الميتين .. الـقاعدين ..


أن تحيا أو تموت فهذا قدر من الله , الحياة التي وهبك إياها الخالق هي أمر الله وليس البشر, فأما حيا وأما ميتا فكلاهما قدر وقضاء , وعندما تكون حيا فلك حق العيش وقد وهبك الله أيضا سبل العيش , وهي قدر لك من الله تعالى كي تستمر بالحياة ولها قضاءها الذي يتمثل في سبل الحصول عليها !!, ولكن أن سرقها أحدا منك فأنت تصبح ميت وحي بنفس الوقت ( مع العلم أن للقدر أنواع ) ...
قد يسأل احدهم هل يوجد عندنا أحياء ولكنهم أموات ومن فعل بهم هذا ...نعم إنهم موجودون وكثر وقد كانوا يوما ما (ماشي حالهم ) عايشين مستورين , إلى أن قرر الآخرون سلبهم هذا الحق فلا قتلوهم ليصبحوا مع الأموات ولا تركوا لهم مايستطيعون أن يسيروا حياتهم به فكان أن سلبوهم أسس العيش فأصبحوا ليس مع الأموات بل على حافة الموت فلم يُحسبوا مع الأموات لأنه مازالت الروح تنبض فيهم فإخراج الروح قدر ليس للبشر علاقة به ,, ... إنهم فئة ( الميتين المتُــقاعدين ) المدنيين وهم فئة ليست بالقليلة بل يشكلون نسبة عالية من السكان أن اعتبرناهم بشر! فكلمة متقاعدا أن قسمناها فهي ( مُت قاعدا )...!!! فهل من تفسير آخر لها .
(الميتين المتقاعدين المدنيين ), خدموا الوطن في حين رفض الكثيرين وذهبوا للعمل بالقطاع الخاص أو اغتربوا فحصلوا على ماهو أفضل !!, هم قدموا زهرة شبابهم وخدموا المجتمع وأداروا الدولة بمؤسساتها المدنية كاملة فلولاهم لما حصل بقية الشعب على مؤسسات الدولة لتي نظمت حياتهم بكل أنواعها , فهم أساس بناء الدولة المدنية بمؤسساتها التي تُعتبر البنية الأساسية في تكوين الدولة هؤلاء هم من قامت الدولة الحديثة على أكتافهم ,,هؤلاء نسيهم السادة وحكموا عليهم بالموت وهم أحياء .
في فترة الشباب والعطاء وقبل 30 سنه كان بمقدور الموظف من تسيير حياته براتب متواضع يبدأ من 90 دينار!!! إلى 300 !!دينار لان أسرته كانت صغيرة وأولاده صغار يضحك عليهم (بشلن) وكانت الحياة ميسرة , أما ما أن يصل الموظف إلى سن التقاعد حتى تصبح أسرته كبيرة وأولاده كبار في سن الجامعات .. وفي القرن الواحد وعشرون اختلفت كل التفاصيل أكثر
لن أخوض بالتفاصيل فكلكم يعرفها .. فقط سأذكر التعليم , فكيف يتمكن متقاعد دخله 250 دينار من تسيير أمور حياته إذا علمنا أن بيته بالإيجار !! وهناك أثمان ماء وكهرباء ودواء شهري سواء له أو لزوجته أو لأحد ابناهء .. وهناك ثلاث أو اثنين من الأولاد في الجامعات ... على حساب الموازي أو التنافس ..فلا فرق بينهما ( الخل اخو الخردل ) ,, من العيش وماهي شكل الحياة أو معناها له ..في مجتمع كان له الفضل في بناءه .. ليجيبنا أصحاب الذوات والمعالي والسعادة وصانعي القرار والأثرياء و... من يريد أن يجيب كائنا من يكون ..!! , لدي أمثله كثيرة على هذا وهناك من يعاني من أمراض قاتلة أنهت حياته العملية ..بعد أن استنفذتها سنوات الخدمة في مؤسسات الدولة ومع ذلك مازال ( الميتين القاعدين .. المدنيين ) يقولون يعيش الوطن يعيش الشعب !!!! في انتظار ما سيقولون لاحقا !!



تعليقات القراء

أبوموسى حقوق الملكية الفكرية والأقباس ما فيها إشي
مووت قاعدا ولكن على من يجبر على أن يموت قاعدا عليه أن يغني (نرفض أحنا نموت)
فهنك ألف عمل مفيد للناس والمجتمع يستطيع أن يعمله ولا يموت قاعدا ولعلمك كل الأعمال العظيمة للمجتمعات الغربية ينجزها وينفذها الذين على المعاش بعد أن تركوا الخدمه بحكم القانون الذي يضع عمرا معين للموظف فيخرجوا (على المعاش) وهم نوارة الأعمال الخيرة التطوعية بس إحنا هنا نخرجه بدون معاش لائق ولا يكفي ثمن مواصلات له إذا أراد التطوع الى مكان ما فلذالك نقول له أقعد ووفر مواصاتك وموت قاعدا يعني نسميه متقاعد
05-02-2012 04:30 PM
ميت قاعد
قوم
اقعد
نشرب
لقمت
شاي
05-02-2012 04:32 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات