويتبادل المعلومات مع نشطاء النقابات، ويقدم الدعم للنقابات التي تناضل بالحصول على حقوقها في أنحاء العالم كافة.

وتشكل حرية الانضمام للنقابات الركيزة الأساسية لكل مجتمع ديمقراطي، إذ لن يتمكن الأفراد من السعي لتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية دون منحهم لحق التنظيم. وتعرف النقابة بأنها مجموعة من العمال يسعون معا لكسب الاحترام في سوق العمل وتحقيق أفضل الأجور والأرباح، إضافة إلى المرونة في العمل، وتلبية حاجيات أسرهم. وتنشئ هذه النقابات من خلال مشاركة الأعضاء الفاعل، وتشجيع المشاركة السياسية على مستوى القاعدة الشعبية والمستوى الوطني. وتعمل النقابات على معادلة موازيين القوى بين العمال و أصحاب العمل وذلك بمنح العمال حق الادلاء بآرائهم. كما للأعضاء الحق بالتداول في أمور مختلفة منها الأجور والفوائد وشروط العمل. وفي النقابات يكون للعمال صوت مسموع فيما يتعلق بالعمل، ومدى قدرتهم على تحسين معيشتهم ومجتمعاتهم. ولولا وجود هذه النقابات لما تمكن العمال من اللجوء الى من يحمي حقوقهم في حال انتهاكها. ولا بد من المساواة الجماعية؛ إذ تعد الوسيلة الوحيدة لتحسين الأجور وشروط أماكن العمل.
09-02-2012 06:21 PM
لحق
المبجل
شاكر محارمه
لحق حالك
و اقرأ ما زاله تازه
لانو يحمل نفس الفكره
التعليقات
على مقال الكاتب الكريم:بكر الطلافحه
"معلمو جوائز وإعتصامات"

و المنشور
على موقع: جراسا الغاليه
10-02-2012 02:28 PM
مدراء تربية في زمن الرويبضة
من يخسر عندما يكون الحاقد مسؤولا ؟


سعة الصدر صفة ضرورية لمن يعمل ويخدم في العمل العام ، سيما الحساس منه ، لان اساس السياسة والعمل فيها اختلاف الرؤى وتلاقحها ، وهي لا تفسد للود او للعمل قيمته بل تعطيه قيمة عليا تعزز المصداقية في وجدان الشعب وذاكرته ، لتكون النتيجة تعزيز منعة النظام السياسي وصلابته.
وهنا نتحدث عن صنفين من المسؤولين ؛ الاول متواضع دمث في خلقه ياسرك لنفسه وعمله ولمن يمثل ، والثاني متكبر حاقد ينفرك ويبعدك عن ذاته وعن النظام الذي يمثله .
دماثة الخلق وصفاء السريرة مغروسة في النفس السوية ، تجعلك اسير من تتعامل معه ، ولا غرابة في ذلك فالانسان بطبعه اسير الاحسان حتى قيل انه عبد الاحسان ..
والحقد وسوء الطوية طبع ملازم لمن يحمله لا ينفك عنه منذ ان تكونت شخصيته الى ان يصبح مسؤولا في موقع ما ، فتقع الطامة بحجم تلك المسؤولية ، وهو ينم عن شخصية ضعيفة مهزوزة ، تبعد النفس عن تقبلها ، حتى ولو تظاهر الحاقد بالهدوء والتدين والبساطة احيانا فهي اسلحة قد تكون ضرورية لممارسة عمله، فهو يصعب عليه المواجهة للمقابل ، فيلجأ الى تخزين المواقف مع من تعامل معهم من اقربائه او زملائه ، ليمارس الحقد عليهم عندما تحين فرصته ، عبر تصفية الحسابات باسلوب الخبث اوالتحتية اوعن طريق تحريض الاخرين على من يحقد عليه..
الامر قد يكون مستوعبا او من السهل احتوائه حين يكون الحاقد شخصا عاديا او مواطنا كبقية الاخرين ، فيصبح القرب اوالبعد منه بحجم خبث مواقفه وحجم الاساءة فيها ..
ولكن المصيبة الكبرى عندما يكون هذا الحاقد في موقع المسؤولية ، يتحمل مسؤولية عامة ، يفترض ان يقدم من خلالها خدمة للدولة او النظام السياسي ، سيما اذا كانت مسؤوليته بمستوى استخلاص النتائج والتوصيات في الصفوف الثانية او الثالثة في مؤسسة ما ، لان هذه المواقع بيدها حبك الوقائع وتنظيمها وخلاصة النتائج والتوصية للمدير او المسؤول الاكبر ، حيث يلجأ الى ممارسة حقده وتصفية حساباته بطريقة لا يدركها من يمارس عليه الحقد ، فتظهر النتائج على ايدي الاخرين ويكون هو (أي الحاقد) يقطف ثمار حقده وهو في موقع المتفرج الذي يتلذذ على ما اقترفته يداه ، ولكن السؤال الكبير على حساب من يصفي هذا الحاقد المسؤول عنفوانه نفسيته المدمرة ؟!
نعم على حساب الدولة والنظام السياسي الذي يفترض انه يسعى لخدمته ، وذلك عندما يستقطب العداوات للنظام وعندما يزيد بل ويوسع من حجم المعارضة له، من خلال استغلال صلاحيات وظيفته ليصفي حسابه على من يحقد عليهم من اقربائه او زملائه السابقين او جيرته وابناء حيه او..
خلاف الراي يثري المسيرة ، ويراقب الاداء للدولة، ويشكل متنفسا سياسيا تنصهر فيه الرؤى، لتشكل بوتقة تخدم النظام السياسي نفسه، وتحافظ عليه من خلال برامج الاصلاح التي تقدم، وتجري مناقشتها واقرارها حسب القناعات بها .
ولكن المسؤول الحاقد على ذلك القريب او الناشط يهمل ذلك كله ويبحث عن كلمة او عبارة او موقف او نشاط ، ليجعل من الحبة قبة ، تأويلا وتسطيحا وامعانا فيما يضمر في نفسه من اساءة وحقد، وليخسر من يخسر حتى ولو كانت الدولة او النظام السياسي الذي يخدمه ، ما دامت اسارير الحاقد تنفرج ويرتاح بها صدره ، لينتقل الى جولة اخرى ومع من هذه المرة ؟!
ولكن الخسارة تبقى وتتراكم على النظام نفسه دون ان يدركها احد ؟!




ما كتبه خبير الادارة د .واصل المومني قبل سنة يتوافق 100% مع هذا المقال الرائع


المتلونون، وقدرتهم على التلون
نحن نعرف أن الانتماء الحقيقي لهذا الوطن هو بذلٌ وعطاءٌ وصدقٌ وانتماء، ومنطلقاته التجرد من التصرفات الرخيصة والقيم الهابطة والسلوك المنحرف، لأن من أعلى مراتب الانتماء البذل الذي يصل إلى درجة الفداء والتضحية، والمنفعة فيه لا تعيق العمل الجاد، ولا تحرف السلوك، لأن المبدأ هو الأساس، وصاحب المبدأ لا تهزه الزوابع، ولا تغريه المراكز.
وعندما تختلط الأوراق وتهبط القيم يستطيع المنافقون أصاحب الألسنة المراوغة، والحركات التمثيلية، القدرة على تلوين الوجه والجلد أن يخدعوا الناس بألسنتهم ويوهموا الآخرين بسلوكهم والانبهار بهم، فتارة يتلونون بالدين، وتارة بالوطنية، وأخرى بالانتماء والإخلاص، فإذا كان الوضع يتطلب منهم البكاء يبكون، أو التودد يتوددون، أو الهدايا يرسلون، أو العنصرية يتعنصرون، أو الكذب يكذبون أو النميمة ينمّون، فهم يعتبرون اللصوصية دهاء والخدعة لباقة والكذب ذكاء، وأكل حقوق العباد مرجله، والخنوع والتذلل مصلحة.
نحن نعيش هذه الأيام مع من تحركهم المصلحة، وتوجههم المنافع ويحكمهم حب الذات والمادة، لديهم القدرة على التلون كالحرباء، يتقنون مهارة الثعلبة، ومقدرة القردة على التمثيل، ذئاب الأخلاق، ضباع الطباع، يميلون مع الريح حيث مالت، يهتفون ويصفقون للمنتصر، ليس لهم ذمم تحدد معالم هويتهم، أينما وجدوا الفرصة التي تحقق لهم أهواءهم ومصالحهم لبسوا ثوبها، وأظهروا الإخلاص لها همهم الوحيد الوصول.
يغتنمون الفرصة ليسرقوا قوت الآخرين، ويتسللوا إلى أهدافهم عن طريق التلون، يبيعون أخلاقهم بمصالحهم ومنافعهم، ويأبى الطبع اللئيم أن يفارق سلوكهم، وتظهر علامات الحقد على جلودهم وجوارحهم، التلون همهم الذي أعمى قلوبهم وأبصارهم.
ما أسوأ الأيام التي نعيش غاب عنا من لديهم القدرة على اكتشاف المتلونين، فقد استطاع المتلونون الممثلون أن يصلوا إلى مواقع كثيرة وحساسة، وأن يتسللوا إلى ثغورٍ خطرة وينمون ويتكاثرون ويُفرّخون في جميع المؤسسات والميادين حتى فسدت أجهزة عديدة بفضل عبثهم وتلونهم، وأفسدوا كل الجهود التي بذلت لتكوين مستقبل أفضل لهذه الأمة.
الوطن يحتاج منا في هذه المرحلة الولاء والانتماء والحذر كل الحذر من الذين يجيدون لعبة التلون على أغصان المصلحة ، والمنفعة، وحتى في الملابس البراقة، والكلمات المعسولة، ودموع التماسيح، والابتسامة الصفراء.
فأصحاب الولاء الصادق، والانتماء الصحيح لا يحبذون صناعة العبارات الكاذبة، ولا يجيدون التمثيل، همهم إظهار الحق والعدل والعمل الجاد، وتغيير الوضع الذي نعيش؛ لأنه أثقل المخلصون في هذه الأمة، ولا يملكون إلا الكلمة الموجعة على ألسنتهم، أو الاحتجاج على هؤلاء الممثلين، فإذا ما نام الناطور عن الثعالب وهي تقطف ثمار العنب؛ فلا بدّ للناطور من أن يصحو?Z يوماً.
حمى الله هذا الوطن العزيز من أذاهم، وشرورهم، وهيأ لولاة أمورنا القدرة على تقييم الرجال، ليبقى الأردن عزيزاً قوياً عصياً منيعاً.




الإدارة: بين الغربة والاغتراب
لا شك أننا نعيش في هذه الأيام أوقاتاً غير عادية في حقل الإدارة التربوية، إذ يشعر المرء بأننا وصلنا من نقطة تاريخية نحو الأسوأ، فعندما نجتاز حاجز الزمن ونلتقي مع الحقيقة وجهاً لوجه يبرز لنا معدن النقائض الإنسانية من كذب وغلٍ وحقدٍ ونرجسية، ويبدو أن الإنسان مهما حاول أن يغطي حقيقته بشتى الأغلفة والمظاهر الكاذبة فإنه في أعماقه يعرف كل شيء...، فالجبان مهزوم في أعماقه مهما حاول أن يخفي، والوصولي كذلك يكشفه سلوكه، وفي السنوات القليلة القادمة سنشهد الألم الذي سنتلمسه نتيجة الجراثيم التي م?Zصُلت بها أقنية الشخصنة، والمغالطة، والتشكيك، والعجز في اتخاذ القرارات، التي تسللت إلى أنسجة التفكير الواعي والإبداعي فلاثت وخربت القلوب والعقول، مما انعكس سلباً على المخرجات التعليمية برمتها، والحقيقة تؤكد أن هؤلاء هم مظهر المشكلة لأنهم أفرزوا هذه المرحلة بكل فقرها، وتناقضها، وعيوبها، وسلبياتها، ومهازلها.
إن عجز هذه الإدارات أو ما يُسمّون (بسماسرة التربية) عن الانسجام مع الواقع التربوي، واستيعاب مراحل التطوير التربوي، وحسن التصرف في اتخاذ القرارات، وطريقة التعامل مع التابعين، وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، أحدث هوة عميقة من عدم الثقة بين كوادر مديريات التربية والميدان؛ مما ولّد التشكيك والتناحر، والتباغض والرفض بين العاملين، فضلاً عن محاربة المبدعين، والمتفوقين، والمخلصين لهذا الوطن العزيز ولقيادته، وتبديد جهودهم حسداً من عند أنفسهم، وإيصال المفسدين الذين يلجأون إلى الرشوة، وتبادل المنفعة عن طريق ما يسمونه بالتوريث في المراكز، الذي أصبح يتردد في بعض المديريات بصرف النظر عن المسلكيات الوظيفية، مما جعل كل فرد من العاملين يصل إلى مرحلة انعدام الثقة في هذه الإدارات، وتدنٍ في الأداء.
إن تدني الأخلاقيات بصفة عامة ، والانحراف القيمي المترجم بسلوكات منحرفة، وغياب الأمانة العلمية، والالتزام الأخلاقي، وانتشار التمييز والمحاباة، والنفاق، كل هذا ساعد على انتشار الفساد، وخير دليل على ذلك تعيين بعض المتنفذين، ومن تربطهم علاقات مع بعض المستفيدين للدفاع عن قراراتهم، وتعيينهم على حساب من هم أحق منهم وأجدر، فالقرار غير الرشيد يؤدي إلى السقوط الأخلاقي، وفقدان السلطة القيمية، وبالتالي إضعاف فاعلية النظام التربوي بأكمله، فالمشكلة مشكلة (أخلاق) فالمبادئ التي تأتي من خارج كيان الإنسان تفتح الباب على مصراعيه لحدوث التناقض المحزن بين ما تنادي به وما تفعله، فإذا ما اتخذ المدير قراراً فاسداً، فإن جميع العاملين يلاحظونه ويدركونه، مع أن القرار والصلاحيات بيد المدير لكنّه لم يتنبه إلى السقوط الأخلاقي، وبالتالي ينعكس بشكلٍ سلبي على العاملين، ويؤدي إلى عدم الطاعة، والاحترام المتبادل بينهم وبين المدير.
لقد نظر أفلاطون إلى التربية على أنها كيان عضوي متكامل يستند في قيامه وبقائه على التربية... فالرجل العادل الذي يبذل ما في وسعه ليعطي الدولة قدر ما يأخذ منها، لا أن يستغل موقعه ومنصبه ليأخذ كل شيء فلا يبقي ولا يذر، فإذا اختل العدل يبدأ الفساد ينتشر، وإن فساد النظم التربوية يقود إلى فساد النظم السياسية، لهذا أولت الولايات المتحدة الأمريكية واليابان التربية اهتماماً كبيراً، ففي عهد ريقان(1983) جاء تقرير اللجنة الوطنية المكلفة بدراسة التفوق والسبق في التعليم " امة معرضة للخطر" حول حتمية إصلاح التعليم في أمريكيا، فركزوا على القيادة الإدارية التي تمتلك فن التأثير بالتابعين، والتوازن بين بعدي العلاقات الإنسانية والإنتاج، واحترام قيمة الفرد، وتبني الموهوبين والمبدعين وتحفيزهم، فالمشكلة هي قضية امة تود أن تأخذ مكانتها في عالم شديد التنافس، ليس لديها من أداة لتحقيق ذلك إلا التربية، وأن التاريخ لا يرحم، ونتيجة لهذا الإصلاح تفوقت الولايات المتحدة الأمريكية على العالم سنة(1991).
وفي اليابان في عهد ( طوكو جاوا) تم التركيز على الطابع الأخلاقي في التربية – العدل- وحب الخير للآخرين- وحسن المعاملة- والأمانة والشرف- وتكامل الشخصية على اعتبار أن التعليم خدمة وطنية عامة، وواجبٌ قوميٌ مقدسٌ يتجاوز الفردية والفئوية، ويجسد عامل التوحيد الأهم لعقل الأمة وضميرها، لأن المستقبل البشري لا يحتمل تكرار الأخطاء.
ومن اللافت للانتباه أن المنظومة الفاسدة تضم عدداً من الأفراد داخل المؤسسة التربوية لغايات المنفعة الشخصية، وتخطط لفترة طويلة من الزمن بغرض الديمومة والبقاء للشلة، ففي بعض مديريات التربية والتعليم، تستأثر الشلة بالقرارات منذ التسعينيات من القرن المنصرم، ومن المؤسف أيضاً أن الإدارة العليا منذ زمن بعيد لا تمتلك معلومات كافية عن المفسدين، أو ضعف التواصل مع العاملين في الميدان، والاستماع إلى همومهم، والاكتفاء بالمعلومات الواردة إليهم من الإدارة الوسطى التي تتمترس حول العقاب، والتهديد، والوعيد، وقمع المعارضين لها، وعدم اكتراثهم بسبب خروجهم من طائلة المتابعة القانونية، والتساهل مع قراراتهم، أو الالتفاف عليها، وتركها مطلقة اليد تصنع ما يحلو لها، وتبيع نفسها لمن يدفع أكثر دون أي رقيب أو حسيب، فتحولت هذه الفئة إلى بؤر تضليل، لتتمكن من الاستمرار والبقاء.
ومن المطمئن وما نتلمسه من خلال حديث معالي وزير التربية والتعليم أنه وضع يده على جميع الاختلالات وبمنتهى الدقة والموضوعية والشفافية وبفترة زمنية قصيرة، وتحدث عن ذلك في الصحف الرسمية والتلفاز ونأمل معاليه إصلاح ما فسد وترميم ما هدم، فالتربية وكما قال: بحاجة ماسة إلى"التغيير والتجديد" وكل الأردنيين يُحيّون هذا التوجه الجريء والبناء لخدمة أبناء الوطن.
أعلم يقيناً أن الصدق مع الناس الذين لم يتعودوه أمر من الصعاب، لكنني تعلمت أن الساكت عن الخطأ مثل فاعله ، فلا بدّ من صيحة موجعةٍ تعيدهم إلى روعهم ورشدهم، لأن النظرة القاصرة والتحرك الأعرج والفهم المغلوط والغرور والأنانية القاتلة تعتريهم، وتسيطر على عقولهم.
وعلى أية حال، ينبغي دوماً أن نشد على أيدي العاملين والمعلمين المخلصين خدمة لهذا الوطن الحبيب تحت قيادته الهاشمية الواعية؛ لنبدأ معركة الحق ونطوي ظلمة الليل الذي نأخذ بأثقاله علينا منذ زمنٍ بعيد.


سيدي الكاتب : شكرا لك فهذا مقال رائع وواقعي جدا . وقد اختبرنا وجربنا وعانينا قبل سنة في مديرية تربية عجلون من مدير تربية حاقدا واناني وسادي ومصلحجي ومتلون ومتفرعن ومدعوم من امين عام سابق واخر حالي لوزارة التربية ، ولا يخاف الله ويقدم مصالحه الخاصة التافهة على مصالح الاخرين وعاث في مديرية تربية عجلون فسادا ودمرها واعادها الى الظلام لانه وصل الى هذا المنصب بالواسطة والمحسوبية والنفاق وبطرق ملتوية وخادعة رغم انه كان معلم اقل من ضعيف وامضى 11 سنة يتكسب خارج الوطن ولا زال موظفي مديرية تربية عجلون يعانون الامرين مما احدثه المذكور على الرغم من نقله وبسرعة الربق الى مديرية تربية اخرى ، لقد هدد امننا الوظيفي وعطل حركة الانتاج والابداع في مديرية تربية عجلون . ونشكر هذا الموقع الكريم على نشرهذا المقال. والحمد لله على .......
10-02-2012 07:46 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات